بوابة الحركات الاسلامية : بالوثائق والصور : الحياة السرية لمقاتلي داعش تكشف عن إستخدامه للسلاح الكيماوي (طباعة)
بالوثائق والصور : الحياة السرية لمقاتلي داعش تكشف عن إستخدامه للسلاح الكيماوي
آخر تحديث: الإثنين 03/07/2017 02:08 م
بالوثائق والصور :
 فى اطار الحقائق والأسرار التى تكشف كل يوم عن تنظيم داعش الدموي عثر الجنود العراقيون في ملابس قتيل من داعش على عدد  من الليرات السورية تكاد لا تساوي شيئاً ولكنه كان يحفظ في جيبه الآخر شيئاً صغيراً أثمن بكثير هو بطاقة ذاكرة من جوال ذكي تحمل صور  مخزونة في البطاقة تظهر  حياة القتلى والعلاقة الحميمة بينهم ووحشيتهم ورحلتهم عبر معركة الموصل. وهي تلقي ضوءًا على حياة المقاتل  الداعشي مَنْ كان هذا الشاب وأي أسرار خلفها وراءه عن الدولة الاسـلامية داعـش؟
بالوثائق والصور :
 وتبدأ الصور الفوتوغرافية بلقطات عائلية لكنها سرعان ما تزداد شؤماً عندما يظهر الشاب جالساً وأثر ابتسامة على محياه وبجانبه طفلة صغيرة ، ربما شقيقته وشعره أجعد، طويل ومفروق في الوسط ولكنه يتحول من شاب في اجواء عائلية الى مقاتل ببزة عسكرية يحمل الكلاشنكوف على كتفه وجهازا لاسلكيا صغيرا في جيبه. ويظهر في صورة أخرى نائماً، وهي وضعية متعمدة بكل تأكيد هدفها الايحاء باستراحة المقاتل.
لم تعد الصور البوماً عائلياً بل  تحولت الى يوميات لشاب عزم التضحية بنفسه من أجل قضية الدولة الاسـلامية داعـش في عملية انتحارية وتحوي بطاقة الذاكرة التي عُثر عليها في ملابس القتيل صوراً اخرى بينها لقطة جماعية لرجال وصبيان قال كونتن سومرفيل مراسل بي بي سي  عنها انها  لاحقا ان غالبيتهم من الموصل وكانوا ينتمون الى مجموعة نينوى للاسناد الناري وهي وحدة تعمل في الخطوط الخلفية وتكفل الوقت الذي قضوه في صفوف الدولة الاسـلامية داعـش بإقامة اواصر عميقة بين افرادها.
هناك صورة لافتة اخرى لرفيق الشاب القتيل في السلاح على ما يبدو و هذا الرجل اكبر سناً يخفي تحت قميصه حزاما ناسفا ويرتدي قفازات لإخفاء المفتاح الذي يفجر الحزام بحيث لا يدرك الهدف فداحة الخطر الذي يمثله الرجل المبتسم امامه إلا بعد فوات الأوان الصور المحفوظة في بطاقة الذاكرة تظهر سراً آخر في حياة مقاتلي الدولة الاسـلامية داعـش فالذين يخوضون معركتهم الأخيرة في الموصل يتنقلون بين حالتين، هما اليقظة العالية في ارض المعركة والارهاق الذي بالكاد تخفف من وطأته بضع ساعات من النوم في الليل.
بالوثائق والصور :
ويقول سومرفيل مراسل بي بي سي انه اقتفى الحياة اليومية للجندي العراقي العراقي فكان يستيقظ قبل الفجر ويتوجه الى الجبهة حيث يراقب الجنود العراقيين وهم يحاولون تفادي قذائف الهاون والصواريخ وتجنب العبوات الناسفة المزروعة في الطرق وطائرات الدولة الاسـلامية داعـش المسيرة، وكان يلجأ للاحتماء بما حوله حين يطلق قناصة الدولة الاسـلامية داعـش ومقاتلوه النار.
 كما عثر المراسل في بيت ضيعة ريفية مدمر على بلاغات من الدولة الاسـلامية داعـش تبين استنزاف موارده البشرية والمادية وفي احدى الغرف بين اكوام من المواد ترك احد المقاتلين وراءه صفحات كُتبت بخط اليد عليها ملاحظات ورسوم بيانية. كان اسم صاحبها مكتوباً في زاوية من الورقة وبحروف انكليزية بارزة كتب اسمه: أبو علي المصلاوي.
كان ابو علي يتعلم استعمال مدافع الهاون ويبدو انه كان تلميذاً ممتازاً ومجتهداً يفتخر بعمله وهو يحرز في ملاحظاته تمارين عملية في تحويل الاحداثيات من خرائط غوغل الى احداثيات تهديفية في الواقع  ويرسم الزوايا المقروءة من بوصلة والمسار المنحني لقذائف الهاون ومما له أهمية ان ابو علي يدرج في قسم الأعتدة من ملاحظاته وبخط يده “الذخيرة الكيماوية” بوصفها سلاحاً.
بالوثائق والصور :
واصبح واضحاً مما قاله ابراهيم وآخرون ان غالبية الرجال والصبيان في الصور قُتلوا وكان التعرف على هويات الجميع متعذراً لان داعش يستعمل اسماء حركية وهناك عامل آخر ايضاً لفت اليه عنصر في القوات الخاصة العراقية في الموصل قائلا “حين جاء الدولة الاسـلامية داعـش كان هؤلاء اطفالا”.
من بين الوثائق والأوراق التي عثر عليها مراسل بي بي سي في البيت الريفي كتب دينية عليها ختم مسجد المؤمنين على الجانب الشرقي من الموصل بالقرب من معمل كان  داعـش يستفيد من استخدامة لتصنيع قذاف الهاون وكان احد الكتب يحمل اسم إمام اهدى الكتاب الى الشباب الامام الذي وقع الكتاب هرب منذ فترة مع داعـش. وجاء الامام الجديد فارس فاضل ابراهيم الذي عُرضت عليه الصور. وكان الامام الشاب متوتراً طلب عدم تصويره وهو ينظر الى الصور، الأمر الذي يثير تساؤلات عن سبب خوفه من هؤلاء الشباب.
اخبر الملا فارس ان مقاتلي  داعـش انتقلوا الى الحي مع عائلاتهم. وكان غالبيتهم عراقيين ولكن كان هناك أجانب ايضاً من ســوريا والمغرب وبلدان اخرى. عاشوا بينهم اكثر من عام وهربوا في نوفمبر  2016م عندما اقتربت قوات الامن العراق من المنطقة  وأوضح الملا فارس انه إمام موقت الى ان تعين دائرة الأوقاف إماماً بصورة دائمة وان مقاتلى  داعـش اعدموا الامام السابق وعينوا واعظاً منهم وهو الذي اهدى الكتاب الى المقاتلين الشباب.
بالوثائق والصور :
روى الملا فارس قصة داعـش في الموصل وفي الحي الذي يسكنه قائلا انهم أفسدوا المدينة والأسوأ من ذلك انه افسدوا نظرة العالم الى الاسلام و انهم في البداية أحسنوا معاملة الناس حيث “جاؤوا باحترام وتقدير ثم ظهرت نياتهم الحقيقية”. وخُير الملا فارس بين الانضمام الى الدولة الاسـلامية داعـش أو البقاء في بيته ولا يعود الى المسجد إلا للصلاة فقرر البقاء في بيته.
اتهم  داعـش أئمة آخرين بأنهم “سلفيون معطلون” وسجنهم لمدة شهر أو أطول وحين أُطلق سراحهم أقسموا ألا يؤموا صلاة بعد اليوم  ولكن أئمة آخرين مثل امام مسجد المؤمنين أعدمهم داعـش اللافت في الصور ان جميع افراد مجموعة نينوى للاسناد الناري من الشباب  وهذا فاجأ كل من قابله مراسل بي بي سي. فالمقاتل عند  داعـش هو أي شخص فوق سن الخامسة عشرة ولكن عدد الذين جندهم كانوا أصغر سناً