يجدد دائما الإرهابيون موقفهم وتحذيراتهم فى تعاملهم مع المجتمع المصرى بأدواته وأفكاره ومعطياته اليومية، مما يؤكد انفصالهم الفكرى والشعورى عنهم، ففى بيانهم الأخير ذكروا فى مطلعه الآية الكريمة «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ» [28: إبراهيم]، فى إشارة إلى أن من أحل در البوار فى وطنه هم المصريون بسبب تركهم حكم الإخوان، وكما هو معلوم، فسورة إبراهيم من السور المكية، أى أن تلك الآيات تقصد مشركى قريش، الذين كفروا بنعمة ظهور محمد، صلى الله عليه وسلم، فهم بحربهم له وإخراجه من بين ظهرانيهم إلى المدينة وقتالهم لهم من بعد أن أضروا بأوطانهم. وضع كاتب البيان تلك الآية فى مفتتح بيانهم، وفى صدره إشارة واضحة بأنهم يقصدون كفران المصريين بالنعمة التى آتاهم بها الإخوان، وهى مجيء مرسى رئيسا لهم، ثم إنكارهم له ورفضهم لممارساته وجماعته.
بيانات الإخوان تؤكد نظرتهم للمجتمع الآن، وسيظل أمر الاختفاء وراء آيات الكتاب الكريم والإتيان بها للتدليل على صحة المواقف أو إدانة مواقف الآخرين فى قضايا ذات طابع سياسى واجتماعى عقلانى خلافى بالضرورة أكبر المعضلات التى يعانى منها تنظيم الإخوان الإرهابي. لم يكتف الإخوان بهذا البيان عن ذكرى الثلاثين من يونيو، بل تبعه هذا منذ أيام تحذيرات تنظيمية تناولتها مواقع إخوانية بعنوان «كن حذرا أيها المجاهد من هؤلاء» «ماسح الأحذية» «بائع الكشك»، و«السايس»، و«سماسرة العقارات» و«البواب» و«القهوجي» و«سائق التاكسي» و«مقيم الشعائر». يتحسب الإرهابيون الحديث مع أصحاب بعض المهن ويطلقون عليهم مرشدين مخفيين فى دهاليز المجتمع، ومؤخرا أصدر تنظيم الإخوان الإرهابى تقريرا سريا أطلق عليه «مخبرون ومرشدون فى بلاط المجتمع المصري».. «البوابة» تنشر بيانات الجماعة الإرهابية.
«الإخوان» تحذر أعضاءها من التعامل مع أصحاب ٩ مهن
ترسخت فى عقول الإخوان أن هذه المهن عيون عليهم، بسب الضربات الأمنية خلال الفترة الأخيرة، التى أدت إلى تصفية واعتقال العديد من أفراد الجماعة، وسادت نظرة الشك بين أفراد المجتمع، خاصة من بعض المهن، خوفا من كونهم مخبرين للأجهزة الأمنية، كما يعتقد الإخوان. وفيما يلى المهن التى حذر منها الإخوان عناصرهم من التعامل معهم مؤخرا:
ماسح الأحذية
خذ حذرك وأنت تتعامل مع «الجزمجى» أو ماسح الأحذية، خاصة الموجودين أمام المصالح الحكومية والميادين العامة وأمام الأقسام البوليسية، فجميعهم مخبرون لدى قطاعات الأمن الوطني، يسجلون الأحاديث وينقلون بالهواتف النقالة الصور، وإن كان لا محالة تريد أن تتعامل مع الـ«جزمجي»، فأغدق عليه بثمن مسحتين لحذائك، وحاول أن تضع وجهك عكس اتجاه المارة، ولا تتحدث معه فى أى شيء، وإن جرك فى الحديث فى موضوعات سياسية، فأثن على الجيش والشرطة، ولا تجعل نبرة صوتك ساخرة أو حزينة، حتى تخرج فى التسجيل مشوهة ضعيفة لا يستطيع ضباط المباحث تمييزها بعد ذلك.
الحلاق
الحلاق دائرة نفوذ و«أحوال مدنية» بامتياز، فهو يعرف كل من يمر أمامه من أهل الحارة، حتى المرأة المنتقبة يعرفها، ففلان ابن فلان ابن فلان يسكن فى الناحية الفلانية، فلان عمته فلانة، خالته، جدته، جد جدته «الداية التى ولدَّته».. عنوان الحلاق، بمثابة صندوق بريد الحارة بأكملها.
فالحلاق محدث لبق ورجل صحافة وأنباء من طراز فريد ودائرة بريد جوالة، هو الرجل الناصح والمستشار ورجل الاجتماع، والنديم، والصديق لكل أهل الحارة، لذلك يلجأ إليه المخبرون والمرشدون للاستعلام عن أهل الحارة ومن يتردد على منازل السكان، فليحذر كل منكم من الاقتراب منه فى أماكن سكنكم، ويستحسن أن تكون الاجتماعات فى يوم إجازة الحلاق.
وعندما تجلس عند الحلاق وتجده يفتح قنوات الشرعية «مكملين ووطن» فعليك عدم التعليق نهائيا، وعدم النظر إلى البرامج المذاعة، لأن معظم الحلاقين يفتحون هذه القنوات كمصيدة للإخوان والمجاهدين لإبلاغ المباحث عنهم.
سائق التاكسي
سائق التاكسى يضع فى الغالب كلمات لقادة الإخوان والأناشيد الحماسية، فيدفع الراكب إلى التعليق على الحديث، ويبدأ من هنا استدراج الشخص، فحاول دائما عدم التعليق، ولو كنت تستقل تاكسى لأحد من الأصدقاء أو ذاهبًا به لحضور اجتماع، لا تنزل فى نفس المكان الذى سوف تحضر فيه الاجتماع، بل حاول النزول فى أقرب مكان، والسير فى اتجاهات مختلفة لتضليل السائق، الذى سوف يخبر عنك الأجهزة ويصور لهم على «جى بى إس» مكان نزولك ليسهل القبض عليك.
البواب مخبر العقار
البواب أو حارس العقار أو رجال أمن الشركات، «عم أحمد» و«عم عثمان» حيث الجلباب الأبيض ناصع البياض، والـ«دكة» (الأريكة) الخشبية، وسؤال الطالع «طالع عند من يا سعادة البيه؟» إلى «تامر» و«هيثم» والزى الأزرق المشابه لـ«الإنتربول» أو البنى المُطابق للمكاتب التى يجلسان خلفها، ومن أمامهما شاشة كمبيوتر، حيث سؤال الطالع «على فين يا باشمهندس؟».
فالبواب يحرس وينظّف ويُشرف، ويعرف أدق تفاصيل حياة السكان على مدى سنوات خدمته، وتزيد الغالبية المطلقة من العمارات السكنية المصرية، لا سيما فى المناطق التى يقطنها سكان النصف العلوى من الهرم الاجتماعي، حيث الطبقات المتوسطة بفئاتها والعليا بأنواعها، تخضع لهيمنة البواب أو سيطرة «موظف الأمن» الملقّب اختزالًا بـ«الأمن»، الأول أكثر أصالة وأعمق تاريخًا وأعتى مفهومية لفكرة حراسة العمارة، حيث يقيم وعائلته إما فى غرفة صغيرة فى المدخل وإما أخرى صغيرة أيضًا على السطح، والثانى أكثر أناقة وأعمق انشغالا بأمور لا تتعلّق بالعمارة التى يحرسها أو يؤمنها، ولا تتعدى فترة إقامته فى مدخلها أكثر من ١٢ ساعة، هى مدة وردية عمله.
فبواب العمارة من أهم الشخصيات التى يجب أن يتجنبها ويحذر منها أو أن يعرف عنه أى شيء، فالبواب فى نظر الإخوان هو لص مستتر فى حجرة البدرون، ينتظر من يدفع له أكثر ليبيع له المعلومة، لذلك فقط طلبت التحذيرات بعدم السكنى فى الأماكن التى بها بواب أو الاجتماع فى العقارات التى يوجد بها حارس عقار.
القهوجي
لا يلجأ فى الغالب الإخوانى إلى القهاوى للقاءات التنظيمية أو التواصل الفردى مع عناصر التنظيم فى القهاوي، وتعتبر القهاوى بها منكرات من شيشة وأغان صاخبة وتدخين السجائر، ولكن الضرورات تبيح المحظورات فى فكر التنظيم.
فقد حذر الإخوان مؤخرا من ارتياد معظم مقاهى سط البلد أو الجلوس عليها بشكل جماعي، لأنها تحت الرقابة اليومية من مخبرى النظام، خاصة وقد سقط بعد العناصر التنظيمية من حركة حسم والمقاومة الشعبية نتيجة الرصد من خلال هذه المقاهي.
فجميع القهوجية يتعاونون مع الأمن فى مصر لضبط معارضى النظام، يقول أحد العناصر التنظيمية: «عندما انتشرت تظاهرات لإحياء ذكرى ثورة ٢٥ يناير، وكانت قوات الأمن فى منطقة وسط البلد تلقى القبض على المتظاهرين، وأثناء مرور اثنين من الناشطين السياسيين أمام مقهى قريب من ميدان مصطفى كامل، صاح صاحب المقهى وهو يشير باتجاه الناشطين الاثنين اللذين اعتادا الجلوس فى المقهى: «العيال دى من بتوع المظاهرات»، إلا أنهما تمكنا من الهرب».
سماسرة العقارات
يحذر الإخوان من التعامل مع سماسرة العقارات لأن معظمهم الآن مطلوب منهم إرسال صورة البطاقة الشخصية وصورة من العقد لمخبر يعمل فى القسم يكون مسئولًا عن هذا الملف.
فيجب تجنب العنصر العامل فى التنظيمات السرية الإخوانية من التعامل مع السمسار، ويلجأ لبدائل أخرى، وهى الاتصال المباشر بصاحب الشقة أو العقار، ويعرض عليه الشراء أو الاستئجار بشكل مباشر، فيتجنب عيون المباحث ويتجنب كذلك العمولات الباهظة من عمليات السمسرة.
ويطلب التحذير من العناصر إيجاد شقق سكنية محددة فى كل منطقة يقومون بدراستها بشكل جيد، واختبارها بعناصر غير مرصودة لكى يتجنبوا الملاحقات الأمنية والرصد والمتابعة.
السايس
وتتجة نصائح «كن حذار أيها المجاهد» من عينة السايس المنتشرة فى جراجات وميادين مصر، فمعظمهم أصحاب سوابق إجرامية، إما فارضو إتاوات، وإما جهاز معلومات لعصابات السطو المسلح على منازل المواطنين، وهؤلاء يستخدمهم مخبرو المباحث وضباط الأمن.
فيطرحون عليهم صور المطلوبين مقابل تمكينهم من هذه المواقف الحكومية إمدادهم بالمعلومات، أى معلومات ولو كانت بسيطة أو سطحية يشاهدونها فى الطريق أو أمام السيارات أو عند الطرق الرئيسية، أى مشهد مريب يتم الإبلاغ عنه مباشرة.
وينصح بعدم التحدث مع السايس مطلقًا فى التنقل بين الحارات الداخلية للجراج، وإن استطعت ألا تسجل رقم سيارتك يكون أفضل دون أن يُسجَّل اسمك فى دفتر المسافرين فهذا أحسن، لأن وجود اسمك قد يعرضك فى المستقبل لـ«سين وجيم»، ولتحقيق ذلك اركب بواسطة النقل بعد أن تتجاوز مركز الانطلاق بقليل، وكأنك أتيت متأخرًا، وفى مثل هذه الحالة الغالب عندها لن يُسَجَّل اسمك.
بائع الكشك
هو أحد عملاء جمع المعلومات السرية، باستقطاب أفراد لهم وإمكانية الحصول على المعلومات من العدو، ويسمى «عميل»، يكون التعامل مع المجند العميل على أساس «المال مقابل المعلومات» من دون اطلاعه على مخططات وأسرار الجماعة، ومع وجود قيود على تدريبه، وممن يمكن تجنيدهم كعملاء الجمارك، شرطة الحدود، سكان الحدود، المهربين، شرطة المرافق، عمال الفنادق الفخمة والمطاعم، والمتسولين.
إمام مسجد الأوقاف
كما حذرت الوثيقة من إمام المسجد، الذى ينظر إليه الناس باعتباره موجها، ويسعى إليه أبناء منطقته للصلاة خلفه، وأحيانا لإصلاح ذات البين، وهو رئيس للجنة الزكاة، وواعظ، يطلبون منه الفتوى، فقد تحول إلى عين فى كل مسجد على المصلين، يتحسس خطاهم، ويختبر أفكارهم ويطلع على دعائهم على الحكام من أجل علاوة أو أن ينتقل لمكان أفضل فى وزارة الأوقاف.
«مهارة المجاهد فى التخلص من عيون المباحث».. استراتيجية جديدة لحماية أعضاء الجماعة
تحت عنوان «مهارة المجاهد فى التخلص من عيون المباحث»، ناشد التنظيم الإرهابى أتباعه بالاحتياط، وأخذ الحذر، واستعرض هذا الإصدار الورقى الجديد بعض الموضوعات التى تتعلق بالفرد أو الجماعة الصغيرة، حول العمل على مستوى السرية، مما يمكن الإرهابيين من التسلل إلى المدن بطريقة أكثر أمانا وحيطة وحذرًا، والموضوعات التى نتعرض لها هنا هى «مهارات التحرك فى المدينة، مهارة الدخول إلى المباني، مهارة اختيار المكان المناسب لإطلاق النار، كذلك كيفية إعداد وتجهيز موقع للسلاح فى المباني، أيضا تطهير المباني.. وأخيرا تنظيم جماعة العمل وأسلحتها، وما تحتاج إليه من أسلحة ومعدات».
تحرك الإرهابيين فى المدن:
قدمت الوثيقة تحذيرًا لتحرك الإرهابى حول زاوية المبنى باستخدام (الاستطلاع البصرى).
قبل التحرك لزاوية انتبه لهذه الأخطاء:
أ- انتبه لسلاحك حتى لا يسبقك ويظهر طرفه للعدو.
ب- لا تعرض رأسك للعدو على ارتفاع يتوقع العدو أن يراه.
الوضع الصحيح لهذه الحركات كالتالي:
أ- ارقد منبطحا على الأرض وسلاحك بجانبك، ومن ثم تحرك قليلا قليلا إلى الأمام مع إبقاء الخوذة على رأسك.
ب- أظهر رأسك بهدوء حتى تظهر كظل، وأظهر رأسك بمقدار ما تستطيع أن ترى منه حول الزاوية.
ج- إذا لم تكن هناك عقبات أو عدو ابق منخفضا وتحرك حول الزاوية.
طريقة الإرهابيين المبتكرة لتأمين أنفسهم فى الميادين والمدن:
وتتم بتعليق مرآة على سلك، ثم يقوم المجاهد بعرضها خلال الزاوية لتنقل له الصورة الأخرى، وهذه الطريقة لا تستطيع أن ترى من خلالها إلا التحركات والأماكن المتمركزة، أيضا يتم الانتباه بحيث لا تكون الشمس فى وجه المرآة فتفضح المجاهد.
وطالبت التحذيرات بتجنب المناطق المفتوحة (الطرقات، الحدائق، الميادين) بقدر الإمكان، حيث إنها أماكن طبيعية لرشاشات العدو.
ولكن فى حالة عبور الإرهابى إليها عليه مراعاة القواعد التالية:
أ- قم بعمل استطلاع بصرى للمنطقة والموقع، وتأكد من وجود بعض الأماكن التى توفر لك غطاء جيدًا أو موقع اختفاء أثناء العبور والحركة.
ب- التحرك بشكل عمودى سيقلل من الوقت الذى تعرض نفسك فيه لنيران العدو، كما أن التحرك بسرعة يحرم العدو من دقة التصويب.
ج- كلما أمكن استخدم الدخان لإخفاء تحركاتك.
د- عند القيام بعملية العبور لا تبخل بإطلاق النار للتغطية على تحركك.
هـ- للحركة بين المواقع يتم تحديد أقصر الطرق للحركة، وكلما كانت على شكل وثبات كان آمنًا، كذلك لا بد من قيام الآخرين بعمل تغطية للمجاهد المتحرك، وعلى سبيل المثال إذا كان المجاهد يرغب فى الحركة من (أ- س) فإن هذا الطريق طويل، وعليه أن يقوم بأخذ وثبة إلى (ب)، ومن ثم إلى (س) مع مساندة إخوانه له، ولا بأس بوجود سحابة دخانية، كما يرى فى الشكل السابق «٢».
و- عند تحرك اثنين من المجاهدين يقوم رقم «١» بإطلاق نيران التغطية مع قيام رقم «٢» بالعبور السريع، ثم يرتكز فى الركن الآخر، ويبدأ فى تغطية نارية لتقدم زميليه، وهذه الطريقة أفضل إذا تأكد من وجود رشاش واحد، فيتم تعطيلها حتى يمرا بسلام.
ز- فى حالة اضطرار مجموعة من المجاهدين إلى التحرك فى نفس الوقت إلى موقع جديد فيجب عليها الآتي:
١- على الأفراد أن يتركوا بينهم مسافة من ٣ -٥م على أن يكون اصطفافهم على شكل جناح طائرة.
٢- عند إعطاء الإشارة المتفق عليها تعبر المجموعة المنطقة المفتوحة مع مراعاة الحفاظ على الشكل والمسافة بينهم.
(البوابة نيوز)