بوابة الحركات الاسلامية : الشيخ طارق نصر: الفكر الداعشى ليس وليد اللحظة ولكنه مسطر في كتب التراث (طباعة)
الشيخ طارق نصر: الفكر الداعشى ليس وليد اللحظة ولكنه مسطر في كتب التراث
آخر تحديث: السبت 03/06/2017 01:57 م
الشيخ طارق نصر: الفكر
حوار خاص لبوابة الحركات الاسلامية
إذا ظلم مسيحي ولم ينتصر له المسلمون فليسوا بمسلمين على الوجه الصحيح.
الفكر الداعشى ليس  وليد اللحظة ولكنه مسطر في كتب التراث وينطق به الجهلة من الناس.
القرآن  صار مهجورا ومطموسا بسبب عوامل التعرية وتطاول الزمن فمن اراد ان يجدد الدين فعليه ان يمسح عن القرآن الغشاوة التي نزلت عليه باسم الاحاديث الباطلة المكذوبة
ان المساحة المتاحة للتنويريين مساحة قليلة جدا لا تكاد تؤتى ثمارها ويجب ان يكون هناك حوارات فكرية مكشوفة مع الشباب  
حول الإرهاب واستهداف المسيحيين وتجديد الخطاب الديني ودور المؤسسات الدينية والدولة في مواجهة الإرهاب والتطرف كان لنا ان نتجه الى أحد الباحثين المميزين الذين ينتسبون إلى أهم مؤسسة دينية في العالم السني "الأزهر الشريف" فالتقينا بالشيخ طارق عبد السميع محمد نصر كبير باحثين بوعظ الازهر وكان لنا معه هذا الحوار:
بمناسبة شهر رمضان نرجو تعريف الشهر الكريم والطريقة الفضلى للتعبد فيه وبمإذا تنصح الأمة في هذا الشهر.
شهر رمضان هو شهر القرآن  والعلم لأن أول ما نزل فيه اقرأ
والطريقة الفضلى للتعبد فيه هى أن يركز العابد على الثمرة المرجوة من وراء تلك العبادة حتى يستطيع الحصول عليها وثمرة الصيام وردت مجملة ومفصلة، مجملة في قوله تعإلى "لعلكم تتقون"ومفصلة  في ختام ايات الصيام{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)البقرة}
فالكل يتقرب إلى الله بالصيام وصالح الأعمال  لكن القبول متوقف على التقوى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)المائدة}
وتصور كيف سيكون حالنا إذا تحصلنا على ثمرة الصيام وهى ألا نأكل اموالنا بالباطل وسماها الله "اموالكم" لان فائدة حفظها عائد ولابد الينا فكأن الذى يأكل مال غيره انما يهلك في نفسه من حيث لا يدرى 
واتمنى ان تكون هناك احصائية –في اجهزة الاعلام-تذكر اسماء الذين ردوا اموال الاخرين استجابة للشهر الكريم فمثلا المبانى التى اقيمت على املاك الدولة بدلا من التسرع بهدمها يعرض على اصحابها التبرع بها ان لم يكن لهم حق فيها
وبالنسبة للقضايا التى اثقلت المحاكم نفتح بابا للصلح تحت عنوان اثر رمضان  في الصلح والاحسان فيعطى الاخ المسيطر ميراث اخوته واخواته ويعطى الزوج المطلق النفقة لولده وزوجته إلى غير ذلك
وللأسف فالعبادة اصبحت امر روتينى بغض النظر عن الغاية منه

ما هو رأي فضيلتكم في استهداف الأخوة المسيحيين بعمليات ارهابية متكررة أخرها حادث المنيا؟
استهداف المسيحيين نوع من الاعتداء على المسالمين الآمنين بما لا يقره عرف ولاعقل ولادين
وإذا ظلم مسيحي ولم ينتصر له المسلمون فليسوا بمسلمين على الوجه الصحيح.
ففي مدينة رسول الله سرق مسلم درعا فما خاف ان ينكشف امره رماها في بيت يهودي فنزل القرآن في ذلك{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) 
وتمضى الآيات إلى ان تبريء اليهودي {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)النساء}فأين نحن من عظمة ذلك الدين ونحن نسمع –بين الحين والاخر-اصوات الشامتين؟؟
ولاشك ان من وراء ذلك الفكر الداعشى وهو ليس  وليد اللحظة ولكنه مسطر في كتب التراث وينطق به الجهلة من الناس ولنأخذ مثالا واحدا على ما نقول وبما أنني متخصص في التفسير نجد ان  جمهور المفسرين قد فسر قول الله تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)البقرة} حيث قالوا ان الفتنة هنا هى الشرك والكفر وهذا التفسير الخاطئ عبارة عن قنبلة موقوته مزروعة في الكتب وعلى الخبراء ان يفككوها فما اسهل ان ترمى طائفة بالشرك او الكفر حتى من المسلمين انفسهم ولذا لا يكاد يتوقف تفجير العبوات في خلق الله بدعوى انهم من المشركين حتى في هذا الشهر الكريم الذى تسلسل فيه الشياطين
اما عن تفكيك هذه القنبلة الفكرية فدعنا نقول: القرآن محكم ومفصل{كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} فهو يفسر نفسه بنفسه فلو سألنا القرآن عن المراد بالفتنة هنا لأجابنا ان المراد بها: الاكراه على الدين أيا كان ذلك الدين وذلك بدليل قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)البروج} وهذه الآية وردت بصدد ذكر اصحاب الاخدود الذى اكرهوا المؤمنين على الكفر بان يلقوهم في النار احياء وآية اخرى تعضد ما ذهبنا اليه وهى قوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)النحل} والحديث هنا عن الذين عذبوا من قبل كفار قريش حتى  اشار عليهم النبي بالهجرة إلى ملك الحبشة النصراني لأنه ملك لا يظلم عنده احد وهذا هو الاصل في الاديان السماوية ان تكون حاضنة لبعضها ضد اى ظلم
ومن منبركم الإعلامي اقدم شكري لقناةltc  حيث نشرت فيديو لي  باليوتيوب تحت عنوان: كبير الباحثين في الازهر يكشف الصورة الحقيقية للفكر الداعشى واستخدامهم الخاطئ لآيات القرآن الكريم

هناك هجمة من البعض على التراث الاسلامي كيف ترون هذه الهجمة.
وفيما يتعلق أيضا بكتب التراث فمما يؤسف له إن الكتب الحديثة امتداد لما فيها من مصائب وكوارث فعلى سبيل المثال بين يدى كتاب مطبوع في 2002 تحت عنوان(منهاج المسلم}لأبى بكر جابر الجزائري نشر مكتبة العلوم والحكم  وتوزعه مكتبة الصفا بميدان الازهر هذا الكتاب عدد جماعة ممن يقتلون باسم الاسلام-والاسلام من ذلك براء-فكان ممن ذكر هم المرتد والزنديق والساحر وتارك الصلاة  إلى غير ذلك ممن عدد والشيء العجيب انه يقول في تفسيره للزنديق انه من يظهر الاسلام ويخفي الكفر فبالله عليك كيف شق عن صدره وعلم انه منافق حتى لو علم ذلك لا يحق له قتله لان الله اخبر نبيه بالمنافقين فلا هو قتلهم ولا امره الله بقتلهم فبأى دين يدين هؤلاء
وبالطبع فأى شاب يريد ان يعرف دينه سيجذبه العنوان" منهاج المسلم" فيشترى الكتاب ويتأثر به وهذا الفكر الوهابي قد غزى مصر حيث يباع ذلك الكتاب في ميدان الازهر وربما في كل المكتبات وتلك احدى النكبات

ماذا يعني لفضيلتكم تجديد الخطاب الديني؟
تجديد الخطاب الدينى يعنى بالنسبة لى ان نعيد الدين إلى أصله، تماما كمن عنده سيارة ان لم يتعهدها بالتنظيف والتجديد فستصير خردة مهملة وكما تتكالب عوامل الزمن على الأشياء الثمينة فتفسدها ان لم يتعدها اصحابها فكذلك الدين  وقد اشار القرآن الكريم إلى تلك المسألة في قوله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)الحديد}
نعم لقد آن الاوان واصبح التجديد فرضا لازما على العلماء حتى تخشع القلوب للحق
وانظر إلى قوله تعالى "وما نزل من الحق" هذا الحق الذى هو القرآن  صار مهجورا ومطموسا بسبب عوامل التعرية وتطاول الزمن فمن اراد ان يجدد الدين فعليه ان يمسح عن القرآن الغشاوة التى نزلت عليه باسم الاحاديث الباطلة المكذوبة المخالفة لصريح عباراته وباسم الكهنة الذين نصبوا انفسهم اربابا من دون الله فأحلوا ما حرم الله من الدماء ونسخوا كل ايات البر والوفاء بما اسموه آيات السيف والدماء ولا يتحقق ذلك الا بان نزن كل رواية بميزان القرآن  فنرد كل ما خالفه وهذا –للأسف- مالم يقم به المتخصصون إلى اليوم 
والقسوة التى شهدها العالم على أيدى داعش  دليل على فسقهم وقساوة قلوبهم بما يخالف كتاب ربهم
وكتب الاحاديث سواء عند السنة او الشيعة ممتلئة بما يخالف كتاب الله

تقوم الدعوة السلفية من وقت لأخر بشن هجوم على المذهب الشيعي رغم ان بعض علماء الأزهر حاولوا مرارا التقريب بين المذاهب فكيف ترون هذه المسألة.
لاشك انه كانت ولاتزال الدعوات الخالصة من علماء وعقلاء السنة والشيعة للتقريب فيما بينهما والذين يحاولون القيام بذلك يتهمون -من قبل الجهلاء لدى الطرفين- بالعمالة وغير ذلك
ولاشك ان للجبهة السلفية الباع الطويل في تمزيق تلك الجهود  حيث يرون انفسهم-فقط- هم الفرقة الناجية وان كل من عداهم ان لم يكن هالكا فيجب ان يهلك
لكن عندنا في الازهر لا نكفر احدا مطلقا من اصحاب المذاهب الثمانية بل قام المجلس الاعلى للشؤن الاسلامية –مشكورا-بطبع موسوعة الفقه الإسلامي التي تعرض آراء المذاهب الاسلامية –المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية والاباضية والجعفرية والزيدية والظاهرية –تعرضها دون تعصب او تحيز وللمسلم الحق ان يختار من بين تلك المذاهب ما هو إلى صريح القرآن-اقرب وإلى معطيات العصر انسب
والواقع ان التعصب المذهبى او الدينى قد ملا حياة المسلمين جحيما، وثمة قنوات فضائية لاهم لها الا احداث الفتنة والوقيعة فيما بين السنة والشيعة
وجهلة الناس لا يفرقون بين المذهب والدين فالدين هو الاسلام ويختلف المذهب عن الاخر في فهمه لذلك الدين وقد قلت للفريقين:لو تأدب السنة والشيعة بما ادب الله به المؤمنين تجاه الكافرين ما كان هذا الوضع المشين
وكل من تعصب لمذهب فكفر وقاتل من عداه مشرك لقول الله{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)الروم}
وانا عن نفسى لا اطالب  بالتقريب بين المذاهب فحسب بل اطالب بالتقريب بين بنى البشر مهما اختلفت اديانهم او مذاهبهم من منطلق قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات} لكن اهل التعصب نسخوا لتعارفوا وأقاموا مكانها لتعاركوا

تصدر كل يوم فتاوى من الدعوة السلفية كتحريم الالتحاق بالجيش المصري وتحريم الاحتفالات والاعياد القومية والدينية وغيرها كيف تنظرون إلى هذه الفتاوى.
مشكلة السلفية انهم لا يرون الا انفسهم في الوجود ويريدون للكون ان يسير وفق رؤيتهم  وليس وفق سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير
فأسيادهم قد كفروا الجيش المصري واتباعهم الذين يحاربونه في سيناء يسمونه جيش الردة في حين اننا في الازهر نذهب إلى القوات المسلحة فنجد الترحيب والحفاوة ويسألون عن كل ما يعن لهم من امور ولا يكاد يوجد موقع إلا وبه  مسجد للصلاة والذى يحكم على هؤلاء جاهل ومعتدى ثم ان هذا الجيش يقوم بمهمة الحفاظ على البلد تجاه الاعداء المتربصين بها فلو انفك الجيش ضاعت البلد كما حدث بليبيا وغيرها 
والمشكلة ان الجاهلين يسمعون لهم في فتواهم بعدم الالتحاق بالجيش مع ان الالتحاق  شرف أي شرف لأنه يسهر على امن وراحة الاخرين وفي الحديث عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله
اما عن فتاويهم بحرمة الاعياد القومية والدينية فهذه صورة اخرى من صور جهلهم لان الاعياد القومية والدينية لا تخرج بحال عن التذكير  بحدث عظيم لتلك المناسبة وقد قال الله في محكم كتابه{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)ابراهيم} فذكرى النصر بعد الهزيمة وذكرى التحرير بعد الاحتلال وذكرى الميلاد بعد العدم كل هذه الذكريات هى عبارة عن خروج من الظلمات إلى النور فأي غضاضة بأن نحتفل بها  ونسمى ذلك عيدا لأنه يعود على الناس سنة بعد اخرى لكن يظهر انهم لا يحبون الاعياد وانما يفرحون بالمآتم

من وجهة نظر فضيلتكم ما هي الاجراءات التي يجب ان تتخذها الدولة لمواجهة التطرف والفتاوى الشاذة.
تبدأ اولا وقبل كل شيء بتصحيح المسار التعليمى وبفتح الباب لعلماء الأزهر والاوقاف بإعطاء حصة او حصتين اسبوعيا لطلبة المدارس  لتحصينهم ضد الافكار المتطرفة ومن اولى الناس بذلك ايضا طلبة الجامعات فلطالما راينا اطباء ومهندسين قد جرفهم التيار لانهم لم يجدوا من يصحح لهم مفهومهم الصحيح عن الدين

هل قصور التعليم وعدم تفعيل الديمقراطية والحد من الحريات والحالة المعيشية هي الاسباب الحقيقية المنتجة للإرهاب ام ما هو موجود في كتب التراث والفتاوى الوهابية والسلفية
الإجابة ان كل ما ذكرت دوافع تتفاوت في انتاجها للإرهاب
فبالنسبة للتعليم وكما يقولون التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فماذا تنتظر من الطفل إذا وجد اباه يكذب ويقول له إذا سأل عنى فلان فقل غير موجود لاشك انه سيتجرع الكذب حتى يشيب عليه وقد قال تعالى {انما يفترى}
وهذا يذكرني بطالب سعودي استضافته اسرة اوربية فحينما خرج الوالدان وتركا صبية صغيرة في صحبته انكسرت من الطفلة قارورة فبكت فسالها لماذا قالت لان أمي ستحزن إذا علمت انى كسرتها فقال لها لا عليك قولي لها إنني انا الذى كسرتها وسآتيكم بأفضل منها فلما تم ذلك وجد الصبية توقظه وتقول له لم استطع ان انام لأنى كذبت على أمي فلما صارحت امها بالحقيقة ما كان من الاسرة الا ان غضبت منه وقالت لقد كسرت اغلى ما نملك اذ علمت ابنتنا الكذب فغادر البيت لو سمحت!!
ومن ثقافتنا الغير سوية اننا إذا اردنا من الطفل ان ينام نقول له: نام نام وانا ادبح لك جوزين حمام
تصور مدى شغف الطفل بالطيور وجمالها حتى ان الطفل يحزن إذا مات عصفوره وفي صحيح مسلم عن انس"  كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير - أحسبه قال: كان فطيما -، قال: فكان إذا جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به 
فهنا الرسول يطمئن من الطفل على عصفوره لكننا نعلمه منذ نعومة اظفاره الارهاب فلا تنام عينه الا إذا قرت بذبح الحمام 
وكذلك عدم تفعيل الديمقراطية والحد من الحريات عوامل هدامة تساعد على الارهاب
وبالنسبة للحالة المعيشية إذا كانت سيئة فلابد وان يكون مردودها سيء كما قال الشاعر
إذا قل مال المرء قل بهاؤه...وضاقت عليه ارضه وسماؤه
واصبح لا يدرى وان كان داريا...اقدامه خير ام وراؤه
ولذلك على الدولة ان تهتم بالأمن الغذائي كما تهتم بالأمن الوقائي
ولاشك ان من اخطر تلك الاسباب ما في كتب التراث وما في الفتاوى الوهابية والسلفية ذلك لان الذى يقدم على تلك الاعمال الخطيرة لابد من ان يكون له ركيزة على الدين سواء اصحت ام لم تصح وهذا ما يجعلنا نحذر من انه يخرج من بين الكتب والاقلام متفجرات والغام فالإرهاب ما هو الا فكرة خاطئة تجعل الانسان يفسد في الارض ويظن نفسه من المصلحين{وَإذا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)البقرة}
ثم ان المساحة المتاحة للتنويريين مساحة قليلة جدا لا تكاد تؤتى ثمارها ويجب ان يكون هناك حوارات فكرية مكشوفة مع الشباب  وخاصة الذين لهم توجهات فكرية او جهادية حتى تتوجه في الاتجاه الصحيح فحيثما كانت المصلحة كان شرع الله