أسامة القوصي في حواره لـ"البوابة نيوز": "الدواعش" بغاة و"الإخوان" خوارج.. "القرضاوي" "خميني" الإرهابية.. و"برهامي" متسلف عالمي.. الأزهر أصابه الترهل.. وأطالب بإبادة رافع السلاح فى وجه الجيش والشرطة
السجن المكان الملائم لـ «وجدي غنيم»... ومحمد رسلان لا يعرف العلم أو الزهد
قادة الإخوان خونة.. والأتباع مخدوعون ومكانهم السجن أو المصحات النفسية
ونادر بكار مندوب السلفيين الدائم للولايات المتحدة
الأزهر يحتاج إلى إصلاح وإعادة هيكلة لمواجهة التكفير
يعتبر الشيخ أسامة القوصي أحد أبرز المشايخ الذين عادوا من التشدد إلى الوسطية، بل والاعتدال، بعد أن كان من المحسوبين على التيارات التكفيرية منذ فترة ليست بالوجيزة، وكان له تلاميذ كثيرة، وخاصة في منطقة عين شمس ينهلون من منهجه قبل عودته إلى صحيح الإسلام، الأمر الذي اعتبره البعض كان بسبب ضغوط أمنية على الشيخ..« البوابة» ألتقت أسامة القوصى في حوار مختلف جدا ليكشف فيه حقيقة من أسماهم بالمتأسلمين في مصر.. فإلى نص هذا الحوار.
لماذا اختفيتَ عن الأنظار؟
منذ أواخر 2015، عانيت من بعض الإعلاميين الذين لا يحرصون على إيصال رسالتي للناس بقدر حرصهم على الإثارة، إضافة لعدم وفاء بعضهم بما اتفقنا عليه من التزام مادي أو أدبي، ففضلت البعد، ولم يبق أمامي وقتها نافذةً أمينةً إلى حدٍّ ما سوى ماسبيرو، لكني لم أستطع المواصلة في تلبية دعوات قنوات وبرامج ماسبيرو، نظرا لظروفي المادية الصعبة في تلك الآونة، إضافة لإصابتي بتدهور في الإبصار لارتفاع ضغط العين، فاكتفيت بالكتابة على الفيسبوك وتويتر في تلك الفترة التي قاربت ١٥ شهرا متواصلا.
ما سر الهجوم السلفي الشرس عليك؟
طوال ربع قرن تقريبا من الزمان، والسلفيون محتارون في التعامل معي، تارة بمحاولة التقرب إلي وٕقناعي بالانضمام إليهم، وتارة بالهجوم علي لمحاولة إثنائي عن مواصلة رسالتي المختلفة تماما عن رسالتهم، وتارة بالصمت الجماعي الممنهج، طمعا في كللي ومللي من نصح الناس بالابتعاد عن كل التيارات المتسلفة، والإخوانية، بل وحتى التبليغ والدعوة وغيرها، لذا لا أرى جديدا في هجومهم عليَّ، خاصة بعد افتضاح أمرهم باتفاقهم مع إدارة أوباما على اْن يكونوا بديلين لعصابة الإخوان في المشهد السياسي المصري، بل وصل الأمر لإرسال مندوب دائم لهم لدى البيت الأبيض، تحت ستار الدراسة في هارفرد، ألا وهو صبيهم المدلل نادر بكار، مما جعلهم يستشيطون غضبا لكشفي أوراقهم للشعب.
كيف ننقذ شبابنا من التطرف وغسل المخ الذي يتعرضون له ؟
هذه روشتة مختصرة كنت قد كتبتها إجابة على هذا السؤال المتكرر في الآونة الأخيرة، وهي التوعية وإنفاذ القانون ومواجهة من يرفع السلاح بالسلاح.
كيف تقيم الدعوة السلفية وياسر برهامي وأداءَهم الفقهي؟
هؤلاء المتسلفون الإسكندرانيون خلطوا منهج السلف الصالح بمنهج الإخوان، وأخرجوا لنا مولودا مشوها لا هو إخواني قطبي بحت، ولا هو على منهج السلف الصالح الصافي المعتدل، بالتالي أساءوا إلى أنفسهم وإلى منهج السلف الصالح وإلى الإسلام ذاته.
أما ياسر برهامي نفسه فهو يعيش في ثوب الإمام والمُنَظِّر والمخطط والمفكر للجمعية السلفية بالأسكندرية وكذلك لحزب النور، ولا يريد النزول عن هذه الرتبة، بالطبع له أتباع ومريدون، ومصيبة هؤلاء أنهم ليسوا محليين، بل لهم ارتباط بتنظيم متسلف عالمي يقوده مصري مقيم بالكويت منذ قرابة أربعين عاما اسمه عبد الرحمن عبد الخالق، وكان له صولات وجولات مع شيخنا الألباني رحمه الله، قال الشيخ الألباني في آخرها ( ارحموا عزيز قوم ذل )، حيث كان قد تم إقصاؤه من بعض ما كان وصل إليه في الكويت، ولعلي أقول إن عبد الرحمن أفسد الكويت بتسلفه المتأخون، كما أفسد القرضاوي قطر تماما بسمومه القطبية الإخوانية طوال نصف قرن عاشها في قطر.
هل من حق أقباطٍ حكم مصر؟
من حق أي مصري الترشح لمنصب الرئاسة، إذا توفرت فيه شروط الترشح وتولي المنصب، هذا بمقتضى الدستور، والذي لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية إطلاقا، والمعتبر في هذا الأمر الكفاءة، إضافة للوطنية المصرية لا غير.
وأخطأ في هذه المسألة المتأسلمون جميعا، بقياسهم منصب رئاسة مصر على منصب خليفة المسلمين، الذي يشترط فيه قطعا الإسلام، كما تُشترط الديانة في كثير من المناصب العليا والدنيا على حد سواء دونما نكير، فعلى سبيل المثال بابا الفاتيكان يشترط فيه أن يكون مسيحيا كاثوليكيا، وشيخ الأزهر يشترط أن يكون مسلما سنيا، فالمناصب الدينية يشترط فيها الديانة، أما الدنيوية اْو بالمصطلح العصري «لمدنية » فلا يشترط فيها إلا المواطنة والكفاءة، إضافة للشروط التي تخص كل منصب تفصيلا على حدة في جميع بلاد العالم.
ما رأيك فتوى مفتي أستراليا أن صيام رمضان فرض على الأغنياء فقط ؟
فتاوى شاذة لا يعتد بها ولا بمثيلاتها مما يخالف إجماع المسلمين طوال أربعة عشر قرنا مضت من الزمان، وواضح اْن الرجل مصاب بداء الإغراب حبا في لفت النظر والشهرة.
كيف يتم تجديد الخطاب الديني؟
لابد في تجديد الخطاب الديني من مراعاة البعدين الإنساني والمحلي الوطني لكل بلد على حدة، فقد وقع العالم العربي والإسلامي في أزمة حقيقية أدت إلى تدمير الأخضر واليابس سببها وقوعنا بين مطرقة المتطرفين من اللادينيين وسندان المتطرفين المتخلفين والإرهابيين المجرمين أو العكس، فكل من الفريقين مطرقة تارة وسندان تارة أخرى، ونحن المسالمون في الوسط بينهما يٌدَقُّ على رءوسنا ليل نهار ويسقط منا ضحايا بين الحين والحين من الجيش والشرطة والمدنيين المسالمين بسبب غباء المتطرفين من اللادينيين والمتطرفين المتأسلمين وإٕجرام الإرهابيين المجرمين، ولب الأزمة هي التعامل مع نصوص الدين وكتب التراث:
فالمتطرفون والإرهابيون يريدون إجبار كل المسلمين على فهم النصوص كما يفهمونها هم، وتقديس كتب التراث باعتبارها هي التفسير الصحيح والوحيد لنصوص الدين، مع أن هذه الكتب نفسها مختلفة فيما بينها، بينما يقابلهم المتطرفون من اللادينيين العلمانيين بطرح جميع كتب التراث أرضا، بل يسخرون منها ويستهزءون بما تحويه، زاعمين أنها مجرد جهد بشري غير معصوم، ولم يعد صالحا للاستعمال الآدمي، ولاشك أن خير الأمور الوسط.
نصوص الدين لا تخلو من حاجة إلى فهم وتفسير وفقه وتيسير وليست مجرد ألفاظ جامدة أو كلمات لا معنى لها، ولذلك أجمع علماء الإسلام على المقاصد الشرعية الخمسة، وهي الحفاظ على النفس والعقل والعرض والمال والدين ذاته ثم اختلفوا في معظم ما سوى ذلك، وهنا يتجلى ما يمكن أن نطلق عليه البعد الإنساني في الأديان.
ما رسالتك للرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني؟
الرئيس السيسي كان الله في عونه على ما حمله الله إياه من مسئوليات، أما بالنسبة لتجديد الخطاب الديني فالسبيل الأهم من وجهة نظري للقيام بالتوعية هو الإعلام المباشر الموجه للناس في بيوتهم بقناة تقوم عليها الدولة مباشرة، أو حتى على الأقل برنامج توعوي يومي لمدة ساعة، وسبق أن أبديت استعدادي لأن أكون أحد الجنود المكلفين بالقيام بواجب التوعية في مثل هذا البرنامج، فخبراتي التراكمية في معرفة خبايا وخفايا هؤلاء المتطرفين ولإرهابيين كفيلة بالضرب على الأوتار الحساسة التي ربما لا يدركها من يحمل الدكتوراة في العلوم الشرعية الأكاديمية، وفي النهاية أود أن أقول وفقنا الله لما يحبه ويرضاه ووفق جيشَنا الباسل وقائدَه الأعلى ومخابراتنا العظيمة لحماية الوطن الحبيب من كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين.
هل نجح الأزهر في إيقاف موجة التكفير العاتية؟
لا شك أن الأزهر يتحمل مسئولية تنوء بها الجبال، بنص القرآن الكريم، فهي أمانة عظيمة دون أدنى شك، ولكن شأنه شأن كل الجامعات والمؤسسات في مصر أصابه ما أصابها من التخمة والترهل عبر عقود وعقود ويحتاج إلى إصلاح وتجديد داخلي على كل المستويات، أما بشأن نجاحه من عدمه في القضاء على موجات التطرف والإرهاب والتكفير مرهون بالإصلاح.
ما رأيك في وضع اسم القرضاوي على قوائم الإرهاب؟
خطوة تأخرت كثيرا جدا، فهذا رجل غاية في الخطورة على الأمن العالمي كله، وسبق أن قلتُ فيه أنه خميني عصابة الإخوان.
هل داعش كفار أم ليسوا كفارا.. كما يؤكد الأزهر ؟
لا تلازم بين التجريم والتكفير، فليس كل مجرمٍ كافرا، والأزهر في عدم تكفيره الدواعش سلك نفس المسلك الذي سلكه الإمام علي رضي الله عنه مع الخوارج الأولين لما سئل عنهم (هل هم كفار ؟! ) فقال: من الكفر فروا، هم إخواننا بغوا علينا، فجعلهم من البغاة الذين يجب قتالُهُم بل قتلُهٌم إن لم يندفع شرُّهم إلا بالقتل، أما التكفير فشأنٌ آخر،وله تفاصيل وشروط كثيرة يصعب توفرها، بل مرده الوحيد للقضاء فقط لأنه يترتب عليه أحكام شرعية كثيرة فليس من حق أحد أن يكفر أحد.
هل الإخوان خوارج؟
عصابة الإخوان فيهم شبه من الخوارج من جهة، ومن المنافقين من جهة أخرى، ومن رفع منهم السلاح على الناس فالإبادة الفورية متحتمة، وقادتهم خونة لله ولرسوله وللمؤمنين وللوطن، اْما الأتباع فمخدوعون ومكانهم السجون أو المصحات النفسية.
كيف تقيم وجدي غنيم؟
هذا أحد من تولوا كِبْرَ جرائم عصابة الإخوان المجرمين وهو مطلوب للعدالة منذ وقت طويل ومكانه الذي يليق به هو السجن أو المصحة النفسية.
كيف تقيم الشيخ محمد سعيد رسلان ومدرسته؟
بلاءٌ مبينٌ ابتلينا به في مصر للأسف، فهي دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها الجحيم، وأصلها في الحجاز من بعض المشايخ المتشددين المغالين والمبالغين في إصدار الأحكام على الآخرين، حتى نصبوا أنفسهم قضاة، بل أشباه آلهة، فكل من يخالفهم مبتدع ضال مضل، وهذه الفرقة تُعرَف بالجامية، نسبة لمؤسسها الشيخ محمد الجامي، ويعرفون أيضا بالمداخلة اْو المدخلية نسبة لزعيمهم الحالي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وبالطبع من ينظر إلى الشيخ محمد سعيد رسلان، وهذا الشكل المنفر العجيب الذي لا يذكرني إلا بالرجل الذي رآه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه منكوش الشعر غير مهندم ولا نظيف الثياب فقال فيه مقولته المشهورة ( ألم يجد هذا مشطا وقليلا من الماء)، ولا علاقة لهذا لا بالزهد ولا بالعلم وضيق الوقت وإنما هو التنطع والتكلف الذي نهينا عنه في ديننا وكاْننا نمثل فيلما أو دراما هزلية.
(البوابة نيوز)