بوابة الحركات الاسلامية : بعد تبادل الاتهامات بين باكستان وأمريكا.. طالبان تمدد في أفغانستان (طباعة)
بعد تبادل الاتهامات بين باكستان وأمريكا.. طالبان تمدد في أفغانستان
آخر تحديث: الخميس 14/09/2017 01:16 م
بعد تبادل الاتهامات
أشعلت طالبان حرب الاتهامات بين باكستان والةلايات المتحدة الأمريكية، في ظل اتهام اسلام أباد وشنكن بتوفير ملاذ أمن لحركة طالبان في أفغانستان.

اتهامات باكستان

اتهامات باكستان

واعتبر وزير الخارجية الباكستاني، خواجة محمد آصف، أن حركة طالبان ليست بحاجة إلى ملاذ آمن في باكستان، لأن الولايات المتحدة سلمتها خلال السنوات الـ15 الماضية 40% من الأراضي الأفغانية.
واتهم الوزير، الأمريكيين بأنهم “هم من وفّر ملاذًا آمنًا لطالبان”، وذلك ردًا على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسلام آباد نهاية أغسطس الماضي، بـ”تقديم ملاذ آمن لطالبان”.
وقال إن السياسة التي أعلن عنها ترامب دفعت باكستان للتوجه نحو جيران وأصدقاء في المنطقة من أجل تطوير مواقف مشتركة معها، ومن أجل التأكيد على ضرورة حل الصراع سلميًا وليس عسكريًا، مشيرًا إلى أن بلاده نجحت في تحقيق ذلك.
وأعرب عن أمله في “تحقيق هذه المواقف المشتركة لمواجهة ما تحاول الولايات المتحدة فرضه من حلول تختارها هي لدولة أفغانستان التي تعاني منها منذ عقود”.
وفي أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي عن تغييرات جديدة في السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة بكل من أفغانستان وباكستان والهند.
وأكد أن التغيير الجديد في سياسة بلاده تجاه أفغانستان سيستند على “الظروف بدل الوقت”، في إشارة إلى أن مهمة الجيش الأمريكي بأفغانستان، ستنتهي بتحسن الظروف الأمنية بها، وأنها غير مرتبطة بتاريخ معين.
واتهم ترامب في استراتيجيته باكستان بأنها تمنح “ملاذًا للإرهابيين”، وهو ما رفضته إسلام أباد وطالبت الرئيس الأمريكي بالتخلي عن هذه التهمة.
ونفت باكستان مرارا أنها هي من أسست طالبان، لكن لا يوجد شك كبير في أن العديد من الأفغان، الذين انضموا في بادئ الأمر إلى صفوف الحركة، تلقوا تعليما في المعاهد الدينية في باكستان.
وكانت باكستان أيضا واحدة من ثلاث دول فقط، بالإضافة إلى السعودية والإمارات، اعترفت بطالبان حينما وصلت للسلطة في أفغانستان من منتصف التسعينيات وحتى عام 2001.
وكانت باكستان آخر دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان
وأضاف وزير الخارجية الباكستاني أن الأمريكيين يسعون منذ ما يقرب من 40 عامًا لفرض أطروحاتهم (لم يحددها) السياسية على أفغانستان الجريحة، وشدد على أهمية إيجاد حل سياسي يضمن إنهاء الأزمة الأفغانية ويحقق الاستقرار لهذا البلد.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة صرفت خلال الحرب الأفغانية تريليونات الدولارات، واستدرك بالقول: “لو أن الولايات المتحدة سلكت الطريق الصحيح وأنفقت أقل بكثير مما أنفقته ولكن بحكمة، لتحقق السلام بالفعل في أفغانستان”.
وألمح آصف إلى أن وجهات النظر في الصين حيال الأزمة الأفغانية تتوافق مع باكستان.
وذكر الوزير الباكستاني أن الصين أوضحت لبلاده بصراحة مخاوفها المتعلقة بالوضع في أفغانستان.
وعبر عن أمله في التوصل إلى حل سياسي في أفغانستان يضمن تحقيق السلم الإقليمي، وأكد على أن التنمية وتعزيز القدرات الاقتصادية تشكلان مفتاح الحل.
ودافع آصف عن نهج بلاده في أفغانستان، قائلًا: إسلام آباد تعيش تبعات هذا الصراع، وهي المتضرر المباشر الأكبر منه، ولذلك، فإن مصالحها في أفغانستان أسمى من مصالح الولايات المتحدة.

حركة طالبان:

حركة طالبان:
وأثبتت حركة طالبان المسلحة أنها قوة قتالية هائلة في أفغانستان وتهديد خطير لحكومتها.
وظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان.
وبرز نجم طالبان، وأكثر عناصرها من الباشتون، في أفغانستان في خريف عام 1994.
ويعتقد على نطاق واسع أن طالبان بدأت في الظهور لأول مرة من خلال المعاهد الدينية، التي تمول في الغالب من السعودية، التي تتبنى نهجا دينيا محافظا.
ووعدت طالبان، التي توجد في مناطق الباشتون المنتشرة في باكستان وأفغانستان، بإحلال السلام والأمن وتطبيق صارم للشريعة بمجرد وصولها للسلطة.
وفي كلا البلدين، طبقت طالبان عقوبات وفقا للشريعة مثل الإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل أو مرتكبي الزنا أو بتر أيدي من تثبت إدانتهم بالسرقة.
كما هددت طالبان بزعزعة استقرار باكستان، حيث تسيطر على مساحات في شمال غربي البلاد، واتهمت بالمسؤولية عن تنفيذ موجة من التفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى.
وعلى الرغم من وجود أكبر عدد على الإطلاق من القوات الأجنبية في تاريخ البلد، استطاعت طالبان توسيع نطاق نفوذها على نحو مطرد مما جعل مساحات شاسعة من أفغانستان غير آمنة وعاد العنف في البلاد إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2001.
وكان هناك العديد من الهجمات التي شنتها طالبان على كابول خلال الأعوام الأخيرة، كما نفذت في سبتمبر عام 2012، غارة كبيرة على قاعدة كامب باستيون التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وفي الشهر نفسه سلم الجيش الأمريكي السلطات الأفغانية الاشراف على سجن باغرام المثير للجدل الذي يضم ما يزيد على 3 الآف مقاتل من طالبان وإرهابيين مشتبه بهم.
وخلال السنوات القليلة الماضية، زاد اعتماد طالبان كذلك على تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق كسبيل لمحاربة الناتو والقوات الأفغانية.
ومن الصعب تحديد عدد من قتلوا في تلك الهجمات على وجه الدقة، لكن وزارة الداخلية الأفغانية تقول إن طالبان مسؤولة عن قتل ما يزيد على 1800 فرد من قوات الشرطة الوطنية الأفغانية عام 2012.
كما قتل نحو 800 فرد من جنود الجيش الوطني الأفغاني في تفجير قنابل على جوانب الطرق خلال الفترة نفسها، وفقا للتقديرات.
وفي سبتمبر عام 2015 سيطرت طالبان على مدينة قندوز الاستراتيجية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها سيطرتها على عاصمة إقليمية في البلاد منذ هزيمتها عام 2001.
ويوجد نحو 9 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان، ولكن ليست هذه القوة هي مصدر التهديد الوحيد لطالبان التي تواجه أيضا صعود جماعة تنظيم الدولة المتشددة في أفغانستان.
وبعد مرور نحو 16 عاما من الاطاحة بحكمها وصرف مبالغ خيالية للقضاء عليها إلا ان الحركة صمدت وباتت تسيطر الان عمليا على نحو 40 بالمائة من مساحة البلاد وهي توسع سيطرتها يوميا.
الخلافات بين واشنطن باكستان، اعطي فرصة لتمدد وانتشار حركة طالبان في أفغانستان، واستطاعتها السيطرة علي مساحات كبيرة من الاراضي الافغانية ومواجهة حضور "داعش" في البلاد، وهو ما يشير الي أن الحركة ستبقي فصيلا مهما في الشان الأفغاني.