مع تصاعد الغعمليات اعسكرية الأمريكية والروسية ضد الجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة بمسياتها المختلفة جبهة النصرة ثم فتح الشام، تحركة التنظيم الي تغيير جلده عبر الانضمام الي جماعات سورية مسلحة قريبة من تركيا لتخرج مؤقتا من الاستهداف الأمريكي الروسي تحت شعار حرب علي الارهاب.
وفي 28 يناير 2017 أعلن عن إنشاء هيئة "تحرير الشام"، بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين النظام السوري والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية، حيث انقسمت قوى المعارضة السورية بين مشارك فيها ورافض لها، وأدى الموقف منها إلى مواجهات بين بعض القوى المسلحة المناهضة للنظام السوري.
وقد اندمجت جماعة جبهة فتح الشام السورية المسلحة، التي كانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة حتى قطعت صلاتها السابقة مع تنظيم القاعدة في يوليو الماضي، مع أربعة فصائل سورية صغيرة وأطلقت على نفسها اسم هيئة "تحرير الشام".
وتضم "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى جبهة فتح الشام، كلا من حركة نور الدين زنكي (واحدة من أبرز فصائل المعارضة في حلب)، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة ومعقله في حمص وكذلك لواء الحق (الذي ينشط في مدن إدلب وحلب وحماة).
واختير هاشم الشيخ زعيما للجماعة الجديدة، والذي كان قد تزعم جماعة أحرار الشام الإسلامية المسلحة التي تتمتع بوجود قوي في سوريا.
ورفضت أحرار الشام الذراع المسلحة لجماعة الإخوان في سوريا، نفسها الانضمام إلى الكيان الجديد، وكانت في خلافات مع جبهة تحرير الشام في شمال سوريا.
وألقى الشيخ في 9 فبراير 2017 أول خطاب بعد توليه قيادة جماعة "تحرير الشام" وأكد فيه أن الكيان الجديد مستقل وليس امتدادا لأي تنظيمات أو فصائل سابقة.
ومن خلال إعادة ترتيب نفسها مجددا باسم مختلف، تحاول جبهة فتح الشام على ما يبدو أن تنأى بنفسها عن ارتباطها السابق بتنظيم القاعدة وتنخرط بصورة أكبر في التمرد المسلح في سوريا.
ولم يُذكر اسم أبو محمد الجولاني الزعيم السابق لجبهة فتح الشام في أي من الاتصالات الخاصة بالجماعة الجديدة، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنه يشغل منصب قائد الجناح العسكري بها.
وأيد تأسيس الكيان الجديد ستة من رجال الدين البازرين في سوريا من بينهم الداعية عبد الله المحيسني المولود في السعودية، ووقع رجال الدين على بيان منفصل أعلنوا فيه نيتهم الانضمام لتحرير الشام.
ومنذ الإعلان عن تأسيس الكيان الجديد، لم تصدر جبهة فتح الشام أي بيانات دعائية جديدة تحت هذا الإسم، وهو ما يشير إلى أنها حلت نفسها.
ويمثل الإعلان عن تأسيس هيئة تحرير الشام المرة الثانية التي تُعيد فيها جماعة جبهة النصرة سابقا تشكيل نفسها خلال فترة قصيرة نسبيا.
ويأتي هذا أيضا بعد أن قطعت النصرة علاقاتها بالقاعدة بشكل علني وأعادت تسمية نفسها باسم "جبهة فتح الشام" في نهاية يوليو العام الماضي.
وكانت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -وهي أهم وأبرز مكونات التشكيل الجديد- قد اعتبرت أن مؤتمر أستانا جزء من المؤامرة على الثورة السورية، وأن المسار السياسي الذي واكب الثورة منذ بدايتها لم يكن يخدم أهدافها، بل كان سلسلة مما وصفتها بالمؤامرات.
وتمثل هذه التحركات محاولات من جانب الجماعة للانخراط بصورة أقوى داخل جماعات التمرد السورية على النطاق الأوسع ولكي تنأى بنفسها أكثر عن القاعدة.
لكن المبادرة الأحدث للجماعة، إن دلت على شيء، فإنها تُعد مؤشرا على أن حلم جبهة فتح الشام لكسب ود فصائل إسلامية رئيسية قد تبدد على ما يبدو، على الأقل في الوقت الراهن.