بوابة الحركات الاسلامية : داعش يتراجع أمام الجيش السوري والأكراد.. ودير الزور معركة الحسم (طباعة)
داعش يتراجع أمام الجيش السوري والأكراد.. ودير الزور معركة الحسم
آخر تحديث: الإثنين 04/09/2017 08:00 م
داعش يتراجع أمام
تتواصل المعارك فى الأراضي السورية فى ضوء اقتراب الجيش السوري من حصار تنظيم داعش، وسط معارك أخري تقودها حركة سوريا الديمقراطية وعناصر حزب الله، وهو ما يشير إلى قرب حسم الجيش السوري فى طرد عناصر داشع نهائيا من أخر معاقله وخاصة الرقة ودير الزور.

داعش يتراجع أمام
يأتى ذلك  فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير إلى تقدم كل من قوات الجيش السوري وقوات "سوريا الديمقراطية"، إلى داخل الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وهي آخر محافظة في قبضة مسلحي التنظيم في الأراضي السورية، حيث يسيطر التنظيم، منذ صيف عام 2014 على معظم المحافظة، ويحاصر منذ بداية 2015 قوات النظام التي بقيت متواجدة فقط في أجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومطارها العسكري.
واقتربت قوات الجيش السوري من مدينة دير الزور ، التي يحاصر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية منذ ثلاثة أعوام منطقة تخضع لسيطرة الحكومة فيها، وأصبحت القوات - مع تقدمها السريع عبر الصحراء - على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من منطقة في غرب المدينة، حيث وصلت إلى أطراف قاعدة اللواء 137 التي تقع تحت سيطرة الحكومة، ويسيطر مسلحو التنظيم على نصف دير الزور، وعلى جزء كبير من المحافظة.

داعش يتراجع أمام
وتعد دير الزور آخر أكبر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في الوقت الذي تحاصر فيه مدينة الرقة - التي يصفها التنظيم بأنها عاصمة الخلافة - مقاتلو تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة، ولا يزال يعيش في المنطقة المطوقة التابعة للحكومة في دير الزور نحو 93000 مدني، ويعتمد هؤلاء السكان على الإمدادات التي يوفرها الجيش السوري لهم، والمساعدات التي تلقيها لهم من الجو الأمم المتحدة، وقيل إن سوء التغذية بدأ ينتشر في أوائل 2016 بين السكان، وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن بعض الناس يموتون جوعا.
وقال محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة، قوله إن السكان احتفلوا مساء الأحد في الشوارع بعد علمهم باقتراب جنود الحكومة والقوات الموالية لها من المدينة، وقال "إنهم ينتظرون بفرحة غامرة ترحيبهم بأبطال الجيش، الذين سيكسرون الحصار".
" وأذاعت وحدة الإعلام الحربي التي يديرها حزب الله اللبناني، الذي أدى مقاتلوه دورا أساسيا في التقدم نحو دير الزور، مقطع فيديو لما وصفته بالاحتفالات، والاشارة إلى أن القوات الموالية للحكومة سيطرت على التلال الواقعة في ضواحي المدينة الغربية، وقطعت طرق الإمدادات الأحد عن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

داعش يتراجع أمام
وكشفت تقارير أن جنود الجيش وصلوا إلى أطراف قاعدة اللواء 137، وإنهم اشتبكوا مع المسلحين بالداخل، وإذا تغلب جنود الحكومة، فإنهم سيكسرون الحصار المفروض على القاعدة وعلى منطقة الجورة المجاورة لدير الزور".
ولم ترد بعد أي تأكيدات لهذا من قبل وسائل إعلام حزب الله، أو غيره من القوات الموالية للحكومة.
ونوه محافظ مدينة دير الزور السورية، محمد إبراهيم سامرا، إن الجيش السوري سيصل إلى معسكر تابع له في المدينة وخاضع لحصار من تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية "في غضون ساعات".، وقال المحافظ "إن دفاعات التنظيم المتشدد "تنهار" في المنطقة وإن بعض السكان خرجوا إلى الشوارع "للاحتفال بقدوم الجيش".
ويخضع أكثر من نصف المدينة لسيطرة التنظيم منذ عام 2014، إلا أن القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها شنت عمليات عسكرية منذ بداية العام في المناطق الشرقية الصحرواية، لمحاولة الوصول إلى دير الزور لطرد عناصر التنظيم منها.
وبات الجيش السوري على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من المعسكر الحكومي الذي يحاصره التنظيم عند الأطراف الغربية من المدينة.

داعش يتراجع أمام
فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير حقوقية  إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم الدولة من جانب آخر، على محاور واقعة في حي الرشدية بالمدينة، إثر هجوم من قبل التنظيم في محاولة لتحقيق تقدم في المنطقة، وسط قصف من قبل القوات الحكومية على محاور القتال.
وتقع محافظة دير الزور في شرق سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق وعاصمتها مدينة دير الزور، على الحدود مع العراق، ويمر بها نهر الفرات، وتمتد المحافظة على مساحة تزيد عن 33 ألف كيلومتر مربع، وتحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، بعد محافظة حمص. ويقدر عدد سكانها بنحو مليون مئتي ألف نسمة وذلك حسب تقديرات عام 2010، ومعظم سكانها من العرب، ويوجد فيها أيضا أكراد وأرمن، ويربطها بباقي المدن والمحافظات شبكة من الخطوط الحديدية بالإضافة إلى مطار دولي، واشتهر أهل دير الزور في الماضي بالزراعة والتجارة، لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية.
وما تزال دير الزور تحافظ على أسواقها التقليدية القديمة ذات السقوف المقوسة والمغطاة بالحجارة، مثل: سوق الحبوب وسوق الهال وسوق التجار وسوق الحدادة وسوق النحاسين وسوق الصاغة، وغيرها، وتاريخيا خضعت المنطقة للحكم البابلي، ثم الآشوريين فالكلدانيين والفرس والمقدونيين، ثم الرومان، فالعرب، أصبحت المنطقة مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية، ثم احتلها الفرنسيون عام 1921 ولكن أهلها ثاروا مجددا لتتحرر المنطقة من الاستعمار الفرنسي، كما شارك أهل دير الزور في الثورة على نظام بشار الأسد، وخرجت مظاهرات في المدينة يوم 15 أبريل 2011 ضد النظام، وتعرف دير الزور بحقولها النفطية الكبيرة مثل التنك والعمر والورد والتي سيبطر تنظيم الدولة على أغلبها بعد معارك ضد المعارضة السورية.