تضاربت الأنباء حول مصير زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادى، حيث تشير تقارير عن مقتله عبر غارات سورية بمساعدة روسية، فى الوقت الذى يلتزم فيه الجيش السوري الصمت تجاه هذه الأنباء، فى حين تم الكشف عن تفاوض عدد من عناصر داعش عن الخروج من الرقة بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية.

يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة "ميرور" البريطانية عن أنباء تفيد بمقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي بغارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري أمس على مدينة الرقة، والاشارة إلى أن "زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي قتل السبت بغارة جوية في سوريا، وفقا لتقارير لم يتم التحقق منها في وسائل الإعلام الحكومية السورية".

أوضحت الصحيفة أن مزاعم وادعاءات انتشرت في الأوساط المحلية بأن البغدادي زعيم "داعش" قتل في غارة جوية أمس، مضيفة أن وسائل إعلام تابعة للتنظيم المتشدد نشرت صورا أظهرت الدمار الواسع الذي خلفته قذائف وانفجارات ضخمة هزت معقله في الرقة.

كانت الولايات المتحدة رفعت في وقت سابق سقف المكافأة التي كانت قد رصدتها لمن يدلي بمعلومات عن البغدادي لأكثر من الضعفين، وعرضت 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد على تحديد موقع البغدادي أو إلقاء القبض عليه أو إدانته.

يشار إلى أن الأدلة الأخيرة المكتشفة عبر أفلام وثائقية أجنبية تُظهر أن أبو بكر البغدادي نجا بصعوبة من القبض عليه في العراق عام 2013، قبل أن يطلق العنان لجيشه من المسلحين، بحسب ميرور.

وكشف ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن التلفزيون السوري نقل خبرا مفاده مقتل "البغدادي" في غارة جوية، ولم يصدر أي تأكيد رسمي سوري، تداولت وسائل إعلام أنباء عن مفاوضات بين وفد من "ديوان العشائر" التابع لتنظيم "داعش" في الرقة، وقوات سوريا الديمقراطية لتأمين خروج آمن للتنظيم من المدينة، مقابل تسليمها للأكراد.

بينما  أعلن الجيش السوري بشكل رسمي انتهاء المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في البادية السورية وبلوغ قواته وحلفائه الحدود العراقية، وقالت القيادة العامة للجيش السوري "أنجزت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة بعد ظهر أمس المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في البادية السورية وتمكنت من الوصول إلى الحدود مع العراق الشقيق شمال شرق التنف".

أضافت "الوصول إلى الحدود العراقية تحقق بعد السيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية بمساحة 20 ألف كيلومتر مربع منذ بدء العمليات جنوب وشرق مدينة تدمر بعد القضاء على المئات من تنظيم "داعش" الإرهابي".

فى حين ذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن ناشطين أن وفدا من "ديوان العشائر" التابع للتنظيم خرج مساء الجمعة من الرقة، واتجه إلى قوات سوريا الديمقراطية للتفاوض على تأمين خروج آمن لعناصر "داعش" من المدينة باتجاه محافظة دير الزور، إلا أن عضو مجلس محافظة الرقة المدني المحامي إبراهيم الحسن نفى للوكالة، علمه بوصول وفد من ديوان العشائر إلى بلدة عين عيسى للتفاوض.

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" كذلك أن مفاوضات أجراها وفد العشائر التابع للتنظيم في الرقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ، في ريف تل أبيض لتسليم المدينة، مقابل خروج آمن لهم.

وقال أبو محمد الرقاوي: "أبلغنا بمعلومات عن مفاوضات تجري في ريف تل أبيض، بين وفد العشائر التابع لتنظيم داعش، وبين مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، تهدف إلى وقف الهجوم على الرقة"، مؤكدا أن "وفد العشائر يحمل مبادرة تقضي بتسليم المدينة إلى قسد، مقابل تأمين خروج آمن لمقاتلي داعش باتجاه ريف دمشق، وإلى مدينة دير الزور"، يأتي ذلك تزامنا مع التقدم الذي تحرزه قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على مواقع جديدة شرق وغرب مدينة الرقة.

يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد تحدثت في وقت سابق عن وجود اتفاق بين قيادة الفصائل الكردية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وممثلين عن تنظيم داعش، لضمان خروج آمن لمسلحي التنظيم جنوب المدينة، وقررت الوزارة بعد حصولها على هذه المعلومات، منع مسلحي التنظيم من الخروج في اتجاه الجنوب واستهدفت آواخر الشهر الماضي رتلا من مقاتلي داعش أثناء محاولتهم الخروج من الرقة.

من ناحية أخري أعرب وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف لنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون عن معارضة موسكو الشديدة لشن القوات الأمريكية هجمات ضد القوات الموالية للحكومة السورية، مؤكدا أن الجانبين تبادلا، خلال اتصال هاتفي اليوم السبت، وجهات النظر حول الوضع في سوريا، وأكدا على ضرورة تعزيز التعاون من أجل وضع حد للنزاع هناك.

أعرب لافروف عن معارضة موسكو الشديدة لهجمات الولايات المتحدة على القوات الموالية للحكومة السورية، داعيا إلى اعتماد تدابير ملموسة لمنع مثل هذه الحوادث في المستقبل، وتمت الاشارة إلى أن الوزيرين اتفقا على استخدام القنوات القائمة لتعزيز التسوية السورية، بما في ذلك لقاءات أستانا وجنيف.

وأعرب وزير الخارجية الروسية لنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون عن معارضة موسكو الشديدة لشن القوات الأمريكية هجمات ضد القوات الموالية للحكومة السورية، وتبادلا وجهات النظر حول الوضع في سوريا، وأكدا على ضرورة تعزيز التعاون من أجل وضع حد للنزاع هناك.

أعرب لافروف عن معارضة موسكو الشديدة لهجمات الولايات المتحدة على القوات الموالية للحكومة السورية، داعيا إلى اعتماد تدابير ملموسة لمنع مثل هذه الحوادث في المستقبل، واتفقا على استخدام القنوات القائمة لتعزيز التسوية السورية، بما في ذلك لقاءات أستانا وجنيف.