بوابة الحركات الاسلامية : شباب المسلمين البريطانيين: إعادة دمج مقاتلي داعش في المجتمع أفضل من إيداعهم السجن (طباعة)
شباب المسلمين البريطانيين: إعادة دمج مقاتلي داعش في المجتمع أفضل من إيداعهم السجن
آخر تحديث: الثلاثاء 18/04/2017 03:13 م
شباب المسلمين البريطانيين:
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن شباب المسلمين البريطانيين يروون بأنه على الحكومة البريطانية بإعادة دمج مقاتلي داعش العائدين من سوريا في المجتمع، وذلك بعد إعادة تأهيلهم بدلا من إرسالهم إلى السجن.
ونشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية على موقعها اليوم، أن الدراسة الوطنية التي أجريت على الشباب المسلم البريطاني في جميع أنحاء المملكة المتحدة، يروون بأنه يجب إعادة تأهيل المقاتلين القادمين من سوريا، على أن يعاد إدماجهم في المجتمع، وأنه على الحكومة البريطانية أن "تمنحهم فرصة أخرى للعيش"، مبررين ذلك الاتجاه أنه أفضل من أن "المقاتلون إن لم يتم استيعابهم سيجدون جماعة متطرفة أخرى لينضموا إليها".
شباب المسلمين البريطانيين:
ن جانبه قال الدكتور عمران عوان، أستاذ مساعد في علم الجريمة في جامعة بيرمنجهام سيتي، في تصريحات لـ "الاندبندنت" انه تفاجئ بموقف الكثيرين من الشباب المسلم البريطاني في تأييده لإعادة تأهيل المقاتلين مفسرا رأيهم بسبب عدم تعرضهم للنقاش حول الإرهاب.
وكان عوان قد أجرى مقابلات مع 25 من الذكور و 25 من الإناث المسلمات البريطانيات، تتراوح أعمارهن ما بين 14 و 25 عاما، من مناطق متفرقة في المملكة المتحدة، حيث يوجد سجل للناس المسافرين إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم داعش، وذلك لجمع آرائهم حول سبب اعتقادهم بأن الشباب المسلمين يسافرون للقتال للمجموعات الجهادية، وما يعتقدون أنه ينبغي أن يحدث عند عودتهم.
أثناء الاستبيان حذر أحد أشخاص العينة من أنه عندما يشعر الناس بالعزلة سيتكون لديهم شعور بالغضب لأنهم لا يتم معاملتهم باحترام، وهو ما سيحدث مع المقاتلين لأنهم إذا عادوا بعد خروجهم للقتال في سوريا أو العراق لن يجدوا مساعدة، مما يؤدي إلى مزيد من الإرهاب لأنهم لن يكترثوا بما تطلبه الحكومة لأن الدولة نفسها لا تهتم بهم.
ويقول الدكتور عوان إن برامج إعادة التأهيل في الدنمارك كانت "ناجحة من حيث ضبط الأمن والتأكد من أن المقاتلين العائدين يبحثون عن وظائف والمساهمة في المجتمع بشكل إيجابي"، واقترح أن المقاتلين العائدين يمكن أن يوفروا مادة للسرد قوية لثني الناس عن الذهاب للقتال من أجل تنظيم داعش.
يقدر أن ما يقرب من 800 البريطانيين قد سافروا للقتال من أجل ودعم الجماعات الجهادية في سوريا أو العراق، ويخشى أن حوالي نصفهم قد عادوا إلى المملكة المتحدة، خاصة وأن الحكومة البريطانية قد اعترفت فى العام الماضى، أن 14 مقاتل فقط من أصل 400 من المقاتلين العائدين قد سجنوا، مما يثير مخاوف أن البقية يعيشون بعيدين ولا يخضعون لمراقبة الدولة.
وتتبع الحكومة البريطانية الحالية استراتيجية تتمثل في إدانة المقاتلين العائدين وسجن أولئك الذين يمكنهم إثبات ارتكابهم لجريمة ، ويتم إحالة الباقي ممن لم تثبت عليهم جرائم إلى برنامج "مكافحة التطرف".
بينما حذر آدم دين، المدير التنفيذى لمركز دراسات "كويليام" المعني بمكافحة التطرف بالمملكة المتحدة، في أنه يتعين إحالة المقاتلين العائدين إلى برامج تأهيل وإخضاعهم للمراقبة، حتى تتمكن الحكومة من ضبطهم فى حال تخطيطهم لتشكيل خلية إرهابية أو شن هجوم إرهابي.
وقال دين أنه من المثير للقلق وتتزايد المخاوف من وجود هؤلاء المقاتلين داخل الأراضي البريطانية، خاصة وأنه في الوقت الذي يتم فيه محاصرة التنظيم وخسارته لأراضيه في العراق وسوريا، فمن المؤكد أن يوجهوا كامل طاقاتهم لأعمال إرهابية، لا سيما في ظل نجاح عدد من عناصر التنظيم من العودة مرة أخرى والدخول إلى بريطانيا، مع تزايد احتمالات قيام هؤلاء المقاتلين بهجمات إرهابية بعد سفرهم إلى سوريا وانضمامهم إلى تنظيم داعش".
تم إنشاء وسيلة اتصال بعد هجمات 7/7 والتي وقعت في 2005، لتحديد أولئك المعرضين للأفكار المتطرفة، لإعادتهم مرة أخرى للتفكير السليم، ويستخدم البرنامج التطوعي شبكة من الموجهين والخبراء في مجالات علم النفس، إلى جانب الأئمة المدربين لتقديم المشورة وتوجيه الأشخاص المعرضين لخطر التطرف الفكري، وقال السيد دين إ
شباب المسلمين البريطانيين:
وقد تم إجراء عدد من الأبحاث الفرعية للمساعدة في تقييم النتائج التي توصل إليها المركز،
 وتبين – وفقا لمدير مركز مكافحة التطرف - إن هناك نقصا في الشفافية حول عدد الأشخاص الذين تم إحالتهم للبرنامج، وما إن كانوا قد ابتعدوا عن التطرف بنجاح أم لا.
ويواجه البرنامج انتقادات عدة، حيث تحذر جماعات حقوق الانسان من ان البرنامج قد يؤدي لنتائج عكسية، في استياء المسلمين، مما يؤثر على دفعهم للتطرف.
ويرى دكتور عوان الباحث القائم بالدراسة، أن دراسته جاءت في "وقت حاسم" في أعقاب هجوم وستمنستر، مشيرا إلى أن يواجه في كثير من الأحيان أسئلة حول سبب قيام شخص ما بتفجير نفسه، أو القيام بعملية انتحارية وأن الدراسة توضح رؤية الكثير من الشباب المسلمين فيما يحدث"، وأوضحت الدراسة أن المشاركون أرجعوا عدة عوامل تكون سببا في تحول الشباب المسلمين إلى جهاديين متطرفين، والسفر للقتال من أجل داعش، بدءا من الملل مرورا بعدم وجود هوية محددة لهم داخل المجتمع نهاية بالمخاوف المتولدة لديهم بسبب السياسة الخارجية، مشيرا إلى أن غالبية وسائل الإعلام الاجتماعية (مواقع الاتصال الاجتماعي)، والإنترنت تلعب دورا رئيسيا في التطرف، فكل المطلوب منهم هو الذهاب على الانترنت ليأتي واعظا يقول لهم أن يأتوا ليقاتلوا من أجل الإسلام".
وأشار عوان إلى أنه عندما أعلنت داعش عن دولة الخلافة قبل ثلاث سنوات، استخدم مقاتلوها علنا موقع تويتر لحث المسلمين على السفر إلى سوريا والعراق ومشاركة أشرطة الفيديو المتطرفة المصنوعة باحترافية عالية، ووفقا لشهادة شاب حدث في الـ16 من عمره قال: "إن الناس يشاهدون أشرطة الفيديو المتطرفة عبر الإنترنت، فسيكونون متطرفين، وداعش استخدمت الإنترنت للاستجداء بأنهم مسلمين يتعرضون للاضطهاد".
بينما ذهبت بعض الآراء في العينة التي تم دراستها أن هناك من الشباب قد يسافرون للقتال في سوريا لمجرد أنهم يشعرون بالملل أو يبحثون عن اندفاع الأدرينالين، حيث وقال أحدهم: "إنهم يريدون بعض الإثارة في حياتهم والوصول لتلك الحدود"، في حين قال آخر: "أن ما نراه حقا هو مجرد بعض الشباب المراهقين المحبطين الذين يبحثون عن الهرب".
وقال كثيرون عن مدى الارتباك الموجود لدى الشباب المسلمين في المملكة المتحدة بسبب البحث عن هوية، وهو ما استطاع تنظيم داعش من القيام به في استخدام علامة تجارية تسويقية قوية لهم، لخلق هوية لجذب المجندين الشباب، والذي يشعر بالعزلة والغضب وعدم وجود أو الشعور بالهوية، في الوقت التي تقوم فيه داعش الأمر الذي تجيد فيه داعش من إصدار رسائل الوحدة والأخوة حول فكرتهم حول الخلافة العالمية التي يمكن أن تكون جذابة لأولئك الذين يبحثون عن الشعور بالانتماء.
أحد الأسباب التي تدفع الشباب للانضمام إلى تنظيم داعش هو السياسة الخارجية لبريطانيا، حيث يرى كثير منهم أن حكومة بريطانيا خذلت القضية الفلسطينية والفلسطينيين، ويرى دكتور عوان أن تنظيم داعش استطاع التلاعب بمشاعر الغضب لدى الشباب البريطاني حيث كانوا يعرضون مقاطع مقاطع فيديو يوتيوب يتم فيه قتل السوريين، لإثارة غضبهم والاقتناع بفكرة السفر والانضمام لنصرة هؤلاء السوريون".