بوابة الحركات الاسلامية : مع اتجاه الحكيم لتشكل حزب جديد... إيران تستعد لتفتيت المجلس الإسلامي (طباعة)
مع اتجاه الحكيم لتشكل حزب جديد... إيران تستعد لتفتيت المجلس الإسلامي
آخر تحديث: الأحد 23/07/2017 01:05 م
مع اتجاه الحكيم لتشكل
يبدو أن العراق يستعد لدخول مرحلة جديدة بعد تحرير الموصل من تنظيم "داعش" الارهابي، والتي لن تؤثر علي البيت السني والكردي فقط باتجاه الاخيير للاستفاء، ولكن يبدو البيت الشيعي والذي يحكم العراق منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في 2003 علي يد الجيش الأمريكي، يجرفه التغير هو أيضا عبر انشقاقات وتحالفات وتشكيل قوي سياسية جديدة.

حزب الحكيم:

حزب الحكيم:
في مفاجأة قد تعيد رسم الخارطة السياسية داخل البيت الشيعي في العراق بشكل جديد، يعتزم عمار الحكيم ترك المجلس الاعلى الاسلامي وتشكيل حزب سياسي جديد بحسب مصادر خاصة، وذلك لتعلق الأمر بصراع داخل المجلس بين القيادت القديمة فيه مع جيل صاعد من الشباب مدعوم من عمار الحكيم نفسه.
الحكيم أعلن مؤخرًا عن تشكيل "تجمع أمل" وهو تجمع سياسي شبابي يعمل على دمج الشباب في صفوف المجلس وينظم دورات وفعاليات مختلفة لإكسابهم الثقافة اللازمة وزجهم في الحياة السياسية.
وجاءت تشكيل "تجمع امل" بعد الخلافات الحادة التي ظهرت مؤخرًا بين القيادات البارزة والمؤسسة للمجلس وبين عمار الحكيم الشاب ذو الأربعين عامًا، والذي تسلم رئاسة المجلس من والده عام 2009.
حزب عمار الحكيم، جاء  بالتحالف مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، فبعد بقي عمار الحكيم وحيدا في المجلس الأعلى دون اي وجود لقياداته التاريخية وبعد أن احاط نفسه بمجموعة من الشباب الذي تخرج حديثا و في محاولة لجذب الاصوات في الإنتخابات القادمة فان عمار الحكيم قرر الخروج من المجلس الاعلى وتأسيس حزب جديد وهوما سيتم اعلانه في الايام القادمة .
وخلال الاشهر الماضية، اعطي  عمار الحكيم  الضوء الأخر للشباب المجلس الاعلي الاسلامي بان يروجوا ويشيعوا في الاعلام ان قادة المجلس التاريخيين يرفضون الشباب ولهذا سيترك الحكيم المجلس لانه يؤيد الشباب .
ففي تصريح مفاجئ كشف النائب عزيز كاظم العكيلي عن ان "قيادة المجلس الاعلى سارت في الطريق المغاير لما متفق علية". واكد العكيلي ان "الحق مع قادته الذين خرجو امثال عادل عبدالمهدي والشيخ جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي"، عازٍ الاسباب لـ"انحراف قيادة المجلس عن مبادئ وثوابت الحزب".
وبين العكيلي ان "من هذه الاسباب انه تم الاتفاق والتوقيع قبل بدء الانتخابات التشريعية لعام 2014 على الغاء رواتب تقاعد اعضاء مجلس النواب لكن بعد الانتخابات طلبت القيادة عدم تكرار الحديث عن ذلك".
فيما اشار العكيلي الى ان "انجرار قيادة المجلس لدعم الشباب واهمال قادته وعدم التشاور معهم وعزلهم تدريجياً عن المشهد السياسي كان السبب بحدوث خدش كبير في صفوف المجلس". وأوضح العكيلي ان "خروجه عن المجلس بات وشيكاً". مؤكداً انه سيعتزل "العمل السياسي بعدها".
يذكر إن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقا” هو أحد الأحزاب السياسية الاسلامية، تأسس في المنفى بالعاصمة الايرانية طهران سنة 1982 وكان أول رئيس له هو، محمود هاشمي شاهرودي وناطقه الرسمي محمد باقر الحكيم.

رجال ايران:

رجال ايران:
توجه عمار الحكيم لترك الارث السياسي لعمه ووالده التاريخي المتمثل في المجلس الأعلى الاسلامي الذي ارتبط اسمه بالحكيم جاء بعد تنامي الاعتراضات والانشقاقات الداخلية لعدد من القيادات المخضرمة فيه أمثال: جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي، وعادل عبد المهدي ووصل الأمر الى ايصال شكواهم الى ايران وشخص مرشد الثورة الإيرانية اية الله علي خامنئي، بخصوص اختلافهم مع رؤية الحكيم لادارة المجلس الأعلى اضافة الى كيفية التعاطي مع الملفات الداخلية العراقية.
القادة الذين زاروا إيران هم كل من جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي وحامد الخضيري وهم من المتبنين لنظرية ولاية الفقيه والارتباط العقائدي بالخط السياسي الديني لإيران وطالبوا بدور أكبر في صناعة القرار المجلسي رافضين الصعود الكبير لوجوه شبابية لم يكن لديها حضور في مشهد ما قبل سقوط النظام في 2003. 
وتتركز الخلافات بين الحكيم ومخضرمي المجلس الأعلى، حول تفرده بالقرار السياسي وتركه الهيئة القيادية التي تتشكل من قيادات المجلس وأبرزهم عادل عبد المهدي وزير النفط السابق، وباقر الزبيدي الذي شغل عدة وزارات في حكومات الجعفري والمالكي، وجلال الدين الصغير، وغيرهم.
وقد كشف الشيخ جلال الدين الصغير، "سر الاختلاف" مع قيادة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، الذي قاد إلى انشقاقه عنه في النهاية، نافيا أن يكون الأمر متعلقا بالامتيازات والمكاسب.
وقال الصغير، في بيان نشره موقعه الالكتروني، إن "سر الاختلاف الحاصل"، يعود "في جوهره الى قضية اساسية علّمنا عليها شهيد المحراب والتزم هو بها حرفياً، وكانت هي سر اختلافنا الرئيسي مع حزب الدعوة ايام المعارضة، وهذه القضية تتعلق بالفقاهة التي تحكم العمل السياسي"، موضحا أن "شهيد المحراب محمد باقر الحكيم"، اشترط ان يكون "رئيس المجلس الاعلى فقيهاً وامره نافذ على كل مفاصله".
واضاف الصغير، انه إستشار المرجعيات الدينية بشأن قراره الذي عزاه إلى خروج المجلس عن نهج محمد باقر الحكيم وأخيه عبد العزيز على حد قوله، وتنبأ بخروج شخصيات مهمة أخرى، من دون ذكر الأسماء، ليتحول الأمر الى خروج زعيم المجلس نفسه عمار الحكيم بعد عدم تكلل محاولاته بالنجاح في رأب الصدع في مفارقة لافتة تتزامن مع السباق المحموم الجاري حاليا لتشكيل كتل واحزاب جديدة لدخول المعترك الانتخابي، وسط نقاش دائر حول تشكيل مفوضيّة الإنتخابات الجديدة وتشريع قانون إنتخابيّ للاستحقاق المقبل.
ووفقا للبيان، يقول الصغير إن نقاشات مستفيضة جرت "في عهد عزيز العراق وبمعيته انتجت ايجاد مركز القرار والذي تحول لاحقاً الى الهيئة القيادية، اذ امضى الفقيه المتصدي ثقته في الهيئة طالما انها متفقة، وقد اوكل للهيئة القيادية هذه مهمة انتخاب رئيس المجلس على ان يكون الرئيس واحداً منها وليس أعلى منها وهي تتولى كل شؤون المجلس وبما يتناسب مع تعهداتها الفقهية لتحمل دور القيادة".
ويشير الصغير إلى أنه "كان بالامكان حل هذه المشكلة بالرجوع الى الفقيه المتصدي لان شرط الشرعية انذاك كان مبنيا على هذه القاعدة التي بينها قوله مد ظله الوارف: ان اتفقتم على رأي فهو رأيي، وان اختلفتم فارجعوا لي، وهو الرجوع الذي لم يحصل للأسف طوال كل هذه الفترة، ولو كان قد حصل لما اوجد كل هذه التداعيات، لذلك اؤكد ان المشكلة في جوهرها خلاف على الشرعية من عدمها".
لكن الصغير يستدرك بالقول، إن "مشكلة الشرعية هذه لو حلت، وارجعت الامور الى الفقيه، فان الامور ستكون في الاطار السليم للحل، مع اقراري بوجود مشاكل وملاحظات كثيرة اخرى ولكنها من النوع القابل للحل"، معتبرا أن |الرجوع الى الفقيه او العمل بما يقتضي نظارته وفصله في الاختلاف ينهيها، او يحولها الى النوع الذي يقبل التحمل والصبر عليه، ولا يخلو اي عمل اجتماعي او سياسي من هذا النوع من المشاكل، والقيادة في واحدة من غاياتها انما وجدت فمن اجل التعامل مع هذا النمط من المشاكل بغية تجنيب العمل اضرارها".
وانتقد الصغير، تأطير أنباء انشقاقه عن المجلس الأعلى بـ "باطر لا علاقة لها باصل المشكلة ولا بطبيعة ما اضمرته من حديث"، مشيرا إلى أن "العديد من الاحبة انطلق بتعليقات غاضبة تضمنت اساءات وبطرق مختلفة كانت طفولية في الغالب او عابثة، لانها كانت اقرب الى حديث بمن يجهل مع من يعلم".
ونفى الصغير، أن يكون لـ"الاختلاف" اي علاقة بـ "بالشباب ودوره، ولم تشهد الهيئة القيادية في اثناء حضوري وكنت في العادة قليل التغيب اي حديث عن ذلك لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما طرح في هذا المجال اما انه كان بهدف تزييف حقيقة الاختلاف، واما كلام من لا يعلم بحقيقة ما يجري"، مضيفا أنه "لم يجر في شأن هذا الاختلاف ولا في غيره اي مطالبة لي باي مكسب او موقع او امتياز على الاطلاق، وكل حديثي كان عن رؤى ومناهج اختلفنا عليها وحذرت من ان هذا الاختلاف سيؤسس لانشقاقات ولامور لا يحمد عقباها على الجميع، وأؤكد ان كل عمري الذي قضيته مع شهيد المحراب وعزيز العراق وضمن الهيئة القيادية لم يحصل ان سعيت او تقدمت بأي مطلب شخصي على الاطلاق، بل يعلم جميع اخوتي واولهم السيد عمار اني كنت الازهد في ما يتاح لي من مواقع او امتيازات، واي حديث غير ذلك يمثل كذبة رخيصة وافتراء كبير وانا مطمئن من ان العدالة الالهية لن تتهاون ازاءه".
ويواصل الصغير تعليقه على الحملة التي وجهت ذده بعد أنباء انشقاقه، بالقول إن "من حق اي انسان ان يحب وان يدافع عن حبه، ولكن متى كانت التربية الاسرية الصالحة فضلا عن الاسلامية تستدعي الاساءة وسوء الخلق في قضية غالبيتها مجاهيل؟ اما كان الاجدر الاعتراض باسلوب حضاري تتجلى فيه التربية الصالحة؟ اما كان الانسب ان يتم الدفاع عمن تحبون بطريقة تحفظ شأنية من تدافعون عنه، فمن تعتدون عليه يمكن ان يقدم ذلك دليلا على طبيعة الابتعاد عن نهج الصالحين؟".

انشقاق أم مناورة؟

انشقاق أم مناورة؟
وفي المقابل، يرى مراقبون أن خروج الحكيم يأتي ضمن سياسة ليّ الأذرع، فالمجلس الأعلى يعني عائلة الحكيم، والحكيم يعني المجلس الأعلى، ولجوء الأخير إلى تلك الخطوة هو لإجبار تلك القيادات على الرضوخ للأمر الواقع، والقبول بقيادات جديدة شابة منافسة للقوى والكتل الأخرى”.
وتشير مصادر مطلعة، إلى  أن  زيارةً قام بها جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي وحامد الخضيري، وهم من المتبنين لنظرية ولاية الفقيه إلى إيران، طالبوا خلالها بدور أكبر في صناعة القرار المجلسي رافضين الصعود الصاروخي والكبير لوجوه شبابية لم يكن لديها حضور في مشهد ما قبل سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
فيما يري اخرون أن خروج الحكيم صدمة سياسية في الشارع العراقي، حيث كان من المتوقع خروج تلك القيادات المعترضة من المجلس مع الخلافات التي ظهرت قبل أشهر، كما فعل منذ سنوات هادي العامري الذي انشق بمليشيا فيلق بدر عن المجلس وكان “أمرًا طبيعيًا”.

دور أمريكي:

دور أمريكي:
فيما يري مراقبون أن اتجاه عمار الحكيم الي تأسيس حزب جديد وبالتوافق مع حيدر العبادي قد يكون جاء بدعم وضوء اخضر امريكي ودفن مرحلة حزب الدعوة والمجلس الاعلي الاسلامي واسقاط ادوات ايران في العراق.
فاتجاه حزب عمار الحيكيم ليكون بالتحالف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فهناك عدة اسباب منها ان عمار الحكيم يريد الحصول على تاييد غربي أمريكي وهذا لن يحصل الا من خلال تسويق حيدر العبادي له باعتباره مقربا من الولايات المتحدة الأمريكية، وثانيا ان حيدر العبادي هوكذلك انسلخ من حزب الدعوة وقرر دخول الانتخابات بشكل منفرد ولذلك هوبحاجة الى مجموعة جديدة تروج له وهوما يحدث فعلا فمن يتابع كتابات شباب عمار الحكيم يرى أن اغلبها تشيد بالعبادي وسياسته وهو ما يشير إلي تغير في خريطة البيت الشيعي العراقي.
وبات السؤال المهمّ في الوقت الحالي يتمثل في تأثير انسحاب شخص بحجم عمار الحكيم من المجلس الأعلى الإسلامي والوجهة الجديدة التي يختارها التي تكون محل الانظار في الفترة المقبلة نظرا لرمزية آل الحكيم والنفوذ والعلاقات التي يتمتع بها سليلهم عمار في الوقت الراهن.