بوابة الحركات الاسلامية : تفاهمات وتنازلات فى أستانا...وتخفيف التصعيد فى المناطق الآمنة السورية (طباعة)
تفاهمات وتنازلات فى أستانا...وتخفيف التصعيد فى المناطق الآمنة السورية
آخر تحديث: الخميس 04/05/2017 07:40 م
ممثل فصائل المعارضة
ممثل فصائل المعارضة
رغم محاولات بعض فصائل المعارضة السورية رفض أى دور لإيران كدولة راعية للهدنة، وقع ممثلو الدول الضامنة الثلاث لمفاوضات أستانا "روسيا وتركيا وإيران" على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق "وقف التصعيد" في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات "أستانا-4".، ونصت المسودة النهائية لمشروع مذكرة التفاهم حول إنشاء مناطق "وقف التصعيد" الأربع في سوريا، على تشكيل فريق عمل مشترك من قبل الضامنين في غضون 5 أيام بعد التوقيع، لتحديد مناطق تخفيف التصعيد، والمناطق الأمنة وحل المسائل التقنية، وضرورة أن يتخذ الضامنون التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنة حتى تاريخ 22 مايو الجاري.
وأعلنت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية خلال الجلسة العامة لاجتماع "أستانا 4" في العاصمة الكازاخستانية التوقيع على المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر.
دى ميستورا
دى ميستورا
من جانبه أشاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بتوقيع مذكرة إنشاء مناطق "وقف التصعيد" في سوريا، واصفا إياه بأنها "خطوة صحيحة لتحقيق وقف إطلاق النار" في البلاد، موضحا بقوله " أعتقد أننا استطعنا اليوم في أستانا أن نشهد خطوة إيجابية واعدة هامة في الاتجاه الصحيح، في عملية وقف تصعيد النزاع".
فى حين أكد الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري إلى اجتماع "أستانا 4" أنه انطلاقا من التزام سوريا  بالحفاظ على حياة الشعب السوري ووقف سفك دمائه، وانطلاقا من استعدادها للموافقة على كل ما من شأنه أن يساعد على عودة الشعب السوري إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان، فإن الجمهورية العربية السورية تؤيد المبادرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر وتؤكد التزامها بنظام وقف الأعمال القتالية الموقع في 30.12.2016 بما فيه عدم قصف هذه المناطق.
نوه الجعفري إلى أن الجمهورية العربية السورية تؤكد في السياق نفسه استمرار الجيش والقوات المسلحة والقوات الرديفة والحلفاء في حربهم ضد الإرهاب ومكافحتهم لتنظيمي "داعش" وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما أينما وجدوا على امتداد الأراضي السورية.
ذكر الجعفري بعد اختتام الجلسة العامة لاجتماع "أستانا 4"، والتي جرى خلالها التوقيع على مذكرة إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا من قبل البلدان الضامنة أنه "يأمل من الأصدقاء الروس والإيرانيين بحث تفاصيل هذه المذكرة في دمشق في أسرع وقت ممكن".، مشددا على أن "أستانا 4 كانت قفزة نوعية بإنجازاتها"، معربا عن الشكر لجهود كازاخستان وروسيا وإيران في هذا الإنجاز المهم، الذي سيساعد في حقن دماء السوريين وفتح الباب أمام الحل السياسي.
المعارضة السورية
المعارضة السورية حاولت تعطيل الاتفاق
وفى سياق أخر أعلنت الخارجية الإيرانية أن التنفيذ التام لبنود المذكرة حول إنشاء 4 مناطق لوقف التصعيد في سوريا سيبدأ بعد شهر من توقيع الدول الضامنة للهدنة في البلاد على هذه الوثيقة، وأوضح حسين جابري أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس وفد إيران في مفاوضات "أستانا – 4" للصحفيين اليوم الخميس أن "الإجراءات التحضيرية لتنفيذ الاتفاقية بصورة تامة ستستغرق مدة شهر"، مشيرا إلى أن وضع اللمسات الأخيرة على المذكرة سيتم في إطار فريق العمل الروسي التركي الإيراني المشترك حول سوريا.
قال: "اتفقنا على أن خبراء الدول الضامنة للهدنة سيضعون جميع التفاصيل ضمن فريق العمل المشترك، بما في ذلك تبادل خرائط المناطق التي يشملها نظام وقف التصعيد".، وشدد على أن المذكرة "تفرض التزامات ليس على الدول الضامنة فحسب، بل وعلى السلطات في دمشق والمعارضة أيضا".
أكد أن "الوثيقة قد تؤدي إلى إحداث تغيرات جذرية في البلاد في حال تطبيق مقرراتها على نحو صحيح"، معربا عن أمله في أن "التوقيع على المذكرة سيسفر عن نتائج ملموسة على الأرض وسينهي الأزمة السورية في أقرب وقت".، موضحا أن الدول المشاركة في عملية أستانا للتفاوض ستعمل على أن يزيد نظام وقف إطلاق النار استقرارا في سوريا، وأن يشمل جميع المناطق التي تدور فيها الأعمال القتالية، فضلا عن أنها ستتخذ إجراءات فعالة لمحاربة الإرهاب في سوريا.
على الجانب الأخر أعلنت وزارة الخارجية التركية أن ريف إدلب بالكامل والغوطة الشرقية بريف دمشق وأجزاء من أرياف حلب واللاذقية وحماة وحمص ودرعا والقنيطرة ستكون مشمولة بمناطق وقف التصعيد في سوريا، ورحبت الخارجية بتوقيع المذكرة الخاصة بإنشاء تلك المناطق في سياق مفاوضات أستانا، موضحة أنها تنص على وقف استخدام كافة أنواع الأسلحة، بما فيها الجوية، وضمان إيصال المساعدات العاجلة إلى هذه المناطق."
مناطق متضررة فى سوريا
مناطق متضررة فى سوريا
من ناحية أخري أكد رئيس الوفد الروسي بمفاوضات أستانا ألكسندر لافرينتيف أن تصرف المعارضة السورية المسلحة أثناء توقيع مذكرة إنشاء مناطق وقف التصعيد، دليل على انعدام الخبرة السياسية للمعارضين، مضيفا بقوله "يمكنني أن أصف ذلك بأنه العجز عن ضبط النفس وانعدام أي خبرة للعمل السياسي الدبلوماسي. ربما هناك مشاعر تجمعت داخل أفئدة معارضين معينين، لكنني أعتقد أن هناك مشاعر تجمعت في أفئدة أعضاء الوفد الحكومي أيضا لاسيما أن الحكومة تحارب الإرهاب منذ 6 سنوات. ولا أعتقد أن ذلك سيؤثر بأي شكل من الأشكال على تطورات الأوضاع في سوريا".
وكانت تقارير اعلامية كشفت أن الشخص الذي حاول الإخلال بمراسم التوقيع على المذكرة أثناء الجلسة الختامية لمفاوضات أستانا، هو ياسر عبد الرحمن، الذي كان سابقا قائد "غرفة عمليات جيش الفتح" في حلب، وبدأ عبد الرحمن بترديد شعارات ضد إيران باعتبارها "دولة مجرمة" لا مكان لها في صفوف الدول الضامنة لاتفاق الهدنة، ومن ثم خرج من القاعة. وبقي المعارضون الآخرون في مقاعدهم. ومن اللافت أن رئيس الوفد المعارض محمد علوش لم يحضر الجلسة الختامية.
يذكر أن وفد المعارضة كان قد وزع في بداية الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا، مذكرة أكد فيها رفضه لأي دور لإيران كدولة راعية للهدنة.