بوابة الحركات الاسلامية : تنسيق أوروبي لملاحقة عناصر داعش..وتسجيل بيانات الإسلاميين الخطيرين أمنياً (طباعة)
تنسيق أوروبي لملاحقة عناصر داعش..وتسجيل بيانات الإسلاميين الخطيرين أمنياً
آخر تحديث: السبت 19/08/2017 08:08 م
تنسيق أوروبي لملاحقة
كشفت تحقيقات الشرطة الإسبانية إن سائق الشاحنة التي دهست حشوداً في برشلونة مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً ربما لا يزال على قيد الحياة وهارباً، لتنفي بذلك تقارير سابقة لوسائل الإعلام أفادت بأن الشرطة قتلته بالرصاص في منتجع كامبريلس الساحلي في إقليم كتالونيا. 

تنسيق أوروبي لملاحقة
وقال قائد شرطة إقليم كتالونيا، الواقع شمال شرق البلاد، خوسيب لويس ترابيرو، إنه لا يستطيع تأكيد أن السائق كان أحد الخمسة الذين قتلتهم الشرطة. وقال للتلفزيون الإقليمي "الاحتمال بأنه قُتل لا يزال قائماً ولكن خلافاً للساعات الأربع الماضية فإنه يقل".
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الداخلية الإسباني  خوان إجناسيو زويدو، أنه تم تفكيك الخلية الإرهابية المنفذة لهجومي برشلونة وكامبريلس وأن التأهب الوطني ضد الإرهاب سيبقى دون تغيير عند المستوى الرابع. 
نوه زويدو إلى أن إن التأهب الوطني ضد الإرهاب سيبقى دون تغيير عند المستوى الرابع، وهو مستوى أقل من الحد الأقصى الذي يشير إلى أن هناك هجوماً وشيكاً، بيد أن الأمن سوف يتم تعزيزه في المناطق المزدحمة والنقاط السياحية، وندرك أن انعدام الخطر غير موجود، وأن من المستحيل الحصول على الأمن المطلق، ولكننا سنعمل ليلاً ونهاراً لتقديم الإرهابيين إلى العدالة والقضاء على مخططاتهم".
وقال الوزير الإسباني "سنعيد توجيه جهودنا وسنسخرها لكل مكان أو منطقة تحتاج إلى حماية خاصة". وأضاف أن السلطات الإسبانية تعتبر أن الخلية التي تقف وراء الهجمات جرى تفكيكها تماما.
فى حين دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى تحسين تبادل كافة البيانات عن الجناة المتطرفين. وذكر ماس أن الإرهاب الدولي لا يعرف حدوداً بين الدول، مؤكداً أن الحماية الفعالة لن تتحقق إلا بالتعاون الجيد بين السلطات الأمنية في الاتحاد الأوروبي.

تنسيق أوروبي لملاحقة
وشدد خبير الشؤون الداخلية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، شتيفان ماير، أنه من الضروري تحسين التعاون داخل الاتحاد الأوروبي وإنشاء سجل مشترك لبيانات الإسلاميين الخطيرين أمنياً في الاتحاد، وأن التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، يطالب بذلك منذ فترة طويلة، مؤكداً ضرورة إنشاء سجل لبيانات الوافدين إلى الاتحاد والمغادرين منه في أسرع وقت ممكن.
بينما طالب السياسي في الحزب الديمقراطي الحر، ألكسندر جراف لامبسدورف، بتدعيم الشرطة الأوروبية "يوروبول" ووكالة "فرونتكس" لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الإرهابيين يتحركون بحرية حالياً في أوروبا، مؤكدا ضرورة تحويل "يوروبول" إلى هيئة اتحادية أوروبية للشرطة الجنائية، كما طالب ل بتكثيف جهود الولايات الألمانية في إعادة وترحيل الخطيرين أمنياً وتعزيز تبادل البيانات.
ويري محللون أن الإرهابيين يجبرون السلطات الأوروبية على طرح الأسئلة المألوفة، هل تم استنتاج الدروس الصحيحة من التفجيرات السابقة؟،  فعلى سبيل المثال لا يوجد تعاون كاف بين القوات الأمنية الأوروبية لموجهة اعتداءات الإرهابيين.
وتم طرح تساؤلات ، منها إن كانت قد اتخذت ما يكفي من الإجراءات ضد مكافحة الأسباب المحلية للإرهاب، وهل يكفي حقا زيادة الأمن الداخلي من خلال القمع؟.
ويري متابعون انه على الديمقراطيات الغربية الإجابة عن سؤال ما إذا قد تصدت بشكل كاف لأسباب الإرهاب، كما تصدت له مثلاً في العراق أو سوريا، إذ يشارك هناك تحالف لمكافحة الدولة الإسلامية بشكل أثر على التنظيم الإرهابي بشكل كبير. بيد أن هناك نقصا في وسائل إعادة إعمار المناطق المحررة".
وهناك تقارير تشير إلى أن الإرهاب والكراهية لا يقتصر على الإسلامويين المتشددي، ويري خبراء أن السلطات الأوروبية غير قادرة على  حماية مواطنيها من عمليات الدهس باستخدام الشاحنات أو الطعن بالسكاكين، والاكتفاء بالحفاظ تبادل المعلومات والدعم المتبادل لمواجهة الإرهاب، كما أن الكراهية لا تقتصر على الفكر الإسلاموي المتشدد. 

تنسيق أوروبي لملاحقة
وكشفت صحيفة "فرانكفورترألجماينه تسايتونج" الألمانية  أن "أرواح القتلى الأبرياء لن تكون مقدسة، إذا علم الإرهابيون أن من بين الضحايا الذين أوقعوهم "إخوة" مسلمين لهم أيضاً، وعبارات مثل "استمروا على هذا المنوال" أو "هذا كاف لحد الآن" لن تكون رد الفعل الأول ولا الوحيد على اعتداء وحشي كاعتداء برشلونة. هذه الأيام هي أيام الحداد على الضحايا والأمل بشفاء المصابين والتضامن مع أسرهم. وأخبار هؤلاء القتلة ومؤيديهم لن تكون الأخيرة، ولكننا لن نسمح لهم بتدمير قيمنا وأسلوبنا في الحياة".
نوهت إلى أنه "كان من المفترض أن يكون صيفا سهلا. وخصوصا صيف بدون إرهاب. وأن يسود الاستمتاع بعطلة مشمسة، ولكن ليس في تركيا أو مصر أو تونس. ولهذا تحولت إسبانيا إلى ملاذ آمن للسياح في هذا العالم الذي يزداد خطورة يوماً بعد يوم، ويبدو الآن أنه لم يعد هناك أمان في أي مكان – ولا حتى في إسبانيا نفسها".
وفي سياق أخر سارعت الروابط الإسلامية المختلفة في إسبانيا إلى التنديد بالحادث بطرق متنوعة، ففي الوقت الذي دعت فيه بعض الأطراف إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا وطالبت بخروج المسلمين في تظاهرات للتنديد بالحادث.
 ودعت جهات أخرى كالمركز الثقافي الإسلامي في مدريد لتؤكد فيه أن "الجناة وإن كانوا يحملون أسماء إسلامية، إلا أنهم لا يمتون للإسلام الحقيقي بصلة وليسوا على دراية بالإسلام ولا حتى يمارسون شعائره".
كما أعلنت المفوضية الإسلامية في إسبانيا الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا، ودعت المصلين للوقوف أمام المساجد عقب صلاة الجمعة للتنديد بالحادث والتعبير عن الحزن على أرواح الضحايا، بنفس الطريقة التي عبرت بها الحكومة المركزية والحكومات المحلية في إسبانيا عن حزنها.