وأعلنت الولايات المتحدة ترحيبها بالإعلان عن خطة عمل جديدة في ليبيا، للمضي قدمًا في طريق المصالحة السياسية، ومساعدة الشعب الليبي في تحقيق سلام وأمن دائمين.
وأكدت في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، أول أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة لن تدعم الأفراد الذين يسعون إلى الالتفاف على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيدا بتواصل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة «النشط» مع جميع الأطراف والقيادات الليبية، داعيًا الأطراف كافة للمشاركة في جهود الوساطة التي يقودها سلامة.
وشدد البيان على أن الاتفاق السياسي الليبي يظل الإطار الأساسي لأي حل سياسي لإنهاء الصراع خلال الفترة الانتقالية الحالية.
وفي هذا الشأن، أكدت واشنطن دعمها القوي لوساطة الأمم المتحدة وجهودها، وخاصة مساعيها للتفاوض على تعديلات محدودة متفق عليها للاتفاق السياسي، وإقرار دستور جديد والتحضير للانتخابات الوطنية.
وجدد أيضًا التزام واشنطن بالعمل مع ليبيا والأمم المتحدة والشركاء الدوليين لدفع عملية المصالحة السياسية وهزيمة الإرهاب، والدفع نحو مستقبل أكثر استقرارًا للشعب الليبي.
في سياق متصل، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا إن مؤيدي نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي يمكنهم المشاركة بالعملية السياسية، ودعا كل الدول المنخرطة بالملف الليبي إلى العمل تحت مظلة الأمم المتحدة، مضيفًا وفق وكالة فرانس برس، "أريد الا يكون الاتفاق السياسي ملكا خاصا لهذا او ذاك. فهو يمكن ان يشمل سيف الإسلام (نجل العقيد القذافي)، ويمكن ان يشمل مؤيدي النظام السابق الذين استقبلهم علنا بمكتبي".
ومنذ اطاحة نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 غرقت ليبيا بنزاعات بين مجموعات مسلحة وسلطات سياسية متنافسة.
من جهتها تسعى دول الجوار بصفة مستمرة للبحث عن مخرج للأزمة التي تعصف بليبيا، حيث أعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أن اتفاقا حصل بين وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر على عقد اجتماع في القاهرة قريبا، لبحث تطورات الأزمة الليبية.
ويهدف الاجتماع حسب نص البيان على دعم سبل الحل السياسي في إطار آلية التنسيق الثلاثي بين دول الجوار الليبي.
وجاء ذلك خلال اجتماع تشاوري لوزراء خارجية مصر سامح شكري، وتونس خميس الجهيناوي، والجزائر عبد القادر مساهل، في نيويورك أول أمس الجمعة على هامش مشاركتهم باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب بيان الخارجية المصرية.
وأوضح البيان أن الوزراء اتفقوا على "عقد اجتماع في القاهرة قريبا لتبادل وجهات النظر والرؤى بشأن جهود دعم التوافق الوطني الليبي".واستعرض الوزراء الثلاثة، خلال الاجتماع، وفق البيان، الجهود التي تقوم بها كل دولة من أجل بناء التوافق الوطني الليبي، ودعم الحل السياسي الشامل في ليبيا بعيدا عن أية إملاءات خارجية.
ويأتي هذا فى أعقاب إجتماعات القاهرة الفترة الماضية، لعسكريين ليبيين من الغرب والشرق بهدف بحث سبل توحيد الجيش الليبي،حيث أعلن عن تشكيل لجان "فنية نوعية مشتركة"، لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. كما اتفق المجتمعون على مجموعة من المبادئ والثوابت الوطنية، ومنها: وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها والتأكيد على حرمة الدم الليبي، والالتزام بإقامة دولة مدنية مبنية على مبادئ التداول السلمي للسلطة والتوافق وقبول الآخر، والتأكيد على مهنية ووطنية المؤسسة العسكرية الليبية وتعزيز قدراتها، وإبعادها عن مظاهر الصراعات الفكرية والعقائدية والجهوية والتجاذبات السياسية، حسب بيان للمتحدث العسكري.
وفي تونس، إلتقى قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في إطار الجهود التونسية المبذولة لبحث تقريب الفرقاء الليبيين وتشجيعهم على الحوار والتفاهم لإيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا.
ويري مراقبون أن اجتماع اللجنة الرباعية قد يساهم في حل الأزمة الليبية التي فشلت كافة المساعي في حلها منذ تدخل الدول لانقاذ ليبيا.