بوابة الحركات الاسلامية : تراجع فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي..وجدل حول تصويت الأتراك بالمانيا (طباعة)
تراجع فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي..وجدل حول تصويت الأتراك بالمانيا
آخر تحديث: السبت 22/04/2017 07:01 م
تراجع فرص انضمام
تزايد الجدل مؤخرا حول إمكانية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي فى ضوء الانتقادات العلنية لنتيجة الاستفتاء على الدستورى الذى جري مؤخرا، والكلمات الحادة التى نعت بها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان القادة الأوروبيين. 
من جانبه أعرب وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، عن معارضته إيقاف الاتحاد الأوروبي المفاوضات مع تركيا بشأن الانضمام إليه، مؤكدا أن اتخاذ "قرارات قصيرة الأجل مثل شعار "لا نريد الآن التحدث بتاتاً" لا يمكنها أن تدفعنا إلى الأمام". وأكد أن هناك قضايا عدة سيجري تناولها مستقبلاً.
أضاف: "هناك مواضيع كثيرة لم تنته، سنتطرق إليها مع تركيا، لا سيما الاتحاد الأوروبي، والصراع الدموي في سوريا". وتابع: "تركيا من تقرر الابتعاد أو الاقتراب من الاتحاد. ولا نخفي شكوكنا حول التطورات في الأشهر الأخيرة".
كان جابرييل، اعترف سابقاً بأن بلاده "ارتكبت أخطاء بحق تركيا"، داعياً أنقرة إلى عدم الابتعاد أكثر عن أوروبا. وأضاف في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، "على تركيا ألا تبتعد أكثر عن أوروبا، لما تقتضيه مصالحها الخاصة، فتركيا منطقة مهمة من ناحية الأمن في أوروبا".
تراجع فرص انضمام
أكد الوزير الألماني أن بلاده ترغب في إجراء حوار مع أنقرة، حول أفق التعاون الثنائي في المستقبل بما يضمن حماية القيم الأوروبية بهذه المنطقة المهمة من حيث الأمن الأوروبي، كما اعترف بأن التصرفات التي جرت تجاه تركيا في الفترة الماضية، كانت لـ"حسابات سياسية انتخابية داخلية فقط"، لكنه شدد على أن الواقع مختلف تماماً.
يذكر أن أوروبا بادرت لخلق التوتر مع الجانب التركي، حيث منعت دول أوروبية عدة، كألمانيا والنمسا وهولندا، فعاليات لوزراء تحث الأتراك على تأييد التعديلات الدستورية، من خلال إلغائها في الساعات الأخيرة، بل وصل الأمر إلى اعتقال أو منع هبوط طائرات الوزراء القادمين من أنقرة.
وفي ضوء تلك التصرفات، وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سهام انتقاداته لأوروبا في أكثر من مناسبة، واصفاً ممارساتها بأنها لا تختلف عن "النازية"، وبأن الديمقراطية فيها بدأت بـ"الانحسار" جراء تلك التصرفات.

تراجع فرص انضمام
بعد أيام من نتائج الاستفتاء الدستوري، الذي رجحت به التعديلات الدستوري بنسبة 51.2%، والتي تنص على تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، بدأ صوت العقل لدى المسؤولين الأوروبيين يرتفع، بدعوتهم للحوار والتهدئة مع تركيا، للحفاظ على المصالح المشتركة وحاجة الطرفين التركي والأوروبي إلى التفاوض حول شكل الشراكة المستقبلية بين الجانبين، وذلك في وقت لا تزال العديد من الملفات عالقة بين بروكسل وأنقرة، كعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، واتفاق اللاجئين، الذي أشار إليه أردوغان في أكثر من مناسبة بـ"اتهام الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بوعوده تجاه اللاجئين، وعدم دفع الأموال الموعود بها".
ويري محللون أن هذه التصريحات تأتى فى ضوء تزايد الجدل والحيرة بشأن تصويت الأتراك فى المانيا لتمرير التعديلات الدستورية الأخيرة، وفى واحد من بين التعليقات الكثيرة على تويتر والفيسبوك حول تصويت الجالية التركية في الاستفتاء، الذي صوت فيه 51.4 في المائة من الناخبين الأتراك ب "نعم".إنهم أغبياء جدا، حتى يفهموا المعنى الحقيقي للديمقراطية"، وسط غضب وتوتر واضح على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من طرف العديد الألمان أو الأتراك الذين يرفضون التعديلات الدستورية لصالح تقوية المؤسسة الرئاسية، ومن بين هذه التعليقات مثلا: "من صوت ب "نعم" لا يستحق العيش في دولة ديمقراطية."
ويري محللون أن نتائج الاستفتاء في تركيا فتحت النقاش من جديد حول مدى اندماج الجالية التركية في المجتمع الألماني وفشل سياسة الاندماج الألمانية تجاه الأتراك. وسرعان ما تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منابر لتبادل الاتهامات والشتائم وأيضا مطالب سخيفة بـ "الترحيل الجماعي لأتراك ألمانيا". ولهذا فقد حان الوقت لطرح بعض الأسئلة والبحث عن أجوبة حول أسباب السلوك الانتخابي لأتراك ألمانيا وتداعياتها على المزاج العام في البلاد.

تراجع فرص انضمام
وحسب الأراقام الرسمية يعيش في ألمانيا حوالي 2.9 مليون شخص من أصول تركية، حوالي 1.4 مليون حق لهم التصويت في الاستحقاق التركي، شارك حوالي 700 ألف منهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية. وقد صوت حوالي 63 في المائة منهم بـ "نعم"، أي ما يعادل نحو 450 ألف. وفي هذا الصدد يقول يونس أولوسوي، باحث في مركز الدراسات التركية وأبحاث الاندماج في مدينة إيسن أن: " أصوات أتراك ألمانيا تشكل نحو 0.2 نقطة مئوية في النتيجة الإجمالية."
وفى تحليل لمن صوت بـ "نعم"، "الرجال، وخاصة من كبار السن"، حسب الباحث في علم الاجتماع ديتليف بولاك من جامعة مونستر الألمانية. ويضيف بولاك بأن أغلبية من صوتوا لصالح التعديلات الدستورية هم من الرجال الذين يرون أنفسهم في شخصية أردوغان، أي الذين لا يسمحون بأن يملي عليهم الغرب ما ينبغي عليهم فعله. ويشير بولاك المتخصص في اندماج أبناء الجالية التركية في ألمانيا إلى أن الاستفتاء بالنسبة للكثيرين الذين صوتوا بـ "نعم"، لم يكن من قبيل البراغماتية السياسية، "فالصراع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، أي بين تركيا ذات الأغلبية المسلمة والمجتمع المسيحي الغربي، كان أكثر أهمية وطغى على المحتوى السياسي". ولهذا يرى الخبير بأن التصويت بـ"نعم" كان بمثابة تأكيد على الاعتزاز والفخر الوطني والهوية التركية.
بينما من صوت بـ "لا"، "الناس الذين لا يهتمون بالسياسة في تركيا أو تأثروا بالتصريحات المعادية لتركيا في الأشهر الأخيرة، حسب أولوسوي، وأغلبهم من الشباب." ولكن عالم الاجتماع بولاك لا يتفق مع هذا الرأي، ويعتقد بأن الفئة التي صوتت بـ "لا" كانت ممزقة وحائرة، "خاصة بسبب الضغط الذي تعرضت له هذه الفئة في الحملات الانتخابية." ولذلك يقول بولاك بأنه لم يكن ليتفاجأ إذا بتصويت عدد أكبر من الناس بـ "نعم".
من جانبه قال يونس أولوسوي، الباحث في مركز الدراسات التركية وأبحاث الاندماج في مدينة إيسن الألمانية، أن ذلك سيكون استنتاجا سطحيا. ويتحدث أولوسي عن ارتباط عاطفي قوي من العديد من أفراد الجالية التركية بوطنهم الأم، مضيفا: "العديد منهم جاءوا لألمانيا حاملين معهم إرثهم السياسي، أغلبهم ينحدر من المناطق الأكثر فقرا في تركيا، وهذا ما يعكس توجههم المحافظ ودور الدين في سلوكهم الانتخابي في كثير من الأحيان." ولكن السبب الأهم هو أردوغان نفسه.