بوابة الحركات الاسلامية : بعد مقتل 10 جنود.. "جيش العدل" يهدد إيران من الشرق (طباعة)
بعد مقتل 10 جنود.. "جيش العدل" يهدد إيران من الشرق
آخر تحديث: الخميس 27/04/2017 02:07 م
بعد مقتل 10 جنود..
أعلنت جماعة "جيش العدل" السنية، الأربعاء 26 ابريل2017، مسؤوليتها عن مقتل 10 عناصر من حرس الحدود الإيرانيين على الأقل، في اشتباكات مسلحة على الحدود مع باكستان، وسط مخاوف ايرانية من تصاعد العمليات العسكرية لتنظيم ضد ايرانن في منطقة تعاني من تدني الخدمات وارتفاع السخط الشعبي.

مقتل 10 جنود إيرانيين:

مقتل 10 جنود إيرانيين:

وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن جماعة سنية متشددة قتلت عشرة من أفراد قوات حرس الحدود الإيرانية في هجوم عبر الحدود مع باكستان الأربعاء.
وأضافت الوكالة أن جماعة جيش العدل المتشددة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
وتابعت "استشهد عشرة من حرس الحدود بمنطقة ميرجاوه في إقليم سستان وبلوخستان في كمين نصبه إرهابيون عند النقطة صفر على الحدود مع باكستان".
وقالت الشرطة الإيرانية في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية إن أفراد حرس الحدود قتلوا باستخدام بنادق بعيدة المدى "وتتحمل الحكومة الباكستانية المسؤولية الكاملة عن الهجوم".
وذكرت وزارة الدفاع، في بيان لها، أن 3 من القتلى الإيرانيين هم ضباط برتبة ملازم أول.
وطالب المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمي" الحكومة الباكستانية بتحمل مسؤوليتها إزاء تواجد الجماعات الإرهابية على أراضيها، وإتخاذ هذه الجماعات الشريرة والإجرامية من أراضي إسلام آباد منطلقاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن مطالبة قاسمي هذه جاءت على إثر قيام مجموعة إجرامية مساء يوم أمس الأربعاء بإطلاق الرصاص من داخل الحدود الباكستانية على دورية تابعة لقوات حرس الحدود الإيرانية ما أدى إلى إستشهاد 10 أفراد من قوات حرس الحدود بينهم ضباط برتبة ملازم.
وأعرب المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية عن تعازيه الحارة للشعب لإيراني وأسر الشهداء، وقادة ومنتسبي قوى الأمن الداخلي في البلاد، لاسيما قوات حرس حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد قاسمي أن القيام بالعمليات الإرهابية من قبل الأشرار المسلحين، والمجموعات الإرهابية التي تعتبر أدوات بيد مروَّجي العنف والتطرف والتكفير، على الحدود الباكستانية – الإيرانية، أمر مدان ولا يمكن القبول به تحت أي ظرف من الظروف، مشدداً أنه على الحكومة الباكستانية أن تتحمل مسوؤلياتها إزاء إستشهاد عدد من قوات حرس حدود إيران الإسلامية على يد إرهابيين إتخذوا من أراضي إسلام آباد منطلقاً لتنفيذ جريمتهم.
وأضاف المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية أن الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب مطالبة بالرد على التساؤلات المطروحة، وهي كيف لهذه الدول أن تعجز عن مواجهة الجماعات الإرهابية والشريرة التي تنشط على إراضيها؟.
وختم قاسمي بالتأكيد على أن الجمهورية الإسلامية ستتابع هذا الأمر لمعرفة الأسباب التي أدت إلى إستشهاد عدد من حرس حدودها، كما أنها تحتفظ لنفسها بجميع القنوات الدبلوماسية والسياسية التي تضمن لها الدفاع عن نفسها ودفع الشر عن أراضيها.
ويشهد إقليم سستان وبلوخستان في جنوب شرق إيران اضطرابات منذ فترة طويلة بسبب عصابات تهريب المخدرات والمسلحين الانفصاليين. ويهيمن السنّة على سكان الإقليم في حين أن أغلبية مواطني إيران من الشيعة.
ويعاني السنة في إيران من انتهاكات متواصلة بحقهم من قبل السلطات مع غياب متعمد للخدمات والمرافق الصحية.
كما تواصل السلطات تنفيذ أحكام الإعدام بحق عدد من النشطاء السنة بتهم واهية ودون محاكمات عادلة.
وهاجمت وزارة الدفاع الإيرانية، عقب الحادث الحكومة الباكستانية، داعية السلطات الباكستانية إلى ضبط حدودها مع إيران.

جيش العدل:

 جيش العدل:
من جانبه أعلنت جماعة "جيش العدل" السنية، اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن مقتل 10 عناصر من حرس الحدود الإيرانيين على الأقل، في اشتباكات مسلحة على الحدود مع باكستان، وفقًا لموقع لوكالة “تسنيم” الإيرانية.
وقال جيش العدل، في تغريده له علي موقع "توتير" :"المجتمع الدولي المتواطئ مع إيران لا نراه يدين جرائمه ضد أهل السنة في بلوشستان فقط لأنها دولة قائمة! القتل الممنهج هو الإرهاب وليس ردة الفعل".
ونفي "جيش العدل" وجود اي تمويل سعودي له قائلا :" اذا كنّا نحن ممولين من السعودية! فإن حكومة إيران ممولة من سرقة خيرات الأحواز وبلوشستان نصرالله وكل متردية ونطيحة ينعم من قوت هذه الشعوب".
وبحسب الإعلام الإيراني ينفذ مسلحون في جماعة “جيش العدل” بانتظام عمليات مسلحة في المحافظة، وتتهم طهران هذه الجماعة بأنها مرتبطة بتنظيم “القاعدة” وبأنها تتسلل إلى إيران من باكستان.
وفي وقت سابق تحدث زعيم جيش العدل صلاح الدين فاروقي،  حول ما قال إنها " تغييرات في سياسات واستراتيجية المنظمة لاستمرار مواجهة النظام الإيراني" بسبب "استمرار المظالم وازدياد الانتهاكات لحقوق البلوش وأهل السنة في إيران".
وكشف فاروقي  لـ"العربية. نت" أن "جيش العدل يطالب بتأسيس نظام فيدرالي في إيران يحقق مطالب الشعب البلوشي وأهل السنة وكافة الشعوب والأقليات العرقية والدينية في إيران" على حد تعبيره.
وأكد على أن منظمته "لا تخوض حربا شيعية-سنية، ولا تقاتل النظام الإيراني على أساس طائفي".
 ونفى زعيم جيش العدل وجود أي صلة بينه منظمته والتنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" و"داعش"، مشددا على أن " النظام الإيراني يقف وراء هذه الإشاعات من أجل تشويه صورة المنظمة لدى الرأي العام الإسلامي والدولي"
وإيران الشيعية تضم أيضًا أقليات سنية في بعض المحافظات الحدودية خصوصًا في كردستان شمال غرب و”سيستان بلوشستان” و”خوزستان” جنوب غرب.
للمزيد عن جيش العدل اضغط هنا

عميات جيش العدل:

عميات جيش العدل:
وبدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالمالك ريغي زعيم حركة "جندالله" البلوشية شنقاً يوم 20 يونيو 2010 عقب اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرقيزستان وإرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في "بندر عباس" جنوبي البلد.
ويتشكل "جيش العدل" من 3 كتائب تحمل أسماء 3 من عناصر الجماعة الذين قتلوا في مواجهات عسكرية مع قوات النظام، أو أعدموا من قبل النظام في السجن، وهم: عبد الملك ملازاده، نعمت الله توحيدي، والشيخ ضيائي، بالإضافة إلى كتيبة أمنية تقوم بمهام الرصد والاطلاع.
وتقوم قيادات "جيش العدل" بتجنيد وتدريب الصبية فكريًّا وعسكريًّا في المدن والقرى التي يقطنها البلوش؛ من أجل دعم الفكر المسلح للوصول إلى أهدافهم.
وكانت الجماعة قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات قتلت ثمانية من أفراد حرس الحدود في أبريل 2015 و14 منهم أيضا في أكتوبر 2013.
وفي ديسمبر2013، قامت حركة جيش العدل بزرع قنبلة في سيارة تابعة لضابط في الحرس الثوري الإيراني بمدينة "سراوان" أدت إلى مقتل 3 جنود، وضابط كبير من عناصر الحرس الثوري.
وقالت الحركة: إن من ضمن القتلى ضابطا كبيرا في الحرس الثوري تمكنت الحركة من استدراجه واستهدافه في العملية التي كللت بالنجاح، وإن هذه العملية كانت ردا على الإعدامات التي نفذتها إيران بحق 16 من السجناء البلوش في "زاهدان" و4 من النشطاء العرب الأهوازيين واثنين من النشطاء السياسيين الكرد.
وفي 9 فبراير 2014 قامت حركة "جيش العدل" البلوشية باختطاف ٥ من جنود حرس الحدود الإيراني بالقرب من مخفر "نغور" الحدودي في إقليم بلوشستان شرقي إيران.
وقال جيش العدل البلوشي إن العلمية جاءت للرد على المجزرة الأخيرة التي تمثلت بإعدام ١٥ مواطناً من البلوش في مدينة جابهار, مؤكدا على أن الحركة تريد إرغام السلطات على التفاوض لإطلاق سراح السجناء البلوش مقابل هؤلاء الرهائن.
وفي 4 أبريل 2014 أطلقت الحركة سراح الجنود الإيرانيين الذين تحتجزهم الحركة كرهائن.
وفي 21 مارس 2015، أعلنت وزارة الاستخبارات الايرانية في بيان نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا)  العثور على جثة عنصر من حرس الحدود الايراني كان خطف مع أربعة عناصر اخرين في فبراير 2014 على أيدي مجموعة سنية.
ويضم إقليم سستان وبلوخستان الإيراني في جنوب شرق البلاد على الحدود مع باكستان وأفغانستان الأقلية البلوشية في البلاد وكان منذ فترة طويلة بؤرة لأنشطة المقاتلين السنة ضد الحكومة.
وتنشط في الاقليم جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم أنصار الفرقان. وكانت طهران قد أعلنت في 2016 مقتل هشام عزازي وكنيته أبوحفص البلوشي زعيم الجماعة التي أعلنت في السابق المسؤولة عن هجمات على قوات الأمن وأهداف مدنية، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ويقول موقع مقرب من الحرس الثوري الإيراني، إن جماعة أنصار الفرقان انشقت عن جماعة جند الله التي نفذت عدة هجمات كذلك في الإقليم.
وألقت السلطات الإيرانية القبض على عبدالملك ريجي زعيم جند الله وأعدمته في العام 2010.

المشهد الإيراني:

أصبح من الواضح أن السلطات الإيرانية تواجه مأزقا في التعامل مع الحركات المسلحة السنية داخل إقليم بلوشستان، رغم توقيع اتفاقيات أمنية مع باكستان لتحجيم عمل هذه الحركات إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي من هذه الأهداف؛ نظرا لطريقة التعامل مع هذه الحركات واستمرار تجاهلها لمطالب البلوش في حياة كريمة، واستمرار المحاكمات التي يوجد جزء منها غير عادل.
اتهامات الإيرانية بدعم دول خارجية وتحميل دول أخري مسؤولية ما يجري في إقليم سيستان وبلوشستان هو ضعف وتقصير  من قبل السلطات الايرانية تجاه الشعب في بلوشستان وبما يهدد النسيج المجتمعي مع وجود دستور مذهبي بالدرجة الأولي وليس دستور وطني يجمع كل اطياف الشغب الايراني في  مستقبل ومسؤولية واحدة بل ان الدستور يؤسس لتتفرق بين الشعب ابناء الشعب الايراني.. فهل ستنجح الجمهورية الاسلامية في ايران في تفادي مخاطر  التي تواجها في عدة مختلفة.