بوابة الحركات الاسلامية : استهداف ايران لدير الزور بالصواريخ.. الدلالات والإهداف (طباعة)
استهداف ايران لدير الزور بالصواريخ.. الدلالات والإهداف
آخر تحديث: الإثنين 19/06/2017 02:36 م
استهداف ايران لدير
تصاعد التوتر فجأة خلال ساعات الاحد في النزاع في سوريان مع إطلاق ايران صواريخ بالستية على مواقع لتنظيم "داعش" في دير الزورن وهو ما كشف الحدث الأول منذ اندلاع الصراع السوري ونهاية الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما يكشف عن عددا من الإهداف والرسائل الايرانية وراء غطلاق صورايخ ضد جماعات ارهابية في سوريا.

صواريخ إيران

صواريخ إيران
أعلن الحرس الثوري قوات النخبة في النظام الايراني، انه اطلق مجموعة صواريخ من غرب ايران على "قواعد للارهابيين" في دير الزور التي يسيطر عليها خصوصا تنظيم "داعش".
فقد قام الحرس الثوري بإطلاق ستة صواريخ بالستية متوسطة المدى من نوع ذوالفقار باتجاه مقرات قيادة ومراكز دعم وتجهيز سيارات مفخخة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في دير الزور إلى الشرق من سوريا. وكانت هذه الصواريخ قد انطلقت من قواعد صاروخية تابعة للحرس الثوري في محافظات كرمانشاه وكردستان غرب البلاد.
وهذه اول مرة تطلق فيها ايران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاما اي منذ الحرب الايرانية-العراقية (1980-1988)، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
وقال الحرس الثوري في بيان ان هذا الهجوم يأتي "ردا" على الاعتداءات التي استهدفت في السابع من يونيو مجلس الشورى الايراني وضريح الامام الخميني في طهران واسفرت عن مقتل 17 شخصا وتبناها التنظيم الجهادي.
وأوضح البيان انه "في هذه العملية، اطلقت صواريخ متوسطة المدى من محافظتي كرمنشاه وكردستان. قتل عدد كبير من الارهابيين وتم تدمير معداتهم واسلحتهم"، مشيرا الى ان الهجوم استهدف "مركز قيادة وتجمعا (...) للارهابيين في دير الزور في شرق سوريا".
وتدعم ايران عسكريا في العراق وسوريا سلطات البلدين في مواجهة الفصائل المعارضة والجهاديين وفي مقدمهم تنظيم "داعش". لكنها المرة الاولى التي يتم فيها اطلاق صواريخ من الاراضي الايرانية على جماعات جهادية في سوريا.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان الصواريخ قطعت مسافة 650 كيلومترا وعبرت الاجواء العراقية لضرب اهدافها في دير الزور. وعرض التلفزيون الايراني صورا قال انها لاطلاق الصواريخ.

أهداف ايران

  أهداف ايران
وجاء استهداف ايران بصاوريخ بالستية لدير الزور ل ليبعث بعددا من الرسائل الي الولايات المتحدة وحلفائها، فهو رسالة شديدة اللهجة إلى كل من تسول له نفسه من دول المنطقة والعالم التفكير بشن عدوان على إيران، فالرد الصاروخي الذي طاول جماعات إرهابية في سوريا، إنما استهدف مجموعة نقاط تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تبعد حدود 650 كيلومتر عن الحدود الإيرانية. طبعا هذا الأمر قد أشار إليه بيان الحرس الثوري الذي حذر الجماعات الإرهابية وداعميها الدوليين والإقليميين من غضب الشعب الإيراني.
كما إنذار شديد اللهجة للكيان الإسرائيلي الذي لطاما توعده القادة في إيران وعلى رأسهم مرشد الثورة آیة الله السيد على الخامنئي بتدميره في حال سولت له نفسه الاعتداء على إيران. خاصة أن الصواريخ التي دكت مواقع داعش في دير الزور قد مرت في أجواء بلدين يشكلان الفاصل البري بين الكيان الغاصب والجمهورية الإسلامية. (غرد محلل صهيوني على تويتر قائلا: "لا أستطيع  المساعدة، ولكنني أفكر في حال الجندي الإسرائيلي الذي رصد صاروخا بالستيا قادما من إيران باتجاه الغرب").
كما اثبت اطلاق الصواريخ ، انه تجربة عملياتية حقيقية وناجحة للصواريخ الإيرانية المتوسطة المدى والدقيقة الإصابة، حيث أن الكثيرين من أعداء إيران كانوا  يشككون بمدى القدرة الحقيقية لهذه الصواريخ في محاولة لإضعاف قدرة الردع الإيرانية. الرد الصاروخي ليلة الأمس يؤكد على أن هذه الصواريخ التي يؤكد الإيرانيون أنها دفاعية، ناجعة وقادرة على إصابة أهدافها وتحقيق دمار هائل وسط الأعداء. 
ورابعا تأتي رسالة الي الداخل الايراني بقوة ومكانة ايران وسط تراجع شعبية الحرس الثوري وتصاعد الأزمات الاقتصاديةن وتأكيد علي هيبة ايران في المنطقة.
وخامسا جاء دعما من ايران لحلفائها علي الارض في سوريا من الثقوات الحكومية السورية والمليشيات الشيعية التابعة لها، خصوصا مع اقتراب معركة دير الزور وسعي ايران الي السيطرة عليها وتأمين ممر بري من ايران شرقا حتي جنوب لبنان علي ساحل البحر المتوسط.
والجمعة، سارعت وكالة "تسنيم" الإيرانية، إلى نشر تصريحات لمصدر عسكري -لم تكشف هويته- تحدث عن استعدادات مليشيات إيرانية لدعم الجيش السوري في السيطرة على دير الزور، باعتبار أن السيطرة عليها سيكتب النهاية لتنظيم داعش.
وقال المصدر إن نهاية مشروع داعش ستكون عبر محور دير الزور "لأن هذه المدينة هي محور وقلب الصراع في الشرق السوري باعتبارها العقدة الاستراتيجية التي تربط العراق بسوريا".
كذلك يوجد بدير الزور آبار نفطية وغاز، من بينها حقل آراك الذي احتفت وسائل إعلام إيرانية بقيام الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين والروس بالسيطرة عليه قبل أيام.
ومنذ سقوط حلب، نقل «حزب الله» بشكل استراتيجي معظم قواته في سوريا إلى أنحاء أخرى من البلاد وبالتزامن مع تحركات الميليشيات الشيعية من إيران وأفغانستان والعراق، تركزت أحدث عمليات الحزب اللبناني على ثلاثة مناطق رئيسية هي: التنف وتدمر ودرعا. وعلى الرغم من أن هذه المواقع بعيدة عن بعضها البعض من الناحية الجغرافية، إلّا أنها ضرورية من الناحية الاستراتيجية للرؤية الواضحة لنظام الأسد إلى مستقبل سوريا. وتمثل إعادة نشر عناصر «حزب الله» أيضاً تحولاً تكتيكياً نحو منطقة البادية وجنوب سوريا عموماً -في محاولة شبه مؤكدة لعرقلة الخطط الأمريكية الرامية إلى الحد من التصعيد في المنطقة وإجبار واشنطن على قبول وجود إيراني على طول الحدود السورية -العراقية.
وفي ظل تقدّم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران عبر البادية نحو دير الزور وأبو كمال، يبدو أن هدفها الرئيسي يتمثل بالاستيلاء على المناطق الخاضعة لـ تنظيم «داعش» سابقاً وليس بالضرورة محاربة التنظيم، علماً أن المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة يتقدمون نحو المناطق نفسها، وإن كان ذلك من جهة الشمال. وبالتالي، قد تصبح دير الزور موقع مواجهة كبيرة بين هذه الفصائل، حيث تدعم روسيا القوات الإيرانية بينما تدعم الولايات المتحدة وكلاءها.