وتتهم دول غربية عدة قطر بدعم الجماعات المتشددة في سوريا بملايين الدولارات تحت حجة دفع الفدية من أجل إطلاق سراح عمال أمميين أو رهائن غربيين، لافتة إلى أن الدور القطري في لعب ورقة المتشددين قد تضاعف بشكل جلي بعد ثورات الربيع العربي والتي سعت من خلالها لتمكين جماعة الإخوان المسلمين من حكم دول مثل مصر وتونس.
في ضوء ذلك دعا مسؤولون عسكريون سابقون في الولايات المتحدة إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الضغط على قطر لوقف دعمها لمتشددين إسلاميين يقاتلون في سوريا وليبيا، ولتقليص اتصالات واسعة بإيران، اتضحت مؤخرا بالتزامن مع ترحيل أهالي قرى سنية وشيعية في سوريا، وإطلاق سراح صيادين من الأسرة الحاكمة القطرية كانوا مختطفين في العراق.
وطالب أمريكيون بعد صعود ترامب بوضع حد لعلاقة قطر بالتيارات المتشددة، وأن على البيت الأبيض أن يضغط لأجل تحقيق ذلك.
وتحظي الولايات المتحدة علي أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط في منطقة العديد في قطر، لكن الطائرات الأميركية التي تنطلق من القاعدة وتستهدف مقاتلين ينتمون إلى تنظيمات مصنفة إرهابية، تعود مجددا لتهبط في دولة تدعم نفس المتشددين الذين تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها القضاء عليهم في دول مجاورة.
وفي وقت سابق من عام 2015، أثبتت وثائق ويكيليكس، أن حمد بن جاسم وزير خارجية قطر، يدعم الإرهاب في عدة دول عن طريق قناة الجزيرة، وتحقيق الأهداف السياسية تجاه الدول العربية.
وفي وقت سابق من أبريل عام 2014، كشف الصحفي الأمريكي، سيمور هيرش،عن وثائق أمريكية تفصح عن المدى الكامل لتعاون الولايات المتحدة مع تركيا وقطر فى مساعدة المتمردين الإسلاميين فى سوريا، وقال فى مقال بمجلة "لندن ريفيو أوف بوكس": إن إدارة أوباما أسست ما تسميه وكالة الاستخبارات المركزية بـ"خط الجرزان"، وهى قناة خلفية للتسلل إلى سوريا، وتم تأسيس هذه القناة بالتعاون مع قطر وتركيا فى 2012 لتهريب الأسلحة والزخائر من ليبيا عبر جنوب تركيا ومنها إلى الحدود السورية حيث تتسلمها المعارضة.
من جانبه قال الجنرال تشارلز والد، المساعد السابق لقائد القوات الأميركية في أوروبا، في مقال له، إن قطر دولة تبعث على الريبة إذا وضعنا في الاعتبار سياسة ترامب في محاربة المتشددين، إذن حان الوقت لطرح سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لنقل كل إمكاناتها العسكرية من أراضي دولة تدعم التطرف.
وأضاف في مقال مشترك مع مايكل ماكوفسكي المسؤول السابق في البنتاغون، إن لم تعدل قطر من سلوكها، فعلى الولايات المتحدة أن ترحل من هناك.
ويري مراقبون أن قطر تواصل السير علي نهج إيران غير مبالية بمخاطر ذلك على علاقتها الإقليمية، وخاصة التزاماتها كعضو في مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن مساهمتها في تهيئة المناخ المساعد لتقسيم سوريا وفق أجندة إيران وحزب الله اللبناني.
ووفق وكالة رويترز، فقد اعتبر معارضون سوريون، أن الوساطات المختلفة التي قامت بها الدوحة في سوريا صبت في مصلحة حزب الله وساعدت على تنفيذ أجندته وبينها إخلاء البلدات والقرى السنية وتوطين موالين للحزب وإيران، في أكبر عملية تغيير ديموغرافي تشهدها سوريا، مشيرين إلى أن قطر تواطأت على تشريد مئات الآلاف من المواطنين السوريين أغلبهم من أهل السنة وتسليم قراهم ومنازلهم إلى عائلات الميليشيات الشيعية التي تقاتل بدعم وتمويل من الحرس الثوري الإيراني، مستفيدة من علاقتها بجبهة النصرة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وكانت نشرت وكالة أنباء تابناك الإيرانية في بداية أبريل الجاري، تقريرا عن انطلاق مفاوضات سرية مباشرة بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وبين إيران، في العاصمة القطرية، في ما يتعلق ببلدتي كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي.
ووفق محللون فقد نجحت قطر في ترويض جبهة النصرة وتحويلها إلى أداة طيعة بيدها، وفتحت قنوات التواصل بينها وبين إيران.