وتشهد منطقة جنوب ليبيا عدم الاستقرار تحت وطأة النزاعات الأهلية، ونقص الخدمات الأساسية، وانقسامات هذه المنطقة على هامش الحياة السياسية في ليبيا.
في هذا السياق، لجأت إيطاليا إلى قبائل جنوب ليبيا لوضع حد لأزمة الهجرة غير الشرعية بعد أن فشل المجلس الرئاسي في بسط سيطرته على البلاد.
ووقع ممثلون عن قبيلة أولاد سليمان وقبيلة التبو، اتفاق مصالحة في العاصمة الإيطالية روما ينص على ضبط حدود هذا البلد الجنوبية حيث يتكثف نشاط مهربي المهاجرين.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أول أمس في بيان لها، إبرام قبيلتي أولاد سليمان والتبو جنوب ليبيا اتفاق مصالحة في روما، ينص على ضبط الحدود الجنوبية الليبية حيث يتكثف نشاط مهربي المهاجرين.
وجمع اللقاء في روما حوالى 60 من شيوخ القبائل خصوصا التبو وأولاد سليمان بحضور ممثلين عن الطوارق وكذلك ممثل عن حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا.
وتهدف مبادرة الوساطة الإيطالية إلى مكافحة الاقتصاد المبني على التهريب بحسب الوثيقة الختامية للاجتماع التي نشرتها صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية.
وتعاني ليبيا من أزمات طاحنة في أعقاب سقوط معمر القذافي 2011، حيث استغلت الجماعات الجهادية حالة الفوضي التي تشهدها البلاد وتوغلت إلي أراضيها.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، لصحيفة لا ستامبا، أنه "سيتم تشكيل قوة من حرس الحدود الليبيين لمراقبة 5000 كلم من الحدود في جنوب ليبيا"، وأضاف الوزير أن ضمان أمن الحدود الجنوبية الليبية يعني ضمان أمن الحدود الجنوبية الأوروبية.
وتهدف مبادرة الوساطة الإيطالية إلى مكافحة اقتصاد مبني على التهريب يؤدي إلى مئات القتلى في البحر المتوسط وآلاف البائسين الباحثين عن حياة أفضل، والتصدي لصعود الشعبوية في أوروبا، والتهديد الإرهابي في الصحراء، بحسب الوثيقة الختامية للاجتماع التي نشرتها صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية.
كما ينص الاتفاق على التعهد باستحداث فرص للتدريب المهني للشباب "لإبعادهم عن وسيلتهم الوحيدة للبقاء، أي حياة الجريمة".
وتسيطر قبائل الطوارق والتبو على المعابر البرية في الجنوب الغربي خاصة مع الجزائر والنيجر وتشاد، كما تنتشر قبيلة أولاد سليمان في مدينة سبها عاصمة إقليم فزان، وفي مناطق وسط الصحراء الليبية إلى غاية بلدة هراوة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتنتشر قبيلتي القذاذفة والمقارحة، المواليتين للنظام السابق، في سبها وبلدة براك الشاطئ، ولكن تم استبعادهما من الاجتماع، كما غابت قبيلة الزوي التي تنتشرة في بلدة الكفرة في أقصى الجنوب الشرقي بالقرب من الحدود مع السودان، مما يوحي أن الرهان الأكبر بالنسبة للاتحاد الأوروبي يتمثل في الجنوب الغربي أكثر من الجنوب الشرقي لليبيا.
حيث يتدفق أغلب المهاجرين غير الشرعيين من غربي إفريقيا إلى النيجر وتشاد ومنه إلى الحدود الجنوبية الليبية، قبل أن يتوجهوا إلى السواحل الغربية خاصة القره بوللي، وزوارة، ومنها إلى مالطا والسواحل الإيطالية القريبة من ليبيا.
من جانبها، تخشى عدة دول من نشاط الجماعات الإرهابية وتحركها عبر الحدود، خاصة بعد طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من جميع المدن الساحلية الليبية وتوجهه نحو الجنوب الغربي، حيث تنتشر عدة جماعات إرهابية في منطقة الساحل الإفريقي خاصة في شمالي مالي، أين تنتشر قوات فرنسية ودولية في المنطقة، وإلى جانب الهجرة غير الشرعية والإرهاب، يعتبر الجنوب الليبي منطقة عبور لجماعات تهريب السلاح والمخدرات في الصحراء الإفريقية الكبرى.