بوابة الحركات الاسلامية : تعرف على النقاط الخلافية التي عرقلة لقاء حفتر والسراج في القاهرة (طباعة)
تعرف على النقاط الخلافية التي عرقلة لقاء حفتر والسراج في القاهرة
آخر تحديث: السبت 13/05/2017 10:03 م
تعرف على النقاط الخلافية
على الرُغم من حالة التفاؤل التي غلبت على تحليلات العديد من المتابعين للملف الليبي خلال الأيام الماضية، بعد الإعلان عن لقاء مرتقب سوف يجمع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، وفائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، في القاهرة، لإنهاء تفاصيل الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في أبوظبي، بدا أن المشهد الليبي متجهاً إلى المزيد من التعقيد، حيث علمت "بوابة الحركات الإسلامية" أن هناك العديد من النقاط الخلافية التي لم يتم حسمها بين الطرفين ربما ستُرجئ الاتفاق بشكل نهائي على إنهاء الازمة الليبية، ولم يحضر السراج إلى القاهرة حتى مساء اليوم السبت 13 مايو.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي اقتتال أهلي، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت عبر ميلشيا "فجر ليبيا" من الانقلاب على البرلمان الشرعي برئاسة المستشار عقيلة صالح، وأقاموا حكومة موازية في طرابلس، لكن المشير خليفة حفتر تمكن من إعادة تأهيل الجيش وتمكن من استقطاب كل القيادات العسكرية السابقة وتمكن من تخريج العديد من الدفعات من العناصر القتالية حتى بلغ تعداد الجيش الليبي حالياً نحو 100,000 مقاتل، تمنت خلال لافترة الماضية من إقامة مناطق آمنة وتحرير مدينة بنغازي من العناصر الإرهابية، بينما استملار الاضطراب في العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها ميلشيا فجر ليبيا، نتيجة وجود العديبد من الميليشيات المتطرفة فضلاً عن تصاعد نفوذ تنظيم "داعش" في مدينة سرت، قبل تحريرها على يد قوات "البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وشهدت العاصمة طرابلس حالة من الانهيار الأمني بعد التفجيرات الثلاثة الاخيرة في طرابلس.

تعرف على النقاط الخلافية
حفتر عقد اجتماعات متتالية في العاصمة المصرية القاهرة، بدأها أمس الجمعة بلقاء أعضاء المجلس الرئاسي فى حكومة الوفاق، على القطراني وعمر الأسود، ضمن زيارة رسمية لمصر، فى إطار البحث عن حل للأزمة الليبية، والتشاور حول النقاط الخلافية في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية نهاية عام 2015.
واليوم استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، في لقاء قال بعده السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، على لسان السيسي، إن "كافة المساعى التى تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها".
وعلمت "بوابة الحركات" أن نقطتان خلافيتان هما السبب الرئيس في إرجاء لقاء السراج وحفتر، حيث تمسك حفتر بضرورة حل جميع الميليشيات المسلحة، وألا يكون هناك قوى تملك السلاح غير قوات الجيش والشرطة، كما تمكسك حفتر بضرورة عقد انتخابات برلمانية ورئاسية في أسرع وقت ممكن تسير بمحازاة مكافحة الإرهاب، إلا ان السراج رفض مطالب حفتر وطالب بتقنين أوضاع تلك الميليشات وإرجاء عقد انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الوقت الحالي.

تعرف على النقاط الخلافية
وقد نشرت "بوابة الحركات الإسلامية" خلال الفترة الماضية رؤية مصر لحل الازمة الليبية، حيث قالت في تقرير سابق إنها لا تريد لحفتر السيطرة على السلطة بقوة الساح لكنها تريد المجيئ للسلطة بظهير مدني، ولعل تلك الخطوة هي نقطة الخلاف الوحيدة بين مصر والمشير حفتر الذي يستعجل السيطرة على السلطة في ليبيا. 
وتقول القاهرة إنها ملتزمة بالقرارات الدولية يعدم تسليح الجيش الليبي، لكنها في الوقت نفسه تشكو من استمرار تدفق الدعم اللوجستي على التنظيمات الإرهابية من قبل دول لم تسمها لكن وسائل إعلام تقول إنها قطر وتركيا.

تعرف على النقاط الخلافية
وحول الأزمات المثارة بعد الاتفاق، آخرها ما جرى اليوم من تفجيرات في العاصمة الليبية طرابلس، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ، باسل ترجمان، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أحذر من المخاطر التي تهدد حياة رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، لأن الأطراف الموجودة في طرابلس، تعتبر أن هذا الاتفاق قد قضى على آمالها باستمرار حالة فوضى العاصمة الليبية إلى مالا نهاية.
وتابع ترجمان: "اليوم السراج في وضع لا يحسد عليه، لأنه لا يوجد تحشيد سياسي من الدول العربية، لدعم اتفاقه مع حفتر، بعكس قائد الجيش الليبي، فوضعه قوي جداً في مناطقه، بخلاف السراج الضعيف جداً في العاصمة الليبية"، وأضاف ترجمان أن "هناك أطراف إقليمية ودولية غير راضية عن هذا الاتفاق، وبالتالي هنالك خطر جدي يهدد حيات السراج، خاصة بعد تهديد صدر اليوم باحتلال العاصمة خلال 72 ساعة من الجماعات المسلحة".
وأكد ترجمان أن الاتفاق هو "تأكيد على عودة الدور المصري الفاعل على المستوى الإقليمي، في السعى لإيجاد حل للأزمة الليبية"، وأضاف أنه "بعد اتفاق القاهرة، يجب على وزارة الخارجية المصرية تحريك أدواتها، من أجل دعم استقبال السراج في الدول العربية، لتقديم الدعم السياسي له".
لكن السراج وحفتر لم يجتمعا مباشرة في القاهرة حتى الآن، وأن الاتفاق الذي حدث بين الطرفين في أبوظبي لم يتم الاستكمال عليه في القاهرة، بسبب تحفظات السراج على النقطتين اللاتان تم ذكرهما.

تعرف على النقاط الخلافية
في السياق، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، خلال لقائه القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي، وأكد أن تسليح الجيش الليبي من الركائز الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في البلاد، وأشار إلى ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي.
وقال علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار إلى ليبيا والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.

تعرف على النقاط الخلافية
وأوضح المتحدث أن كافة المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها.
من جانبه، أعرب المشير خليفة حفتر عن تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية مثمنا جهود القاهرة لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، ومشيدا بحرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي.
وأضاف علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر التطورات السياسية في ليبيا، والتأكيد على أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة وتلبية طموحات الشعب الليبيي.