وتعد القارة السمراء مركزًا لحوالي 64 منظمة وجماعة إرهابية ينتشر معظمها من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، ساهم في ذلك الانتشار تداخل الأفكار المتطرفة مع التركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والفراغ الأمني في تلك المنطقة.
وفي عام 2009 سجل مركز دراسات الإرهاب والحركات المسلحة 171 هجوما مسلحا في عدد من الدول الإفريقية نجم عنها مقتل 541 شخصا.
وفي عام 2015، ارتفع العدد إلى 738 هجوما نجم عنها مقتل 4600 شخص. وفي مارس الماضي أعلنت تقارير أمريكية عن احتمال تعرض دول شمال غرب أفريقيا، بما فيها المغرب، إلى اعتداءات مسلحة من طرف جماعات إرهابية تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي.
و تحدث التقرير الصادر عن السفارة الأمريكية بمالي عن عمليات إرهابية تستهدف العديد من رعايا الدول الغربية، والهيئات الدبلوماسية التابعة لها بمالي، بالإضافة إلى دول شمال غرب أفريقيا خاصة الجزائر والمغرب.
هذا التهديد بعد إعلان تحالف بين أربع جماعات إرهابية في المنطقة الإقليمية، وهي "المرابطين" بقيادة مختار بلمختار، وحركة "ماسينان"، وجماعة "كتائب الصحراء" بقيادة جمال عكاشة، وهي الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي، وتم الإعلان عن تأسيس "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" تحت لواء أمير واحد، رجل الطوارق والمعروف باسم "إياد غالي"، وهو المطلوب الأول من طرف القوات الفرنسية.
كما ان هناك تنظيم القاعدة في دول المغرب الاسلامي ، امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي انشقت عن الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة عام 1997 بزعامة حسان حطاب، وجاء هذا الانشقاق اعتراضا على استهدافها للمدنيين.
وبالنسية لليبيا، فهي مستقر لتنظيم الجماعة الليبية المقاتلة، وهو الأقرب لكونه جناح عسكري للإخوان المسلمين، وبها ميليشيات تتبع تنظيمات مستقرها دول أخرى مثل تنظيم داعش، والقاعدة، وتدعم مرور دعم لتنظيمات أخرى مثل أنصار بيت المقدس، والشباب الصومالي، وأنصار الشريعة في تونس وليبيا، وبوكوحرام في نيجيريا.
وحضور لتنظيم "داعش" في ليبيا والجزائر والمغرب وتونس ومنطقة الساحل والصحراء بالاضافة الي منطقة القرن الافريقي.
ورغم وجود تنظيم بقسوة وقدرات "داعش" في الشمال الأفريقي، بعد استقراره في ليبيا، وعمليات متفرقة في تونس والجزائر، لكن يظل تنظيم القاعدة صاحب السطوة الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، فجميع التنظيمات الباقية تعترف به، وتبايعه.
وشهد عام 2009 صعودا لجماعة بوكو حرام فى نيجيريا التى واجهتها قوات الأمن النيجيرية وتمكنت من القبض على زعيمها محمد يوسف وإعدامه فى مركز الشرطة دون محاكمة، ولم تنته الجماعة، بل صمدت وتحكم فعليا جزء من الشمال النيجيري.
وأصبح غرب أفريقيا يضم عددا من الجماعات الإرهابية التي أعلنت أنها تسير على نفس نهج تنظيم "القاعدة" الذى انتقل مركز ثقله إلى جنوب الصحراء تمهيداً لهجومه على الشمال الأفريقي.
ويبدو أن بوكو حرام أضحت تشكل خطراً إقليميا حقيقيا، حيث باتت تهدد أمن كل من الكاميرون والنيجر وتشاد ونيجيريا. وقد قتل نحو 13 ألف شخص وشُرد نحو مليون آخرين جراء عنف بوكو حرام منذ عام 20099.
وقد احتل اقليم شرق إفريقيا موقعا متميزا من الدعوات الأمريكية المطالبة بمحاربة الارهاب فى إفريقيا والتى اعتمدت على مجموعة من الوقائع أهمها وجود عناصر من تنظيم القاعدة فى هذا الاقليم نظرا لإقامة أسامة بن لادن فى السودان لبضع سنوات بل وإعلانه عن تكوين تنظيم القاعدة عام 1996 من شرق إفريقيا حيث كانت اولى عمليات هذا التنظيم تفجير السفارتين الأمريكيتن عام 1998، يضاف إلى ذلك الرسائل التى كان يبعثها قادة التنظيم والتى كانت تؤكد على مشاركة عناصر من تنظيم القاعدة فى الحرب الأهلية فى الصومال وتشجيع مقاومة الاحتلال الاثيوبى الامريكى للصومال.