بوابة الحركات الاسلامية : مفاوضات "جنيف 7" مستمرة..وتوقعات بانفراجة قريبة فى الأزمة السورية (طباعة)
مفاوضات "جنيف 7" مستمرة..وتوقعات بانفراجة قريبة فى الأزمة السورية
آخر تحديث: الثلاثاء 11/07/2017 08:52 م
محاولات جديدة مع
محاولات جديدة مع المعارضة للحل السلمى فى سوريا
بحث السوريون اليوم في "جنيف7" الدستور والانتخابات وقضايا أخرى شائكة ضمن ما صار يعرف بـ"السلال الأربع" للتسوية، وهي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، يجمع فريق لا بأس به من المراقبين المتفائلين، على قرب انفراج الأزمة السورية نتيجة لأربعة عوامل أخذت تتبلور على الأرض، قد لا يبصرها سوى الأعمى.
ويري مراقبون أن الأزمة المحيطة بقطر، وقائمة الشروط الخليجية التي ألقى بها فريق المقاطعة على طاولة الدوحة، لم تكن تخطر للمعارضين السوريين على بال، وأدت وفقا لما يصدر من تصريحات عن أقطاب الهيئة العليا للمفاوضات إلى تصدع صفها لاختلاف ولاءاتها بين تيار مؤيد لقطر، وآخر يدعم فريق المقاطعة، بدليل تخلي بعض أقطاب الهيئة عن الرفض المطلق لأي دور لمنصتي موسكو والقاهرة في التسوية بحجة "انحيازهما المبطن للنظام".
كما أن الهزيمة المدوية لـ"داعش" في الموصل، وتضييق الخناق عليه في الرقة، سوف يستعجل السوريين وأصدقاءهم في التسوية، فبسقوط "داعش" ستزول عقبة كأداء تحول دون وقف إطلاق النار النهائي، ما سيسهم في غربلة الزمر المسلحة التي ترعرعت في كنفه وغازلت في آن واحد المعارضة السورية وحلفاءها، إذ صارت هذه الزمر تسعى هي الأخرى إلى النأي بنفسها عن "داعش"، بل تجاهر في قتاله لحاقا بركب التسوية.
وأخذت عملية جنيف تسير بوتيرة أسرع، تحمل على التفاؤل، بدليل أن التوفيق لا يزال حليفها منذ استئنافها يوم أمس الاثنين، ويبدو أن جنيف انتزعت على ما يبدو المبادرة أخيرا من أستانا التي أرادت الأطراف الثلاثة الضامنة دفع السوريين منها عبر طريق سريع نحو التسوية، بدليل تنويه ستيفان دي مستورا اليوم بـ"التقارب المسجل في المواقف بين أطياف المعارضة واتساقها مع الخطوط الحمراء التي رسمتها دمشق، المتمسكة بوحدة الأراضي السورية وحماية مؤسسات الدولة، قبل كل شيء.
حيث عقد المعارضة السورية بمنصاتها الثلاثة (موسكو، الرياض، القاهرة)، اليوم اجتماعا تنسيقيا لتبادل الآراء، هو الثاني لها في يومين على هامش المشاركة في المحادثات السورية بجنيف.
دي ميستورا
دي ميستورا
قال رئيس وفد "منصة القاهرة"، فراس الخالدي، "لدينا اجتماع ثان اليوم بين الوفود المعارضة لتبادل الآراء وتنسيق الرؤية"، مشيرا إلى أن وفد المعارضة السورية ناقش يوم الاثنين، مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، كيفية الاستفتادة القصوى من جولة جنيف الحالية، وإعداد خطة للدخول في إيجاد إجراءات للحل السياسي في سوريا.
أكد الخالدي أن وفد المعارضة بمنصاتها الثلاث أكد لـ"دي ميستورا" على الاتفاق التقني بين الوفود، واتفاق الوفود على سلة الدستور وجزء من سلة الانتخابات وملفات أخرى تتعلق بورقة دي ميستورا.
كان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، صرح في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بشأن الدستور: "هناك زوايا يقاربونها إما بالنظر للدستور الحالي، وتعديله وتكييفه مع الواقع، أو وضع مسار لدستور جديد، ولكن العملية قيد النقاش، وهناك مزج من الخيارين، وهو من الخيارات المتاحة"، من دون إضافة تفاصيل.
يذكر أن  مفاوضات "جنيف 7" انطلقت بلقاء بين دي ميستورا والوفد الحكومي السوري، ومن المنتظر أن تستمر الجولة الحالية من مفاوضات جنيف حتى الجمعة المقبلة، حيث ينتظر إعلان دي ميستورا عن نتائجه
اهتمام بالأطراف المعنية
اهتمام بالأطراف المعنية لحل الأزمة السورية
من جانبه أشاد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بتقارب مواقف مختلف أطياف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، واصفا مقاربات المعارضين بأنها أصبحت ناضجة ولم تعد بعيدة عن بعض مبادئ دمشق، معتبرا أنه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف في وفد موحد، لكنه أكد أن الأمم المتحدة تلاحظ تقدما نحو صياغة مواقف موحدة للمعارضة.
ربط دي ميستورا هذه النزعة في صفوف المعارضة السورية بشروع روسيا والولايات المتحدة في مناقشة التسوية السورية بشكل جدي. وتابع قائلا: "اليوم توصلنا لأول مرة إلى تلاقي مواقف أطياف المعارضة السوريةـ ألا أن  المعارضة، كما تبدو، تتحرك نحو صياغة موقف موحد من مسائل الدستور، ويتحركون نحو مواقف موحدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلقة بمستقبل سوريا والتي تقبلها كذلك الحكومة السورية".
كشف المبعوث الأممي أن ممثلي مختلف منصات المعارضة لم يعودوا متفرقين، بل يعملون معا في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصل إلى مواقف موحدة، ضيفا بقوله " قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصور مثل هذا الوضع،  وكانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض، كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاق يمكنهم أن يجدوا فيما بينهم. إنهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حددتها: "السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة والخ".
شدد بقوله "في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جدا، لأنهم يلاحظون أن الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلا في بحث سبل إنهاء هذا النزاع، إلا أن المناقشات الفنية بمشاركة وفود المعارضة السورية والحكومة في جنيف ستتعلق ليس بمسائل صياغة الدستور فحسب، بل وستتناول "السلال" الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات.
الجعفري
الجعفري
أكد المبعوث الأممي أنه ينوي إشراك ممثلي أكراد سوريا في المشاورات الفنية في محفل مفاوضات جنيف، وشدد على ضرورة أن يلعب الأكراد دورهم في صياغة الدستور السوري الجديد.
بينما قال رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري إن الاجتماع مع دي ميستورا يعتبر "مدخلا مهما لاستكمال ملف مكافحة الإرهاب الذي هو أولوية الأولويات  لوفد الجمهورية العربية السورية"، مضيفا "يجب أن يشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي".
أوضح أن جنيف تشهد حاليا "مناقشات فنية حول جدول الأعمال وطابع العملية"، وليس عن مضمون الدستور نفسه. وتابع: "عندما يحين الوقت سيكون من الصعب أن نتجاهل صوت الأكراد السوريين". وأضاف أنه يتلقى دائما تأكيدات أن هناك تمثيلا للأكراد في كافة أطياف المعارضة السورية.
وكشف أنه يأمل في إجراء 4 جولات أخرى من مفاوضات جنيف حتى نهاية العام الحالي. ووصف المفاوضات الحالية بأنها تمهيدية قبل إطلاق مؤتمر سلام حقيقي في جنيف. وعبر عن أمله في تحقيق تقدم في التفاوض، مؤكدا أنه يعول على أن تكون الصورة في سوريا مختلفة تماما بحلول نهاية العام.