بوابة الحركات الاسلامية : مع وجود حالة انقسامات.. خريطة تحالفات جديدة داخل البيت الشيعي (طباعة)
مع وجود حالة انقسامات.. خريطة تحالفات جديدة داخل البيت الشيعي
آخر تحديث: الخميس 14/09/2017 03:28 م
مع وجود حالة انقسامات..
حالة من الانقسامات داخل البيت الشيعي العراق، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، في ظل موجود تحالف قوي بين رئيس الزراء العراقي حيد العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدي الصدر، مع اختلافات حول رجال ايران في العراق وفي مقدمتهم  رئيس حزب الدعوة العراقي نور المالكي وزعيم منظمة بدر  الهادي العامري

صراع داخل البيت الشيعي:

صراع داخل البيت الشيعي:

الصراعات ليست جديدة بين الأحزاب الشيعية، ولكن هذه المرة تبدو اكثر صعوبة، فالخلافات في عام 2014 داخل كتلة "التحالف الوطني" التي تنضوي تحتها جميع الاحزاب والقوى الشيعية كانت تتركز بين الاحزاب الرئيسية المكونة لهذا التحالف الذي يقود الحكم في البلاد منذ عام 2006، اما الان فالخلافات أصبحت داخل الحزب الواحد.
"ائتلاف دولة القانون" (101 مقعد)، وائتلاف "الأحرار" التابع لرجل الدين مقتدى الصدر (34 مقعدا)، وائتلاف "المواطن" بزعامة عمار الحكيم (30 مقعدا) هي القوى الاساسية التي تشكل عمود التحالف الشيعي، وايضا هناك "تيار الاصلاح الوطني" بزعامة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري (6 مقاعد)، وائتلاف "الفضيلة" (6 مقاعد)، اضافة الى كتلة "الصادقون" التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" (مقعد واحد).

صراع العبادي- المالكي

صراع العبادي- المالكي

ويشهد ائتلاف دولة القانون الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، في 2009 ، العديدد ن الانشقاقات وصراع الأجنحة داخل الائتلاف.
فقد تعرض الائتلاف للإنقسام عام 2014 عندما تم ابعاد المالكي عن رئاسة الوزراء رغم فوزه في الانتخابات في المرتبة الاولى، ومنح المنصب لزميله في حزب "الدعوة الإسلامية" حيدر العبادي.
ومنذ ذلك الحين دخل الرجلان في صراع وانقسم أعضاء الحزب الى فريقين، وبرغم ان مسؤولين ونواباً في "الدعوة" يحاولون إخفاء الخلافات الداخلية ويقولون انه ما زال متماسكا، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فالمالكي يوجه انتقادات واضحة الى حكومة العبادي، بينما يضطر الأخير للرد عليها بقسوة أحياناً.

انشقاق الحكيم:

انشقاق الحكيم:


الأمر لم يتوقف عند ائتلاف دولة القانون وصراع الاجنحة بين "المالكي – ايران" و"العبادي- العرب"، بل امتد الي  التنظيم الشيعي الأهم المجلس الأعلي الاسلامي، حيث، أعلن عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي انشقاقه عن هذا التكتل الذي يعتبر إرثا عائليا، اذ تأسس على يد عمه محمد باقر الحكيم الذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في النجف عام 2003، ولاحقا تزعمه والده عبد العزيز الحكيم والذي توفي عام 2009 ليصبح عمار الحكيم هو الرئيس منذ ذلك الحين.
واسس الحكيم تحالفا جديدا باسم "تيار الحكمة الوطني" وانضم اليه غالبية اعضاء ونواب ومسؤولي المجلس الاعلي الاسلامي، باستثناء القادة الكبار في السن الذين كانوا ممتعضين مسبقا طيلة السنوات الماضية من طريقة إدارة الحكيم، وأبرزهم همام حمودي الذي أصبح الرئيس الجديد للمجلس الأعلى، وباقر جبر الزبيدي وزير المالية الأسبق، وجلال الدين الصغير النائب السابق في البرلمان، وهؤلاء معروفون بقربهم من إيران.
هذا الانشقاق افرز خلافات عميقة بين الطرفين ما زالت قائمة حتى اليوم حول تقاسم ممتلكات واموال إضافة الى خلافات عقائدية وسياسية، اذ ان المجلس الاعلى يميل إلى طهران، بينما يسعى الحكيم للخروج من العباءة الإيرانية والانضواء تحت عباءة السيستاني.

الصدر يغرد منفردا:

الصدر يغرد منفردا:
يعد التيار الصدري بزعامة مقتدي الصدر، ابزر النيارات الشيعية الواضحة و صاحبة الحضور في البيت اشليعي العراقي، مع اعلان مواقفه للفساد ومطالبة بالاصلاح السياسي وقانون الانتخابات الجديد، بالاضافة إلي رفضه مقابلة ممثل المرشد الأعلي في إيران علي خامنئي، ايه الله هاشمي الشاهرودي، ليكسب جماهرية وسط الشيعة العراقيين الرافضين لسطوة والنفوذ الايراني في العراق. 
وكان التيار الصدري هي اول تكتل يعلن انسحابه من التحالف السياسي الشيعي العام الماضي، عندما انضم إلى حركة الاحتجاجات الشعبية التي ينظمها التيار المدني في البلاد، ويدرس حاليا تشكيل تحالف مع التيار المدني رغم محدودية شعبيته، وأيضا مع السياسي الشيعي العلماني إياد علاوي زعيم ائتلاف "الوطنية".

مستقبل البيت الشيعي:

مستقبل البيت الشيعي:
يري كثيرا من المراقبون ان هناك احالفات جديدة سوف تشهدها الساحة اللسياسية العراقية بشكل عام والبيت الشيعي بشكل خاص، في ظل وجود رغبة عراقية لتحرر من قبضة ايران.
وتروج وسائل إعلام عربية لأخبار تفيد بانطلاق "تحالف انتخابي" في بغداد يجمع رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، والسياسي إياد علاوي، إلى جانب، عددٍ من سياسيي المكونين السنّي والكردي من دون ذكر الأسماء والتفاصيل.
وكلما اقترب موعد الانتخابات، فالتحالفات التي سيتم الإعلان عنها ستكشف عمق الانقسامات داخل البيت الشيعي ، ولكن الجميع ينتظر اقرار قانون الانتخابات التشريعية في البرلمان بعدما اقر قانون الانتخابات المحلية الشهر الماضي، اذ سيجري كلا الاقتراعين في يوم واحد في ابريل العام المقبل.
محللون ومراقبون ذكروا أن طهران تريد ضمان الحد الأدنى من التهدئة بين القوى السياسية الشيعية في العراق، حتى إذا اختارت النزول في قوائم منفردة خلال الانتخابات المقبلة، على أن تكون وحدة الطائفة الشيعية سياسياً فوق كل الاعتبارات التي يروج لها الساسة الحاليون من المدنية الى عبور أطر الطوائف وتجاوز تراكمات وتبعات المحاصصة التي يبدو أنها اصبحة الموضة الانتخابية للمرحلة المقبلة.
وبلا شك فان الانتخابات المقبلة ستكون حساسة ومصيرية، وتمثل اختبارا لمستقبل البلاد في مرحلة ما بعد الدولة الاسلامية، اذ تعاني البلاد من أزمة مالية خانقة ودمار واسع ضرب المدن التي سيطر عليها المتطرفون على مدى السنوات الثلاثة الماضية.