بوابة الحركات الاسلامية : التنظيم الدولي للإرهابية.. تناقض المواقف سيد الموقف (طباعة)
التنظيم الدولي للإرهابية.. تناقض المواقف سيد الموقف
آخر تحديث: السبت 12/08/2017 05:28 م
التنظيم الدولي للإرهابية..
تعيش جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي على حزمة كبيرة جدا من التناقضات منذ تأسيسها وحتى الأن وأخر هذه التناقضات تلك التي أقدم عليها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، الذى طرح عبر المركز الإعلامي الخاص به والكائن في لندن، مبادرة اسمها "رأب الصدع"، بين قطر والدول العربية، متناسيًا أنه سبب رئيسي في الأزمة الحالية بين قطر ودول المنطقة، وأن سبب قطع دول عربية علاقاتها مع الدوحة هو تمويل واستضافة عناصر إخوانية، في الوقت الذى وصف خبراء تلك المبادرة بالمراوغة، مؤكدين أن المسئولين القطريين بدأت تحشد جميع فروع الجماعة لتوجيه سهام التحريض ضد الدول العربية.
وحسب البيان الذى طرحته جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي، عبر المركز الإعلامي للتنظيم الدولي والذي حمل عنوان "نداء من الإخوان لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف"، قالت فيه: "تابعت جماعة الإخوان المسلمون - بكل أسف - التطورات الأخيرة على الساحة الخليجية والعربية، من قطع للعلاقات مع دولة قطر وما ترتب عليه من تمزيق أواصر الأخوة بين شعوب المنطقة.
وأضاف البيان الصادر باسم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان: "نثمن التحركات السريعة التي بادرت بها دولة الكويت وتركيا وعدد من الدول العربية للعمل على إعادة العلاقات بين الأشقاء داخل البيت العربي والخليجي إلى سابق عهدها، وتدعو جميع العقلاء وأصحاب الرأي إلى ضم جهودهم إلى تلك الجهود سعيًا للجلوس على مائدة حوار وحل كافة الخلافات، زاعمة أن تلك الأزمة ستضطر بجميع الدول العربية وتضعهم أمام أزمات كثيرة، وستؤدى لحالة غير مسبوقة من العداء وتفتح الطريق لكارثة كبيرة ستحل على المنطقة - وفق زعمهم.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البيان جاء بعد بيان سابق صدر من الإخوان هاجمت فيه الدول العربية بعد قرار مقاطعتها لقطر، وأعلنت فيه دعمها الكامل للدوحة، وهددت بالتصعيد ضد الدول العربية.
التنظيم الدولي للإرهابية..
ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيانات التنظيم الدولي حول أزمة قطر مزدوجة، فتارة تذهب إلى التحريض ضد الدول العربية، وتارة أخرى تستعطفهم لحل الأزمة القطرية، مؤكدًا أن قطر بدأت تضع بديلاً تستعين به بكل فروع الإخوان في المنطقة العربية وعلى رأسهم راشد الغنوشي، الذى بدأت لهجته تختلف تماما وبدأ يهاجم الدول العربية التي قطعت علاقتها بقطر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإخوان تراوغ في هذا البيان، وفى الوقت الذى جعلت فيه قطر تستعين بخدمات إيران وتركيا، تسعى الإخوان  لاستعطاف الدول العربية لإعادة علاقتها مع قطر، بعد أن فشل الدعم الإيراني التركي في مساعدة قطر، موضحًا أن الإخوان دائمًا تسعى لأن تصور ما يحدث لقطر بأنه حصار وليس مقاطعة، كما أن عمليات تأديب قطر من جانب الدول العربية سيكون لها توابع عديدة، فالفترة المقبلة ستزداد العقوبات على الدوحة، وهو ما تخشى منه الإخوان.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الجماعة هي جزء من مشكلة قطر مع الدول العربيةـ والتالي لا يمكن أن تكون جزءًا من الحل، بل لأن الدول العربية تشترط على قطر أن تطرد عناصر الإخوان كخطوة أولى للاستجابة لشروطهم، وبالتالي فإن بيان الإخوان لا قيمة له.

التنظيم الدولي للإرهابية..
وفى الإطار نفسه، قالت داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، إن بيان الإخوان ومبادرتهم مشهد هزلى آخر من مشاهد الأزمة الخليجية، فالمقاطعة العربية لقطر هي تهديد مباشر للإخوان، ولذلك يحاولون إعادة اسم قطر على الأجندة الدولية من جديد، لكن الطريف هنا أن الإخوان كجماعة غير رسمية وغير شرعية تصبح هي الوسيط لدى الدول وتتحدث باسم دولة بعينها، وليس العكس، هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن قطر يحكمها الإخوان، وأن تميم وأسرته ليس لهم أي سيادة حقيقية على بلدهم التي يعبث فيها الإخوان منذ عقود.
وأضافت منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان جماعة محظورة لدى أغلب الدول التي قامت بمقاطعة قطر، بأي عين الآن تقوم الإخوان بدور المصلح الدبلوماسي!، فلو أن الإخوان حقاً يهمهم أمن قطر ويريدون إنقاذها فليخرجوا منها ويسلموا أنفسهم للإنتربول، لكن  هذا لن يحدث.
وفي الآونة الأخير يحاول التنظيم الدولي للإخوان بكل السبل الخروج من نفق التضييق العربي على حلفاءه قطر وتركيا،  من خلال البحث عن شركاء آخرين تجمعهم علاقات تاريخية على مر الأزمنة، وتأكد لدى التنظيم الدولي بأن الإيرانيين وحدهم القادرون على هذه المهمة، فشهدت الأسابيع القليلة الماضية العديد من اللقاءات التي جمعت أعضاء جماعة الإخوان في لندن مع قادة شيعة لديهم ارتباطات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني.
ورغم ما تشهده العلاقات بين التنظيم الدولي للإخوان وإيران من اختلاف في وجهات النظر خاصة في الملف السوري، إذ تدعم طهران النظام السوري على حساب جماعة الإخوان، إلا أن في الآونة الأخيرة بعد سيطرة الرئيس السوري على مجريات الأمور وكبح جماح الجماعة الإرهابية، عادت الأخيرة إلى أحضان ايران علهم يجدون موقع قدم في سوريا، والذين يعتبرون الإخوان منذ عقود رأس حربتهم في منطقة الشرق الأوسط بجانب الحشد الشعبي في العراق وحماس في فلسطين وحزب الله في لبنان.
ووقد شهدت العاصمة البريطانية لندن هلال الفترة 21 إلى 23 من يونيو الماضي 2017، اجتماعات تنسيقية ضمت رموز من تنظيم الإخوان الإرهابي (إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان _القيادي الاخواني، جمال بدوي مدير مؤسسة الإعلام الإسلامي في كندا) وعدد من القيادات الشيعية البارزة المقربين من مرشد الثورة الإسلامية (المرجع الشيعي أحمد الحسني) على هامش ما يسمي المؤتمر الدولي العاشر لمنتدى الوحدة الإسلامية الذي عقد بفندق هوليدي أن.
وجاءت كلمة الإخواني إبراهيم منير خلال الاجتماع متناقضة مع ما يقوم به التنظيم الإرهابي من أنشطة إرهابية وأعمال عنف، حيث زعم المذكور أهمية نبذ التعصب لأي مذهب ديني مجملًا تنظيم داعش مسئولية الأعمال الإرهابية في الوقت الذي حاول فيه إخفاء علاقة التحالف التي تجمعه مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وحركة حسم.
وفي لقاء مغلق يعكس العلاقة الوطيدة التي تجمع ببين تنظيم الإخوان الإرهابي والنظام الإيراني استضافته مؤسسة أبرار الشيعية يوم 26 يوليو 2017 في لندن فقد بحث كل من إبراهيم منير ومحسن الأراكي سبل إقامة تحالف استراتيحي بينهما وإقامة مثل هذه الندوات والمؤتمرات بشكل مستمر في إطار تحركهم التأمري على استقرار دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.

التنظيم الدولي للإرهابية..
وردا على هذه الاجتماعات قال علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا، إنه يتبرأ من مشاركة تنظيم الإخوان في مؤتمر أقيم في لندن، معروف أن إيران تدعمه وتوجّهه، ودعا قيادة الجماعة إلى اتخاذ الموقف المناسب.
وأشار البيانوني إلى أنه علم أن "إبراهيم منير، ومعه بعض الإخوة المصريين شاركوا في المؤتمر العاشر للمنتدى المسمّى (منتدى الوحدة الإسلامية) في لندن، والذي تشرف عليه وتوجّهه وتموّله إيران، التي كشفت خلال السنوات الأخيرة عن وجهها الدموي الكالح وعدائها السافر للعرب والمسلمين وجماعة الإخوان المسلمين".
يشار إلى أن إبراهيم منير أحمد هو "نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا والمشرف العام على موقع (رسالة الإخوان) ويعيش في لندن، وهو أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية في لندن، ولد في العام 1937 في مصر، وحكم عليه بالأشغال الشاقة لـ 10 سنوات في قضية إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965م، وعمره كان وقتها 28 سنة.
وفي 26 يوليو 2012، أصدر المعزول محمد مرسي عفوًا عامًا عنه نشر في الجريدة الرسمية العدد 30 لسنة 2012.
وأضاف البيانوني في بيان نشرته بعض المواقع الاخوانية جاء فيه "إذا كان بعض الإخوان يغضّون الطرف في الماضي عن مثل هذه المشاركات لبعض الاعتبارات.. فإن المشاركة في هذا المؤتمر، في ظل مواقف إيران المعلنة المعادية للأمة، تعتبر خيانة لدماء الشهداء المسفوحة من قبل الميليشيات الإيرانية في كل مكان وخروجًا على مواقف جماعة الإخوان المسلمين وسياساتهم المعتمدة".
استدرك قائلًا "لما كان إبراهيم منير لا يمثل نفسه في مثل هذه المؤتمرات وإنما يمثل الجماعة التي يتبوّأ فيها موقعًا قياديًا، فإني أعلن استنكاري وبراءتي من هذه المشاركة التي لا تمثلني". ودعا "الإخوة في قيادة الجماعة إلى اتخاذ الموقف المناسب".
وعلى ضوء هذه التناقضات التي تطرح العديد من الأسئلة أهمها عن مستقبل الجماعة والتنظيم الدولي بعد التغيرات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط، حيث ان الجماعة وتنظيمها الدولي يؤيدون الحرب في اليمن بقيادة السعودة ويناهضون مقاطعة قطر بقيادة السعودية، ويرتمون في احضان ايران التي على خلاف مع السعودية وغيرها من التناقضات التي من الممكن في القريب العاجل ان تقضي على وجود التنظيم الدولي في ظل وجود انشقاقات داخل صفوف الجماعة وتنظيمها الدولي.