بوابة الحركات الاسلامية : بعد مرور 6 أشهر علي المعركة.. هل حان وقت استعادة "الموصل"؟ (طباعة)
بعد مرور 6 أشهر علي المعركة.. هل حان وقت استعادة "الموصل"؟
آخر تحديث: الأربعاء 19/04/2017 03:53 م
بعد مرور 6 أشهر علي
تواصل القوات العراقية المشتركة عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، من قبضة "داعش"، ومع مرور ستة أشهر على إطلاق المعركة، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في البلدة القديمة يواجهون أسوأ كارثة إنسانية يشهدها الصراع في العراق، نتيجة انقطاع الماء والغذاء عن المحاصرين.

بعد مرور 6 أشهر علي
وتساءل محللون عن أسباب تأخر حسم معركة الموصل بعد مرور نحو نصف عام على إطلاقها، وهل من مبررات للثمن الإنساني الضخم الذي دُفع فيها إلى الآن؟.
الدكتور يحيى الكبيسي مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية يقول إنه عند تناول معركة الموصل فإننا يجب أن نتحدث عن معركتين: الأولى في الساحل الأيمن والثانية في الساحل الأيسر.
وأوضح أن الخطة العسكرية لمعركة الجانب الأيسر من المدينة بنيت في بدايتها على أساس أن تنظيم الدولة لن يقاتل في المدينة وسوف ينسحب، ولا سيما أنه انسحب في المعارك التي خاضها ضد الجيش العراقي سابقا في الفلوجة وغيرها، ولهذا فوجئت القوات العراقية بأن التنظيم قرر البقاء والقتال فوقعوا في مشكلة حقيقية، واضطرت القوات إلى استدعاء قوات إضافية وتغيير قواعد الاشتباك في المعركة حتى حسمت.
أما في معركة الساحل الأيمن فأوضح أنه كانت هناك رغبة في الحسم السريع، لهذا مُنح القاطع الأخطر والأهم في المدينة القديمة إلى قوات الشرطة الاتحادية التي لا تملك خبرات في قتال المدن، وفوجئت بأن التنظيم متهيئ جدا لمثل هذه المعركة.
وأشار لبعض الإشكاليات في خطة الجانب الأيمن، ولا سيما أن المدنيين هم الذين تضرروا من  حصار المدينة وليس تنظيم الدولة، مؤكدا أن الكثافة السكانية لم تمنع القوات العراقية من استخدام الأسلحة الثقيلة.
ويرى الكبيسي أن حسم معركة الموصل لن يقضي تماما على التنظيم، الذي قال إنه قرر في اللحظة الأخيرة الإبقاء على قوات محدودة داخل المدن، والانسحاب إلى المناطق الواسعة التي لا يزال يسيطر عليها في صحراء الأنبار ونينوى، مشيرا إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على 20% على الأقل من الأراضي العراقية.
الكثافة السكانية
ويري محللون أن أكبر عامل في عدم حسم معركة الموصل حتى الآن هو أن المدينة ذات كثافة سكانية عالية ومن الصعب التغلغل داخلها، وكان من الصعب منذ البداية على القوات العراقية دخولها.
وأضافوا أن التنظيم حاول الاستفادة من الكثافة السكانية العالية بالتحصن داخل المدينة، وهو ما صعب المهمة وقلل من الخيارات أمام القوات العراقية التي وجدت صعوبة في استخدام الأسلحة الثقيلة.
ويروا أن عملية استعادة الموصل تتقدم ببطء، وهناك استفادة من الغطاء الجوي الذي توفره قوات التحالف الدولي للقوات العراقية، لكن لا بد من أخذ المدنيين الموجودين في تلك الأماكن بعين الاعتبار، فضلا عن أنه لا داعي للاستعجال، لتجنب هروب مقاتلي التنظيم عند انتهاء العملية.
من جانب أخر أفاد مركز نينوى الإعلامي، اليوم الأربعاء 19 أبريل 2017، بآخر التطورات العسكرية لمعركة تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل، شمالي بغداد، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
بعد مرور 6 أشهر علي
وأكد المركز، أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب، مستمرة في المعارك لتحرير حي الثورة غربي الموصل، مركز نينوى شمالي البلاد، ولم يتم السيطرة على الحي بالكامل لغاية الآن، وأن القتال مستمر للقضاء على تنظيم "داعش"، واقتلاعه من الجانب الأيمن للمدينة.
وأشار المركز، إلى قتال شرس تخوضه قوات الشرطة الاتحادية، في منطقة البورصة، وهي أكبر أسواق التبضع في أيمن الموصل، ولأنها تعتبر خط الصد للتنظيم الإرهابي.
وتابع المركز، أما قاطع قوات الشرطة الاتحادية، وقوات الرد السريع أيضا تقاتل بشراسة في حي الفاروق، أحد الأحياء القديمة في الساحل الأيمن، ويقع ضمن حدود منطقة الموصل القديمة لان هذا الحي قريب من جامع النوري، أحد المساجد التاريخية في العراق.
والجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" يرتهن المدنيين ويمنعهم من المغادرة والنزوح نحو القوات العراقية، كدروع بشرية يستخدمهم في عرقلة تقدم العمليات العسكرية القائمة للقضاء عليه وتحرير الموصل من سطوته بعد أن استولى عليها في منتصف عام 2014.
وأطلقت القوات المسلحة العراقية مدعومة بغطاء جوي أمريكي عملية تحرير الموصل في أكتوبر 2016 من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر عليها مع أجزاء أخرى من العراق عام 2014 وتمكن الجيش العراقي من تحرير شطر المدينة الشرقي.
وأعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، في 19 فبراير الماضي، عن انطلاق صفحة جديدة من عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير الجانب الأيمن للمدينة، بعد أن تم تحرير جانبها الأيسر.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" خسر أغلب مناطق سيطرته بمحافظة الأنبار بتقدم القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب، وما تبقى له من سيطرة فيها فقط أقضية حدودية محاذية للأراضي السورية، وهي عانة وراوة والقائم.