وفي حملة ترامب الانتخابية في 2016 كانت مكافحة تطرف الإسلاميين قضية رئيسية في برنامجه.
وشنت الولايات المتحدة حملة واسعة للقضاء علي الإرهاب، بمشاركة أكثر من 64 دولة، حيث تكبدت خلال العامين السابقين كثيرا من الأعباء المادية والمعنوية.
وفي ضوء ذلك، وضعت واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة استراتيجية لمكافحة الإرهاب علي أن يتحمل حلفاء الولايات المتحدة مزيدا من العبء في مكافحة الإسلاميين المتشددين مع الإقرار بأن تهديد الإرهاب لن يتم القضاء عليه نهائيا.
ووفق وكالة "رويترز"، قالت مسودة الاستراتيجية المكونة من 11 صفحة إن الولايات المتحدة ينبغي أن تتجنب الالتزامات العسكرية المكلفة "المفتوحة".
وأوضحت الوثيقة التي ستصدر خلال الأشهر المقبلة أن واشنطن "يجب أن تكثف العمليات ضد جماعات إرهابية دولية مع خفض تكاليف "الدماء، والأموال" الأمريكية أثناء السعي لتحقيق أهداف مكافحة الإرهاب".
وتابعت الوثيقة: "سنتطلع بشكل متزايد إلى تقاسم مسؤولية التصدي للجماعات الإرهابية مع الشركاء".
وتعترف الوثيقة بأن الإرهاب "لا يمكن هزيمته نهائيا بأي شكل من الأشكال".
وأكد مايكل أنطون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أن "الإدارة الأمريكية تقوم بإعادة النظر في استراتيجية الأمن القومي بما في ذلك مهمة مكافحة الإرهاب التي تحظى بأهمية خاصة نظرا لعدم صدور مثل هذه الاستراتيجية منذ العام 2011".
وأضاف أنطون أن "الاستراتيجية الجديدة موجهة ضد التهديد الإرهابي، وستتضمن أهدافا واقعية ومبادئ تحقيقها".
وتقول الوثيقة التي تصدر خلال الأشهر المقبلة "نحتاج إلى تكثيف العمليات ضد الجماعات الجهادية العالمية وفي الوقت نفسه خفض تكاليف ‘الدماء والثروة‘ الأميركية في سعينا لتحقيق أهدافنا لمكافحة الإرهاب".
الوثيقة تقول: "سنسعى إلى تجنب التدخلات العسكرية الأميركية المكلفة واسعة النطاق لتحقيق أهداف مكافحة الإرهاب وسنتطلع بشكل متزايد إلى الشركاء لتقاسم مسؤولية التصدي للجماعات الإرهابية".
وقال أنطون إن العملية تهدف إلى ضمان "أن الاستراتيجية الجديدة موجهة ضد التهديدات الإرهابية الخطيرة لبلادنا ومواطنينا ومصالحنا في الخارج وحلفائنا... علاوة على ذلك ستسلط هذه الاستراتيجية الجديدة الضوء على أهداف واقعية قابلة للتحقيق ومبادئ توجيهية".
وتصف وثيقة الاستراتيجية، التي قال مسؤولون إنها تنقح في البيت الأبيض، تهديد الجماعات الإسلامية المتشددة بنبرات صارخة.
ولم يتضح بعد كيف سيتمكن ترامب من تحقيق أهدافه المتمثلة في تجنب التدخلات العسكرية في ظل صراعات مستمرة تشمل قوات أمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن ومناطق أخرى.
وبدلا من تقليص التزامات الولايات المتحدة التزم ترامب بشكل كبير حتى الآن بخطط إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتكثيف العمليات العسكرية ضد الجماعات المتشددة ومنح وزارة الدفاع (البنتاغون) سلطة أكبر لضرب تلك الجماعات في مناطق مثل اليمن والصومال.
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن إدارة ترامب تدرس حاليا إرسال قوات إضافية يتراوح قوامها ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي لتعزيز القوات الأميركية، وقوامها 8400 جندي، التي تساعد القوات الأفغانية على محاربة حركة طالبان.
وأشار مسؤول كبير بالإدارة إلى أن عددا صغيرا من الجنود أضيف إلى القوات الأميركية في العراق وسوريا في عهد ترامب وأن ذلك جرى بناء على تقدير قادته العسكريين.
وقال المسؤول "إذا رأيت التعزيزات في مكان آخر فستكون متماشية مع (مسودة) هذه الاستراتيجية".
وشهدت العمليات العسكرية الأميركية التي زادت وتيرتها سقوط قتلى وجرحى، فقد قال مسؤولون أميركيون الجمعة إن جنديا من القوات الخاصة في البحرية الأميركية قتل وأصيب جنديان أثناء مداهمة مجمع تابع لمسلحي حركة الشباب في الصومال.