بوابة الحركات الاسلامية : درع فرات جديدة تدفع تركيا الى "ورطة" غير "محمودة العواقب" فى المستنقع السوري (طباعة)
درع فرات جديدة تدفع تركيا الى "ورطة" غير "محمودة العواقب" فى المستنقع السوري
آخر تحديث: الأربعاء 28/06/2017 09:21 م
  درع فرات  جديدة
يتجهز الجيش التركي للبدء بعملية عسكرية جديدة وشيكة داخل الأراضي السورية، على غرار عملية "درع الفرات"، وذلك بهدف تحجيم نفوذ ميليشيا "وحدات" الكردية المصنفة تركياً على قائمة الإرهاب وهو الامر الذى سيشكل بلاشك تورط جديد لها داخل المستنقع السوري .  

  درع فرات  جديدة
فعلى وقع تصاعد الخلاف بين أنقرة وواشنطن، بسبب دعم الأخيرة لميليشيا "الوحدات" الكردية، دفع الجيش التركي بعزيزات إضافية إلى شمال سوريا، ولا سيما بعد فشل مفاوضات تسليم "قوات سوريا الديمقراطية" 11 مدينة وقرية وبلدة بريف حلب الشمالي أبرزها مدينة تل رفعت إلى "لواء المعتصم" التابع للجيش السوري الحر، بعد اتفاق برعاية الولايات المتحدة التي تقود "التحالف الدولي وأكدت مصادر عسكرية لـ"أورينت نت" وصول تعزيزات عسكرية تركية خلال الساعات القليلة الماضية إلى مناطق سيطرة فصائل "درعا الفرات" في شمال سوريا.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات العسكرية التركية الجديدة تضم عشرات الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة دخلت معبر باب السلامة الحدودي، وتمركزت على أطراف مدينة مارع بريف حلب الشمالي وأن فرق الجيش التركي المتواجدة في ريف حلب الشمالي، رفعت جاهزيتها العسكرية لدعم فصائل الجيش السوري الحر التي من المقرر أن تطلق عملية عسكرية مرتقبة على مواقع ميليشيا "وحدات" الكردية التي تحتل مناطق في الريف الحلبي، ولا سيما مدينة تل رفعت وبلدة منغ ومحيطها.

  درع فرات  جديدة
وفي السياق، أكد "مصطفى سيجري" رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" التابع للجيش السوري الحر في تصريح لـ"أورينت نت" أن الهدف من أي عملية عسكرية في الأيام القادمة في ريف حلب الشمالي هو طرد "المجموعات المتطرفة"، في إشارة إلى ميليشيا "الوحدات" الكردية، التي تتزعم ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" ياتى ذلك  بعد أن فشلت مفاوضات تسليم "قوات سوريا الديمقراطية" 11 مدينة وقرية وبلدة بريف حلب الشمالي أبرزها مدينة تل رفعت إلى "لواء المعتصم"، وذلك بعد اتفاق برعاية الولايات المتحدة التي تقود "التحالف الدولي"، بحسب بيان صادر عن "مجلس تل رفعت العسكري" التابع للجيش الحر، والذي اتهم أيضاً ميليشيا "الوحدات" الكردية بأنها لم تُبد أي تجاوب واستمرت بالمماطلة "رغم أنها معتدية ومحتلة لهذه المناطق وليس لها أي ذريعة محقة لاحتلالها بمساعدة روسيا والأسد".
وأشار "سيجري" إلى أن فشل الحلول السياسية يعني بالضرورة تقديم الخيار العسكري، مذكراً بأن كل الأعراف تضمن للإنسان حق الدفاع عن النفس واستعادة الأرض المغتصبة وأن المفاوضات بدأت بتكليف من أبناء وفعاليات وفصائل عسكرية من أهالي القرى المغتصبة، ثم بدعم من التحالف الدولي، محملاً بعض القوى "المتطرفة" الموجودة في مدينة "عفرين" ومحيطها مسؤولية إفشال هذه المفاوضات، خدمةً للمشروع الروسي على حساب أبناء المنطقة " ونوه  إلى أن "لواء المعتصم" حرص على حقن الدماء، والوصول إلى حالة سلام كاملة، ومنع أي اقتتال ربما يصبح في المستقبل اقتتال "عربي كردي" لن ينتهي لعشرات السنين.

  درع فرات  جديدة
وشدد على أن الجيش السوري الحر يؤمن أن إنقاذ الوطن وعملية بنائه تحتاج لتكاتف جميع مكونات الشعب السوري، وللوصول إلى ذلك، يجب أن تبدأ بخطوات على الأرض أولها إعادة الحقوق إلى أصحابها، وعلى رأس هذه الحقوق إعادة المدن والقرى المغتصبة التي احتلتها "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من الطيران الروسي وقتلت العشرات وشردت مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ.
ووجه رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" في ختام حديثه مناشدة إلى السوريين الأكراد، وقال "أهلنا الكرد الشرفاء قفوا في وجه المتطرفين الموجودين في مناطقهم، كما وقفنا معاً في وجه تنظيم داعش الإرهابي، ولا يسمحوا لبضع عملاء خونة التحكم بقرار الأمة الكردية العظيمة" مضيفاً "الوطن يحتاجنا جميعاً لإنقاذه وكما أن لواء المعتصم قد بادر بخطوات باتجاه حقن الدماء والوصول لحالة سلام، على الشرفاء من الأخوة الكرد أن يبادروا أيضا، ويدنا دائماً ممدودة للسلام، وقد آن الأوان لإخراس صوت التطرف والغلو من جميع الأطراف".

  درع فرات  جديدة
يشار هنا أن ميليشيا "الوحدات" الكردية تسيطر على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي منذ عام 2013، وسمحت مؤخراً بدخول فرق من الجيش الروسي إلى المنطقة، حيث نشرت موسكو عربات وآليات عسكرية في بلدة كفرجنة الواقعة بين مدينتي إعزاز وعفرين"  وكانت  "قوات سوريا الديمقراطية" قد احتلت مطلع العام المنصرم عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، أبرزها مدينة "تل رفعت" وبلدة "منغ" وقرى أخرى محيطة بها، وذلك بدعم جوي من طيران الاحتلال الروسي، مستغلة انشغال الفصائل المقاتلة في مواجهة تقدم قوات الأسد وميليشيات إيران بالريف الحلبي.
وتشهد قرى وبلدات في ريفي حلب الجنوبي والشمالي اشتباكات متقطعة بين فصائل الجيش السوري الحر وميليشيا "الوحدات" الكردية، حيث قصفت المدفعية التركية مساء أمس مواقع عسكرية للميليشيا غرب مدينة مارع، وقال الجيش التركي فجر اليوم الأربعاء أن القصف جاء رداً على تعرض الجيش السوري الحر لقصف مدفعي وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد ألمح قبل أيام بأن بلاده مستعدة لبدء عملية مماثلة لـ"درع الفرات" شمال سوريا قريباً، حيث قال "كما حررت القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر 2000 كيلومتر شمالي سوريا، فإنها ستفعل الشيء نفسه في الفترة المقبلة".
اقتراب إطلاق تركيا معركة جديدة في شمال سوريا، تتزامن مع تصعيد سياسي بين أنقرة وواشنطن، حول دعم الأخيرة إلى ميليشيا "الوحدات" الكردية، المصنفة تركياً  "منظمة إرهابية"  وقال أردوغان في أول أيام عيد الفطر، "من يعتقدون أنهم يخدعون تركيا بقولهم إنهم سيستعيدون لاحقاً الأسلحة الممنوحة لهذا التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية) سيدركون بعد فوات الأوان أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً"، وذلك في تشكيك بالوعود التي ذكرها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، لنظيره التركي، فكري إشيق، عن عزم واشنطن سحب جميع الأسلحة النوعية التي منحتها الولايات المتحدة للميليشيا الكردية عقب انتهاء معركة الرقة، ليعود ماتيس، أمس، ويلمح باحتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لميليشيا "الوحدات"

  درع فرات  جديدة
يذكر ان إعلان مجلس الأمن القومي التركى  انتهاء عملية  درع الفرات السابقة  قد أثار العديد من التساؤلات حول ما حققته العملية نظير استشهاد 71 جنديا.  
 و تراوحت مبررات انطلاق عملية درع الفرات في وسائل الإعلام بين:
– حماية أمن الحدود (تذكّروا أن الصواريخ كانت تتساقط واحدة تلو الأخرى على مدينة كيليس من الجانب السوري للحدود). 
– التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
– إعادة بلدة الباب لسكانها الأصليين: تطهير المنطقة الآمنة التي سيتم تشكيلها في شمال سوريا من الجيش السوري والدواعش ووحدات حماية الشعب الكردية وتسكين المعارضة السورية المعتدلة هناك.
– منع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية (الثوار الأكراد في سوريا) من توحيد المناطق التي استولوا عليها وإنشاء دولة كردية هناك.
– استعادة الباب ومن بعدها منبج من ثم التقدم حتى الرقة.
من بين القضايا التي وصفها بيان مجلس الأمن القومي بـ”النجاحات” “تأمين الحدود” و”منع هجمات تنظيم داعش الإرهابي ضد تركيا” و” عودة السوريين لأراضيهم” ولم يرد ذكر للجيش السوري أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري. ولعل أكثر ما يثير التساؤلات فيما يتعلق بعملية درع الفرات هو من سيتولى تأمين هذه الأراضي في المنطقة بعد مغاردة الجيش التركي الذي فتح المجال للمعارضة المعتدلة بحمايته الجيش السوري الحر، إذ إن الأرقام الواردة في بعض التقارير تشير إلى أن القدرة القتالية للجيش السوري الحر منخفضة، كما أنه تعرض لخسائر كبيرة خلال عملية درع الفرات. (في الواقع تقديم تركيا 71 شهيدًا أمر يستحق التأمل).

 مما سبق نستطيع التأكيد على انه  يبدو أن تورط جديد لتركيا  داخل المستنقع السوري على وشك البدء  بعد تجهز الجيش التركي للبدء بعملية عسكرية جديدة وشيكة داخل الأراضي السورية، على غرار عملية "درع الفرات" .