بوابة الحركات الاسلامية : بعد تحديد "قسد الكردية" موعد تحرير "الرقة".. هل تفسد تركيا تلك المساعي؟ (طباعة)
بعد تحديد "قسد الكردية" موعد تحرير "الرقة".. هل تفسد تركيا تلك المساعي؟
آخر تحديث: السبت 13/05/2017 08:21 م
بعد تحديد قسد الكردية
فيما يعكس إلى حد كبير الدور المنوط بقوات سورية الديمقراطية (قسد) في المعارك الدائرة في سورية على الأرض وتستهدف بشكل واضح مقاتلة عناصر تنظيم (الدولة) داعش، أعلنت قوات (قسد) في أعقاب سيطرتها التامة على مدينة الطبقة الاستراتيجية وسدها الأكبر في سورية، أن معركة "الرقة" ضد عناصر تنظيم "داعش"، ستنطلق بداية يونيو المقبل، وذلك بحسب ما اعنلته قيادية الميليشيا الكردية المدعومة أميركياً روجدا فيلات، ما يعني أن واشنطن تحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتزال مصرة على ان تكن (قسد) فاعل أساسي في معركة الرقة. 
كانت أنقرة أعترضت أخيراً، إعلان الولايات المتحدة نيتها تزويد الأكراد الذين يقاتلون تنظيم داعش في سورية بالسلاح والمعدات العسكرية، معتبرة أنه "غير مقبول"، وقال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي إن تزويد وحدات حماية الشعب الكردي بالسلاح غير مقبول، وتابع "سياسة من هذا النوع لن تفيد أحدا"، فيما قالت قوات سورية الديموقراطية، إن القرار الاميركي بتسليح المقاتلين الاكراد، سيؤدي الى "تسريع عجلة القضاء" على تنظيم داعش في سورية، موضحة ان الاسلحة ستصل تباعاً. 

بعد تحديد قسد الكردية
مراقبون رجحوا أن تكون تركيا عامل أساسي في إفشال مخطط واشنطن في دعم قوات (قسد) خلال معركة تحرير "الرقة" نتيجة معاداتها الصريحة لتلك القوات، ما يعني ان معركة تحرير "الرقة" ربما تكون على المحك بسبب التصريحات العدائية لتركيا.     
وبررت قوات (قسد) توقيت تحرير الرقة، إن توقيت الهجوم مرتبط بالظروف والتكتيكات العسكرية وتلقي أسلحة نوعية ومدرعات من الولايات المتحدة خلال الفترة القريبة، واعنلت (قسد) أنها ستسلم إدارة الطبقة لمجلس مدني لإدارة الأمور إلى جانب قوى الأمن الداخلي التابعة لها، بعد تأمين المدينة بشكل كامل وتطهيرها من الألغام ومخلفات العمليات، مشددة على أن سد الفرات مؤسسة وطنية سورية ستخدم جميع المناطق دون استثناء.
وقبل مغادرته إلى الصين أمس الجميعة، حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن قرار تسليح الوحدات الكردية يضر بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنه ليس من الصواب رؤية "حليفتنا" جنباً إلى جنب مع تنظيم إرهابي، وخلال لقائه رئيس الوزراء بن علي يلدريم على هامش مؤتمر حول الصومال في لندن، أبدى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس الأول، ثقته من تجاوز الخلاف مع تركيا حول تسليح الأكراد وإيجاد حل للأزمة، وقال: "نحن ندرك تماماً القلق التركي حيال حزب العمال الكردستاني، ولا نزوده بالسلاح، ولم نقم بذلك البتة ولن نقوم به أبداً"، إلا أنه لم يقترب من الحديث عن قوات "سورية الديمقراطية" (قسد).

بعد تحديد قسد الكردية
كانت تقارير إعلامية قالت في وقت سابق، إن قوات سورية الديمقراطية، قدمت طلباتها من الدبابات وصواريخ "تاو" مضادة للدروع وكاسحات ألغام إلى قياديين في الجيش الأميركي لاستعجال طرد "داعش" من الرقة معقله شرق سورية بالتزامن مع تقديم تركيا مقترحات خطية إلى واشنطن لتشكيل قوات عربية سورية تضم حوالى 20 ألفاً مدعومة بقوات خاصة عربية وأميركية لتحرير الرقة.
كما أكد صالح مسلم رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" الذي تتبع له "وحدات حماية الشعب" الكردي المنضوية ضمن "قوات سورية" إن المرحلة الثالثة من عزل الرقة تسير وفق المخطط وأن المقاتلين الأكراد هم الأجدى في محاربة داعش لأنهم يملكون عقيدة قتالية تتفوق على عناصر داعش، وأوضح الناطق باسم "قوات سورية الديموقراطية" طلال سلو، في وقت سابق أن مقاتلي هذه القوات وصلوا إلى مسافة 24 كيلومتراً غرب الرقة وأن التقدم بطيء هنا بسبب وجود سد الفرات الاستراتيجي قرب مدينة الطبقة، وذلك حرصاً على عدم تعرض هذا السد الذي يخزن مياه نهر الفرات ويولد الطاقة الكهربائية، لدمار بعد تهديدات التنظيم. ووصلت قوات (قسد) إلى مسافة 11 كيلومتراً شمال الرقة وتوغلت إلى 22 كيلومتراً من الطرف الشرقي بحيث باتت تشكل سداً بين "داعش" الذي يتقاسم السيطرة مع قوات النظام على مدينة دير الزور.

بعد تحديد قسد الكردية
وأشار سلو إلى أنه إذا استمر التقدم في هذه الوتيرة ستكون الرقة معزولة تماماً خلال شهر ونصف الشهر أو شهرين، لكن تحرير المدينة يتطلب حصول القوات على أسلحة ثقيلة من التحالف الدولي. وإذ أكد حصولها على عشر عربات أميركية بعد تسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب، قال إنه جرى تسليم طلب إلى الأميركيين لتقديم مضادات دروع ودبابات وكاسحات ألغام لـ "تحرير الرقة في أسرع وقت". وزاد: "سلاحا داعش هما العربات المفخخة والألغام، لذلك نحتاج إلى صواريخ تاو مضادة للدروع وكاسحات ألغام للقضاء على طاعون العصر".

بعد تحديد قسد الكردية
ويقاتل ضمن "قوات سورية" حوالى 30 ألفاً من الأكراد والعرب والأشوريين، وشاركت في المرحلة الثانية من معركة الرقة "قوات النخبة" التابعة لرئيس "تيار الغد" أحمد الجربا وحوالى خمسة آلاف مقاتل محلي بإشراف خبراء وقوات خاصة من أميركا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا ضمن التحالف الدولي. لكن تركيا تعترض على مشاركة "وحدات حماية الشعب" في معركة الرقة إذ أنها تعتبر "الوحدات" و"الاتحاد الديموقراطي" تابعين لـ "حزب العمال الكردستاني" المصنف تنظيماً إرهابياً.