بوابة الحركات الاسلامية : ترتيبات أمريكية روسية فى سوريا لما بعد داعش..وأنقرة تتابع بغضب (طباعة)
ترتيبات أمريكية روسية فى سوريا لما بعد داعش..وأنقرة تتابع بغضب
آخر تحديث: الأربعاء 09/08/2017 08:13 م
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
يترقب كثير من المهتمين بالأزمة السورية المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، خاصة وأنه بعد أن سيطرت القوات الحكومية السورية على مدينة السخنة الاستراتيجية بالكامل، يتواصل القتال لتحرير الرقة ودير الزور، وفي هذه الأثناء تنشر أنقرة قواتها على طول الحدود مع سوريا، وتستعد لاقتحام حدود جارتها الجنوبية من جديد.
 كما تستعد تشكيلات "روجا آفا" في كردستان السورية للمواجهة العسكرية مع الجيش التركي. بينما تبدي طهران قلقها الشديد بسبب تكثيف الاستخبارات الأمريكية نشاطها في المناطق الحدودية لكردستان الإيرانية، فيما يشير خبراء غربيون إلى أن المواجهة العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة تصبح أكثر احتمالا.
كانت صحيفة "الجارديان" البريطانية كشفت من قبل عن توقعات خبراء بالغة التشاؤم بأن "الصراع على النفوذ في سوريا بين واشنطن وموسكو بعد انتهاء الحرب في هذه البلد، يزيد من خطر وقوع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي يمكن أن تبدأ نتيجة لحادث طارئ، وفي مثل وضع كهذا، يصبح احتمال الصدام المباشر بينهما – مسألة وقت ليس إلا". 
الاكراد يحاصرون داعش
الاكراد يحاصرون داعش
ويري محللون أن واشنطن لا تنوي مغادرة سوريا قبل الحصول على مبتغاها، وإلا فسيتعرض نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للخطر، وهذا ما لن تسمح به الولايات المتحدة كنهاية لهذا الصراع الذي يستمر لعدة سنوات في سوريا. ، وبعد أن أصيب البنتاجون ووكالات الاستخبارات الاميركية بخيبة أمل من المعارضة العربية المعتدلة، وضع كلاهما الآن الرهان على الكرد كقوة قادرة على التصرف بنشاط وحزم.
وأصبح الكرد، الذين يكافحون من أجل حق تقرير المصير، بالنسبة إلى الولايات المتحدة أداة مثالية لتنفيذ المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد أعلن قائد حرس الحدود الإيرانية العميد قاسم رضائي عن تفعيل نشاط الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في الشمال–الغربي من إيران، وقال إنه "تم العثور على 30 من الخيول والبغال المحملة بشحنات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة". والاضطراب يسود المنطقة الحدودية، ويزداد تسلل المسلحين من تركيا من حزب "الحياة الحرة لكردستان". ويعتقد الجنرال الإيراني أن منظمة هذه العمليات هي الاستخبارات الأمريكية، من دون أن يرفع المسؤولية عن الجانب التركي الذي "لا يتخذ إجراءات للحد من تسلل المتمردين الكرد إلى الأراضي الإيرانية". وتتهم طهران أيضا أذربيجان بتقديم المساعدة للمتمردين الذي يخرقون الحدود الإيرانية.
من ناحية أخري يبدو عدم الرضا من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عما يحدث فى سوريا حاليا، خاصة أن مخططاته لم تتضمن قيام دولة كردية مستقلة في جوار العاصمة أنقرة، حيث قال: "نحن عازمون بواسطة عملية "درع الفرات" على غرز الخنجر في قلب الإرهاب في سوريا وتوسيع حيز تطبيق عملية "درع الفرات". وفي الوقت القريب سوف نتخذ خطوات جديدة في هذا الاتجاه".
وبدا للعيان أن تضارب المصالح الذي يصعب إيجاد حل له قد طفا على سطح العلاقات التركية-الأميركية، كما يبدو ألا نية لدى واشنطن للتلاقي مع حليفها في الناتو. وفي المقابل، تخطط أنقره لحل المسألة الكردية عبر استخدام أسلوب القوة العسكرية القاسي؛ ما يعني أننا أمام موجة جديدة من الحرب، ولا يزال الوضع في غوطة دمشق الشرقية صعبا للغاية بالرغم من استمرار مفعول سريان مذكرة تخفيف التوتر في سوريا، وذلك بسبب تجدد المواجهات الدموية بين فصائل مسلحة تنشط في المنطقة.
وتتضارب معلومات صادرة عن أطراف النزاع المستمر في الغوطة الشرقية منذ إبريل المنصرم بين "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) و"حركة أحرار الشام الإسلامية" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" من جهة أخرى.
وكشفت تقارير سيطرة  "جيش الإسلام" على كتل واسعة من مزارع الأشعري، علاوة على مسجد ومدرسة في المنطقة، ويلاحقون فلول جبهة النصرة "لتخليص الغوطة الشرقية وأهلها من شر هذا التنظيم وخبثه".
انقرة تتابع ما يحدث
انقرة تتابع ما يحدث فى سوريا
كما أعلن "فيلق الرحمن" عن شنه هجوما على مواقع لـ"هيئة تحرير الشام" وحركة "أحرار الشام" المتحالفة معها في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا، وأكد نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور في محاور داخل مديرا، إذ تحاول "أحرار الشام" إحراز تقدم وتطالب "الفيلق" بتسليم المنشقين وإعادة أسلحتهم.

وفى جولة جديدة من الاقتتال في الغوطة بدأت مطلع الأسبوع الجاري بانشقاق نحو 250 عنصرا من "أحرار الشام" وانضمامهم إلى "فيلق الرحمن"، مما دفع "النصرة" إلى شن هجوم على مقرات "الفيلق" لإخراجه من كفربطنا. وذكر النشطاء أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" أطلقوا من جانبهم النار على مئات المواطنين الذين خرجوا إلى شوارع في محيط مدينة عربين احتجاجا على تواجد "الهيئة" في المنطقة، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
ولا تزال الخلافات بين "الحليفين" قائمة إذ كذّب "فيلق الرحمن" تصريحات "جيش الإسلام" بشأن وجود تنسيق بينهما، متهما "الجيش" باستغلال مواجهاته مع "الهيئة" لبدء التقدم في منطقة الأشعري، خلافا لوعوده السابقة.
من جانبه، استفاد الجيش السوري من الوضع الذي يسود المنطقة لمتابعة تقدمه إلى مواقع لـ"النصرة" بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعاد سيطرته، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا-جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر، أما بخصوص مناطق أخرى من البلاد، فنقلت مواقع معارضة عن "المجلس المحلي" في قرية أم باطنة شرق مدينة القنيطرة جنوب سوريا، أن 83 عائلة نازحة عادت إلى قراها، بعد تثبيت اتفاق وقف التصعيد في المنطقة.

وقال رئيس المجلس المدعو أبو علاء قوله: "إن قرابة 50 عائلة عادت إلى قرية الخالدية، و40 إلى قرية ممتنة، فيما عادت ثلاث عائلات فقط إلى أم باطنة، وذلك خلال شهر".