بوابة الحركات الاسلامية : بعد تعيين هيئة إفتاء حوثية في صنعاء.. عودة دولة الإمامية الي اليمن (طباعة)
بعد تعيين هيئة إفتاء حوثية في صنعاء.. عودة دولة الإمامية الي اليمن
آخر تحديث: الثلاثاء 11/04/2017 02:03 م
بعد تعيين هيئة إفتاء
يوم بعد آخر يتجلى التوجه المذهبي لدي جماعة الحوثيين،مع قرار بتعيين الحوثيين مفتيا وهيئة إفتاء شرعية جديدين في صنعاء، وهو ما يكشف عن جهود الحوثيين لعودة باليمن الي دولة الإمامية التي اسقطت في 1962.

تعيين هيئة افتاء جديد:

تعيين هيئة افتاء
فقد صدر المجلس السياسي لجماعة الحوثيين بتعيين مفتيا وهيئة إفتاء شرعية جديدين في صنعاء، والذي من شأنه إحداث انقسام مذهبي غير مسبوق في اليمن.
فقد عين  شمس الدين محمد شرف الدين "مفتياً للديار اليمنية" بدلا من القاضي محمد بن إسماعيل العمراني الذي تعرض لعدة مضايقات من جماعة الحوثي واقتحام مكتبته ونهبها.
ويضم مجلس هيئة الإفتاء الجديد خمسة أعضاء إلى جانب الرئيس يؤمنون بولاية الفقيه وينحدرون من الهاشمية والزيدية الغارودية القريبة من الاثني عشرية، وهم محمد علي مرعي صوفي موالٍ لما يسمى "آل البيت" يؤمن بسلطة ولاية الفقيه ومن المقربين من المخلوع صالح، أسس جامعة دار العلوم الشرعية في الحديدة بدعم من المخلوع صالح، ومحمد عبدالله عوض يوصف بالفقيه الهاشمي، وهو متعصب لجماعة الحوثي كما يلقب بـ"المؤيد الضحياني" نسبة إلى منطقة ضحيان معقل زعيم التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي، ويونس محمد المنصور أحد منظري الزيدية أيضا، إضافة إلى سقاف الكاف وإبراهيم عقيل، ويجمعان بين التعصب الهاشمي و الفكر الصوفي الموالي والذي يرى أحقية أئمة الزيدية في الحكم.
ومفتي الحوثيين الجديد العلامة المزعوم " شمس الدين محمد شرف الدين " من المعروفين بولائهم للحوثيين، وهو أيضا رئيس ما يسمى برابطة علماء اليمن التي شكلها الحوثيين مؤخرا كبديل لهيئة علماء اليمن، وهو مرتبط بحوزات إيران التي يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث تلقى تعليمه في حوزات قم، وكان أحد أهم حلقات الوصل بين إيران وحركة تمرد الحوثي، وهو ناشط سياسي مع حركة الحوثي، و زار العراق، ووصل إلى مرقد ما يسمى بالإمامين الكاظمين، وأدى مراسم الزيارة والدعاء، والتقى وفداً من علماء الشيعة والصوفية هناك، ولديه ارتباطات بالعديد من القيادات الشيعية العراقية والإيرانية واللبنانية.
وقوبل قرار تعيين الانقلابيين مفتيا وهيئة إفتاء شرعية جديدين في صنعاء بردود أفعال أجمعت على أن القرار يعكس توجها ايديولوجيا طائفيا لجماعةالحوثي من شأنه إحداث انقسام مذهبي غير مسبوق في اليمن.
ورغم أن القرار اعتبر غير دستوري وأنه من اختصاص وسلطة رئيس الدولة الشرعي تعيين هيئة إفتاء ومفتي للبلاد فقد رأى محللون أن إصرار الحوثيين على إحكام قبضتهم على مفاصل المؤسسات الدينية والتعليمية والقضائية يمكنهم من فرض مشروعهم الطائفي لإعادة فرز مكونات المجتمع اليمني على أساس سلالي ومذهبي بما يؤدي إلى تمزق النسيج الاجتماعي في اتجاهات طائفية ومذهبية ومناطقية ويعزز سطوتهم في البلاد.
من جانبه، قال وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية "هذا القرار يؤكد أن انقلاب هذه القوى الظلامية لم يقتصر على الانقلاب السياسي أو الاجتماعي أو العسكري فقط، بل وصل الانقلاب إلى المؤسسات الدينية والشرعية التي كان ينبغي أن تكون بعيدة عن الصراعات".
وأكد عطية أن "تشكيل دار إفتاء انقلابية معناه أن ينتظر الشعب اليمني فتاوى جديدة لاستباحة دمه باسم الدين لتكريس الطائفية والمذهبية والشحن المناطقي البغيض".
واعتبر ما يجري محاولة لحرف مسار شعائر الإسلام، مؤكدا رفضه استخدامها لمصلحة أسرة أو مذهب أو حزب أو طائفة.
القرار الذي أصدره ما يسمى بالمجلس السياسي للانقلابيين قضى باستبدال هيئة الإفتاء الشرعية بهيئة إفتاء حوثية ينتمي أعضاؤها حسب زعمهم إلى "الهاشمية" أو ما يسمى "آل البيت".
و يرى مراقبون أن مفتي الحوثيين الذي نصبه الحوثيون مفتياً للديار اليمنية , ستبنى فتواه وفقا للمذهب الجعفري , بعد أن تخرج على يد المخابرات الإيرانية في مدينة قم .
 وأكد مراقبون أن قرار ما يسمى بالمجلس السياسي بتعيين هيئة إفتاء جديدة ومفتي للديار اليمنية من أنصار إيران كما هو واضح في تصريحاتهم ومحاضراتهم من قبل ..يسعى الحوثيون من خلال هذا التعيين لاستكمال مصادرة المجال الديني بعد سيطرتهم على المساجد والخطاب الديني وذلك لفرض وتبرير ما يقومون به من أفعال وانتهاكات ضد خصومهم باعتبار ذلك دينا وعقيدة .
وما تزال جماعة الحوثي التي تميل إلى الشيعة الاثنا عشرية تحاول جاهدة نشر الفكر المذهبي والطائفي ، وهو الأمر الذي دعا الغالبية العظمى من أبناء اليمن خاصة والوطن العربي عموماً، إلى رفض التمدد الحوثي في اليمن باعتباره تهديداً للكيان اليمني العربي المسلم.

تغيير آئمة المساجد:

تغيير آئمة المساجد:
منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، أواخر العام 2014م، بدأت الجماعة حملة ممنهجة للسيطرة على المساجد، عن طريق فرض خطباء وأئمة محسوبين عليها. 
وتدرَّجت الجماعة في السيطرة على مساجد صنعاء، حيث بدأت بالمساجد التي أُسنِدت مهمة الخطابة فيها إلى محسوبين على التيار السلفي، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، قبل أن تنتقل إلى المساجد الأخرى. 
وحرصت جماعة الحوثي على تغطية ممارساتها الطائفية الخاصة بتغيير أئمة وخطباء مساجد صنعاء غير الموالين لها، باستصدار توجيهات من وزارة الأوقاف والإرشاد التي باتت خاضعة لسيطرتها.
وفي منتصف 2016 أقدمت جماعة الحوثيين، علي تغيير أئمة المساجد، وفرض مناهج دراسية تابعة لهم على مركز لتحفيظ القرآن ن بحسب ما نشرته وسائل اعلام يمنية. 
فقد  قامت جماعة الحوثيين، في يونيو 2016،  بتغيير إمام مسجد المروان بحي سعوان في حي سعوان، شرق العاصمة صنعاء، إضافة إلى اقدامها بتغيير مناهج تعليمية تحتوي على ملازمها الفكرية التي تحرض على الطائفية والاقتال بذات المسجد
كما قامت في وقت سابق بتغيير المنهاج التعليمية في مركز أبو القاسم، حيث فرضت الميليشيات التي تحاول نشرها فكرها بالقوة إدارة جديدة تابعة لها، مشيرة إلى أن المدرسات اللاتي يقمن بالتدريس بالمركز رفضنا التدريس بعد فرض مناهج وإدارة جديدة.
وخلال شهر رمضان الماضي، شنت جماعة الحوثيين، حملة اعتقالات واسعة استهدفت عددا من أئمة مساجد العاصمة صنعاء منها "مسجد الفرقان"، واعتقل إماما المسجد "حسن الأهدل وخالد الحبابي" واقتادتهما إلى السجن؛ بحجة مخالفتهم للتوجيهات وزارة الأوقاف.

السيطرة علي التعليم:

السيطرة علي التعليم:
وفي حكومة عبدالعزيز بن حبتور، والتي شكلها الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، تم تعيين يحيى بدر الدين الحوثي -شقيق زعيم جماعة الحوثيين  عبد الملك الحوثي- "وزيرا" للتربية والتعليم في الحكومة.
واللافت أن يحيى الحوثي كان فارا خارج اليمن ويقيم منذ سنوات في ألمانيا، وكانت الحكومة اليمنية قد سلمت رسميا في 2008 الشرطة الدولية (الإنتربول) ملفا تتهمه فيه بالإرهاب، وتطالب بتسليمه لها.
والأكثر غرابة أن يحيى الحوثي -مثل شقيقه الأصغر عبد الملك الحوثي- لا يحمل أي مؤهل علمي سوى إجازة منحها له والده في العلوم الدينية، وتحديدا لدراسته على يديه المذهب الزيدي والمذهب الاثني عشري الذي اعتقدوه منذ ارتباطهم بالولي الفقيه في إيران.
ويتحدث يمنيون عن أن يحيى الحوثي متعصب مذهبيا كعائلته، ويعتبر كل المنهج التربوي والتعليمي في اليمن "وهابيا تكفيريا" ويجب تغييره، وهو ما حذر الكثيرون من أنه قد يدفع نحو فتنة مذهبية وطائفية ومزيد من الفوضى.
ويبدي محللون يمنيون مخاوفهم من استهداف الحوثيين مناهج التعليم التي رسّخت على مدى عقود قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وأذابت الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد.
وأكدوا أن المناهج التربوية والتعليمية في اليمن منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 -عقب الإطاحة بنظام الحكم الإمامي- ساهمت بفاعلية في تقويض مشاريع الفتنة المذهبية والطائفية.
  وبحسب منشور تداولته بعض وسائل الإعلام والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن وزارة التربية والتعليم «رفضت المنهج الجديد لطلاب التعليم الأساسي المقر من قبل الحوثيين»، الذي «يحتوي على كلمات لحسين بدر الدين الحوثي وقصص مختلقة, وتشير المعلومات التي يتداولها الناشطون إلى أن الوزارة رفضت طباعة المنهج الجديد بحجة عدم وجود ورق وإلى أن الحوثيين أعلنوا أن جمهورية إيران تعهدت بطباعة المنهج الدراسي الجديد، كاملا.
ورفض الكثير من العاملين في حقل التربية والتعليم التعليق على الخبر، خشية تعرضهم لإجراءات عقابية من الميليشيات الحوثية، كما تعرض ويتعرض كل المعارضين والمخالفين للحوثيين في الرأي.
وفي سياق استهدافهم للتعليم في اليمن، كان الحوثيون اتخذوا، أكتوبر 2015، قرارا بإغلاق 13 جامعة أهلية ونحو 50 برنامجا تخصصيا في عدد من الجامعات الأخرى، وهو القرار الذي صدر عن وزارة التعليم العالي، بصورة مباشرة، دون العودة إلى اللجان الأكاديمية الخاصة بإصدار قرارات الإغلاق، واعتبرت بعض الأوساط اليمنية، القرار يندرج في إطار تدمير اليمن.
ويعتقد مراقبون في الساحة اليمنية أن الحوثيين لن يتورعوا عن القيام بأي أعمال مهما كانت استفزازية للمواطنين، والتحكم بمصائرهم، إلى جانب إهانة المعتقدات، ويشير المراقبون إلى خطورة سيطرة المتمردين على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية، في إطار سعيهم إلى فرض مسألة وجودهم كأمر واقع ولفترة طويلة من الزمن، بحسب المراقبين.

المناهج لغسيل العقول:

المناهج لغسيل العقول:
ومن أجل سيطرتها علي الأجيال الجديدة، قامت ما تسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للحوثي بتوجيه قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم بضرورة العمل على تعديل مناهج المرحلة الأساسية، حين قال رئيس اللجنة، محمد علي الحوثي، في لقاء جمعه بقيادات وزارة التربية والتعليم، إن "المناهج الحالية قد تم فُرضها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن مؤامرة تستهدف الهوية اليمنية الإسلامية".
وقد غير الحوثيين المناهج، في سنة أو سنتين، فتعمدوا استخدام أسهل الطرق عبر تعديل آيات قرآنية وأحاديث شريفة في صفحات محددة، وهو ما فعلوه مثلا في سورتيْ الشمس والنور، والإساءة للسيدة عائشة وحذف سيرتها من الكتب، وكذلك حذف أسماء الصحابة، وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان.
وقد صادرت السلطات المحلية في محافظة مأرب، في مارس 2017،كمية من كتب المناهج المدرسية طبعت في العاصمة صنعاء، وذلك لاحتوائها على "أفكار طائفية مستوردة من الخارج".
وقد بات مصير المناهج الدراسية الجديدة المصادرة والحرق في المحافظات الخاضعة لسلطة الحكومة اليمنية الشرعية.
ونقل عن مدير مكتب التربية والتعليم بمأرب علي العباب قوله إن "الحوثيين نشروا صورة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي في الكتاب المدرسي، ومفاهيم تمس العقيدة الإسلامية، بالإضافة إلى استبدال اسم الفاروق عمر بن الخطاب باسم محمود في القصص التي وردت في بعض الكتب.
ونجحت سلطات الشرعية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عدة مرات في ضبط شحنة كتب إيرانية كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، ووجّه وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور أحمد عطية بتحريز الكتب التي «تسهم في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء المجتمع»، وتتضمن «كتبا إيرانية تدعو للمذهب الاثني عشري، ومصاحف إيرانية وكتب تتناقض مع ثقافة التسامح والسلام والوسطية التي دعا إليها الدين الإسلامي».
وكشف المركز اليمني للدراسات والإعلام التربوي (جهة مستقلة) أن «الحوثيين يصرون على إعادة تعديل مناهج التعليم المدرسي، ولديهم توجهات جديدة في إعداد مناهج جديدة تخدم أجندتهم الطائفية»، ويرى الباحث في شؤون الحركة الحوثية عادل الأحمدي أن تعيين قيادي طائفي في «وزارة» التربية والتعليم طامة بكل ما تعنيه الكلمة، فبعد سيطرة الحوثيين على صعدة استبدلوا مناهج وزارة التربية والتعليم بكراسات حسين الحوثي التي تتحدث عن التشيع ونشره، واستبدلوا النشيد الوطني للدولة بشعار الصرخة الذي يتضمن «الموت لأميركا وإسرائيل»، وصارت المدارس الواقعة تحت سيطرتهم معسكرات لإعداد الأطفال المقاتلين سعيا لإنتاج ميليشيا «حشد شعبي» على المدى المتوسط و»حرس ثوري» على المدى البعيد، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه فقد يعزف كثيرون عن تعليم أبنائهم، مفضلين الجهل على التعليم الطائفي.
وقد كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف عن تعليق المنظمة على الفور دعمها لطباعة الكتب المدرسية وتوزيعها حال إبلاغها في فبراير الماضي بتغييرات محدودة تمت على مناهج دعمت إعادة طبعها المنظمة للكتب المدرسية للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي.
وقالت المنظمة إن "ذلك حدث على الرغم من تأكيدات مسبقة من السلطات التعليمية في صنعاء بأنه لن يتم إجراء أي تغييرات أثناء طباعة الكتب المدرسية. مؤكدة أن قطاع التعليم في اليمن تأثر سلبا من جراء استمرار الصراع الذي يعصف بالبلاد".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ، اليوم الأحد، عن متحدث باسم المنظمة القول إن : " اليونيسف تعمل  مع السلطات التعليمية في جميع أنحاء البلاد لضمان حصول جميع الأطفال على التعليم الجيد بدون أي انتقاص".
 وأضافت المنظمة بالقول: "ينبغي أن يظل تعليم الأطفال أولوية قصوى مهما كانت الظروف. وتهيب اليونيسف بسلطات التعليم في جميع أنحاء البلاد بأن يفروا الضمانات اللازمة لاستمرار تعليم كل الأطفال دون أي إعاقة".
 وتشير إحصاءات المنظمة إلى أن إجمالي عدد الأطفال بسن الدراسة في اليمن يبلغ نحو 3.7 مليون طفل. وأن 350 ألف منهم لا يستطيعون العودة إلى مدارسهم بسبب النزاع. فضلا عن مليوني طفل "إجمالا خارج المدرسة".

المشهد اليمني:

بات اليمن الشمالي اقرب الي ما قبل 1962، حيث تسعي جماعة الحوثيين الي احياء دولة الغمامية التي سقط علي يد الثور في 1962 الي الحياة مرة أخري ولكن بشكل أكثر مذهبية وهو ما أوضح ان الجماعة تسير في خطة موضوعة الي اعادة الشكل الديني اليمن وخاصة في مناطق ما يعرف باليمن الشمالي، وهو ما قد يعزز الانفصال والتقسيم في اليمن.