بوابة الحركات الاسلامية : تساؤلات حول فرص نجاح حوار الحكومة العراقية والقوى السنية المندمجة (طباعة)
تساؤلات حول فرص نجاح حوار الحكومة العراقية والقوى السنية المندمجة
آخر تحديث: السبت 22/07/2017 10:19 م
تساؤلات حول فرص نجاح
يبدو أن العراق فيما بعد "داعش" سيشهد تغييرات كبيرة في الداخل، خاصة يعد إعلان مظلة سياسية شاملة لأهم القوى السّنية، وهي الخطوة التي ربما تساعد على وضع حداً لتمزق وتشرذم خطيرين لممثلي المناطق الغربية في العراق.
اللافت أن قوى إقليمية بحجم السعودية دفعت في هذا الاتجاه، ويبدو انها وعدت العراق بمحفزات حيوية للمضي قدماً في ذلك الاتجاه، إذ أشارت بعض التقارير إلى أن الرياض وعدت العراق بمزيد من التنسيق والتداخل حل إتمام الفكرة بين القوى السنية والشيعية.
تساؤلات حول فرص نجاح
ورغم محاولات أنصار رئيس الحكومة السابق نوري المالكي والأطراف المقربة على إيران، عرقلة ظهور تجمع شامل للقوى البارزة، التي تمثل المناطق السنية المحررة من تنظيم "داعش"، فإن تفاهمات وراء الكواليس مع رئيس الحكومة حيدر العبادي، ورعاية هادئة من الأمم المتحدة والتحالف الدولي، بموازاة تطبيع غير مسبوق بين بغداد والرياض، كانت في مجملها عوامل تسهل ولادة تحالف موحد يجمع بين المتنافسين البارزين السنة.
ومن بين أبرز ممثلي القوى السنية في العراق المندمجين، الحزب الإسلامي (اخوان مسلمين)، وهو ما يعني أن قوى في المنطقة تتواصل مع الجماعة الإرهابية، وحزب تقوده عائلة النجيفي الموصلية، وتجمع قومي يرأسه رجل الأعمال البارز من الانبار خميس الخنجر، والسياسي الأنباري البارز رافع العيساوي، وهؤلاء ابرز المعارضين لبغداد منذ 2012، لكنهم باتوا اليوم جزءاً من حوار مع الحكومة يمكنه أن يشكل مدخلا لتسوية كبيرة بين المناطق الشيعية والسنية في البلاد.
تساؤلات حول فرص نجاح
وتحاول القوى المقربة من  إيران عرقلة التفاهم مع قادة سنة فاعلين، ويحاول الإيرانيون تشجيع ظهور (أو اختلاق) طبقة سياسية سنية عشائرية مغمورة، لكن وجهة نظر الجناح الشيعي المعتدل تفترض أن الحوار والاتفاق على معالجة الملفات العالقة بشأن ادارة البلاد سياسيا وأمنيا، لابد ان يكون مع سنة مؤثرين ولديهم خبرة سياسية كافية، حتى لو كانوا معارضين لبعض سياسات بغداد.
وهناك مذكرات قضائية تلاحق الأسماء المعارضة لم يتمكن العبادي من التدخل لإلغائها اثناء حرصه على تجنب الصدام المباشر مع نفوذ المالكي وايران والفصائل المسلحة الداعمة، لكن هذا جرت حلحلته بطريقتين، إذ جرى اعلان المظلة السياسية الجمعة الماضية، عبر مؤتمرين صحافيين أحدهما في بغداد، والآخر في اربيل للشخصيات التي لم يمكنها دخول العاصمة بسبب ملفات قضائية كيدية في العادة. وإلى جانب ذلك فقد انتدب المطلوبون قضائيا، ساسة آخرين يمثلونهم في جولات الحوار التمهيدي في بغداد.
تساؤلات حول فرص نجاح
وأبدت القوى السنية بشكل عام مرونة كبيرة وتفهما للحرج الذي يحيط بمواقف العبادي أو رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم، ولم يعترض السنة على عرقلة العبادي مؤتمراً لهم بطريقة غير مباشرة، بل قام بعض المعارضين بزيارة السفارات العراقية في الأردن واسطنبول للتقدم بالتهنئة بمناسبة تحرير الموصل، وتسلموا جوازات سفر جديدة (رغم انهم منفيون وملاحقون قضائيا!)، في أول إشارة بارزة على البدء بمراجعة وضعهم القانوني.
وتحث الأطراف العربية والدولية بغداد على اصلاح العلاقة مع المكون السني، تمهيدا لبناء استقرار راسخ يمنع تجدد التمرد المسلح الذي سهل ظهور "داعش"، وقد يكون مطلب انطلاق الحوار الداخلي شرطاً لاستمرار المساعدات الكبيرة التي تتلقاها بغداد من حلفاء دوليين وعرب.
وسيسهل ظهور هذه المظلة السنية الشاملة تهدئة الأجواء في المحافظات المحررة من "داعش" كالأنبار والموصل اللتين تعانيان شللا إداريا بسبب انقسامات حزبية، كما مثلت هذه المظلة الطرف الشرعي الذي يمكن للشيعة إبرام اتفاقات كبيرة وتاريخية معه بدأ المقربون من عمار الحكيم يسمونها "التنازلات غير المعتادة"، ويثيرون حفيظة المالكي والفصائل الموالية لطهران.
وتذهب طموحات انصار الحوار ابعد من ذلك، اذ بدأت أطراف أوروبية برعاية ملتقيات لممثلي فصائل سنية مسلحة كانت تقاتل الجيشين الأميركي والعراقي، بهدف استيعابها ودمجها في العمل السياسي ومشروع المصالحة، وتحتضن العاصمة التركية اليوم واحداً من سلسلة لقاءات بهذا الشأن يمكن أن تساهم في صوغ مستقبل الإدارة الأمنية لنينوى والأنبار، وهو موضوع حيوي في المفاوضات التمهيدية الدائرة بين بغداد وسنة العراق.