بوابة الحركات الاسلامية : الأزمة السورية تفرض نفسها على لقاءات بوتين مع ميركل واردوغان (طباعة)
الأزمة السورية تفرض نفسها على لقاءات بوتين مع ميركل واردوغان
آخر تحديث: الثلاثاء 02/05/2017 08:03 م
بوتين وردوغان
بوتين وردوغان
سيطرت الأزمة السورية على مناقشات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذلك على تحضيرات الاجتماع المرتقب بين الرئيس الروسي ونظيره التركى رجب  طيب أردوغان، وسط تبادل وجهات النظر بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وكيفية التوصل إلى نقاط مشتركة بشأن المنطقة العازلة شمال سوريا.
من جانبه قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الشعب السوري هو صاحب النفوذ الأكبر على رئيسه بشار الأسد، لكنه أشار إلى أن هذا الشعب منقسم بشكل واضح ويجب توفير الظروف المواتية لاستعادة وحدته، مؤكدا إنه من الواضح أن الشعب منقسم بشكل واضح، وداخل المجتمع السوري مشاكل كبيرة، وتكمن مهمتنا في توفير الظروف لتوحيد الصفوف ولوقف الاقتتال وضمان الظروف للتعامل السياسي بين كافة الأطراف المتنازعة".
أكد الرئيس تطابق الموقف الروسي الألماني فيما يخص ضرورة تكثيف المفاوضات السورية في ساحتي جنيف وأستانا، مضيفا بقوله "نعتقد أنه من الضروري تعزيز نظام وقف إطلاق النار، وسيعمل في هذا المضمار ممثلونا في أستانا مع الأطراف السورية، كما أنهم سيدعمون الاتصالات في إطار عملية جنيف".
أقر بوتين باستحالة إيجاد حل فعال للقضية السورية دون مساهمة أمريكية. وأوضح قائلا: "ولذلك نحن على اتصال بالشركاء الأمريكيين وسنواصل الاتصالات معهم". وأضاف: "نأمل في التوصل إلى تفاهم بشأن خطوات مشتركة في هذا الاتجاه المهم للغاية والحساس على جدول الأعمال السياسي الدولي الحالي".
أكد بوتين أن موسكو تدين بأشد العبارات أي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا، وتصر على ضرورة تحديد المذنبين في أحداث خان شيخون ومعاقبتهم. وشدد قائلا: "لكن لا يمكن التوصل إلى ذلك إلا بعد تحقيق دقيق وغير منحاز".
وحول موقفه المشترك مع ميركل من تسوية الأزمة السورية قال الرئيس الروسي: "إننا واثقون من استحالة إيجاد حل للمسألة السورية إلا بالطرق السلمية وتحت رعاية الأمم المتحدة".
منطقة عازلة مع سوريا...سؤال
منطقة عازلة مع سوريا...سؤال بلا اجابة
في حين أعربت المستشارة أنجيلا ميركلعن تأييدها إقامة مناطق آمنة في سوريا خالية من القتال وذلك لحماية السكان المدنيين، مضيفة أنها تعتقد أن "منهج إقامة مناطق آمنة يستحق المتابعة والتطوير". وقالت ميركل إن "ألمانيا مستعدة لفعل كل شيء لدعم وقف إطلاق النار في سوريا".
وتعهدت ميركل بأن برلين ستساهم بكل ما بوسعها في تعزيز نظام الهدنة في سوريا.
بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيبحث خلال لقائه القادم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عمليات عسكرية مستقبلية في منبج والرقة السوريتين، وعبر الرئيس التركي في كلمة ألقاها بمقر حزب العدالة والتنمية، عن أمله في إطلاق مرحلة جديدة في التسوية السورية بعد محادثاته المزمعة مع بوتين في 3 مايو ومع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 16 مايو الجاري.
أوضح الرئيس التركي أن موضوع مناقشاته مع بوتين وترامب سيتعلق بآفاق العمل المشترك لمواجهة حزب العمال الكردستاني، وحركة الداعية فتح الله غولن وتنظيم "داعش" الإرهابي، وشدد على أن أنقرة لم تسمح للقوات الكردية في شمال سوريا بتحقيق أهدافها.
كما تطرق الرئيس التركي إلى العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن بلاده ستتخلى عن نيتها في الانضمام إلى الاتحاد إذا لم تفتح أوروبا آفاقا جديدة للمفاوضات بهذا الشأن.
جاءت تصريحات أردوغان خلال مراسم جرت في مقر الحزب الحاكم بمناسبة عودته للعضوية فيه.
وفى سياق أخر أعلن يحيى العريضي مستشار الهيئة العليا للمفاوضات أن المعارضة السورية المسلحة لا تمانع في إقامة 4 مناطق آمنة في سوريا بحيث تراقب الدول الضامنة الهدنة فيها، وقال العريضي في حديث له اليوم: "نحن لا نعارض مثل هذا المسلك الذي تقوم روسيا وإيران بلعب دور الضامن في قسم من هذه المناطق. وفقط يجب ألا ينسى الروس والايرانيون الالتزام بالهدنة".
أكد العريضي على مشاركة أحد زعماء المعارضة السورية محمد علوش في الجولة القادمة من المفاوضات في أستانا وقال: "لقد وصل السيد علوش  بالفعل الى أستانا وسيشارك في المفاوضات، بما في ذلك حول إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا".
ميركل وبوتين
ميركل وبوتين
فى حين شدد قائد القوات البرية في حرس الثورة الإسلامية العميد محمد باكبور على أن حرس الثورة لديه مستشارين عسكريين في مختلف المجالات في سوريا، وإن عملية إيفادهم ستستمر.
أضاف أن القوات البرية للحرس الثوري قامت بإيفاد أكثر العناصر خبرة إلى سوريا كمستشارين عسكريين، وأنه سيواصل إيفاد هؤلاء المستشارين، مشيرا إلى أن القوات البرية لحرس الثورة  تتعاون مع فيلق القدس في الحرب الدائرة في سوريا ضد الإرهابيين.
أكد العميد الإيراني أن قتال حزب الله ضد الإرهابيين في سوريا "أمر منطقي"، لأن "انهيار سوريا بصفتها دولة داعمة لجبهة المقاومة سيضعف جبهة المقاومة في مواجهتها لكيان الاحتلال".
اعتبر أنه من الخطأ المراهنة على إضعاف حزب الله من خلال تحويل سوريا إلى دولة معادية لإيران وبالتالي قطع الدعم الإيراني له، لأن "حزب الله استطاع اليوم أن يعتمد على نفسه بشكل كامل وأن جميع المعدات والأسلحة التي  يمتلكها حزب الله صنعها خبراء تابعون للحزب"، حسب تعبيره.
وحذر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان من أن أي خطوة عدائية ضد سوريا ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسيع نطاق الحرب، مشددا على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية من قبل كافة الدول.
وأكد دهقان خلال لقاء مع رئيس الأركان السوري العماد علي عبدالله أيوب في طهران، أن الشعب الإيراني سيبقى دوما إلى جانب الشعب السوري، ولن يمتنع عن تقديم أي جهد ودعم من أجل إرساء السلام والاستقرار ومواجهة ممارسات الإرهابيين.
تعاون سوري إيراني
تعاون سوري إيراني مستمر
أضاف "أي خطوة عدائية ضد سوريا ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسيع نطاق الحرب وإراقة الدماء واستمرار العنف في المنطقة".، كما أدان الوزير الإيراني مجددا الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، معتبرا أن واشنطن "من خلال إضعاف جبهة المقاومة ضد الإرهاب، وضمن ترميم معنويات الإرهابيين وتعزيزها"، تسعى لضمان أمن إسرائيل ومنح الشرعية لوجودها و"ممارساتها العدوانية في المنطقة".
وركز اللقاء الإيراني السوري على تقييم الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب وبحث الخطوات الضرورية لمواجهة التطورات المتسارعة والتحديات التي تواجه سوريا والمنطقة وآفاق التعاون في مواجهتها والتصدي لها.
وجدد رئيس هيئة الأركان السوري التأكيد على أن القوات المسلحة السورية ستواصل حربها ضد الإرهابيين حتى تحرير كامل الأراضي السورية، مشددا على أن "السبيل الوحيد لإحباط هذه المؤامرة هو تعزيز تحالف قوى جبهة المقاومة وروسيا".