بدأ عضوًا بـ«شورى الإسلامية» وانتهى على قوائم مطاريد الإرهاب.. و«الأمة لا الجماعة» نصيحته الأخيرة للمتطرفين
دور الحركات الإسلامية ليس «محاربة الطواغيت».. بل إعداد الأمة لمواجهتهم
الإخوان تخلوا عن الثورة من أجل مصالحهم
الجماعات ضرورة.. ومن يهاجمها يريد البقاء فى حالة خنوع تحت حكم مرتدين
ظهر عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الموضوع على قائمة الإرهاب، والمدان فى عدد من القضايا، بعد غياب دام ستة أشهر، بعد أن أثار غيابه جدلا كبيرا، فى الوقت الذى يخيم فيه شبح حل حزب البناء والتنمية، بل والجماعة الإسلامية نفسها، ليظهر بدور الناصح للجماعات الإسلامية، لكن الوثيقة التى طرحها تؤكد تمسكه بأفكاره الإرهابية.
فاجأ «عبد الماجد» الجميع، وقدم ما قال عنه إنه نصيحة للحركة الإسلامية اسمها «هذه نصيحتى الأخيرة للحركة الإسلامية.. الأمة لا الجماعة»، ورغم أنها أشبه بمراجعات الساعات الحرجة، والسنوات العجاف، ومراجعات المهاجر الذى غادر وطنه بعد أن لعنه وتمرد عليه، لكن المدقق لها يتأكد من الفكر الإرهابى، الذى يسيطر على أفكاره.
بدأ «عبد الماجد» عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمتحدث السابق باسمها نصيحته بالتأكيد على أن: «اقتضت حكمة الله أن تبقى هذه الأمة إلى قيام الساعة، وأن تظل فى حالة صراع مع أهل الباطل الذين «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم».. فهذان أمران لا حيلة لأحد فى منعهما، وهما بقاء الأمة، واستمرار الصراع، فلا الأمة تفنى، ولا محاربة أهل الباطل إياها ومكرهم بها ينقطع».
أخطاء الجماعة
وكشف عبد الماجد عن أن جميع الجماعات الإرهابية على الساحة أصابها نوع من الخلل، وأن هذه الجماعات لم تستطع تحقيق أهدافها الكبرى التى قامت من أجلها، لذلك وجب أن تكون معها وقفة.
وسبب هذا الخلل، فيما يبدو فى تصوره، عندما طلبت الجماعات من الشعوب أن تعطيها تفويضا عبر الصناديق بقيادة الثورة، التى لم تكتمل على حد وصفه، وأخطأت الجماعات حينما فرضت إيقاع حركتها المنظم على ثورة الشعوب العفوية، فتحولت الثورات من حركة جماهيرية عفوية هادرة لاقتلاع النظم العميلة، على حد وصفه، إلى منافسة سياسية رتيبة للوصول للحكم!.
ويوضح عبد الماجد -كالعادة- برزت الإجابات التقليدية عند جماعاتنا، فقد تعجلنا قطف الثمرة، وبعضنا يلوم المتآمرين، ويقول اعذرونا، فالمؤامرة أكبر منا، وثالث يقول بل لم نكن على درجة عالية من التقى والإخلاص فلم يتنزل النصر علينا، ورابع يلوم القيادات التى لم تكن على مستوى الأحداث فأضاعت نفسها وضيعت الأمة وأضاعتنا، وآخر يقول بل هى سنة الابتلاء لأجل التمحيص وتنقية الصف، فإذا تم التمحيص نزل النصر.
افتراضات باطلة
وعدد الافتراضات الباطلة التى قامت عليها الجماعات الإرهابية وتأسست عليها باعتبارها مسلَّمات لا يمكن المساس بها، وهى أنه لا بد من اصطفاء ثلة مختارة لتقوم بالدفاع عن الأمة ودينها وأرضها ومقدساتها نيابة عن الأمة؛ لأنها،أى الأمة، غير صالحة لتنفيذ أوامر الشرع بالقيام بهذه المهام إما لجهلها بها أو إعراضها عنها.
وثانيها: أنه لا بد من أن تتميز هذه الفئة عن مجموع الأمة، بل حتى عن غيرها من الفئات التى تشاركها مجال عملها، أن تتميز بأصول وفهم وشعار واسم ورسم وشيخ وقائد.
وثالثها: أن الحق الخالص والصواب المطلق صار متمثلا فى هذه الفئة، وصار فرضا واجبا على الجميع الانضواء تحت لوائها، فهذه الافتراضات الخاطئة مركزة فى العقل الباطن لأكثر الحركات الإسلامية، سواء صرحت بها أدبياتهم أو لم تصرح، وهى قد ترسخت فى النفوس عبر آلاف الرسائل الصريحة أو الضمنية التى يتلقاها أبناؤها من قاداتهم وشيوخهم.
الجماعات الإسلامية ضرورة
لكن لم ينكر عبد الماجد قيام الجماعات، بل اعتبر «أن الصورة الحالية للجماعات الإسلامية لم تكن موجودة فى تاريخ أمتنا، لا أقول كما يدعى بعضهم أن مجرد وجود جماعات هو أمر باطل أساسا، وأنها نوع من الحزبية المنهى عنها، وأنها تؤدى إلى تمزيق الأمة، فهذه دعوة (مدخلية) قبيحة مقصودها الإبقاء على الأمة فى حالة استكانة وخنوع تحت حكم طواغيت مرتدين يسميهم المداخلة -زورًا- ولاة الأمر»!
صناعة الوهم
ويستنكر عبد الماجد على الإسلاميين تخيلهم بأن الجماعات يجب أن تكون بديلًا للأمة، لأنهم المعنيون بالنضال لاستعادة سلطان الأمة السياسي، على حد وصفه، ولا أدرى لماذا ظن بعض هؤلاء أنهم بالضرورة الأقدر على شغل مقاعد السلطة بعد استردادها؟
ونسى عبد الماجد أو تناسى أنه أحد الذين ساهموا ودعموا هذا الخيال عند الكثير من أجيال الجماعات الإسلامية المعاصرة لعدة سنوات، تخيلوا دون بقية الأمة أن الجماعة بديل عن الأمة، بل ولم يلم على المؤسس الأول لهذه الجماعات حسن البنا.
وأكد عبد الماجد أن جميع الحركات الإسلامية يجب أن تنتبه أن دورها ليس على حد قوله «محاربة الطواغيت، بل إعداد الأمة لمحاربتهم! بل لن تقدروا مهما كثرت أعدادكم على الانتصار فى معركة استعادة السلطان السياسى الضائع من الأمة، فهذه معركة شرسة وعالمية وممتدة، ولا يصلح لها إلا مجموع الأمة».
كتمان الخروج على الحكام
وحول فكرة الخروج على الحاكم والتعامل معه بالعنف والمواجهة المسلحة، يقول عبد الماجد إنه «يجب كتمان فكرة الخروج على الحاكم ما دمنا لا نستطيع القيام بها، وهذا الكتمان يخص فقط الأحكام العملية لا العلمية الاعتقادية»، بعبارة أدق قال: «يجوز مع عجز الأمة عن خلع الطواغيت كتمان وجوب الخروج على هؤلاء المجرمين».
وفى نفس الوقت، يقول: «لكن لا يجوز كتمان وجوب التبرؤ منهم، ولا كتمان تحريم الدخول فى طاعتهم، ولا كتمان النهى عن موالاتهم أو نصرتهم أو محبتهم، لأن هذه كلها أمور قلبية اعتقادية لا تسقط بالعجز، بل لا يتصور أصلا تحقق العجز عنها، هذا مع كونها من أركان الإيمان أو من ثمراته.
أما الأحكام العملية كالخروج عليهم فهى من أفعال الجوارح، وهى مشروطة بالقدرة والاستطاعة، كما هو معلوم، فتسقط عند العجز ولا تصير واجبة، وإذا لم تكن واجبة، فبيانها لا يكون واجبًا».
إيقاظ الأمة!
وقص عاصم عبد الماجد قصة قتال التتار فيقول: «ولو اندفع لقتال التتار قبل أن يوقظ الأمة، لمات هو دون أن تنتفع الأمة به، ولسهل على التتار اجتياح بلاد الشام ومن ورائها مصر، كما اجتاحوا من قبل العراق وبلاد ما وراء النهر، هذا هو الدرس الذى ينبغى على الحركات الإسلامية أن تتعلمه».
درس آخر تحمله فكرة قتال التتار التى كنا نعتقدها سابقا، فعندما انتهت المعركة بنصر عظيم للمسلمين رأى السلطان قلاوون، الذى قاد جيش المماليك يومها، كيف يحتفى العامة بابن تيمية ويعظمونه، لدوره الكبير فى هذه الملحمة، فكأن السلطان تخوف على ملكه من ابن تيمية الذى تدين الجماهير له، قرأ ابن تيمية هذه المخاوف فى وجه السلطان، فقال له مطمئنا: «أنا رجل ملة، لا رجل دولة، حتى لا ترمى الحركة بنفسها وحدها فى أتون محاربة أعداء الأمة والملة، فيسهل على الأعادى محاصرتها واجتثاثه».
آفات وأهواء الجماعات
وعن سبب انتشار الجماعات ونظرتها الخاطئة للأمة، قال عبد الماجد: «كثير من الآفات والأهواء التى عند هذه الجماعات والأدواء التى طفح بها الكيل وبلغ سيلها الزبى، هى أن الأجيال التى نشأت على أنها هى وحدها الأمة المختارة، وأن من عداها فهو الباطل، أقول: هذه الأجيال امتلأت عقولها وتشربت قلوبها بكل أنواع الآفات المهلكة، بل لا بد أن تضطرب خطواتها وتختلط أمورها وتذهب ريحها بسبب هذ التعصب».
يبدو أن عبدالماجد نسى أن من شرع نشأة هذه الجماعات، هم هؤلاء القادة، وهو أحدهم، لم يبق لهم إلا الاعتراف بأنها شيء مستحدث استحسنه مشايخهم، وصدق فيهم قول الشافعي: «من استحسن فقد شرع».
أركان البيعة والأصول العشرون
حول أركان بيعات هذه الجماعات وأصولها الفكرية، يقول عبدالماجد: «يزيد بعضهم الطين بلة عندما يجعل هذه الشروط أركانا لبيعة القبول فى جماعته، أو أصولا لا ينبغى الخروج عنها، كالأصول العشرين عند الإخوان، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحده، دون من جاء بعده من الخلفاء والأئمة والسلاطين والأمراء، هو وحده الذى بايعه الناس على شرائع الإسلام وأركانه، وهذا كان بوصفه رسولًا، لا بوصفه قائدا ولا إماما ولا حاكمًا، فلما مات -صلى الله عليه وسلم- انقضت هذه البيعة وانقطعت، وصارت البيعة للخلفاء والأمراء على السمع والطاعة، وهذا بوصفهم حكاما لا بوصفهم أصحاب شريعة، فصاحب الشريعة انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولا يزال هذا دأب الحكام صالحين وطالحين من هذه الأمة، فما بايعت الأمة أبا بكر ولا عمر وهم أفضل الأمة، ولا بايعت أبا العباس السفاح ولا من هو شر منه، ما بايعت واليا قط على أركان وأصول وضعها لهم هو أو غيره.
ويتساءل عبدالماجد: هل نقدم الجماعة على ألف الناس؟ وكيف أصبح المطلوب هو تآلف الناس لجماعاتنا، لا لدين الله؟! يجيب عبدالماجد على نفسه بقوله: نشأ عن ذلك عشرات وربما مئات الآفات والبلايا والأخطاء والخطايا الكبار منها والصغار، ولا تحسبن أن من يأتى هذه الخطايا ويتلبس بهذه المنكرات، لا تحسبنه يشعر بشيء ولو قليلا من وخز ضمير أو شعور بذنب، بل ذلك عنده معدود فى جملة الطاعات. فالمأمون والمعتصم لما اعتنقوا بدعة المعتزلة، حسبوا أن فتنة العلماء وتعذيبهم وقتلهم هى قربة يتقربون بها إلى الله.
فلا تحدثنى إذن عن تكبر طائفة أو طوائف على بقية المسلمين واحتقارهم لهم والاستخفاف بكل من لا ينتمى لصفوفهم وعدم الإصغاء قط لنصح ناصح، ولا تحدثنى عن استباحة أعراض المسلمين، وإن كانوا صالحين ولا عن غيبتهم واستحلال الافتراء عليهم. فأين هذا من جلد أحمد بن حنبل. الكيانات الموازية
ويعترف عبدالماجد فى وثيقته أن «الأمة لا الجماعة»، أين هذا مما نفعله نحن من وضع الخلائق فى قوائم ترقب وانتظار، لحين التأكد من استيفائهم شروطنا وتفهم أصولنا والإقرار بمبادئنا وحفظ أورادنا والهتاف بشعاراتنا، قبل أن نأذن لهم بعد جهد ومشقة بالالتحاق بصفنا ودخول جنتنا!! بل هناك من أسلم وقاتل فقُتل قبل أن يسجد لله سجدة!! بل ويؤكد أن أسوأ ما أنتجته أصول هذه الجماعات المستحدثة التى تميزت عن بعضها البعض ببعض الأصول هو إيجاد كيانات موازية للأمة!!
ولم يوضح عبدالماجد الفرق بين الأمة والدولة، ومن أولى بالاحترام، الأمة فى مجملها أم الدولة، ولو تعارضت مصالح أمة من الأمم مع مصالح الدولة فمن يقدم على الآخر، صحيح أن هذه الجماعات جزء من الأمة، تجمعها بالأمة الشهادتان، لكن صحيح أيضا أنها استقلت عن الأمة وابتعدت عنها ولم تعترف بها بقدر ما أحدثته من أصول.
أسلوب الصفقات عند أهل الجماعات
وبيّن عبدالماجد أن مواجهات هذه الجماعات مع الأنظمة جعلها تهرب من نير حرب الأنظمة القاسى عليها، وتنشأ الصفقات معها، وهى صفقات تتضمن تنازلات من طرف الجماعات فى صورة مداهنات وتحريفات -على حد قوله- فى مقابل بقاء الجماعة، هذه المداهنات والتحريفات لا تعنى أن فاعلها قد خرج من عصمة الطاعة إلى خذلان المعصية فقط..
وبوضوح أكثر يقول: «إن بعض الحركات الإسلامية مسئولة عن نشر عقائد الإرجاء، وربما التجهم، فى مجتمعاتنا، وإن دورها فى هذا الأمر ربما كان أسوأ من دور المؤسسات الدينية الرسمية، لأن الشعوب تتوقع من المؤسسات الرسمية مجاملة الحكام بحكم كونها خاضعة ماليا وإداريا لهم، لكنها لا تتوقع ذلك من حركات قالت إنها ما قامت إلا لنصرة الدين، وإنها لا تريد زخرف الحياة الدنيا، وبالتالى يكون خطاب هذه الجماعات المجامل للحكام أكثر فتنة للعامة من خطاب المؤسسات الرسمية.
ويعترف عبدالماجد فى نهاية هذه الفقرة «دعونا نؤكد هنا أن هذه الجماعات قد أصبحت هى بذاتها عقبة من العقبات الكبرى أمام التغيير المنشود الذى زعمت أنها ما قامت إلا لإحداثه، سواء قالت إن ذلك سيكون بتدرج أو غير تدرج، وسواء زعمت أنها ستحدثه باللطف أو بالعنف.
فالأنظمة الحاكمة تعرف جيدا الآن نقطة ضعفها، إنها هى نفسها ككيان نقطة الضعف، فالحفاظ على الكيان باعتباره هو، وليس الأمة، أداة الفعل والتغيير، صار هدفًا عند قادة الجماعات. وبالتالى يتم ابتزازهم عن طريق التلويح باستهداف الكيان واستئصاله، فترضخ وتستجيب».
الدرس السوري
وحول دور المجموعات الإرهابية والجماعات الممولة من الخارج فى التدريب فى الساحة السورية، يقول تحت عنوان «الدرس السوري»: لم تكن المفسدة الأكبر هى تفتيت الثورة السورية، بل أكبر منها هو انعزال الفصائل الإرهابية السورية عن التيار الشعبى العام هناك، ثم استتبع ذلك ما رأيناه من تحول دولى وإقليمى لمحاربة هذه الثورة».
هذا الانعزال فى رأى عبدالماجد عن التيار الشعبى العام، هو ما سبب المشاكل التى حدثت فى سوريا، كما قدمت الجماعات السورية الإرهابية مصالحها كجماعات على مصالح الأمة، فيقول: «نحن فى بعض الأحيان نقدم مصالحنا على مصلحة الأمة، ظنا منا أن الجماعات أولى بالمراعاة من الأمة، وهذا راجع لأننا نشأنا على أن هذه الجماعات هى وحدها كتيبة الإسلام التى ستحارب كل الأعادي؛ فلا بد إذن من مراعاة هذه الكتيبة التى هى أمل الإسلام والمسلمين، ولو فهمنا أن الأمة هى جيش الإسلام الذى يجب إيقاظه ليحارب معاركه، لصرنا أحرص على مصالح الأمة من مصالح الجماعات».
الإخوان والثورة المصرية
هاجم عبدالماجد الإخوان واتهمهم بعدم حماية الثورة ولا الدولة المصرية، وتركوا الوضع من أجل مصالحهم، ولو أنهم وقفوا مع ملايين الشباب الملتزم فى هذه المعركة لتغير الوضع فيقول: «نكاد نجزم أن مصلحة الأمة الأعظم كانت فى الاستماتة فى الدفاع عن الثورة وعن مؤسسة الرئاسة».
ويضيف: «الذى أنكره، وأرى أنه لم يكن صوابًا شرعًا، ولا مفيدًا واقعًا، هو أننا انصرفنا عن تجهيز الأمة لخوض معاركها سواء ضد أعداء الداخل المستترين أو أعداء الخارج المستعلين، واكتفينا بالاستغناء عن ذلك بتجهيز جماعات، بعد تشكيلها من ثلة من أبناء الأمة، لتخوض هذه الجماعات حروبًا كان من المفترض أن تخوضها الأمة أو القطاع الأكبر منها هذه الفكرة كانت خطأ، كما كانت خطرا».
الجماعات والأمة
ختم عبدالماجد مراجعاته بقوله: «هذه الأمة لن يجمعها شيء سوى كلمة التوحيد، وأى أصول زائدة على هذا الأصل لن يكون أبدا جامعا لها.. هذه الأمة لن تتسمى إلا بالمسلمين، وأى إضافة أو وصف أو تخصيص لهذا الاسم فلن تتسمى به الأمة، هذا هو اختيار الله الحكيم العليم لها، وهو قدرها، علمه من علمه وجهله من جهله.
هذه الأمة لن تلتزم إلا بقول نبيها -صلى الله عليه وسلم- وأى محاولة لإلزامها بقول مخلوق غيره ولو كان أعلم أهل عصره لن تستجيب لها الأمة، هذا هو اختيار الله العليم الحكيم لها، وهذا هو قدرها، علمه من علمه وجهله من جهله».
مراجعات النفيسى وكمال حبيب
ما قاله عبدالماجد فى هذه الوثيقة، لم يخرج عن ما قدمه المفكر الكويتى الدكتور عبدالله النفيسى فى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، فى أول كتاب لمراجعات التيارات الإسلامية وهو (الحركة الإسلامية.. أوراق فى النقد الذاتي)، وقد صدّره بمقولة «إن من لا يراجع مسيرته ويقيّمها، سيتحول تاريخه إلى كومة أخطاء، ويتحول مستقبله إلى كارثة، وطالب الإخوان فى الكويت بالانفصال عن المركز فى مصر، بل وما قدمه الدكتور كمال حبيب فى كتابين منفصلين أحدهما بعنوان: (الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة)، والآخر بعنوان: (الحركة الإسلامية من المراجعة إلى المشاركة)، وهو ما لم تسمع له الجماعة الإسلامية يومها ولم يقر به حزب «البناء والتنمية».
تُرى، هل هذه النصائح والاعترافات مبنية على ضغط واقع مصادرة نشاط الجماعة الإسلامية، وحل حزبها السياسى «البناء والتنمية» ووضع اسم عبدالماجد على قوائم المطلوبين والإرهابيين، أم أنها نصائح ومراجعات صادقة... هذا ما سوف تسفر عنه الأيام المقبلة.
أكدوا أنه يحاول تسويق نفسه فى دور القائد
خبراء: وثيقة «عبدالماجد» محاولة للظهور على الساحة
ردود فعل واسعة أثارتها الوثيقة التى طرحها الإرهابى الهارب عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تحت عنوان «الأمة لا الجماعة»، حيث علق الباحث سيد عيسي، المتخصص فى شئون الجماعات الإرهابية، على ما طرحه عبدالماجد قائلا: «كتابات ومراجعات عاصم عبدالماجد لن يكون لها موقع من الإعراب فهو فى رأيى كالتاجر الذى يفتش فى أوراقه القديمة للظهور على الساحة مرة أخرى فى دور القائد، ليكون للجماعة بريق بعد أن فقدته بتفرقها وتشرذمها وانقسامها على نفسها.
وأضاف عيسى أن عاصم عبدالماجد يهوى العمل القيادى فى أى شكل، ويحب أن يكون له رأى منفرد، وهو ما تجلى فى رفضه للمراجعات من قبل، وإبان عمل الجماعة تحت إمرة عصام دربالة اعترض وقرر الاعتزال ليكوّن ما يسمى «جماعة الأنصار»، فالخلل واضح فى تفكير عبدالماجد منذ البداية.
من ناحيته، قال عبدالشكور عامر، الداعية الإسلامى المستقل، إن «عبدالماجد» دائما ما يخرج علينا بأشياء يحب الظهور فيها بمظهر القائد والحكيم، ويجب أن نحذر من كل ما يقدم على لسانه.
وأضاف أن كل ما قاله «عبدالماجد» فى هذه الوثيقة ليس بجديد، وأعلنت عنه الجماعة الإسلامية سابقا فى مبادرة «وقف العنف»، موضحا أن «عبدالماجد» يحاول الآن تسويق نفسه لحالة الفراغ الكبيرة التى يعانى منها والحصار المفروض على قطر، وما قد يترتب عليه من مشكلات فيما بعد.
ويرى عبدالرحمن صقر، العضو السابق فى الجماعة الإسلامية، بحكم معرفته عن قرب بعاصم عبدالماجد، وبعد تعامل ثلاث سنوات وبالأخص فى حركة الأنصار، أن لديه من نزعة تطرف تأتى فى أوقات حماسية وتختفى فى أوقات أخري.
وقال الدكتور أحمد الرجال، القيادى السابق فى تنظيم الفنية العسكرية، إنه لا يثق فى مراجعات عاصم عبدالماجد فهو رجل أدمن المراوغات، ولا ينبغى أن نعول عليه كثيرا.
وأضاف أنه بخصوص تقديمه فكرة الانتماء للأمة على الجماعة فهذا حق، فالجماعة ماسونية مجرمة والأمة مسلمة، وأى خروج على الأمة خروج على الإسلام والمسلمين.
(البوابة نيوز)