بوابة الحركات الاسلامية : رغم التذرع بمواجهة الإرهاب.. السعودية تقطع حلم أردوغان في إقامة قاعدة عسكرية في أرض الحرمين (طباعة)
رغم التذرع بمواجهة الإرهاب.. السعودية تقطع حلم أردوغان في إقامة قاعدة عسكرية في أرض الحرمين
آخر تحديث: الأحد 18/06/2017 05:04 م
رغم التذرع بمواجهة
قطعت المملكة العربية السعودية الطريق على الحلم التركي في إقامة قاعدة عسكرية في بلاد الحرمين، بعدما تمكنت أنقرة بالاتفاق مع الحكومة القطرية من إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس السبت إنها لا يمكن أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها.
الطلب التركي بلاشك من المملكة العربية السعودية، كان سيلقي تحفظ مصري كبير عليه، وكان من المؤكد ان المملكة العربية السعودية ستاخذ التحفظ المصري بعين الاعتبار نتيجة الصلات التاريخية بينهما. 
رغم التذرع بمواجهة
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن "مصدر مسؤول" القول في بيان إن المملكة ليست في حاجة إلى إقامة قواعد تركية على أراضيها وأن قواتها المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، وأن القوات المسلحة السعودية لها مشاركات كبيرة في الخارج بما في ذلك قاعدة (أنجيرليك) في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة.
البيان جاء بعد يوم من مباحثات أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تناولت تطورات الأحداث في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين 
وفي وقت سابق من الجمعة الماضية، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه عرض على الملك سلمان بن عبدالعزيز، إنشاء قاعدة عسكرية تركية في السعودية، لمواجهة الإرهاب، وأضاف أردوغان خلال مقابلة مع قناة "RTP" البرتغالية، أن الملك سلمان تعهد بتقييم الأمر، وأن الرد لم يأت لغاية الآن.
رغم التذرع بمواجهة
وفي أعقاب قرار الدول العربية الأربعة (مصر والسعودية والإمرات والبحرين) بقع العلاقات مع قطر نتيجة ممارساتها الإرهابية في المنطقة، قامت أنقرة بتطبيق اتفاقية نشر قوات تركية على الأراضي القطرية، كجزء من اتفاقية بين البلدين تتيح إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر التي تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية وأخرى فرنسية.

تركيا والقواعد الأمريكية

تركيا والقواعد الأمريكية
كانت الولايات المتحدة الأمريكية، عقدت مع تركيا اتفاقية في عام 1969، سمحت بموجبها للولايات المتحدة بإقامة 26 قاعدة عسكرية بتركيا، وهو ما كان بمثابة الحلم لتركيا والمصلحة لأمريكا، خاصة أن موقع تركيا القريب من منابع النفط يعطيها ميزة كقاعدة جيدة للسيطرة على منابع النفط في الخليج العربي، ويسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الأقطار العربية والدول المجاورة وأفريقيا، كما يمنحها العديد من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الأطلسي.
مثّل خبر إنشاء أول قاعدة عسكرية تركية خارج البلاد، والمقرّرة في قطر، إعلانا عن تطوّر هام في العلاقات بين البلدين التركي والقطري، ورغم أنه ليس الاتفاق الأول بين البلدين، فقد سبقه تطوّر هام بعقد اتفاقيات حول الغاز الطبيعي، إلا أنه الأهم لارتباطه بالجانب العسكري. وكانت التقارب بين تركيا وقطر شاملا لجوانب مختلفة، منها السياسية فيما يخص القضايا العربية الممتدة من العراق ومصر وتونس وغيرها من البلدان التي تشهد توترات كبيرة. وقد شمل التطور في العلاقات الجانب الاقتصادي، فقد وصل حجم التبادل التجاري بينهما لـ 1.5 مليار دولار.
ووفق ما أعلنه السفير التركي في قطر “أحمد ديميروك” ثم ما نشر في الصحيفة الرسمية التركية، فإن ثلاثة آلاف جندي من القوات البرية سيتمركزون في القاعدة المقرّر إنشاؤها في قطر، وهي المنشأة العسكرية الأولى لتركيا في الشرق الأوسط. إلى جانب وحدات جوية وبحرية ومدرّبين عسكريين وقوات العمليات الخاصة.
 القاعدة ستكون مقرّا لتدريبات مشتركة بين تركيا وقطر. وستكون متعدّدة الأغراض حسبما أكّد السفير التركي، وتأتي مواجهة الأعداء المشتركين لكلا البلدين كأساس لإنشاء هذه القاعدة وفق ما أعلنه ديميروك، مضيفا أن  تركيا وقطر تواجهان  مشاكل مشتركة وكلاهما قلق للغاية بشأن التطورات في المنطقة والسياسات الغامضة للدول المجاورة أو التي تختلف معها بشأن قضايا الشرق الأوسط، وإن التعاون بينهم مهم للغاية في هذا الوقت الحرج الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط.
رغم التذرع بمواجهة
ورغم الإعلان عن عزم تركيا إنشاء قاعدتها العسكرية في قطر لكنها لم تحدد توقيت الانتهاء من بناء هذه القاعدة، وبحسب ديميروك فإن مئة جندي تركي موجود حاليا في قطر لتدريب الجيش القطري ولكنه لم يفصح عن أي بيانات زمنية للقاعدة العسكرية، حيث يجري حاليا الانتهاء من التحضيرات الفنية والقانونية لبناء القاعدة وفق ما نشرته الجريدة الرسمية التركية.
ويأتي إنشاء القاعدة التركية في قطر، في إطار الاتفاقية التي تم توقيعها بين البلدين عام 2014، وصادق عليها البرلمان التركي في يونيو الماضي، بخصوص التعاون الأمني بينهما، وتمنح الاتفاقية قطر إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية لها في تركيا وهو ما أكّده ديميروك قائلا إن قطر تبحث أيضا إنشاء قاعدة لها في تركيا.
وبموجب الاتفاق ستستفيد تركيا من استخدام الموانئ والمطارات والمنشآت العسكرية فى قطر، حيث ستنتشر قوات عسكرية برية وجوية وسيكون الوجود التركي في قطر على مستوى لواء، ومن المتوقع أن يتم تعيين ضابط برتبة عميد لقيادة القوات التركية فى قطر.