بوابة الحركات الاسلامية : الانتخابات الألمانية على صفيح ساخن..ميركل فى مواجهة شولتس (طباعة)
الانتخابات الألمانية على صفيح ساخن..ميركل فى مواجهة شولتس
آخر تحديث: السبت 23/09/2017 10:08 م
الانتخابات الألمانية
قبل ساعات من ماراثون  الانتخابات الألمانية، خاطبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كتلة المترددين والحديث معهم عن أهمية العدالة الاجتماعية والارتقاء بمستوى الرفاهية والأمن وتزويد المدارس بوسائل التعليم الرقمي ودعم العائلة، والحفاظ على التنوع العرقي والثقافي لأنه "يجعلنا أكثر قوة"، على حد تعبيرها.

الانتخابات الألمانية
فيما روج مارتن شولتس، المنافس على منصب المستشار، لتغيير الحكومة في بلاده لتصبح تحت قيادته،وخلال مسيرة في مدينة آخن غربي ألمانيا، قال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "سنقاتل حتى الدقيقة الأخيرة". وأضاف الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي: "أعتقد أنكم جميعا تشعرون بذلك، والمسألة هنا تتعلق بالكثير من الأمور"، مشيرا إلى أن من الضروري تشكيل حكومة سلم اجتماعي، والحيلولة دون نجاح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
ويري محللون أن فرص شولتس لا تبدو جيدة، إذ أن حزبه حصل في الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا على نسبة تراوحت بين 21 إلى 22%، فيما حصل تحالف ميركل المسيحي على نسبة تراوحت بين 34 إلى 36%، وحصل حزب البديل على نسبة تراوحت بين 11 إلى 13%، واليسار على نسبة بين 9.5 إلى 11% والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) على نسبة بين 9 إلى 9.5% والخضر على نسبة بين 7 إلى 8%.
شهدت الأسابيع الأخيرة تشويشا على المستشارة أثناء تجمعاتها الانتخابية من مجموعات صغيرة من أنصار اليمين الشعبوي تتهمها بفتح ألمانيا في 2015 لمئات آلاف طالبي اللجوء معظمهم من المسلمين، ولكون الفوز شبه محسوم لميركل فإنها ستجد نفسها إثره أمام تحدي تشكيل ائتلاف حاكم،  فقد استبعدت الحكم مع حزبي اليسار والبديل اليمين الشعبوي. والخيار الأسهل نظريا هو الاستمرار في التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين. بيد أن ، إلا أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المهدد في وجوده يمكن أن يختار الانتقال إلى المعارضة.
أما الخيار الآخر الممكن لميركل هو التحالف مع الحزب الديموقراطي الحر الليبرالى إضافة إلى الخضر، لكن الخلافات بين انصار البيئة والليبراليين حول مستقبل الديزل أو ملف الهجرة قد تجعل إدارة التحالف أمرا بالغ التعقيد، كما أن الزعيم الجديد للحزب الليبرالي كريستيان ليندنر (يعارض بشدة مثلا مقترحات الرئيس الفرنسي بإصلاح منطقة اليورو، يبدو شريكا صعبا لأنجيلا ميركل، كما ستجد ميركل نفسها أيضا أمام تحديات دولية عديدة بينها بالخصوص علاقاتها الصعبة مع دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

الانتخابات الألمانية
وحثت ميركل المتطوعين الشباب في حملتها على التحدث مع المترددين عن أهمية العدالة الاجتماعية والارتقاء بمستوى الرفاهية والأمن وتزويد المدارس بوسائل التعليم الرقمي ودعم العائلة. كما شددت ميركل على أهمية الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي لأنه "يجعلنا أكثر قوة"، على حد تعبيرها.
وصعدت ميركل وخصمها الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتس من خطواتها فى اللحظات الأخيرة قبل بدء الانتخابات، أنصارهما والفوز بتأييد المترددين في التصويت بنهاية حملة انتخابية تشهد توترا مع صعود اليمين الشعبوي. صحف أوروبية توقعت فوز ميركل لكن ثمة خشية من أن يحظى وسط مخاوف من حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبويبنتيجة أكبر بكثير من نسبة 10% التي تتوقعها استطلاعات الرأي الحالية. 
من جانيها قالت  صحيفة إندبيندنت البريطانية إن "ميركل أوضحت أن التحالف مع "حزب البديل من أجل ألمانيا" غير وارد،ولكن هل من الممكن أن يحظى هذا الحزب بدعم أكبر من المتوقع، أو أن يحظى الحزب الاشتراكي الديمقراطي [يسار الوسط]بنتيجة أقل من المتوقع؟ ففي هذه الحالة ستكون ميركل عاجزة عن تشكيل ائتلاف حاكم، سواءٌ كان ذلك ضمن ائتلاف حكومي "كبير" كما هو الحال الآن مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو تحالف يمين الوسط مع الحزب الليبرالي الداعم للأسواق الحرة".
أضافت الصحيفة البريطانية: "وفي هذه الحالة، هل ستتاح للحزب الاشتراكي الديمقراطي فرصة تشكيل تحالف من ثلاثة أحزاب من اليسار، بما في ذلك حزب الخضر وربما أقصى اليسار هذا غير مرجح حصوله. فقد أطلق الحزب الاشتراكى الديمقراطي حملة مخيبة للآمال، رغم وجود رئيس البرلمان الأوروبي السابق المخضرم مارتين شولتس على رأس هذا الحزب. ولكن تناوله موضوع عدم المساواة الاجتماعية بالإضافة إلى نهجه المتشكك حيال قضية اللجوء جعلاه يعزف على الوتر الحساس. وهذا ما قد يجعل حسابات ليلة الأحد معقدة، لا شيء يمكن استبعاده".

الانتخابات الألمانية
بينما نوهت صحيفة "دي فيلت" الألمانية أنه "لا يمكن أن يتمخض عن انتخابات 2017 سوى نوعين من الائتلافات: إما ائتلاف كبير من الحزب المسيحي الديمقراطي،والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أو ما يُسمى بتحالف "العَلَم الجامايكي" المتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي،والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والحزب الليبرالي. وستفتقد جميع الائتلافات الأخرى الأغلبية".
ويري مراقبون أن "حزب البديل من أجل ألمانيا لا يمكن التنبؤ بنتائجة: "فإذا تكررت هذه الآلية في ألمانيا، فقد يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا يوم الأحد ثالث أقوى قوة، وفقا لتقديرات فريق إيكوبوكس، بنتيجة أكبر بكثير من نسبة 10% التي تتوقعها استطلاعات الرأي الحالية...".
كما تتم الاشارة إلى قضية اللجوء تقع في قلب ميولات التحالفات السياسية ، بعد أن ارتفعت عدة أصوات في مواجهة استراتيجية الانفتاح والترحيب، المتمثلة في الشعار الشهير الذي تبنّته المستشارة الألمانية ميركل "سوف ننجح، مع الاشارة إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ذو الخلفية القومية، هو الذي جعل من نفسه بامتياز الحزب المضاد للمهاجرين والمعادي لهم.  
وارتفعت فرص حزب ''البديل من أجل ألمانيا'' في استطلاعات الرأي خلال الأسبوعيْن الأخيرين، حيث أظهرت بحوث الرأي العام المنجزة مؤخراً أنه حاز على 10 إلى 12 في المائة من نوايا التصويت، وتتضمن هذه الفئة المواضيع التي تعتز بها حركات اليمين الأوروبي المتطرف، وهي برنامج انتخابي معادٍ للمهاجرين، وللإسلام، ولميركل".
كما تبحث ميركل عن تأمين ضد كلّ المخاطر، حيث سيكون أكثر تجزئة مع دخول قوة سياسية سادسة،  كما أنه قد يظهر بشكل أكثر تطرفاً خاصة مع صعود حزبَيْ اليسار الألماني الشيوعي و"البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي".