بوابة الحركات الاسلامية : محمد أبو القاسم حاج حمد.. ومنهجية القرآن المعرفية (طباعة)
محمد أبو القاسم حاج حمد.. ومنهجية القرآن المعرفية
آخر تحديث: السبت 23/05/2020 12:30 م حسام الحداد
محمد أبو القاسم حاج
محمد أبو القاسم حاج حمد (1941-2004م) سياسي و مفكر وباحث سوداني. عمل مستشاراً علمياً لـ"المعهد العالمي للفكر الإسلامي" في واشنطن. أسّس عام 1982 "مركز الإنماء الثقافي" في أبو ظبي وأقام أول معارض الكتاب العربي المعاصر بالتعاون مع العديد من دور النشر اللبنانية. أسّس في قبرص "دار الدينونة" لإعداد موسوعة القرآن المنهجية والمعرفية، ومجلة "الاتجاه" التي تعنى بشؤون الفكر والاستراتيجيات في نطاق الوسط العربي والجوار الجغرافي. صدر له عدة مؤلفات: العالمية الإسلامية الثانية - منهجية القرآن المعرفية- الحاكمية- القرآن والمتغيرات الاجتماعية- تشريعات العائلة في الإسلام - جذور المأزق الأصولي- حرية الإنسان في الإسلام.
ولد في جزيرة (مقرات) في أبو حمد بتاريخ 28/11/1942م، تعرض للفصل و السجن - وهو في المرحلة الثانوية - في مدينة (عطبرة) اثر المظاهرات الطلابية تأييداً لـ(باتريس لوممبا) في (الكنغو).
ساهم في قيادة ثورة أكتوبر ول الشعبية عام 1964 التي أطاحت بحكم عبود العسكري، والتحق بقيادة (حزب الشعب الديمقراطي) عام 1965 حيث تولى مسؤولية بعض الدوائر الانتخابية والحركة العمالية، إلى استقالته في 23 مايو 1966، أثناء ذلك انتمى للثورة الإرترية منذ عام 1963 ثم تفرغ لها. و بعد استقلال إرتريا في عام 1993 حظي بالجنسية الإرترية و السمة الدبلوماسية كتقدير (أدبي). و قد عمل لفترة سابقة (1990 – 1995) مستشارا علميا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن حيث يقوم المعهد بإعداد دورات تخصصية عالية في مناهج الفكر الإسلامي. و يدير نشاطه من خلال مكتب خاص به للدراسات يتولى إعداد البحوث المتعلقة بالجوانب الجيوبوليتيكية و الاستراتيجية الخاصة بالقرن الإفريقي بما فيه السودان والبحر الأحمر و شبه الجزيرة العربية بجانب الدراسات الفلسفية الأخرى. و يعتبر مكتبه الخاص امتدادا للمكتب الرئيسي المؤسس في جزر الأنديز البريطانية وهو مكتب International Studies & Research Bureau- British- West Indies

حياته:

حياته:
عمل مستشاراً علمياً للمعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن العاصمة (1990-1995م)، اسس الحركة السودانية المركزية للبناء والوحدة (حسم) عام 1999م ، انتفل إلى الاقامة في بيروت منذ العام 1981م، وانقطع عن السودان منذ العام 1986م وحتى العام 1997م , أسس في قبرص مركز للدراسات الاستراتيجية (دار الدينونة)، وعمل مستشارا للدولة الإرترية ..

منهجية القرآن المعرفية

منهجية القرآن المعرفية
في هذا الكتاب يحاول حاج حمد أن يطرحاً منهجاً معرفياً قرآنيا لاستيعاب المعرفة بشقيها الطبيعي والإنساني على صعيد المنهج، واضعاً مسافة بينه وبين الكتابات التي تقارب أو تقارن بين الإسلام والعلم، فأسلمة العلوم كما يقول حاج حمد: " ليست مجرد (إضافة) عبارات دينية إلى مباحث علم النفس والاجتماع أو الأناسة ، وغيرها بأن نستمد آيات قرآنية ملائمة لموضوعات العلم المقصود أسلمته ، وحتى الذين فهموا الأسلمة بهذا المعنى إنما جعلوا أنفسهم هدفا لسخرية الآخرين فحق عليهم القول بأنهم يحاولون احتواء الحضارة العالمية الزاحفة احتواء سلبيا من موقع الدفاع العاجز من بعد فشل فكر المقارنات والمقاربات . فالأسلمة ليست إضافة وإنما "إعادة صياغة منهجية ومعرفية" للعلوم وقوانينها، فأي محاولة لأسلمة هذه العلوم لا تستند إلى ضابط منهجي كلي ومعرفي بذات الوقت لن تؤدي إلا إلى تشويه الهدف من الأسلمة."
إن أسلمة المعرفة لدى حاج حمد تتناول الإحالات الفلسفية للنظريات العلمية ولاتتناول المكتشفات العلمية نفسها أو نظرياتها، وإنما هي صياغة جديدة لفلسفة العلوم تنزع نحو الكونية لتخليصها من إطارها المادي الوضعي.

العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة

العالمية الإسلامية
هذا الكتاب هو محور مشروع المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد، الذي حاول فيه أن يفهم من خلال قراءته للواقع والقرآن كيف يدير الله هذا الكون. هو مشروعه الذي يقول عنه: "وأنا أنطلق من التساؤلات عام 1975، التي تكاد تكون محرجة للغاية ولكنها كانت مدخلاً، كنت في بيروت أرى قصف الطائرات لمخيّمات فلسطين واحتراق الأطفال. وقتها كنت أتساءل عن رحمة الله سبحانه وتعالى، وعن أ ساسيات التجربة البشرية في الوجود المعرّضة للنكبات والفيضانات والسيول والظلم الاجتماعي. عدم التوافق مع الطبيعة كأنّها ثائرة ضدّ الإنسان والإنسان ثائر ضدّ نفسه، فأين الوجود الحقيقي لله في إدارته للكون بهذه الموا صفات؟! وذلك مع التزامي الإيماني".
هذا الكتاب لا يمكن أن نصفه بأقلّ من أنه أحد أهم كتب الفكر الديني النقدي والتجديدي الذي دخل في عمق إشكالياته. وصاحبه كما وصفه الشيخ المرحوم محمد الغزالي "له أسلوب في الفكر عميق البحث يعلو ويعلو حتى يغيب عن عينيك أحياناً... والمؤلف يعزّ القرآن الكريم إعزازاً كبيراً".

تشريعات العائلة في الإسلام

تشريعات العائلة في
يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الرجل والمرأة من القضايا التي لا يمكن تجاهل رأي الدين فيها. يتناول الكتاب مسائل حسّاسة كالحجاب والاختلاط وتعدد الزوجات والتبنّي، ويطرحها بكيفية مفارقة للمنطق الديني التقليدي، منتقداً في الوقت ذاته الفلسفات الوضعية والمادية التي فككت الضوابط الأخلاقية وحاولت شرعنة الإباحية الجنسية.
ما بين التزمّت والانفتاح، يحاول الكاتب إرساء رؤية دينية معاصرة نستند إلى النص القرآني لاستجلاء استجابته للمتغيّرات الاجتماعية، وإعطاء الروح ذات المنشأ ما فوق الطبيعي دورها في ضبط رغبات الجسد وشهواته الطبيعية.

جُذورُ المأزق الأُصولي

جُذورُ المأزق الأُصولي
يؤكّد المؤلّف في هذا الكتاب أن الحركات الإسلامية المتطرفة لم تكن لتشكّل ظاهرة بالحجم الذي اكتسبته في العقود الأخيرة لولا التوظيف الأمريكي لها.
وفي عرضه لأطوار هذا التوظيف، يوضح أبعاد "الفخّ" الذي نصبه النظام الأميركي للاتحاد السوفياتي في أفغانستان؛ ولماذا اختارت الولايات المتّحدة في ما بعد ستار "مكافحة الإرهاب" واستخدمته "مِصْيَدة" للإيقاع ببعض الأنظمة وإحكام الهيمنة على مصادر الثورة النفطية.
وفي هذا السياق يتطرّق إلى طبيعة المخطّط الأميركي على العالم في ضوء الإشكاليات التي تكتنف ظاهرة العولمة.

القرآن والمتغيرات الاجتماعية والتاريخية

القرآن والمتغيرات
كيف يمكن للنص القرآني الثابت بشكله ورسمه ومحدودية مفرداته أن يستجيب للواقع اللامتناهي بأحداثه ونوازله ووقائعه؟
هذا ما يحاول المؤلف أن يبيّنه في هذا الكتاب ترشيداً للصحوة الإسلامية والحركات الإسلامية التي مازالت تنظر في القرآن بمنهج فكري ماضوي، فالتغيير لا يمكن أن يكون بالعودة إلى الوراء وسحبه إلى الحاضر بمشاكله وأجوبته. يفترض المؤلف أن القرآن قادر على أن يتفاعل مع كل مناهج المعرفة والثقافات البشرية، وقابل للاستجابة للمتغيّرات الاجتماعية عندما يتم التعامل معه بطريقة منهجية.

حرية الإنسان في الإسلام

حرية الإنسان في الإسلام
ما هي حدود حرية الإنسان في إطار الضوابط الشرعية والفقهية؟
هذا السؤال ما يحاول الاجابة عليه حاج حمد حيث أن تصاعد ظاهرة التطرّف الإسلامي ودخول العالم في حلف لمحاربة الإرهاب، يضعان العالم جميعاً والمسلمين خاصة أمام مواجهة ثقافية، وخصوصاً في مسألة الحريات.
يحاول المؤلّف أن يشق طريقاً آخر لمسألة الحرية مستنداً إلى الجمع بين القراءتين، قراءة الواقع الموضوعي والإشكالات المتعلقة بحرية الإنسان سواء في المنظومة الغربية أو في المنظومة الدينية التقليدية، وقراءة باسم الله ينطلق فيها من القرآن المهيمن والحاكم على جميع الشروحات والتفسيرات ومصادر التشريع الأخرى. ورغم تأسيسه لمفهوم الحرية من منطلق ديني، يحيل ذلك إلى تكوين الإنسان، ولكن ليس تكوينه المادي فقط، بل يتناول البعد الرابع في تكوين الإنسان الذي يشير إليه القرآن وهو البعد الروحي.
ويبين حاج حمد كيف تتعادل قيمة الحرية مع قيمة الإنسان. ويتناول العديد من القضايا المتعلقة بمسألة الحرية، كالتكوين الطبقي للمجتمع والتنظيمات السياسية الإسلامية، وضرورة القطيعة المعرفية مع الأيديولوجيا التاريخية.

وفاته

وفاته
توفي محمد أبو القاسم حاج حمد20 ديسمبر 2004م