وعلي صعيد معركة الحديدة، أعلن اللواء أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن مدينة الحديدة وميناءها، هما الهدفان المقبلان للتحالف، وأن عودتها للشرعية مسألة وقت.
وكشف اللواء عسيري أن تخاذلاً من المراقبين الدوليين كان وراء وصول شحنات أسلحة إيرانية إلى ميناء الحديدة بعد انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في مارس من العام 2015.
وأكد أن لدى التحالف العربي بدائل جاهزة لميناء الحديدة، الذي لم يصل إليه سوى السلاح المستورد من إيران، في حين لم يستفد اليمنيون منه شيئاً، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
وعن سبب إبقاء الميناء مفتوحاً، قال اللواء عسيري إن ذلك جاء بطلب بريطاني، وإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة طالبتا -أيضاً- بأن يكون الميناء ممراً لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأكد عسيري أن ميناء الحديدة أهم مصادر تمويل وإيصال السلاح إلى داخل اليمن من إيران، منوهاً إلى أن الإيرانيين استمروا لأكثر من سنة في إنكار صلتهم بالحوثيين تمويلاً وتدريباً وإمداداً بالأسلحة، وفي كل مرة تظهر تقارير موثقة عن الأسلحة التي تصلهم من طهران، واعترفوا أخيراً بما كانوا ينفونه في الماضي.
وأوضح أن الحوثيين حصلوا على صواريخ مضادة للدروع من طراز “كورتيد” دخلت اليمن بعد بدء عمليات “عاصفة الحزم” وهي ليست حديثة الصنع بل من إنتاج العام 2015.
وأكد أنه في حال لم تغير الأمم المتحدة من آلياتها في تفتيش الشحنات قبل السماح بمرورها إلى الحديدة وتضع مراقبين في الميناء، فإن التحالف سيتحرك للسيطرة على الميناء؛ لأنه لا يمكن إعادة الشرعية دون إعادة أجواء اليمن كافة إليها ومنها ميناء الحديدة.
وشدد على ان الدول الغربية قاتلت من أجل ان يبقى ميناء الحديدة تحت سيطرة الحوثي بحجة إيصال شحنات الغذاء والدواء لكن ما يتم عبر هذا الميناء يخالف ذلك، وآليات الأمم المتحدة في التفتيش بجيبوتي ليست مجدية وهي ما تسبب بهذا الكم من التهريب.
من جانبه قال قائد يمني، إن لواءين عسكريين تم تجهزيهما لتحرير مدينة الحديدة اليمنية ضمن المرحلة الثانية من عملية الرمح الذهبي التي انطلقت في يناير الماضي.
وقال القيادي في المقاومة التهامية أيمن جرمش في تصريح لموقع"24 الاماراتي"، إنه "تم الانتهاء من تجهيز لواءين من أبناء تهامة معزز بمختلف الأسلحة التحرير الحديدة والميناء الهام".
وأضاف" إن لواءين آخرين يتم تجهيزهما خلال الاسابيع القليلة القادمة، لتأمين الحديدة عقب تحريرها".
وتستعد قوات التحالف العربي لإطلاق عملية تحرير الحديدة والميناء الهام الذي استغله الانقلابيون، في تهريب الأسلحة المرسلة لهم من إيران.
من جانبه حث زعيم الانقلابيين الحوثيين عبدالملك الحوثي، أنصاره على المشاركة في الدفاع عن ميناء الحديدة الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، الذي يعتزم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استعادته من قبضة الانقلابيين.
وقال الحوثي في خطاب: "من أهم التحديات الحالية سعي (الأعداء) لاستهداف الحديدة والساحل"، وأضاف: "أتوجه إلى القبائل وإلى الحوثيين بالدعم بالمال والرجال وأن يتوجه الشباب لدعم معركة الساحل".
من جانبه قال إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إن المنظمة الدولية لا تؤيد عملية عسكرية داخل وحول ميناء الحديدة الذي يمر منه أكثر من 70 في المئة من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية.
ونقلت وكالة رويترز عن المبعوث الدولي في كلمة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن إنه يشعر "بقلق عميق" بشأن احتمال تنفيذ عملية عسكرية في الميناء قريبا.
وقال إسماعيل ولد شيخ أحمد "نحن كمنظمة الأمم المتحدة نرى أنه لا ينبغي تنفيذ عمليات عسكرية في الحديدة."
وتحفظت الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة باراك أوباما تجاه أي عمليات ترتبط بالميناء في العام الماضي ورفضت مقترحاً لمساعدة حلفائها الخليجيين في القيام بعملية للسيطرة على الميناء.
وقال المسؤول الدولي إنه يحق للسعودية والإمارات الشعور بالقلق من "استمرار واردات الأسلحة عبر الحديدة وفرض الحوثيين ضرائب غير قانونية على الواردات التجارية."
لكنه حذر من أن أي عمل عسكري في المنطقة ينبغي أن "يأخذ في الاعتبار ضرورة تجنب المزيد من التدهور في الوضع الإنساني."