بوابة الحركات الاسلامية : بين عزاء الرئيس للبابا .. والعزاء الحقيقي الذى يحتاجه المسيحيين في الشرق ومصر (طباعة)
بين عزاء الرئيس للبابا .. والعزاء الحقيقي الذى يحتاجه المسيحيين في الشرق ومصر
آخر تحديث: الخميس 13/04/2017 05:11 م
بين عزاء الرئيس للبابا
قام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ظهر اليوم حيث كان في استقباله بالمقر البابوي قداسة البابا تواضروس الثاني
تأتي زيارة الرئيس لتقديم العزاء في شهداء مصر والكنيسة من المواطنين الذين استشهدوا جراء الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة الشهيد مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالأسكندرية يوم الأحد الماضي.ومن المقرر ان تتوالي زيارت المسئولين لتقديم العزاء وبعيدا عن العزاء نرصد في هذا التقرير ثلاثة مقالات مختلفة تعد صدي للحادث الارهابي البشع حيث كتب جهاد المنسي في جريدة الغد الاردنية يقول يوماً بعد يوم تتكشف مؤامرة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش والنصرة ومن يدعمهما ويمولهما ويؤمن لهما الرجال والعتاد والمال والفضاء الإلكتروني، فأولئك ينفذون أجندات مموليهم، ورغبات أسيادهم.
الأحد الماضي، وفي أحد الشعانين الذي يحتفل به المسيحيون، والذي يأتي قبل أسبوع من عيد الفصح المجيد، ضرب تنظيم "داعش" الإرهابي في كنيستين مصريتين في الاسكندرية وطنطا، وأوقع ضحايا وجرحى. قبلها كان التنظيم يضرب في كنائس سيناء، وقبل كل ذلك اعتدى على كنائس في العراق وسورية وما بينهما فجر كنائس في القاهرة ودمشق، كما اعتدى على آمنين في المنطقة بأكملها.
ما يجري في الشرق، مؤامرة واضحة الرؤى، يخطط لها ممولو التنظيم الإرهابي، وينفذها على الأرض أعضاؤه الأغرار المضحوك عليهم من قبل أصحاب فكر منحرف أسود يرفضون الاعتراف بالآخر، ويكفّرون من يختلف معهم.
ببساطة؛ "داعش" ومن يقف خلفه يسعون لتهجير المسيحيين من أرضهم، التي سقوها وزرعوها وبنوها ورعوها منذ آلاف السنين، وإشعارهم بعدم الأمن على مستقبلهم ومستقبل عوائلهم جراء ما يجري، والذي يرعاه فكر منحرف نجد له بين ظهرانينا –للأسف- من يدافع عنه، كما نجد له مدارس فكرية ما تزال قائمة تغذيه وترفده بالفتاوى وغيرها، كما نجد له دعاة يستحضرون مسرودات تاريخية تدعم توجهاتهم.
اولئك الإرهابيون ينفذون خطة مزدوجة، تقوم أركانها على سهم بشقين، الأول السعي لتفريغ الشرق من ملح الارض (المسيحيين)، ودفعهم للهجرة من بلدانهم بحثا عن الأمن والأمان، وثانيهما إحداث فتن دينية في الاماكن التي يتواجدون فيها، وهذا حصل في العراق عبر تأجيج الفتنة السنية - الشيعية حينا، والكردية - التركمانية حينا، وتفريغ العراق من مسيحييه. وفي سورية، اعتمدوا على فتنة طائفية وعرقية ودينية، وفي مصر حيث لا يوجد علويون ولا شيعة ولا اكراد ولا دروز، فإنهم يسعون لفتنة مسيحية- إسلامية، يرمون من خلالها إلى تفتيت الوطن المصري، وتهيئة المساحة اللازمة للغرب للمطالبة؛ إما بتفريغ مصر من أقباطها أو بإقامة دولة قبطية في مصر، والهدف الأخير الذي يسعى له الإرهابيون ومن ورائهم هو تهيئة الفرصة اللازمة للكيان الصهيوني لتحقيق حلمه في إقامة دولته اليهودية الخالصة في فلسطين المحتلة.
اولئك وممولوهم، عربا أو غربا، يريدون إعادة تقسيم المنطقة التي شهدت آخر تقسيم قبل 100عام، ويرون أن الوقت قد حان لإعادة الترسيم بالطريقة التي ترضي الولايات المتحدة والدول الغربية والكيان الصهيوني، وهذا لا يتم إلا من خلال إحداث فوضى طائفية وعرقية ودينية.
ولذلك؛ فإن الصمت عن جرائم أولئك أو الاكتفاء بالإدانة والشجب والاستنكار لا يكفي اطلاقا، وإنما المطلوب تغيير نمط التفكير بشركائنا في الوطن (المسيحيين)، وتغيير نمط التفكير الجمعي والمجتمعي، ومعالجة ما يقوم به التنظيم الارهابي بشكل جذري وليس سطحيا، والذهاب لهدم المدارس الفكرية التي ينهل منها اتباع التنظيم، والحد من نفوذ مموليهم ومؤيديهم، وقبل ذلك الاعتراف بوجود خلل فكري ومنهجي نشأ عليه جيل كامل.
فالشرق يتعرض لهجوم ممنهج من قبل اولئك، يهدفون من خلاله لتفتيت وتشتيت مكوناته، ولذا فإننا بتنا بحاجة ماسة لإعادة النظر بمصطلحاتنا وتفعيل قوانيننا والذهاب لبناء دول مدنية حضارية، نؤمن فيها ان الدين لله والوطن للجميع، وهذا يتطلب تغيير مصطلحات خطابنا، والايمان قولا وفعلا بأن المسيحيين شركاء في الحضارة والوطن والارض، وتغيير حديثنا عن التعايش مع المسيحيين، والايمان بأنهم مكوّن أساسي، فالتعايش فكر فوقي لا يجوز استخدامه، وانما علينا ان نؤمن بأن المسيحيين جزء من الشرق، عليهم ما علينا ولهم ما لنا، وهم مواطنون وشركاء في السراء والضراء.
ان الوقوف والتفرج على ما يجري هو كفاعل الجرم، فالأصل ان نتحرك جميعا باتجاه تغيير نمط التفكير، واعادة النظر في الكثير من الكتب التي انتشرت في الشرق بفعل الدعم المالي، وبفعل المد السلفي الذي بات يهدد المنطقة كلها، وبات اثره واضحا في القاهرة ودمشق وبغداد وبيروت وغيرها.


بين عزاء الرئيس للبابا
العزاء الحقيقى للمسيحيين
وكتب الكاتب أسامة سلامة في موقع مبتدا يقول: لن تمسح الكلمات مهما كان صدقها، دموع المصريين المسيحيين على ضحايا الحادثين الإجراميين الأخيرين، ولن تكفى المواساة حتى ولو كانت من كل جهات الدولة، لتخفيف الآلام والأحزان.
ولن تجدى زيارات العزاء وبيانات التضامن من كل طوائف المجتمع، فى تقليل أوجاع الفقد الذى تعيشه الأسر المسيحية، حتى ولو شاركتها فى ذلك الأسر المسلمة، فقد حدث كل ذلك فى الحوادث الإرهابية السابقة، لذا يجب أن نفكر كيف نرد على الإرهابيين بطريقة جادة وعملية، فالفيروس دائما يبحث عن أضعف مناطق الجسد لكى يهاجمها، مستغلا عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، فالإرهابيون يظنون أن المسيحيين هم نقطة الضعف فى جسد الوطن، لذلك يحاولون دائما استهدافهم فى محاولة للنيل من الجسد كله.
وكما أن أول طرق مقاومة الفيروسات والأمراض هى تقوية المناطق الضعيفة فى الجسد، فإن الرد على الإرهابيين ياتى عن طريق منح المسيحيين القوة والعزيمة، وهذا لن يكون إلا بتفعيل المواطنة حقيقة لا كلاما، وفعلا لا قولا، وحصول المسيحيين على حقوقهم كاملة غير منقوصة.
من الآن يجب ـوسريعاـ محاكمة كل من يفتى بكلام ينتقص من المسيحيين وعقيدتهم، بتهمة "ازدراء الأديان وإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار فى المجتمع"، وعليه فان كل من يقول إن المسيحيين كفار، أو لا يجب تهنئتهم فى الأعياد أو عدم توليهم المناصب العليا لأنها من الولاية الكبرى، يجب أن يحاكم ويسجن، ومن الضرورى تنقية الكتب من العبارات التى تزدرى المسيحية وتهين أتباعها، ووقف طباعتها والتحقيق مع من يروجها، أيضا يجب العمل سريعا على إعادة الأسر المسيحية التى تم تهجيرها وإجبارها على ترك قراها وبلادها ومنازلها، بعد الحكم عليها فى الجلسات العرفية بالتهجير، بسبب خناقة بين شاب مسيحى وآخر مسلم، أو بعد انتشار أقاويل وشائعات عن علاقة بين مسيحى ومسلمة.
ومن الواجب تعديل قانون بناء الكنائس ليكون أكثر تيسيرا، على أن يتضمن عقوبة مغلظة على من يمنع بنائها أو يعرقل إقامتها بأى طريقة كانت، ومن المهم أيضا إصدار قانون مفوضية تجريم التمييز على أساس الدين أو الجنس أو الوضع الاجتماعى، حتى يحصل كل قبطى على حقه فى الوظائف المميزة، بجانب تعيين المسيحيين ذوى الكفاءة والاستحقاق فى مناصب المحافظين ورؤساء الجامعات والأجهزة الحساسة، وفى عدد آخر من المواقع السياسية والإدارية الكبرى.
مثل هذه الإجراءات، هى التعزية الحقيقية للمسيحيين، وهى الرد الأمثل على الإرهابيين، والتأكيد على أن المسيحيين ليسوا العضو الضعيف فى جسد وطننا.

خالو حنا 
 وكتب الكاتب الكردي "بنكي حاجو " في موقع ايلاف مقال بعنوان - خالو "حنا" وزمن التسامح-  جاء فيه 
نحن الآن على اعتاب عيد الفصح المجيد. حول المجرمون هذا العيد الى يوم دموي حزين عندما فجر الجناة التكفيريون كنيستين للمسيحيين الاقباط في مصر. الجريمة وقعت في يوم احد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح باسبوع. لوث الجناة هذا اليوم وذلك بتفجير اجسادهم النتنة وادمغتهم المريضة بين المجتمعين الابرياء في الكنيستين.
هذه الجريمة البشعة جعلتني اعود بالذاكرة الى بلدتي في خمسينيات القرن الماضي. بلدتي اسمها الكردي تربسبسي وبالعربية وفي دوائر الدولة كانت تسمى قبور البيض وهي ترجمة حرفية للاسم الكردي.
البلدة تقع على بعد 30 كم شرق مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة. جاء البعثيون وبدلوا اسمها الى القحطانية.
في تلك البلدة كان يعيش فيها المسيحي والمسلم والازيدي والارمني واليهودي في سلام ووئام ومحبة واحترام.
تذكرت في بلدتي الخال حنا الآشوري.
كل اهل البلدة كانوا ينادونه بـ خالو حنا بشواربه المفتولة وعيونه الزرقاء وبراءة وجهه البشوش ودائم البسمة. كان يتكلم بلغة كردية وعربية مكسرة ولم يكن يجيد الا اللغة الآشورية والسريانية بالرغم من العقود الطويلة من العشرة والاقامة في البلدة.
زوجة خالو حنا توفت مبكرا و تركت وراءها طفلين صغيرين بطرس ودانيال.
خالو حنا لم يتزوج بل منح كل وقته و عمره في رعاية الطفلين ابا واما في آن.
بطرس و هو الابن الاكبركان يسمى ابو قريو هاجر فيما بعد الى استراليا قبل عشر سنوات تقريبا بينمىا الطفل الاصغر دانيال هاجر مبكرا الى لبنان وهو في سن المراهقة وعاش هناك ولم يعد.
كان الكبار يقصون علينا في ليالي الشتاء القارصة حكايات وحوادث البلدة. واحدة من تلك الحوادث كانت تدور حول هجوم الخنازير البرية على البلدة. الخنازير لم تكن موجودة في المنطقة بل كانت تعيش في جبال باكوك الواقعة على الطرف الثاني من الحدود مع تركيا.
الخنازيرهاجمت القرية مرتين في الاربعينات او خمسينات القرن الماضي وذلك هربا من البرد القارص والرياح العاتية والثلوج باحثة عن مأوى. الخنازير البرية شرسة و تهاجم الانسان وقد تقتله. تفاجأ اهل البلدة بتلك الخنازير الهائجة في شوارع وازقة البلدة وصولا الى مركزها بين الحوانيت في السوق الصغيرة.
الجميع هرب للاختباء داخل البيوت خوفا من شر تلك الحيونات الشرسة واصبحت البلدة في حالة منع التجول التي الفناها فيما بعد كل انقلاب عسكري فيما بعد، الذين كانو يملكون السلاح نزلوا الى الشوارع و تم التخلص من الخنازير باطلاق النار عليها.

لماذا هذه القصة؟
الخنزير نجس وحرام عند المسلمين ولا يجوز حتى لمسه. ولكن اهل البلدة من المسلمين كانوا يسلمون تلك الخنازير التي قتلوها الى السكان المسيحيين للاستفادة من لحمه. الدين المسيحي لا يحرم لحم الخنزير.
خالو حنا كان ماهرا بذبح الخنازير وسلخها وتقطيعها لتكون جاهزة للشوي او الطبخ ويستفيد منها هو و بقية مسيحيي البلدة.
تصوروا كيف ان المسلم يصطاد الخنازير ويهديها الى جاره المسيحي. هل يصدق الجيل الجديد تلك الحقيقة؟
لم يكفر المسلم جاره المسيحي بالضلال والزندقة والالحاد بسبب معتقداته الدينية ولم يهدده بالمقاطعة او قطع الرأس لانه تناول لحم الخنزير.
هكذا كانت العلاقات بين الناس في مجتمعاتنا البسيطة في السابق.
الكبار الذين قرأوا علينا هذه الحادثة لم يكن هدفهم اظهار التسامح بين الاديان بل جاءت كأية حادثة غريبة ونادرة وهو تعرض البلدة لهجوم الخنازير الذي كان امرا استثنائيا في منطقتنا.
جاء فيروس السياسة والانقلابات العسكرية والاحزاب الايديولوجية والاسلام السياسي التي انتجت لنا التكفيريين والجهاديين والانتحاريين وانهارت المجتمعات و تبدلت واصابها التفسخ واوصلتنا الى هذا الزمن الرديء وصولا الى تفجير بيوت العبادة والتي تنشر الايمان وحب الخير وروح التسامح. طيب الله ثراك خالو حنا.
تمنياتي للاخوة المسيحيين في قبورالبيض تربسبي والعالم بعيد الفصح المجيد والتعازي الى ضحايا الارهاب من الاخوة الاقباط في مصر.