بوابة الحركات الاسلامية : مع احتفالات الأربعاء الأحمر.. فرحة إيزيدية ناقصة بسبب أسري "داعش" (طباعة)
مع احتفالات الأربعاء الأحمر.. فرحة إيزيدية ناقصة بسبب أسري "داعش"
آخر تحديث: الخميس 20/04/2017 02:18 م
مع احتفالات الأربعاء
احتفل الآلاف من الإيزيديين بأول أربعاء في السنة الإيزيدية، وذلك باعتباره عيد رأس السنة لديهم ويطلقون عليه اسم “الأربعاء الأحمر”، وهو يصادف أول يوم من شهر نيسان الشرقي الذي يتأخر عن التاريخ الميلادي الغربي ثلاثة عشر يوما، وهم يتذكرون اخوتهم في قبضة تنظيم "داعش" مطالبين الحومة بالتدخ لانقاذ الأسري.

"الأربعاء الأحمر"

الأربعاء الأحمر

وبلباس أبيض وشعلات نار، بدأ الإيزيديون احتفالاتهم منذ ليلة الثلاثاء 18 ابريل 2017، في معبد لالش بمنطقة شيخان في شمال العراق بعيد “سه رسال” بمعنى الأربعاء الأحمر.
ويحتفل الإيزيديون بأول أربعاء في السنةالإيزيدية، باعتباره عيد رأس السنة الإيزيدية ويسمونه "الأربعاء الأحمر".
حيث يصادف يوم الأربعاء 19أبريل 2017 أول يوم من شهر نيسان الشرقي الذي يتأخر عن ابريل الغربي ثلاثة عشر يوماً.
كما يحظى شهر أبريل بقدسية خاصة لدى الإيزيديين حيث لا يحرثون الأرض ولا يقطعون الأشجار، وكذلك لا يسمح للإيزيديين بالتزاوج في نيسان.
 ويقول لقمان سليمان المتحدث الإعلامي باسم معبد لالش الإيزيدي إنّ “عيد الأربعاء الأحمر يعدّ أقدم وأقدس عيد بالنسبة إلى الإيزيديين”.
طبيعة شهر أبريل تشبه جمال العروسة، لذا لا يجوز الإشراك بهذه العروسة، حتى قطع الورود يشوه زهو الطبيعة
وفي ما يتعلق بتسمية “الأربعاء الأحمر”، يرجح الباحثون الإيزيديون بأنها تعود إلى زمن إمبراطورية ميديا، حيث يقال إن معركة كبيرة نشبت في مثل هذا اليوم وأريقت دماء كثيرة، وبعد أن انتصر الكرد وانهزم العدو سادت البهجة على الشعب الميدي آنذاك وأضيفت كلمة “أحمر” بالكردية “سور” نسبة إلى الدماء الكثيرة المهدورة في المعركة.
ويضيف أن “العيد يرمز إلى رأس السنة الإيزيدية وبداية الخليقة، وأن سكان الشرق الأوسط وخصوصا بلاد ما بين النهرين، منذ القدم يحتفلون بالأربعاء الأحمر”. وفي هذه المناسبة لا تحرث الأرض في مناطقهم ولا تقطع الأشجار ولا يسمح لأبناء الطائفة بالتزاوج خلال هذا الشهر.
وبشأن عدم جواز الزواج في شهر أبريل يقول الباحث الإيزيدي بير خدر سليمان إن “الطبيعة في نيسان تشبه العروسة وجمالها وزهوها، لذا لا يجوز الإشراك بهذه العروسة كما لا يجوز الحرث والحفر وقطع الأشجار والورود لأنها تشوه جمال وزهو الطبيعة”. ويتم حسب العقيدة الإيزيدية خلال يوم العيد تسليم السلطة إلى الملك طاووس ليدير شؤون الدنيا.
وبحسب معتقداتهم، فإن “طاووس ملك رئيس الملائكة قد بعث من قبل الرب إلى الأرض التي كانت سرابا ليحولها إلى أرض حية من ماء وتراب كما هي وينبت فيها الربيع بألوانه، وكان ذلك في الأربعاء الأحمر”. وكلمة نيسان لدى الإيزيديين تنقسم إلى كلمتين “ني” أي الجديد، و”سان” أي الولادة، ويعطي الإيزيديون أهمية كبيرة لشهر نيسان ويلقبونه بعروس السنة في إشارة إلى جمال فصل الربيع.
ويرمز هذا العيد القديم عند الإيزيديين إلى يوم بعث الخليقة ونزول ملك الحياة إيذانا بنهاية البرد والعواصف وبداية الخصب. وهو يمتد ويشمل الإيزيديين في العراق وسوريا وإيران، وتشعل النيران بحلوله لأنها ترمز في الديانات القديمة إلى الطهارة والحكمة.

الأسري لدي "داعش"

الأسري لدي داعش

اختصر الإيزيديون خلال السنوات الماضية احتفالهم بحلول رأس السنة عندهم بإقامة بعض الطقوس الدينية فقط، بسبب صعوبة ظروف التهجير والقتل والخطف التي قام بها تنظيم داعش.
يقول الأستاذ في الدراسات الإيزيدية شير إبراهيم كشتو “كلنا نعيش في ألم وحزن ومأساة حقيقية في المخيمات”، في إشارة إلى 16 مخيما في المنطقة تستقبل نحو 400 ألف إيزيدي من سنجار في شمال غرب العراق.
ويناصب تنظيم داعش العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها “كفارا”. وفي العام 2014، قتل التنظيم أعدادا كبيرة من الإيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز الآلاف من الفتيات والنساء سبايا.
وقال خيري بوزاني مدير عام الشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف إقليم كردستان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "تنظيم داعش اختطف 6417 مواطنا إيزيديا بينهم 3547 امرأة في مدينة سنجار منذ أغسطس 2014 ".
وأضاف بوزاني أن "عدد الناجين من قبضة داعش بلغ 2963 شخصا بينهم 1070 امرأة و1571 طفلا"، موضحا أن عدد الذين ما زالوا في قبضة التنظيم هو 3454 شخصا".
وأشار إلى أن "عدد الإيزيديين في العراق كان نحو 550 ألف نسمة، وعدد النازحين نحو 360 ألف نازح، وعدد القتلى بأيدي داعش 1293 فيما بلغ عدد الأيتام بسبب سيطرة داعش على مناطق الإيزيدية  1759 يتيما من ناحية الأب و 407 من ناحية الأم، و359 طفل من ناحية الأبوين". وبين أن "220 طفلا ما زال آبائهم بيد التنظيم في حين أن المجموع الكلي للأيتام هو 2745".
وأضاف مدير عام الشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف إقليم كردستان أن "عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار لحد الآن 30 مقبرة جماعية فضلا عن المئات من مواقع المقابر الفردية فيما بلغت عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل تنظيم داعش 68 مزارا ومرقدا".
ووفق إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد الإيزيديين بنحو 600 ألف نسمة في العراق، تقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك في العراق، فضلا عن وجود أعداد غير معروفة في سوريا وروسيا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وبعض الدول الأوروبية.

بارزاني يؤكد دعمه للإيزيديين

بارزاني يؤكد دعمه

من جانبه قال رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني، إن من حق الايزيديين تقرير مصيرهم، مجددا تعهده بحمايتهم وضمان مستقبلهم بعدما ارتكب تنظيم داعش مجازر بحقهم في مدينة سنجار في آغسطس 2014.
واستعادت قوات البيشمركة بدعم من التحالف الدولي سنجار في أواخر العام الماضي. وتعد المدينة والواقعة في نينوى من "المناطق المتنازع" عليها بين كوردستان وبغداد.
وقال بارزاني في رسالة تهنئة للايزيديين بمناسبة عيد "الاربعاء الأحمر" "بالرغم من جميع المحاولات لمحوهم وصهرهم وإبادتهم إلا أن الإخوة الكورد الإيزيديين دافعوا بمنتهى الشجاعة عن هويتهم القومية الكوردية، ولم يستطع أي من الأعداء محوهم وإلغاء وجودهم أو محو هويتهم القومية".
وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكوردية القديمة وجميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكوردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية.
واضاف بارزاني أن "الإخوة الإيزيديين هم جزء لا يتجزأ من شعب كوردستان ويعيشون تحت راية علم كوردستان".
وتابع "سنبذل كل ما بوسعنا لدعم ومساندة إخوتنا الإيزيديين، ونشدد على ضرورة أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم".
"ولن نسمح لأي كان أن يقرر مصيرهم بدلا عنهم، ونؤكد بأننا سنحميهم ونضمن مستقبلهم بعيداً عن المآسي والإضطهاد" يقول بارزاني.
و"جوارشمبيا سور"- اي الاربعاء الاحمر بالعربية- او "سري صالى" هو عيد رأس السنة الشرقية للكورد الايزيديين ويقع هذا العيد في أول أربعاء من شهر نيسان الشرقي.
ختاما فرحة الايزديين براس السنة ليس كاملة مع وجود مئات من ابناء الطائفة  اسري لدي تنظيم "داعش" الارهابي، ومخاوف من أستهدافهم من قبل المتشديين والارهابيين، لذلك يسعي  لا تكنكل فرحة الايزديين بالعيد الا بعودة ابناءهم  الاسري وعودة المهجرين الي ديارهم.