بوابة الحركات الاسلامية : وثائق تكشف عن صراع جديد بين حركة أحرار الشام وتحرير الشام القاعدية حول معبر "باب الهوى" فى الشمال السوري (طباعة)
وثائق تكشف عن صراع جديد بين حركة أحرار الشام وتحرير الشام القاعدية حول معبر "باب الهوى" فى الشمال السوري
آخر تحديث: الإثنين 17/07/2017 12:54 م
 وثائق تكشف عن صراع
كشفت وثائق جديدة عن ان منسوب التوتر والاتهامات المتبادلة بين حركة "أحرار الشام" الإسلامية، و"هيئة تحرير الشام" كبرى الفصائل العسكرية في شمال سوريا، مدفوعة بعدة نقاط خلافية، ولعل أبرزها "الحساسيات الفصائلية" الناتجة عن عملية الاصطفاف والفرز والتنافس، في حالة ألقت بظلالها على المشهد الميداني والعسكري والاجتماعي والاقتصادي في المناطق المحررة، إلى جانب إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية إضافية، نحو الحدود السورية-التركية، تمهيداً للدخول إلى إدلب تطبيقاً لاتفاق "خفض التصعيد" الذي تم الjوصل إليه خلال مباحثات أستانا 
 وبدأت شرارة الخلافات الجديدة، نتيجة سيطرة "هيئة تحرير الشام" على عدة نقاط ومواقع تابعة لـ"الفرقة الوسطى" التابعة للجيش السوري، تطل بشكل مباشر على معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، وفق مصادر عسكرية لـ"أورينت نت" وأشارت المصادر ذاتها إلى وجود مؤشرات حقيقية لدى "هيئة تحرير الشام" تتمثل في السيطرة على المعبر الحدودي بين تركيا وإدلب في شمال غربي سوريا، خصوصاً أنها حشدت الكثير من عناصرها وآلياتها بالقرب من المعبر، قابلها استنفار كامل لحركة "أحرار الشام".
الناطق العسكري لحركة أحرار الشام "عمر خطاب" أكد في تصريح لـ"أورينت نت" وجود حشود لـ"هيئة تحرير الشام" نحو الحدود مع تركيا، مشيراً إلى أن الهيئة تبرر ذلك، بحجة "مواجهة التدخل التركي" الذي أشيع عنه مؤخراً.
واعتبر "خطاب" أن الهيئة تتخذ من هذه الإشاعات حجة لتوسيع نفوذها والسيطرة على نقاط استراتيجية جديدة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن حالة التجييش ضد "معبر باب الهوى"، هدفها الرئيسي هو أن يكون للهيئة تواجد فيه، وكأن "الساحة أصبحت مزرعة علينا اقتسامها"، وفق تعبيره.
ورغم ذلك، حاول "خطاب" سحب فتيل التوتر، إذ شدد على أنه لن يحصل اقتتال بين الهيئة والحركة في شمال سوريا، طالما أن هناك من يعلم مآل هذا الاقتتال ويغلب مصلحة الساحة على مصلحة فصيله.
وذكّر الناطق العسكري لأحرار الشام في ختام حديثه بأن الحركة عملت على تجنيب الساحة الصراعات الداخلية، متمنياً من باقي مكونات الثورة أن يكون هدفهم كذلك.
في المقابل، نفى مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام "عماد الدين مجاهد" في تصريح خاص لـ"أورينت نت" نية الهيئة بالهجوم على حركة أحرار الشام، متهماً الأخيرة بـ"التخبط الإعلامي" والاستناد على "الأوهام"، مقابل تجاهل التواصل مع قيادات الهيئة بشكل رسمي.  وحذر "مجاهد" من أن اتباع أسلوب الهروب إلى الأمام وإلقاء الاتهامات بدون أدلة لن يكون بصالح الثورة المباركة، وسيفضي بالنهاية إلى نتائج كارثية، بحسب تعبيره.
واستغرب "مجاهد" من الاتهام الذي وجهه الناطق باسم أحرار الشام بأن الهيئة تعود بالثورة إلى الوراء، مذكراً بقيام الحركة بعدة تصرفات مسيئة سابقة، وكان آخرها تفجير أبراج الكهرباء في بلدة عطشان، ما تسبب بانقطاع الكهرباء لشهر كامل في حر الصيف، مؤكداً أن الهيئة تعاملت وقتها بضبط النفس، وفق قوله.
مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام كشف أيضاً عن وجود تواصل وزيارات مستمرة مع الحركة، لافتاً إلى أن آخر لقاء كان حين وقعت اتفاقية على عدم التصعيد الإعلامي، إلا أننا لم نرى التزاماً منهم، بعكسنا؛ حيث قال "إن قادة الهيئة غير متفرغين للتغريد على وسائل التواصل الاجتماعي".
وحول سيطرة "هيئة تحرير الشام" على عدة نقاط ومواقع تابعة لـ"الفرقة الوسطى" قرب معبر "باب الهوى"، أشار "مجاهد" أن العلاقة مع "الفرقة الوسطى" جيدة، ولا توجد إشكاليات معهم، معتبراً أن الترويج لعكس ذلك يهدف إلى الفتنة وتشويه سمعة الهيئة، واصفاً التحركات التي تجريها الهيئة على طول الخط الحدودي بـ"الطبيعية"، كونها ضمن مقراتها التي تقيم فيها من سنتين تقريباً.
يأتي ذلك، بعد ساعات من توجيه الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام "محمد أبو زيد" اتهاماً مباشراً إلى "هيئة تحرير الشام" بالتحريض والحشد العسكري في مناطق حساسة تطل على مقراتها ومواقعها الحيوية في الشمال السوري، بدعوى (تأييدها للتدخل التركي)، مما أوغر الصدور وشحن النفوس وجعل الجو مناسباً لإشعال الفتنة"، مطالباً منة أسماهم "المصلحين في هيئة تحرير الشام" بسرعة الأخذ على أيدي من يحاولون إدخال الثورة في أتون الاقتتال الداخلي، قبل أن ينفلت زمام الأمور وتخرج عن السيطرة.
تصريحات أبو زيد" دفعت "أبو الزبير الشامي" أحد القادة العسكريين في "هيئة تحرير الشام" بشمال إدلب، إلى إصدار بيان  اعتبر من خلاله أن التحركات العسكرية للهيئة، هي لتدشيم وتحصين المناطق الحدودية، بهدف صد أي محاولة هجوم من قبل من أسماهم فصائل "البنتاغون المفسدة"، و"حفظ المنطقة من البيع في سوق الاتفاقات الدولية والإقليمية".
إلى ذلك، عادت قضية وجود الجيش التركي في إدلب إلى الواجهة، خصوصاً بعد نشر موقع "مراسل سوري" تصريحاً لقائد ميداني في "هيئة تحرير الشام" يهدد فيه بقتل أي جندي تركي يدخل إلى إدلب.
لكن في المقابل قال مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام "عماد الدين مجاهد" لـ"أورينت نت" بتعقيب مقتضب إنه "ليس هناك قرار بقتل أي جندي تركي يعبر الحدود بهذا الشكل".
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قد أكد مؤخراً أن أنقرة وموسكو تبحثان إمكانية نشر قوات في إدلب شمال غربي سوريا، ضمن إطار مذكرة "خفض التصعيد" الموقعة خلال مباحثات أستانا في 4 أيار الماضي، لتعلن "هيئة تحرير الشام" في بيان لها رفضها تدخل تركيا في الشأن السوري، مشددة على أنها لن ترضَى بأي تدخُّل خارجي يقسم سوريا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول الضامنة للاتفاق الذي جرى في أستانا، معلنة أنها غير ملتزمة بما نص عليه اتفاق مؤتمر أستانا، نظراً لأنها لم تكن جزءاً ولا طرفاً مشارِكاً أو موافقاً.