بوابة الحركات الاسلامية : مجددًا.. روسيا تغازل الأطراف الليبية لاستعادة نفوذها في البلاد (طباعة)
مجددًا.. روسيا تغازل الأطراف الليبية لاستعادة نفوذها في البلاد
آخر تحديث: الأربعاء 19/04/2017 01:21 م
مجددًا.. روسيا تغازل
لا زالت الأجواء في ليبيا غير واضحة المعالم في ظل الصراعات الحالية بين أطراف النزاع الليبيين، ما يؤشر باحتمالية التدخل العسكري في البلاد، بالأخص بعد مطالبة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بتدخل المجتمع الدولي لانقاذ ما يمكن انقاذه، وهو الأمر الذي فسره مراقبون بأن السراج وصل لمرحلة النهاية أو فشل في اتمام مهامه التي أتي بها عن طريق اتفاق الصخيرات في أكتوبر الماضي.
مجددًا.. روسيا تغازل
وتسعي عدة دول لاستعادة نفوذها في ليبيا، وهو الأمر الذي يفسره البعض بأن هناك مخططات لإنشاء قواعد عسكرية في البلاد، بحجة حمايتها، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تؤكد استعدادها للعمل مع جميع الأطراف في ليبيا من أجل التغلب على الأزمة في هذا البلد.
وقال بيان للخارجية الروسية، نشر على موقع الوزارة أمس الأربعاء 18 أبريل 2017 إن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، التقى في موسكو، في الـ 18 أبريل مع وفد من القوى الاجتماعية والسياسية لمدينة مصراتة الليبية، التي يرأسها القيادي في حركة "ليبيا الموحدة" عبد الحميد دبيبة.
أشار الجانب الروسي، إلى أهمية إقامة الحوار الليبي الليبي الشامل يضم ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية والمناطق والمجموعات القبلية في البلاد لتشكيل السلطات الوطنية، بما في ذلك الجيش والشرطة، القادرة على ضمان الأمن وسيادة القانون، والتصدي بفعالية للتهديد الإرهابي.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على استعداد موسكو لمواصلة العمل بشكل وثيق مع كل الأطراف الليبية بغية إيجاد حلول مقبولة لتهيئة الظروف الملائمة لاستعادة وحدة البلاد وتحقيق المزيد من التنمية المستدامة كدولة ذات سيادة ومستقلة تربطها مع روسيا علاقات الصداقة التقليدية".
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن دعم دعم الرئيس بوتين يزداد شيئاً في شيئ للجنرال الليبي خليفة حفتر الذي يتحكم بشرق البلاد الغني بالنفط ولكن يسعى للمزيد.
 وينتهج حفتر أجندة معاديةً للإسلاميين بينما يتطلع لبوتين التماساً للمساعدة لضمان زعامته في ليبيا على حساب الحكومة المدنية التي تدعمها الأمم المتحدة.
لقد قام بوتين لبعض الوقت، بتوسيع نفوذ روسيا في ليبيا، حليفة الكرملين خلال الحرب الباردة، وحاول بوتين إحياء الروابط منذ أن أصبح رئيساً للمرة الأولى في عام 2000، إلا أن العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ في أبريل 2008 عندما زار بوتين طرابلس.
مجددًا.. روسيا تغازل
ووفقاً للتقارير الصحفية الروسية في ذلك الوقت، كان معمر القذافي، الذي كان في حينه رئيساً لليبيا، قد أعرب عن إعجابه الخاص بجهود بوتين لاستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى. وبعد ذلك بوقت قصير، شطبت موسكو غالبية ديون ليبيا البالغة 4.6 مليار دولار مقابل ما يقرب من 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار من العقود لمشاريع السكك الحديدية والنفط والغاز، وغيرها. كما منح القذافي الأسطول الروسي إمكانية الوصول إلى ميناء بنغازي.
يذكر أن ليبيا تعاني منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، من أعمال عنف، تحولت إلى صراع مسلح على الحكم، وقسّمت البلاد بين سلطتين، الأولى حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في طبرق، والثانية حكومة مناوئة لها تدير العاصمة طرابلس، بمساندة تحالف الجماعات المسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".
ومن ثم في عام 2011، عارضت موسكو بشدة الحملة على ليبيا بقيادة حلف شمال الاطلسي، وفي ظل حكم الرئيس ديمتري ميدفيديف امتنعت روسيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1973 الذي أجاز التدخل لحماية المدنيين. 
وتزوّد موسكو حكومة طبرق بالمشورة العسكرية والدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة، ففي مايو 2016، طبعت موسكو ما يقرب من 4 مليارات دينار ليبي "حوالي 2.8 مليار دولار"، أمريكي لصالح "البنك المركزي الليبي" وحوّلت هذا المبلغ إلى فرع موالي لحفتر.
 كما يعتقد البعض أنّ موسكو ما زالت تزود طبرق بالأسلحة عبر الجزائر،على الرغم من حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة.
وفي سياق التوترات المتزايدة مع طرابلس، قام حفتر برحلتين إلى موسكو في النصف الثاني من عام 2016، وفي يناير من هذا العام، قام بجولة على حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنتسوف" اثناء عودتها الى روسيا من المياه السورية. وبينما كان على متن "كوزنيتسوف"، أجرى حفتر مكالمة فيديو مع وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو، وأفادت بعض التقارير أنه تحدّث عن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
ووفق ما ذكرنا في تقارير من قبل، فإن دعم فلاديمير بوتين لحفتر لا يؤدي سوى إلى وقوع المزيد من القتال على المدى الطويل، ولكن ربما لن يحصل ذلك قبل أن يوفر الرئيس الروسي حلاً قصير الأمد يمكنه من خلاله الإدعاء بأنه حقق انتصار آخر سريع وسهل، ويمكنه أن يلهي به جمهوره المحلي بينما يستحوذ على دور حاسم في بلد يتحلى بأهمية استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط، ولذلك، من المهم متابعة تحرّكاته في ليبيا في الأسابيع المقبلة.