بوابة الحركات الاسلامية : رحيل عبد العزيز سي الأمين .. حضور التيجانية في غرب افريقيا (طباعة)
رحيل عبد العزيز سي الأمين .. حضور التيجانية في غرب افريقيا
آخر تحديث: السبت 23/09/2017 07:56 م
رحيل عبد العزيز سي
توفي الخليفة العام للتيجانيين في السنغال، الشيخ عبد العزيز سي الأمين، اليوم الجمعة 22 سبتمبر2017، في مدينة تيفوان شمال العاصمة داكار ، عن سن يناهز 89 سنة، حسب ما أفادت وسائل الإعلام المحلية.

عبد العزيز سي

عبد العزيز سي
وهو  عبد العزيز سي هو ابن الخليفة ماودو الأول، ولد عام 1927 في مدينة "تيواون" شرق العاصمة السنغالية داكار، مركز عائلة الحاج مالك سي.
وكان الشيخ الراحل، وهو سادس خليفة لعائلة الحاج مالك سي، يقود الطريقة التيجانية منذ وفاة الشيخ أحمد تيديان سي الملقب بـ”المكتوم” يوم 16 مارس 2017.
وقد تولى الشيخ عبد العزيز سي منصب الناطق الرسمي للطريقة التجانية لعدة عقود من الزمن،قبل أن يصبح خليفتها العام.
وعرف عنه تفرغه للإمامة وتعليم القرآن وأحكام الفقه والشريعة في محظرته بالجامع المغربي قاد عدة بعثات علمية من المنتبذ القصي في الخارج.
ومن المتوقع ان يعلن غدا الأحد  الخليفة الجديد ، يحيث تنتقل الخلافة التيجانية إلى سرين أبو بوبكر سي بن شرين المنصور سي.
و قال اباب مالك سي المتحدث باسم أسرة سايدي الحاجي مالك سي إن الأسرة ستعين يوم الأحد 24 سبتمبر 2017، الذي يصادف آخر أيام التعزية في رحيل عبد العزيز سي الملقب الأمين الخليفة العام للطريقة التيجانية، خليفة عاما جديدا للطريقة بالسنغال.

اعلان الحداد:

اعلان الحداد:
واعلنت السنغال حالة حداد صباح يوم 22 سبتمبر علي الشيخ عبد العزيز سي . وقد جاء الاف السنغاليين من جميع انحاء البلاد ليقدموا تحية نهائية الى تيفاوين، المدينة الدينية لتيديان في السنغال، حيث تم الصلاة في وقت متأخر من الليل. كما سافر الرئيس ماكي سال ليحيي ذكرى رجل يجسد، وفقا له، "الحوار والاحترام المتبادل".
في وفاة الخليفة العام للطريقة التيجانية في البلاد الشيخ عبد العزيز سي الأمين، الذي وافاه الأجل صباح الجمعة في مدينة تيفوان شمال العاصمة داكار.
 وقال ماكي صال في بيان صادر عن الرئاسة السنغالية إن الراحل "كرس حياته من أجل الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، وسلامة القلوب".
وأكد البيان أن الشيخ عبد العزيز سي الذي توفي عن عمر يناهز 90 عاما "كان مقبلا إلى خالقه، وجسد القيم الإسلامية الثابتة، والقيم السنغالية في الاعتدال والحوار، والاحترام المتبادل".
وأضاف البيان الرئاسي أن الراحل "شكل امتدادا حقيقيا لخلافة أسلافه اللامعين، وكانت فترة خلافته قصيرة زمنيا، لكنه أضاء مسار المجتمع التيجاني وعزز وحدته".
وقد تولى الشيخ عبد العزيز سي الملقب الأمين الخلافة العامة للطريقة التيجانية في السنغال منتصف شهر مارس 2017 بعد وفاة الخليفة السابق الشيخ تيجان سي المختوم.

تاريخ التيجانية في غرب افريقيا

تاريخ التيجانية في
يذكر أن الفضل في إشعاع الطريقة التيجانية بمنطقة غرب أفريقيا يعود إلى الحاج عمر تال (1794-1864)، الذي عاد من مكة المكرمة وهو يحمل لقب خليفة التيجانيين، وفي السينغال يعود الفضل في انتشار الطريقة إلى الحاج ماليك سي، الذي ولد في داغانا بمنطقة سان لوي الحالية (شمال) واستقر نهائيا بتيواوان منذ 1902، جاعلا من هذه المدينة مركزا للعلم والثقافة الإسلامية.
والطريقة التيجانية ، تعتبر اليوم أولي طريقة صوفية ، من حيث تعداد المنتسبين ، وكثرة الزوايا التي أنشأوها ، وشهرة مشايخها المنتشرين في كل بلاد غرب إفريقيا ، ابتداء من موريتانيا فالسنغال ، فمالي ، فغينيا ، فساحل العاج ، فبوركينافاسو ، فالنيجر ، فنيجيريا ، وتوغو وغانا وبنين ، ثم انتشرت في اتجاه الشريط السوداني الكبير ، تشاد ، الكمرون ، السودان ، أما أصلها فهي بلاد المغرب العربي ابتداء من الجزائر ، فالمملكة المغربية ، فتونس ، فليبيا . وهكذا نجد أن الطريقة التيجانية هي أولي الطرق الصوفية في شمال ، وغربي إفريقيا حاليا ، أما من حيث القدم ، فالطريقة القادرية أقدم منها ، وقد انتشرت قبلها.
وفي القرن التاسع عشر وفي الأجزاء الغربية والجنوبية من الجزائر بدأ الشيخ التيجاني ينشر طريقته الصوفية ، ويبث أوراده ، وينبي زواياه ، فكثر مريدوه ، وتعاظم شأنهم ، واعتبروا حلقة من حلقات الصحوة الإسلامية ، لأنه صادف زمن بدايات الاحتلال الأوربي لبلاد إفريقيا ، فكان مريدوه من أشرس المقاومين للاستعمار( الفرنسي خصوصا ) وقد توغل الفرنسيون في زحفهم عند احتلال إفريقيا الغربية ، فأوقفوا أساتذة الخلاوي القرآنية المنتمين إلي الطريقة ، لانتشار الوعي المناديء للاستعمار في أوساطهم فسجنوا هؤلاء الشيوخ وقتلوا بعضهم ، ومثلوا ببعضهم ، وقد كان المقدم الشيخ أحمد حماه الله من بين الذين فقدوا بعد أن قبض عليهم الفرنسيون ، هو وتلامذته في قلب صحراء مالي وموريتانيا ، وتبعه في مصيره شيوخ كثيرون في هذه البلاد المذكورة.
واليوم لاتكاد تمر بمدينة من مدن الإسلام في غرب إفريقيا دون أن تشهد معلما من معالم التيجانية ، كمسجد جامع او زاوية أو خلوة .
والسادة التيجانية من المتعصبين لطريقتهم ، والمتشددين في أورادهم ، أكثر من أصحاب الطرق الأخري .
ونظرا لأهمية هذه الشريحة من المسلمين المنتسبين إلي الطريقة مابين عامي وعالم وتلميذ ، ومسئول حكومي ، ومتعاطف فإن القيام بدراسة منهجية ، وتربوية نفسية للمناهج الدعوية والتعليمية التي اتبعوها ، يفيد في إجلاء حقائق مهمة في تاريخ التربية الإسلامية .
وكذلك لو تتبعنا مكونات وعناصر الأوراد التي يتميزون بها ، فإنها تؤكد أو تنفي مدي اقتباسهم من العلم الشرعي ومن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ، لأصول هذه الاوراد كما أن هذه الدراسة ستتطرق إلي شروط الطريقة وإلي التسلسل التدريجي المتبع في المشيخة التيجانية ، ومدي قدسية الهرم التيجاني .
واستطاعت استطاعت الطريقة التجانية أن تلعب دورا مهما في المجالين الروحي والسياسي في بلاد غرب إفريقيا ، واكتسبت مكانة في نفوس الناس شعبا وحكاما ، وانضوت تحت لوائها دويلات ، وحكومات قامت علي اسس دينية ، وقد كان مريدوها جنودا في المقاومة ضد الاستعمار في المرحلة الاولي ، قبل أن تتحول بعض رؤوسها فيما بعد إلي ممالئين لفرنسا ، ومن أمثال الدول الإسلامية التي قامت علي أساس الدين والمذهب المالكي والطريقة التجانية .