كشفت تقارير سياسية عن مخطط أمريكي لإنشاء قواعد في سوريا يخدم أهدافا عدة بعيدة المدى، منها توفير بدائل لقاعدة إنجرليك بتركيا، موضحا تعزيز واشنطن لوجودها العسكري بشمال سوريا يخدم أغراضا عدة، أهمها خلق توازن مع الوجود الروسي، وضمان استقلالية دولة كردية مستقبلية والحفاظ عليها، وهو ما يخدم أمن إسرائيل في ظل النفوذ الإيراني في سوريا، يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير اعلامية أن 60 مدنيا قتلوا في غارات نفذها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في ريف دير الزور الشرقي، والاشارة إلى أن غارات التحالف الدولي استهدفت مناطق الكشمة والشويط والدوير والعشارة بريف المحافظة، والتأكيد على أن غارات التحالف الدولي استهدفت مناطق الكشمة والشويط والدوير والعشارة بريف المحافظة.

وكشفت التقرير إلى أن الغارات أدت إلى سقوط 60 قتيلا وعشرات الجرحى "جميعهم من المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى وقوع دمار كبير في المنازل".، ويأتي ذلك بعد أن لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب 10 آخرون بجروح، جراء غارة جوية شنتها طائرات التحالف الدولي على مستشفى عائشة في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، إلا أن ما لا يقل عن 10 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بقصف طيران التحالف الدولي ضد "داعش" على مدينة الميادين ومحيطها بريف دير الزور الشرقي، شرق سوريا.

فى حين أعلنت وسائل الإعلام لوحدات حماية الشعب الكردية أن القوات التركية قصفت مناطق مطار منغ وكفر أنطون شمال غرب سوريا، كانت المدفعية التركية  قصفت في 10 يوليو قرى تل رفعت والشيخ عيسى وحربل وسد الشهباء بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، وفقا لما صرح به المسؤول الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية روجهات روج ، كما جرى قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية بريف عفرين 27 أبريل الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في مايو الماضي عن تقديم دعمها إلى المقاتلين الأكراد عن طريق إمدادهم بالأسلحة، الأمر الذي أثار غضبا وانتقادا لدى تركيا، إلا أن الولايات المتحدة أكدت أنها ستسترد الأسلحة المقدمة إلى الأكراد عقب انتهاء المعارك ودحر تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.

قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين مطلع يوليو الماضي في هذا السياق إن "تركيا قادرة على اتخاذ  كل التدابير لحماية أمنها القومي وسترد على أي تهديد من مدينة عفرين، وفي هذا الإطار ستتخذ التدابير اللازمة على حدودها".

بينما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري عن ضرورة فتح "أفق سياسي" لتسوية الأزمة السورية بالوسائل الدبلوماسية، ولفت أنصاري من خلال مفاوضات يجريها حاليا في موسكو مع نظيره الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إلى أنه تتشكل في إطار مناقشة الأزمة السورية عدة مسائل، منها "توفير الأمن ومكافحة الإرهاب بشكل فعال، وإبداء الحزم الشديد ضد من يلجأ لاستخدام الإرهاب لبلوغ أهداف ذاتية، وكذلك الجانب السياسي للأزمة السورية".

أضاف الدبلوماسي الإيراني أن "هناك موضعين يجب إجراء مشاورات بشأنهما، وهما سرعة وعمق التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وكذلك مستوى التعاون والتعامل بين الدول في الإطار الثنائي والمتعدد الأطراف".

كما قال أنصاري إنه يعتزم أثناء زيارته إلى روسيا بحث مسألة القضية الفلسطينية فضلا عن الأزمة السورية.

وكشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية  سابقا أن أنصاري توجه إلى موسكو  للقاء دبلوماسيين روس بغية مناقشة تسوية الأزمة السورية، وإنه من المتوقع أن يلتقي أنصاري بنظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين وكذلك المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.

وستعقد في طهران اليوم وغدا لقاءات على مستوى الخبراء حول نتائج الجولة الخامسة للمفاوضات في أستانا بشأن سوريا. وستجري هذه اللقاءات برعاية الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، وهي روسيا وإيران وتركيا.

كما تداولت وكالات أنباء احتمال تغيير التوقيت لإجراء الجولة السادسة للمفاوضات في أستانا، موضحة أنها ستعقد في منتصف أغسطس الحالي بدلا من نهايته. في حين أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أنها لا تستطيع تحديد الموعد بالضبط.

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على منطقة هامة جديدة جنوبي الرقة المعقل الرئيس لمسلحي تنظيم "داعش" في سوريا.

وقال بريت ماكفورك، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحالف الدولي ضد داعش:  "إن تقدما كبيرا تم تحقيقه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، والسيطرة على مناطق مهمة وتحرير مئات المدنيين".، وكشفت تقارير المتحدث باسم القوات التركية، نوري محمد، أن مسلحي داعش طُردوا، اليوم الثلاثاء، من أحياء في المناطق الجنوبية للرقة.

كان التحالف الدولي ضد "داعش" صرح في وقت سابق، بأن مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" تمكنوا من السيطرة على 45% من أراضي الرقة السورية، قائلا إن أقل من ألفي مسلح ما زالوا ينشطون داخل المدينة.

من ناحية اخري اعتبر عضو القيادة المركزية في الحزب الديمقراطي السوري، نبيل صافية، أن المخطط الأمريكي لإنشاء قواعد في سوريا يخدم أهدافا عدة بعيدة المدى، منها توفير بدائل لقاعدة إنجرليك بتركيا، موضحا تعزيز واشنطن لوجودها العسكري بشمال سوريا يخدم أغراضا عدة، أهمها خلق توازن مع الوجود الروسي، وضمان استقلالية دولة كردية مستقبلية والحفاظ عليها، وهو ما يخدم أمن إسرائيل في ظل النفوذ الإيراني في سوريا.

أشار إلى أن التغلغل الأمريكي في المنطقة هو للسيطرة على المعابر مع العراق ، وعلى منابع النفط ومناجم الفوسفات وتهريب الآثار الموجودة في تلك المناطق، إضافة إلى أنه رسالة لتركيا مفادها استبدال قاعدة أنجرليك بأخرى على الأراضي السورية، في ظل تصعيد العلاقات بين واشنطن وأنقرة بسبب الدعم الأمريكي لقوات كردية تعتبرها أنقرة إرهابية وانفصالية.

قال صافية إن واشنطن تعمل تحت ستار تدريب قوة المعارضة الكردية في محاربة تنظيم "داعش" وتوفير الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتأمين تأهيل النازحين السوريين في مناطق آمنة وذلك لتحقيق مصالحها، مؤكدا على أن سوريا ترفض وجود أي قوات أجنبية على أراضيها من دون التنسيق مع الحكومة الرسمية، وتعده عدوانا ، منوها إلى أن تركيا سرّبت معلومات سرية حول مواقع تمركز القواعد الأمريكية الـ10 بشمال سوريا بسبب معارضتها لوجود أية قواعد أجنبية في المنطقة الحدودية.

تعد قاعدة إنجرليك الجوية منطلقا أساسيا لطائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، التي تشن العمليات في سوريا والعراق.