بوابة الحركات الاسلامية : ذكرى اعتصام رابعة ومحاولات "حسم" لتفتيت مصر (طباعة)
ذكرى اعتصام رابعة ومحاولات "حسم" لتفتيت مصر
آخر تحديث: الثلاثاء 01/08/2017 09:33 م
ذكرى اعتصام رابعة
تقترب هذه الأيام ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، الاعتصامين الذين أراد الاخوان ان يحولوهما إلى هولوكست مصري قامت به السلطات المصرية ضد الشعب المصري، متناسين ان الشعب المصري هو الذي طالب بفض البؤرتين الإرهابيتين في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وان هذين الاعتصامين كان بهما العديد من الممارسات ضد الشعب المصري والدولة المصرية، وتبقى ذكرى الجرائم التي ارتكبها المنتمون لهذه الجماعة الإرهابية؛ في وجدان وعقل الشعب المصري حتى لا يفاجأ المجتمع بتكرار هذه الأفعال مجددا.
حيث تمثل قضية "خلية الأطفال"، نموذجا مهما للجرائم الدنيئة التي ارتكبها الإخوان، والتي سجلت وقائعها أوراق التحقيقات التي حملت رقم 978 جنايات الزقازيق، وقضت فيها المحكمة بالإعدام تجاه عدد من المتهمين، فضلا عن أحكام متفاوتة بالسجن تجاه آخرين، من بينهم نجل القيادي الإخواني أمير بسام.

ذكرى اعتصام رابعة
اختلاف هذه القضية يكمن في اعتماد القيادات الإخوانية خلالها على تجنيد عدد من الأطفال الأبرياء، لارتكاب أعمال إرهابية، مستغلين براءتهم، ودافعين إياهم ليتحولوا لشياطين، وآلات للقتل، غير عابئين بمبادئ ظلوا 80 عاما، يخدعون بها المصريين.
ولعل الاعترافات التي احتوتها أوراق القضية، للإرهابي عبدالخالق السيد، الطالب بأكاديمية المستقبل، وأحد المتهمين الرئيسيين في تكوين هذه الخلية، تلقي الضوء على تفاصيل، تؤكد ما ورد من معلومات مفادها أن الإرهابي الهارب أمير بسام، يحاول تكرار السيناريو ذاته؛ لتكوين خلية إرهابية من الأطفال، تجدد دماء حركة "حسم"، التابعة للجماعة، بعد الضربات المدمرة التي تلقتها من الأجهزة الأمنية، عقب جرائمها الأخيرة.
المعلومات تؤكد أن القيادي الإخواني الهارب، أمير بسام، يسعى لاستنساخ سيناريو قضية "خلية الأطفال"، وتجنيد عدد من القصر، الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما؛ ليكونوا نواة لتجديد دماء حركة "حسم".
وحتى تبقى وسيلة التجنيد ماثلة في الأذهان، نسوق إليكم بعضا من تفاصيل اعترافات العقل المدبر، لهذه الأحداث، والمؤسس لخلية الأطفال الأولى في الزقازيق، الإرهابي، عبدالخالق سيد، التي قال فيها: "بدأت رحلتي لتكوين خلية نوعية من الأطفال، داخل المعاهد الأزهرية، ليكونوا ممن يتوافر داخلهم الوازع الديني، وفي الوقت ذاته، لم يتشكل وعيهم وإدراكهم بعد؛ مما يسهل فرص سيطرتي على مشاعرهم بالشحن المعنوي والعاطفي".
وأضاف: "كنت أحضر دروس تعلم الأطفال للقرآن الكريم، في المساجد؛ حتى وقع اختياري على مجموعة بعينها منهم، فبدأت استقطابهم، وبعدها سعيت لتلقينهم مهارات حمل السلاح بأنواعه، وجميع المهارات القتالية الأخرى، التي اكتستبها خلال قتالي ضد كتائب القذافي في ليبيا".
وعقب إقدام الخلية على تفجير سيارة مواطنة، ظنا منهم أنها تخص العقيد عصام علي زين العابدين، رئيس وحدة تأمين العاشر من رمضان، آنذاك، والمقيم بذات العقار الذي كانت السيارة تقف أسفله، أمكن القبض على جميع أفراد الخلية، وكشف أبعاد نشاطها.
ولا شك ان القيادي الهارب أمير بسام، يسعى لتكوين خلية مماثلة، تستكمل معها حركة "حسم"، التي أوشكت على الانهيار، تحت الضغط الأمني، وذلك حتى يمكن استكمال مسيرة القتل، والترويع، واستهداف رجال الشرطة، والقوات المسلحة.
يحدث هذه في الوقت الذي كشفت فيه مصادر أمنية، أن الأجهزة الأمنية المصرية، تكثف من نشاطها خلال هذه الأيام، عقب التهديدات التي أطلقتها حركة "حسم" الإخوانية، وتوعدها بالرد على التصفيات التي لاحقتها بعناصرها، حيث تمت مداهمة عدد من المناطق الصحراوية والجبلية داخل مدن القاهرة والجيزة والقليوبية.

ذكرى اعتصام رابعة
وأشارت المصادر لبعض المواقع الاخبارية، إلى أنه تم استهداف عدد من المزارع والمنشآت الكائنة بالأماكن الصحراوية، داخل نطاق القاهرة الكبرى، لفحص المقيمين بها، بعد توافر معلومات تفيد تردد عناصر إرهابية على تلك المناطق للاختباء بها بعيداً عن أعين أجهزة الأمن، والتدريب على استخدام الأسلحة النارية لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف رجال الشرطة.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن قوات الانتشار السريع، تمركزت بالميادين الرئيسية والهامة مع تمشيط خبراء المفرقعات لمحيط كافة المنشآت الحيوية وأقسام الشرطة وأماكن الخدمات الأمنية، وإعلان حالة الاستنفار الأمني وتشديد التواجد خاصة بمحيط المنشآت الشرطية والكنائس.
وأضافت المصادر الأمنية، أن الأجهزة الأمنية قامت بفحص شرائح هواتف محمولة تم العثور عليها بحوزة العناصر الإرهابية التابعة لحركة حسم، الذين تم إلقاء القبض عليهم في شقة ببولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، إضافة لعدد من العناصر الذين تمت تصفيتهم خلال الأيام الماضية.
وأكدت المصادر الأمنية، أن الأجهزة الأمنية توصلت لعدد من المشتبه بهم في الانضمام لصفوف الحركة الإخوانية المسلحة، وقيادات عدد من الخلايا العنقودية، عقب تفريغ محتويات هذه الشرائح، وتفريغ مختلف الوثائق التي تم العثور عليها، وأنه جارى تكثيف التحريات عن هذه العناصر لضبطهم خلال الساعات المقبلة، لكشف مدى حقيقة تورطهم في العمليات الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة من عدمه.

من الذي يدير حسم؟:

من الذي يدير حسم؟:
سؤال مهم حاولت العديد من الأجهزة الأمنية الإجابة عليه الا ان هناك مصادر جهادية متعددة تؤكد أن سهيل أحمد الماحي، أحد عناصر حركة "حسم" الذي تم تصفيته أخيراً بمحافظة الإسماعيلية في منتصف يوليو الجاري، والمقيم بمركز كفر البطيخ في محافظة دمياط، هو حفيد عبد الفتاح إسماعيل، أحد المخططين لإعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965، بالاشتراك مع زينب الغزالي، وسيد قطب.
وأن عبد الفتاح إسماعيل كان المسؤول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، وكان ضمن أفراد القضية الأولي في تنظيم 65 الذين حوكموا أمام الفريق أول محمد فؤاد الدجوي، رئيس محكمة أمن الدولة العليا، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقتل رئيس الجمهورية وحيازة أسلحة ومفرقعات، وحكم عليه وعلي 6 من رفاقه بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم في 29 أغسطس 1966 ، في ثلاثة كان هو أحدهم مع سيد قطب ومحمد يوسف هواش وخفف الحكم عن الباقين.
وأن عائلة عبد الفتاح إسماعيل غالبيتهم ينتمون لتنظيمات تكفيرية مسلحة وهم من يديرون حركة سواعد مصر "حسم"، حيث أن ابنه نجيب عبد الفتاح إسماعيل، الشهير بـ" أبو عمار"، يدير من داخل قرية السواحل بمحافظة دمياط خلايا جماعة "التوقف والتبين"، أو تنظيم "الناجون من النار" .
وأن تنظيم "الناجون من النار"، أو جماعة "التوقف والتبين" تكفر المجتمع صراحة، وتستند في فكرها إلى نقطتين أساسيتين، الأولى جاهلية المجتمعات المعاصرة، والنقطة الثانية وجوب وجود عصبة مؤمنة تستعلي بإيمانها على الجاهلية الموجودة، ويعتبرون أن أعضاء الحكومة والعاملين فيها محاربون لله ورسوله، ويتم إهدار دمهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، واستباحة سرقة أموال الدولة لتعينهم على حرب الدولة الكافرة.
وأن التكفيري نجيب عبد الفتاح إسماعيل، تم إلقاء القبض عليه في أكتوبر2014، مع ثمانية آخرين بتهمة تكوين خلية تكفيرية تسعى لنشر فكر التكفير والهجرة، داخل البلاد، ووجد بحوزتهم وثائق عن طرق عمل متفجرات وأجهزة كمبيوتر محمولة وبعض خرائط الأماكن الحيوية لمدارس ودور عبادة وعناوين لمحلات مملوكة لأقباط وخرائط لبعض أكمنة الشرطة والجيش، علاوة على وجود أسلحة، ووجهت تهمة تشكيل تنظيم للقيام بأعمال العنف، واستهداف مؤسسات الدولة العامة والمهمة والحيوية، والقيام بالأعمال العدائية بدور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية ومشروعاتهم التجارية ومنشآتهم الشرطية ودورياتهم الأمنية، وحيازة محررات ومطبوعات وتسجيلات تضمن ترويج أفكار تنظيم "الناجون من النار" والتي تهدف لقلب نظام الحكم، ومنع المصلين من إداء الصلاة بالمساجد التابعة لهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرض الجهاد على كل مسلم باستعمال القوة .
ويرجع نشأة فكرة التكفير والتوقف والتبين في الحكم على المسلمين بكفر أو إسلام، إلى مجموعة من تلاميذ سيد قطب، كانوا أحد أهم اسباب انتشار الفكر التكفيري داخل مصر، وهم : أمين شاهين، وكان يعمل بوكالة الطاقة الذرية، ومصطفى الخضيري، من سوهاج، وعبدالمجيد الشاذلي، وكانوا اعضاء سابقين بجماعة الإخوان المسلمين، و أطلق عليهم جماعة "القطبيين" عام 1965.
ويعد أول المتهمين بقيادة العنف في مصر، هو علاء السماحى، القائد الفعلي لحركة حسم الإرهابية، والهارب في تركيا، من أبناء قرية الدلجمون بالغربية. فكل الأحداث الإرهابية، التي شهدتها مصر على يد «حسم»، تم إدراج اسم السماحى، ضمن قوائم المتهمين فيها، خاصة بعد كشف اتصالاته مع بعض قيادات الحركة المقبوض عليهم.
السماحى من القيادات المجهولة في «الإخوان»، على عكس باقي القيادات الشهيرة، ويرجع ذلك إلى أنه أحد أعضاء التنظيم السرى بالجماعة، الذين لم يظهروا حتى بعد صعود الإخوان إلى الحكم.

ذكرى اعتصام رابعة
أما الثاني، فهو جمال حشمت، على الرغم من ادعائه تمسكه بالسلمية في مواجهة الدولة ونظامها الجديد، وتم اتهامه بالمساعدة في التمويل والتخطيط للعناصر الإرهابية، لتنفيذ عدد من الاغتيالات لمسئولين كان منهم الشهيد عادل رجائي.
ثالث الشخصيات المتهمة بصناعة الإرهاب، القيادي الإخوانى الشاب قباري عباس، الذى هرب من مصر مؤخرا، وأظهره شباب الجماعة المعارضين للمرشد المؤقت على أنه أحد قادة جماعتهم الجديدة، التي تؤمن بالعنف والعمل المسلح، وترعى الحركات الإخوانية المسلحة، وعلى رأسهم حركتا لواء الثورة وحسم.
أصدر عباس ملفًا خاصًا بشباب «الإخوان» بعنوان «التقييمات والمراجعات»، دعا فيه صراحة لاستمرار ما أسماه بالعمل الثوري، والمقصود به العنف والعمل المسلح ضد الدولة بهدف واحد هو إسقاط الدولة على أمل إعادة الإخوان إلى الحكم من جديد.
وعلى شاكلة قباري عباس، يأتي الثنائي الإخوانى الشاب عز الدين دويدار، المخرج الإخوانى، الذى هرب إلى تركيا مؤخرا، وأحمد المغير الملقب بفتى خيرت الشاطر.
شارك الثنائي في التحريض على العنف ضد الدولة، وكانا أول من أعلن رفض فكرة السلمية، التي زعمت الجماعة التمسك بها في مواجهة الدولة المصرية، رافعين شعارات العنف والعمل المسلح.
الثنائي خارج مصر حاليًا، إلا أن تحريضهما لا يتوقف حتى الآن، خاصة أنهما على تواصل مع الحركات الإخوانية المسلحة في مصر. 
وبعيدًا عن هؤلاء، زعم التنظيم الدولي للإخوان، رفضه للعنف والعمل المسلح في مصر، نافيا أن تكون الحركات المسلحة تابعة للجماعة، إلا أن قيادات أخرى في الإخوان كذبت ذلك، مؤكدة أن الحركات المسلحة صناعة إخوانية باقتدار ومدعومة من الجماعة، أو بالتحديد فرع الشباب فيها.
ويأتي على رأس هذه القيادات الإخوانية، التي تدعم العمل المسلح وأعلنوا ذلك صراحة، رضا فهمى، الذى ظهر على شاشة قناة الشرق الإخوانية، معلنا صراحة تأييده لعمليات استهداف رجال الشرطة والجيش، معتبرا الأمر عملا ثوريا، وهو نفس الأمر الذى أعلنه القيادي أشرف عبدالغفار، عضو مجلس شورى الجماعة، بتأييده ضرب البنية التحتية للدولة ضمن المواجهة الإخوانية للنظام، وقد ضم أعضاء في الكونجرس الأمريكي، تصريحاته ضمن الملف المقدم لباقي أعضاء الكونجرس، لحظر نشاطات جماعة الإخوان الإرهابية.
أما العقل المدبر لكل عنف يتم في مصر حاليًا من طرف الإخوان، فهو القيادي الراحل محمد كمال، الذى انشق بمجموعة من الشباب عن الجماعة.