بوابة الحركات الاسلامية : تفجير الكنائس في مصر وفتاوى السلفيين والتحريض على قتل الاقباط (طباعة)
تفجير الكنائس في مصر وفتاوى السلفيين والتحريض على قتل الاقباط
آخر تحديث: الأحد 09/04/2017 03:50 م
تفجير الكنائس في
قتل عدد من الأشخاص وأصيب آخرون، اليوم الأحد، بتفجيرين منفصلين بكنيستين للأقباط في مدينتي طنطا والإسكندرية.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية مقتل 25 شخصا وإصابة 71 آخرين بانفجار عبوة ناسفة داخل كنيسة مارجرجس بشارع النحاس في طنطا بمحافظة الغربية.
فيما أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل 6 أشخاص بينهما ضابط، وإصابة 33 آخرين بتفجير انتحاري في محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وقال شهود عيان من أهالي شارع فؤاد بالإسكندرية إنه سمع دوي انفجار بالقرب من الكنيسة. وتوقفت حركة المرور بمنطقة محطة الرمل بوسط البلد، حيث مكان الواقعة.

تفجير الكنائس في
وقال القس أنجيليوس إسحق سكرتير البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: إن البابا بخير ولم يُصب بأذى جراء الانفجار الذي وقع أمام الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بالإسكندرية.
وقال أنجيليوس لوكالة أنباء الشرق الأوسط "إن البابا تواضروس صلى قداس أحد السعف في الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بشارع النبي دانيال بمحطة الرمل وغادرها قبل الانفجار".

تفجير الكنائس في
وقد أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بشدة التفجير الإرهابي الخسيس الذى استهدف أرواح الأبرياء الآمنين، مؤكدا أنه يمثل جريمة كبرى في حق المصريين جميعًا.
وأكد أن هذا العمل الإرهابي الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية، استحلت الأنفس التي حرمها الله وتجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية معرضةً عن التعاليم السمحة التي نادت بها جميع الأديان السماوية، بل وعن القيم والمبادئ الأخلاقية.
وشدد الإمام الأكبر على أن هذا العمل الإجرامي الجبان يؤكد أن الإرهاب اللعين يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري، مطالبا بضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمصر وأمنها وسلامة أبنائها، وبموقف حاسم وفوري من مرتكبي هذا الحادث الأليم الذى آلم  جميع المصريين، مؤكدا تضامنه مع الكنيسة المصرية، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة الناجزة للقصاص منهم.
وأعرب عن خالص تعازيه للبابا تواضروس الثانى والكنيسة المصرية، وللشعب المصري، ولأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
تفجير الكنائس في
وفي نفس السياق أدان الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، الحادث الإرهابي الذي وقع بكنيسة مارجرجس في طنطا صباح اليوم، مؤكدا أنه حلقة من حلقات مؤامرة كبرى تحاك للوطن للنيل من تماسك لحمته وأمنه واستقراره.
وقال عبدالعال، في بيان لمجلس النواب اليوم: «إن مجلس النواب المعبر عن ضمير الأمة، ينعي بمزيد من الحزن والأسى الحادث الآثم الهمجي الذي تعرض له بيت من بيوت الله، والذي راح ضحيته العديد من الأبناء الأعزاء وهم يتعبدون إلى الله في يوم عيدهم».
وأضاف «عبدالعال»: «ويؤكد مجلس النواب أننا أمام إرهاب أسود جهول يستبيح سفك الدماء لإجهاض كل قيمة شريفة وتحويل مصر الكنانة إلى مستنقع من الدماء والأشلاء.. إرهاب لا دين له ولا وطن.. نحن أمام جماعات مناهضة للحياة، تشوه وجه الإسلام الذي لا يقر الاعتداء على الأبرياء، والذي يحفظ للإنسان كرامته وعرضه وماله».
وتابع «عبدالعال»: «إن هذا الحادث الإرهابي الأثيم، ومن قبله الحادث الذي وقع بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ما هو إلى حلقة من حلقات مؤامرة كبرى تحاك للوطن للنيل من تماسك لحمته وأمنه واستقراره، ولكن مثل هذه الأحداث الدامية ستزيد من اصطفاف الشعب المصري خلف قيادته وجيشه الباسل وشرطته الوطنية الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بأن يفتدوا الوطن بأرواحهم الطاهرة وأن يحموا ترابه المقدس».
وقال «عبدالعال»: «لقد رتبت هذه الجماعات الإرهابية المفسدة في الأرض لجريمتها البشعة لتتواكب مع احتفال الأخوة المسيحيين بعيد أحد السعف بغية تمزيق اللحمة والنسيج القومي المصري، ولكن الله سيخيب ظنهم وسيزيد هذا الحادث وغيره من لحمة وتماسك النسيج الوطني في مواجهة هذه العصابات حتى يتم القضاء عليها قضاء مبرما».
وأضاف :«نحن مطالبون اليوم بأن نرتفع فوق الخلافات والفرقة، فلا نكون كالذين تفرقوا واختلفوا فضلوا السبيل.. ولتنضم الصفوف ولنوحد الكلمة لنواجه معا هذه الهجمة الشرسة، ولنكن جميعا حراسا على أسوار هذا البلد الطيب الذي كلأه الله بعنايته».
وأشار «عبدالعال» إلى «أن حزننا على هؤلاء الأبناء الذين قضوا لن يحول دون مواصلة جهودنا جميعا لاجتثاث جذور هذا الإرهاب الأسود من ربوع مصر.. وإن مجلس النواب المصري يتقدم بخالص العزاء للشعب المصري، ولقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية، وأسر الشهداء، والدعاء إلى الله بالشفاء العاجل للمصابين».

تفجير الكنائس في
وعلى المستوى الدولي توالت التنديدات للحوادث الارهابية التي حدث في مصر اليوم من رؤساء الدول ووزراء الخارجية، وقد ندد البابا فرانسيس بحادث تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا، والذي خلف 25 قتيلا ونحو 70 مصابا، وذلك في كلمة له أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس.
وقال البابا الذي من المقرر أن يزور مصر هذا الشهر، وسيزور الكنيسة المرقسية في الاسكندرية التي شهدت أيضا حادث تفجير إرهابي أسفر عن مقتل 6 أشخاص واصابة 33: "أدعو من أجل الموتى والضحايا، فربما يحول الرب قلوب الناس الذين يزرعون الإرهاب والعنف والموت وحتى قلوب أولئك الذين ينتجون الأسلحة ويتاجرون بها"، بحسب ما نقلته "رويترز".
وأعرب البابا عن تعازيه العميقة للشعب المصري وأسر الضحايا في الحادث الإرهابي.
وقد أعلن التليفزيون المصري الحداد لمدة 3 أيام حدادا على شهداء انفجار كنيسة المرقسية بالإسكندرية، ومارجرجس بطنطا.
ووضع ماسبيرو شارة سوداء على جميع قنواته الأرضية والفضائية.
تفجير الكنائس في
وقالت نقابة الصحفيين، إنها تابعت بقلق بالغ حادث الانفجار الإرهابي الذى استهدف كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا اليوم الأحد، موضحة أن هذا الحادث الخسيس جاء متزامنًا مع احتفالات الإخوة الأقباط بصلوات أسبوع الآلام التي تبدأ بأحد السعف اليوم، وبعد رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى الناجحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية‎.‎
وأضافت نقابة الصحفيين في بيان لها أنها إذ تدين بكل قوة الحادث الجبان، وأي حوادث مشابهة تعلن عن تضامنها التام مع الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه
وأكدت نقابة الصحفيين أن الشعب المصري قادر على التغلب على كافة الظروف المعاكسة ومحاولات ضرب وحدته الوطنية، الأمر الذى لن يزيده إلا تماسكا وصلابة والوقوف صفا واحدا أمام هذا الإرهاب الأسود‎.

فتاوى السلفيين والتحريض على قتل الاقباط:

 فتاوى السلفيين والتحريض
بالعودة لتاريخ التيار السلفي مع الأقباط نجده يستعصى على أي قدر من الانتهازية السياسية، فمنذ نشأة التيار في مصر على يد مجموعة من طلاب الجامعات في السبعينيات وهم ينظرون إلى المسيحيين على أنهم «كفار» وليسوا شركاء في الوطن، وهو ما تؤكده فتاوى منظري السلفية في مصر أمثال الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وياسر برهامي، وأبو إسحاق الحوينى وغيرهم من حاملي هذا الفكر الوهابي.

يحفل موقع «صوت السلف» بفتاوى أجمع عليها أعضاء الدعوة السلفية تقوم على أن «غير المسلم» لا يجوز له أن يتولى الولايات العامة مثل قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه، ولا يجوز أن يشتركوا في القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أي منصب في القضاء ولا أي وزارة، وأن المساواة المطلقة بين مواطني البلد الواحد قول يناقض الكتاب والسنة والإجماع.
وهو ما عبرت عنه الكثير من الفتاوى التي أصدرها مشايخ السلفية، أمثال برهامي، والحوينى، والمقدم، مستندين في فتاواهم إلى إصدارات ابن القيم وابن تيمية، ومشايخ السلفية السعودية الذين تبنوا الفكر الوهابي، أمثال «ابن عثيمين» و«ابن باز» بحق الأقباط، في نواح كثيرة سواء بناء دور العبادة، وتهنئة الأقباط بأعيادهم، ودفعهم للجزية، وإلقاء السلام، وغيرها من الفتاوى التي تنافى سماحة الدين الإسلامي.
ويذهب قادة السلفية إلى تحريم بناء الكنائس بشكل قاطع، وفى هذا المعنى يقول أبو إسحاق الحويني: «في ميثاق عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغي لها أن تجدد، ويسخر ممن يقول إن من حق النصارى التبشير بدينهم في الفضائيات ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان»(  )، وهو ما أكده الشيخ السلفي فوزى عبدالله، بقوله: "يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم في الدار؛ لأن فيه استخفافًا بالمسلمين".
ولم تقتصر فتاوى السلفيين على ذلك، بل وصلت إلى وجوب فرض «الجزية» على الأقباط، بل ووجوب قتالهم حتى يسلموا، وذلك حسب ما ورد في كتاب «فقه الجهاد» لنائب رئيس الدعوة السلفية: «إن اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون»، وأكد على ذلك قول «الحويني» عن الجزية، في خطبته عن «الولاء والبراء»، "يجب أن يدفعها المسيحي وهو مدلدل ودانه"
وحسب ما ورد في كتب الفقه المعتمدة من الأزهر الشريف، أن الجزية تُدفع شريطة الدفاع عن الأرض والعرض من قبل جيوش المسلمين، وهو الأمر الذي لا ينطبق على الأقباط في مصر - بنص ما صدر عن دار الإفتاء، لأنهم يشاركون في الجيش ومنخرطون داخل الدولة في كل مناحي الحياة، واستند «الأزهر» في فتواه على قول الله (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين)
ومن هذا المنطلق كانت الدعوة للسلام بين المسلمين والنصارى صريحة، طالما لا يوجد قتال عقائدي بين الفريقين، إلا أن حملة الفكر الوهابي المتشدد، رأوا أنه لا يجوز بدء المسلم بالسلام على القبطي، لأن ذلك دليل على عزة الإسلام وأهله، حسب ذكرهم، ففي تلك القضية، يقول الشيخ محمود المصري، الداعية السلفي، في كتابه «تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد»: "بأنه لا يجوز بدء غير المسلمين بالسلام، ولا حتى القول لهم أهلا أو سهلًا لأن ذلك تعظيم لهم" 
وتوافقت فتوى «المصري» مع فتوى «محمد إسماعيل المقدم»، الأب الروحي للدعوة السلفية، والذي قال « لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه»، مبررًا ذلك بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكافرين.
توالت دعوات الفكر المتطرف، ومناشدة أتباعه إلى تطبيق «العزلة المجتمعية» على أصحاب الديانات الأخرى، وخاصة الأقباط، وصلت إلى تحريم المعاملة في البيع والشراء، والتهنئة بالأعياد، مثلما جاء على لسان الشيخ صفوت الشوادفى، نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر: "إن الشريعة حرمت علينا أن نشارك غيرنا في أعيادهم سواء بالتهنئة أو بالحضور أو بأى صورة أخرى، وعلى غير المسلمين، عدم إظهار أعيادهم بصفة خاصة أو التشبه بالمسلمين بصفة عامة".
نشرت مجلة «التوحيد» المنبر الإعلامي لجماعة أنصار السنة المحمدية التي تتبنى الفكر السلفي، فتوى للشيخ محمد عبدالحميد الأثري الذي يقول فيها: لا يجوز أبدا أن تهنئ الكفار ببطاقة تهنئة أو معايدة، ولا يجوز لك أيضًا أن تقبل منهم بطاقة معايدة بل يجب ردها عليهم ولا يجوز تعطيل العمل في أيام عيدهم»، وتناولت المجلة فتوى أخرى للداعية السلفي «مصطفى درويش» والذي أفتى بحرمانية تهنئة «النصارى» بأعيادهم، مستشهدًا بأقوال «ابن تيمية» و"ابن القيم".

تفجير الكنائس في
وأفتى «برهامي» بحرمانية تهنئة الأقباط بـ«عيد ميلاد المسيح» أو «الكريسماس»، قال «إن تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق»، مستندًا إلى فتاوى سابقة لـ«بن عثيمين» والشيخ "بن باز". كما أفتى «برهامي» أن حضور حفلات عقد قران الأقباط حرام، لأنها تذكر فيها عبارات تخالف العقيدة، لكنه أباح الذهاب للتهنئة بالقران في البيت، ولكن ذلك بشرط «إن كان العروسان من غير المحاربين للإسلام".
تاريخ التكفير وتحريض السلفين على الأقباط مليء بالكثير من الفتاوى المتشددة التي تتنافى مع سماحة الدين الإسلامي، لكن زادت حدة الخطاب التكفيري، بعد اندلاع ثورة يناير ٢٠١١، ففي أول اختبار انتخابي للاستفتاء على الدستور في ١٩ مارس، أعلن مشايخ السلفية، محمد حسين يعقوب وياسر برهامي، وعبدالمنعم الشحات، أنه يجب على الجميع الإدلاء بـ«نعم» للحفاظ على هوية الدولة الإسلامية، وأن ذلك لعدم إعطاء فرصة للأقباط بتغيير الدستور وتغيير هوية الدولة، حسب زعمهم.
وغير هذا الكثير من الفتاوى التحريضية ضد الأقباط وبعد ذلك يستنكرون ما فعلته "داعش" !!! أليست الدعوة السلفية هي من أجازت قتلهم؟!