واحتمالية نجاح المالكي في الإطاحة بالعبادي والحصول على منصبه تعتمد على كيفية إدارة ترتيب الأوضاع السياسية لمرحلة ما بعد "داعش" والذي ستؤثر فيه العوامل الاقليمية والدولية ومنها سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه العراق.
وجهه وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لإيران وتأكيده تغيير سياسة "الصبر الاستراتيجي" ضد طهران مما يعني أن العراق أحد بؤر الصِدام الاميركي الإيراني ما سيدفع طهران لدعم عودة المالكي، الذي سبق وتخلت عنه بالتوافق مع إدارة باراك أوباما، إلى الحكم استعدادا للمواجهة المقبلة.
و قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن بلاده اقترفت خطأً فادحاً حينما دخلت العراق ثم "سلمته إلى إيران"، مؤكداً أن لديه عدة حلول لأوضاع العراق، منها "عسكرية" لن يعلنها قبل تنفيذها.
وعبّر في مقابلة أجرتها معه محطة "إيه بي سي"، عُرضت الأربعاء 16 يناير 2017، عن استيائه الشديد من سياسة الإدارة السابقة لبلاده تجاه العراق، والتي قال إنها "تركت العراق وحيداً"؛ وإن ذلك "أنشأ فراغاً استغله الإيرانيون وتنظيم داعش"
وبيّن أنه "كان يجب أن نضع اليد على النفط في العراق"، مضيفاً أن "العراق كان يمتلك قوات مساوية لإيران، وكانت هناك حروب ولسنوات طويلة بين البلدين، وكانت ستستمر هذه الحروب، إلا أن أمريكا اقترفت خطأً فادحاً حينما دخلت العراق، وسلمته إلى إيران".
وتابع، "كان يجب ان لا نترك العراق، فقد شكّلنا هناك فراغاً كبيراً، وقد قامت ايران وداعش بملىء ذلك الفراغ".
ويعتقد الرئيس الأمريكي، بأنه لا توجد حكومة في العراق بعد خروج الأمريكان، ولحد الآن، لذلك كان على الولايات المتحدة الامريكية ان تبقى هناك وتسيطر على النفط العراقي، لكي لا يقع بيد عناصر داعش.
ورأى أستاذ القانون الدولي في كلية القانون بالجامعة المستنصرية الدكتور ضياء كريم، أن “العبادي يتمتع بعلاقات قوية ودعم مميز من قبل الولايات المتحدة، التي ساهمت بقوة في إعادة سيطرة حكومته على أراضيها الساقطة بيد داعش”.
وقال كريم: “تجاهلت أمريكا الطلبات المكررة للمالكي، لمساعدته في ردع داعش وإيقافه من بسط سيطرته على الأراضي العراقية خلال عام 2014، كما أنها لم تستعجل بتقديم الدعم للعراق بعد سقوط ثلث أراضيه بيد التنظيم، إلى حين انسحاب المالكي من الحكم في العراق، وهو ما يثبت أن الولايات المتحدة لا تريد تقديم الدعم للعراق بزعامة المالكي”.
وأفاد أستاذ القانون بأنه “تكللت العلاقات الأمريكية العراقية بزيارة كوشنر إلى العراق ولقائه بالعبادي، وبحسب معلومات تداولتها وسائل إعلام عربية وأجنبية، فإن كوشنر قدم للعبادي قائمة بأسماء مئات الضباط في وزارتي الداخلية والدفاع على علاقة بإيران، وهم يشكلون منظومة شبيهة بالكيان الموازي داخل الدولة العراقية، وهؤلاء يهددون بتقويض مؤسسات العراق، وتعزيز فرص ظهور الإرهاب مرة أخرى”.
ووفقاً لكريم، “قدم كوشنر قائمة للعبادي تضم أسماء لمديرين عامين يعملون في مؤسسات الدولة، وطلب منه إحالتهم إلى التقاعد، بعد ثبوت علاقتهم مع قيادات الحشد الشعبي وتنسيقهم مع إيران”.
وبيّن كريم أن “نسبة مصداقية هذه المعلومات عالية في ظل تنامي قوة قادة “الحشد الشعبي” في الشارع العراقي، وتبجحهم بأنهم يوالون إيران وليس العراق، ويأتمرون بمرشد إيران خامنئي وليس القائد العام للقوات المسلحة العراقي حيدر العبادي”.