بوابة الحركات الاسلامية : بصفعة جديدة.. حفتر يرد علي السراج بالمصالحة مع القبائل الليبية (طباعة)
بصفعة جديدة.. حفتر يرد علي السراج بالمصالحة مع القبائل الليبية
آخر تحديث: السبت 22/07/2017 02:16 م
بصفعة جديدة.. حفتر
في أقل من أسبوع بعد طرح رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج مباردة للخروج من الأزمة الراهنة، بدأت الصراعات من جديد علي أسبقية طرح الحلول للأزمة الليبية، حيث أطلق القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر لجنة تعنى ببحث المصالحة بين المدن والقبائل في المنطقتين الجنوبية والشرقية.
بصفعة جديدة.. حفتر
من الواضح أن حفتر اتخذ هذه الخطوة كصفعة جديدة للرد علي مبادرة السراج التي أعلنها منذ أسبوع للخروج من الأزمة الليبية والتي اتهمها البعض بأنها مبادرة إخوانية.
كذلك يسود الغموض الهدف الرئيسي الذي دفع بحفتر إلى اتخاذ هذه الخطوة، حيث يري محللون أن حفتر يرفض أى مبادرات من قبل السراج ولذلك فهو يسعي دائما إلي السعي منفردًا دون تدخل من حكومة الوفاق بقيادة السراج.
ووفق الوسط الليبية، فقد شكلت القيادة العامة للقوات المسلحة لجنة مصالحة اجتماعية مكونة من شخصيات وقيادات من مختلف القبائل والتركيبات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لبحث المصالحة مع المنطقتين الغربية والجنوبية.
ويترأس اللجنة، الشيخ مفتاح محمد حسين التاجوري وعضوية 37 آخرين من مختلف القبائل والتركيبات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية.
ووفق مصادر فقد تم تشكيل اللجنة من قبل بلعيد الشيخي ممثل القيادة العامة للشؤون الاجتماعية، بناء على توجيهات القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.
وبحسب المصدر،فإن اللجنة تضم في عضويتها 38 شخصا من القيادات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية مهمتها بحث المصالحة الاجتماعية بين كل المدن القبائل الليبية.
وقال الممثل الاجتماعي للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بلعيد الشيخي إنه تم تشكيل لجنة من كل التركيبات الاجتماعية في إقليم برقة لبحث المصالحة مع مناطق غرب وجنوب البلاد.
وأضاف الشيخي أن اللجنة تم تشكيلها بناء على تعليمات من حفتر للإسراع في المصالحة الاجتماعية بين كل المدن والمناطق الليبية. وأوضح الممثل الاجتماعي للقيادة العامة أن اللجنة مكونة من 38 شخصية من التركيبات الاجتماعية كافة في برقة وستتجه إلى الغرب والجنوب الليبي.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن السراج طرح في منتصف الشهر الجاري، خارطة طريق للخروج من ما وصفه بـ"الأزمة" تضمنت اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في شهر مارس 2018 كما تضمنت الإعلان عن وقف جميع أعمال القتال، إلا ما يخص مكافحة الإرهاب.
كما اشتملت الخطة على تشكيل لجان مشتركة من مجلس النواب ومجلس الدولة للبدء في دمج مؤسسات الدولة المنقسمة وفصل الصراع السياسي عن توفير هذه الخدمات.
وقال "الانتخابات ستفرز رئيساً للدولة وبرلماناً جديداً تستمر ولايتهما 3 سنوات كحد أقصى، أو حتى الانتهاء من إعداد الدستور والاستفتاء عليه، ويتم انتخاب رئيس الدولة بشكل مباشر من الشعب".
وتحظي حكومة السراج بدعم أممي، بينما ترفضها حكومة الشرق الموالية للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث أنها لم تعترف بها حتي الأن،ما تسبب في الانشقاق الداخلي بين حكومتين وجيشين فضلا عن حكومة الإخوان المتمثلة في البرلمان المنتهية ولايته بقيادة خليفة الغويل.
من جانبه انتقد رئيس المفوضية الوطنية الليبية للانتخابات عماد السايح مبادرة السراج لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بسبب غموضها وصعوبة تطبيقها.
وقال السايح في حوار مع بوابة الوسط الليبية، إن إجراء الانتخابات يتطلب التوافق الأولي بين مختلف الأطراف السياسية، مضيفًا أن المفوضية الوطنية للانتخابات قادرة على تنظيم الانتخابات المقترحة، لكنه نوه بوجود عدة عوائق سياسية وأمنية تحول دون ذلك في الوقت الراهن.
وتابع أن المبادرة بها بعض التفاصيل والنقاط التي تحتاج إلى توضيح، خاصة ما يتعلق بأولوية الانتخابات وهل ستكون الرئاسية أولا أم البرلمانية؟
وكان عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي رفض خارطة الطريق بإجراء انتخابات العام المقبل، موضحا أن ذلك لن يتم إلا بعد صدور دستور ينظم شكل الدولة.
وبدأت اللجنة التي شكلها خليفة حفتر مهمتها بزيارة لمدينة ترهونة أول أمس الخميس، وتسيطر على ترهونة الموالية لنظام العقيد الراحل معمر القذافي ميليشيات "الكاني" التابعة للجماعة الليبية المقاتلة.
بصفعة جديدة.. حفتر
ومن المتوقع أن تتجه اللجنة في محطتها الثانية نحو مدينة بني وليد التي ينحدر منها سكان قبيلة ورفلة أكبر القبائل الليبية.
 وتدين بني وليد بدورها بالولاء لنظام القذافي وقاتلت في صفوفه إبان الانتفاضة التي اندلعت سنة 2011.
 ويتساءل الشارع الليبي حول الدور الذي ستضطلع به اللجنة وما إذا كانت ستكون بديلا عن ملف العدالة الانتقالية أم أنها مصالحة عرفية بين القبائل فقط.
ويري خبراء أن حفتر يسعى وراء المصالحة لعدة أهداف، أولها تسهيل مهمة توحيد الجيش وضمان عدم تفكيكه مستقبلا. وساهم الانقسام السياسي والصراع الجهوي والأيديولوجي في انقسام المؤسسة العسكرية، إذ توجد قوات نظامية في المنطقة الشرقية موالية لحفتر.
وتوجد في المنطقة الجنوبية قوات موالية لحفتر وأخرى موالية للواء علي كنة الذي مازال يدين بالولاء لنظام القذافي، وتتضارب الأنباء حول استقباله لسيف الإسلام نجل القذافي، بعد الإفراج عنه من معتقله في مدينة الزنتان.
وفي المنطقة الغربية توجد قوات موالية لحفتر في منطقة الزنتان وهي قوات نظامية يقودها العقيد إدريس مادي تحت مسمى غرفة عمليات المنطقة الغربية، في حين تسيطر الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق على العاصمة طرابلس، وتسيطر قوات قبلية وإسلامية على مدن أخرى في إقليم طرابلس.
وبحسب مصدر عسكري فإن ورقة المصالحة تخدم حفتر على صعيد طموحاته الشخصية في لعب دور أكبر على الساحتين العسكرية والسياسية، ويقول الكثير من الليبيين إن حفتر يسعى لحكم ليبيا في حين يتهمه خصومه خاصة من الإسلاميين بالسعي لإرجاع الدكتاتورية وحكم الشخص الواحد.
وأضاف أن الهدف الثالث فيتمثل في قطع الطريق على خصومه السياسيين واستباقهم في اتخاذ هذه الخطوة في إشارة إلى المبادرة التي أطلقها السراج والتي رأى الكثير من الليبيين أنها تسعى لإنقاذ الإسلاميين بعد انحسار نفوذهم في ليبيا وتراجع الدعم الذي كانوا قد حظوا به إبان إسقاط نظام القذافي.
وفي 17 ديسمبر 2015، وقعت أطراف النزاع الليبية في مدينة الصخيرات المغربية، اتفاقًا لإنهاء أزمة تعدد الشرعيات في البلاد، تمخض عنه مجلس رئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، ومجلس الدولة (غرفة نيابية استشارية)، إضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، باعتباره هيئة تشريعية.
وتشهد ليبيا نزاعا قويا في أعقاب الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في عام 2011، حيث انتشرت الجماعات والكيانات الإرهابية المسلحة والتي استطاعت بعضها من السيطرة علي مدن ليبية كبيرة، فيما تتصارع على الحكم 3 حكومات، اثنتان منها في طرابلس (غرب)، وهما الوفاق الوطني، المُعترف بها دوليًا، والإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في البيضاء.