بعد التلاسن مع إيطاليا.. قراءة في زيارة حفتر إلى القاهرة
استمر قائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر في القيام بجولاته المكوكية بغية التوصل إلى دعم دولي وإقليمي يمكنه في إنهاء الدور الذي لعبته المليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية في ليبيا منذ إسقاط حكم الرئيس السابق معمر القذافي، وصل القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، إلى القاهرة، عصر اليوم الأحد، للقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق، محمود حجازي، وقادة عسكريين.
ويبدو ان حفتر الذي تدعمه القاهرة بما لا يخالف القانون الدولي، يريد أن يطلع أكبر حلفائه في المنطقة على ىخر المشارورات التي اجراها مع غريمه السياسي فائز السراج، خلال تواجد الاثنين في فرنسا الفترة الأخيرة.
كما تأتي زيارة حفتر للقاهرة بعد أيام من إصداره أوامر عسكرية للقواعد البحرية الليبية في طبرق، وبنغازي، وراس لانوف، وطرابلس، بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية الليبية دون إذن من الجيش.
وقال مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للجيش الليبي، في بيان له، إن "حفتر وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة عمل يبحث خلالها آفاق التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين".
وأضاف البيان أن حفتر "سيلتقي خلال زيارته رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي وقيادات من الجيش المصري، لبحث المستجدات على الساحة المحلية والدولية".
ويترأس الفريق حجازي لجنة مصرية معنية بالملف الليبي، ويعقد بشكل متواصل لقاءات مع مسؤولين ليبيين ودوليين بهدف تسوية الأزمة الليبية.
وكانت إيطاليا أعلنت الأربعاء الماضي بدء "عملية بحرية محدودة لمساعدة خفر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين"، بعدما وافق البرلمان الإيطالي في الثاني من أغسطس تفويض قواته البحرية للمهمة، وهو ما أثار جدلا شعبيا، وسياسيا واسعا.
وأصدر البرلمان الليبي، المنعقد شرق البلاد، بيانا حذر فيه من "أي محاولات من جانب إيطاليا" لإعادة عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا.
وفي وقت سابق من اليوم بحث المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، مع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، بمدينة القبة شرق ليبيا، آخر المستجدات على الساحة الليبية.
كانت القيادة العامة للجيش الليبي، نفت وجود أي طلعات استطلاعية للطائرات الإيطالية الحربية من طراز "550" في الأجواء الليبية، وأكد مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش، خليفة العبيدي، "الخبر الذي تناولته بعض الصحف الإيطالية عاري تماماً عن الصحة"، مشيراً إلى أن الصور التي تناولتها وسائل الإعلام هي صور قديمة.
وكانت صحيفة "الماتينو" الإيطالية، كتبت، أمس السبت، عن تكثيف القوات الجوية الإيطالية دورياتها في سماء ليبيا وبأنها حلقت في بعض الأحيان شرقي ليبيا، وذلك غداة أوامر من القائد العام للجيش الليبي المشير، خليفة حفتر، باستهداف السفن الإيطالية حال دخولها المياه الإقليمية الليبية.
سياسياً، طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، الأمم المتحدة بتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازمين لإتمام مرحلة الاستفتاء على الدستور، والانتخابات الرئاسية والتشريعية المقترحة في العام المقبل.
وأعرب السراج، في المؤتمر الصحفي مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، الذي يزور طرابلس حاليًا، عن أمله في أن يكون هذا المسار محل توافق شعبي حتى نخرج من الأزمة الراهنة إلى مرحلة بناء ليبيا الآمنة المستقرة.
وأشار إلى أنه خلال الاجتماع تم توضيح العديد من التحدّيات التي تواجهنا، سواء كانت تحديات سياسية أو اقتصادية أو أمنية، وهذا يتطلب من كل الأطراف السياسية الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية، فهذا الخلاف الذي طال أمده سينعكس سلبًا على حياة المواطن واستقرار ليبيا.
وأضاف: "تناقشنا في تفاصيل خارطة الطريق المقترحة ونتائج الاجتماع الأخير في باريس، والاجتماعات الأخرى مع الأطراف السياسية المختلفة، وتم التأكيد على أن الاتفاق السياسي هو أساس أي حوار"، وطالب المبعوث الأممي بالتواصل مع جميع الأطراف.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي عودة بعثة الأمم المتحدة تدريجيًا إلى طرابلس، قائلًا إن بعثة الأمم المتحدة التي اضطرت مرغمة إلى مغادرة طرابلس في عام 2014، قررت العودة التدريجية إلى طرابلس بحيث تعمل مختلف وكالات الأمم المتحدة إلى جانب الإدارات الرسمية التي هي بحاجة إلى دعمها في المجال التقني والتعاون.
وأضاف أن البعثة ستعمل أيضًا إلى جانب المفوضية الليبية والمؤسسات الليبية المهتمة بهدف تقديم الدعم اللوجستي والتقني المطلوب، بهدف أن يكون الاستفتاء في حال حصوله، والانتخابات في حال حصولها، على أفضل ما يمكن من المعايير والمقاييس الدولية المعتمدة في مجال استطلاع الناس واحترام إرادة الشعوب.
