بوابة الحركات الاسلامية : مساعي لحل الأزمة الليبية.. والأمم المتحدة تواصل "لم الشمل" (طباعة)
مساعي لحل الأزمة الليبية.. والأمم المتحدة تواصل "لم الشمل"
آخر تحديث: الأربعاء 27/09/2017 02:52 م
مساعي لحل الأزمة
تتواصل المساعي لحل الأزمة الليبية بكافة السبل، حيت بدأت الأمم المتحدة مسعى جديد أمس الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 لتحقيق الاستقرار في ليبيا يقضي بأن تعدل الفصائل المتنافسة خطة سلام متعثرة وتضع البلاد على طريق الانتخابات.
مساعي لحل الأزمة
ووفق ما ذكر المبعوث الأممي لدي ليبيا غسان سلامة، تهدف الجهود إلى إنهاء الفوضى التي تصاعدت في ليبيا بعد انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 وأطاحت بمعمر القذافي مما أتاح المجال أمام الإسلاميين المتشددين وشبكات التهريب التي أرسلت مئات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا.
ويوم 23 سبتمبر الجاري، أقرت اللجنة الرباعية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، خطة العمل الجديدة من أجل ليبيا، االتي طرحها المبعوث الأممي أمام الاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي عُـقد أول من أمس الأربعاء بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتتواصل مساعي الدول لحل الأزمة الليبية التي عصفت بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في 2011 وغرقت ليبيا في الفوضي إثر تفشي الجماعات الإرهابية المسلحة، التي استطاعت أن تتوغل في معظم المناطق وتتخذ أوكارا لاسلحتها، وعلي رأسهم تنظيم داعش الإرهابي الذي لازال بقاياه في مختلف المناطق.
كذلك نشبت خلافات سياسية وعسكرية وأصبح اقتصادها في حالة تراجع مستمر، ويتنافس برلمانان وحكومتان على السلطة في البلاد.
وأعربت اللجنة الرباعية عن قلقها المستمر إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في ليبيا، كما أعربت أيضًا عن قلقها إزاء خطر الإرهاب، وتؤكد الحاجة الملحة إلى تقديم الدعم والمساعدة في مجال الإنعاش المبكر إلى المناطق التي تم تحريرها أخيرًا من قبضة تنظيم داعش.
ورحبت اللجنة الرباعية خطة عمل الأمم المتحدة التي تم تقديمها في الاجتماع، والذي تضمن أولاً مجموعة محدودة من التعديلات على الاتفاق السياسي الليبي، يعقبها مؤتمر وطني، ليتم لاحقًا اعتماد الإطار الدستوري والانتخابي اللازم لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون عام من الاجتماع رفيع المستوى.
وأعلن غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا الأسبوع الماضي عن "خطة عمل" تستمر عاما في سبيل الانتقال إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وبدأ تنفيذ الخطة الثلاثاء بمفاوضات بين وفدين من البرلمانين المتنافسين في شرق ليبيا وطرابلس بهدف صياغة تعديلات على خطة سابقة توسطت فيها الأمم المتحدة وجرى توقيعها في ديسمبر 2015.
وحث سلامة خلال اجتماع الوافدين في تونس على تنحية خلافاتهما جانبا والانتهاء من عملهما في الوقت المناسب، مضيفا أن الليبيين ضاقوا ذرعا بعد أن تحول الانتقال إلى انتقال بلا أفق، مشيرا إلى أن ليبيا بها مؤسسات نائمة ينبغي إيقاظها ومؤسسات مقسمة يجب توحيدها ومؤسسات مخطوفة تحتاج إلى إعادة بناء.
وأعلنت الولايات المتحدة ترحيبها بالإعلان عن خطة عمل جديدة في ليبيا، للمضي قدمًا في طريق المصالحة السياسية، ومساعدة الشعب الليبي في تحقيق سلام وأمن دائمين.
مساعي لحل الأزمة
وأكدت في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، أول أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة لن تدعم الأفراد الذين يسعون إلى الالتفاف على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيدا بتواصل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة «النشط» مع جميع الأطراف والقيادات الليبية، داعيًا الأطراف كافة للمشاركة في جهود الوساطة التي يقودها سلامة.
وشدد البيان على أن الاتفاق السياسي الليبي يظل الإطار الأساسي لأي حل سياسي لإنهاء الصراع خلال الفترة الانتقالية الحالية.
وفي هذا الشأن، أكدت واشنطن دعمها القوي لوساطة الأمم المتحدة وجهودها، وخاصة مساعيها للتفاوض على تعديلات محدودة متفق عليها للاتفاق السياسي، وإقرار دستور جديد والتحضير للانتخابات الوطنية.
وجدد أيضًا التزام واشنطن بالعمل مع ليبيا والأمم المتحدة والشركاء الدوليين لدفع عملية المصالحة السياسية وهزيمة الإرهاب، والدفع نحو مستقبل أكثر استقرارًا للشعب الليبي.
وفي سياق أخر، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد صرح في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة  بأن ليبيا تعرضت للقصف في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أنشأ فقط منطقة حظر للطيران، وأن منطقة حظر الطيران تعني فقط ، أن لا تطير الطائرات في المجال الجوي، ولكن أعضاء الناتو استخدموا هذا القرار  لقصف قوات القذافي ومطاردة القذافي شخصيا.
جدير بالذكر أنه تم توقيع الاتفاق السياسي الليبي، اتفاق الصخيرات، في المغرب في 17 ديسمبر 2015، والذي تمخّض عنه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومجلس الدولة (غرفة نيابية استشارية)، بالإضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب في طبرق (شرق) باعتباره هيئة تشريعية، إلا أنه لم يحظي بدعم الشرق الليبي المتمثل في الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.
ومن المتوقع أن يبرم برلمان الشرق أو مجلس النواب قوانين لإجراء انتخابات عامة واستفتاء للموافقة على الدستور، ولم يعمل البرلمان تقريبا خلال العامين الأخيرين وقاطعه عدد كبير من النواب.