بوابة الحركات الاسلامية : تحالف قيد الدراسة.. هل يرضخ البابا فرانسيس لحاخامات إسرائيل لمحاربة الإسلام الأصولي؟ (طباعة)
تحالف قيد الدراسة.. هل يرضخ البابا فرانسيس لحاخامات إسرائيل لمحاربة الإسلام الأصولي؟
آخر تحديث: الأربعاء 27/09/2017 10:14 م
تحالف قيد الدراسة..
نشر معهد جيت ستون، المتخصص في دراسات السياسة الدولية، تقريرًا أمس الثلاثاء 26 سبتمبر 2017، بعنوان "تعاون كاثوليكي – يهودي لمكافحة عنف الإسلام الأصولي" ، والذي أعده البروفيسور لورانس أيه فرانكلين، مسؤول الشؤون الإيرانية لوزير الدفاع رامسفيلد السابق، كما عمل ملحقًا عسكريًا للولايات المتحدة السفارة في إسرائيل، التقرير الذي ترجمه موقع بوابة الحركات الإسلامية.

يبدو أن رئيس الحاخامات في العالم يريد عمل اتفاق مع الفاتيكان لمكافحة الإسلام الأصولي، ففي رسالة أخيرة، اقترحوا تحالفًا رسميًا بين اليهودية والكاثوليكية، وكان مفدى الرسالة: "ندعوا الكنيسة الكاثوليكية إلى الانضمام إلينا في تعميق قتالنا ضد الهمجية الجديدة لجيلنا، وهي الفروع المتطرفة للإسلام".

هذا التحالف الاستثنائي سيوحد اليهود المتطرفين والكرسي الرسولي ضد عدوهم المشترك، الإسلام الجهادي، وحددت رسالة الحاخام بـ"أن الخطر الحقيقي الذي يواجهه الكثير من المسيحيين في الشرق الأوسط، وأماكن أخرى حيث يتعرضون للاضطهاد والتهديد بالعنف والموت على أيدي أولئك الذين يحتجون باسم الله عبثا عن طريق العنف والإرهاب". 

الاقتراح الذي تم إرساله إلى البابا فرانسيس، اتفق عليه كل من رئيس حاخامات إسرائيل، ومؤتمر الحاخامات الأوروبيين، والمجلس الحاخامي لأمريكا - يمثلون الغالبية العظمى من اليهود المتطرفين في العالم، ولم يوقع ممثلو الأجنحة المحافظة والإصلاحية لليهودية على المقترح، ومن المعروف إن أي جهود ناجحة من قبل المجتمع اليميني للحصول على دعم من القادة اليهود والإصلاحيين المحافظين من شأنه أن يعزز موقف المبادرة لدى الفاتيكان.

وانتهز مكتب الحاخامية مناسبة ذكرى نشر الفاتيكان للموسوعة البابوية "نوسترا أيتات" أو "في عصرنا" الخمسين لإطلاق نداءهم.
وبحسب الموسوعة المعلنة قام البابا بولس السادس في 28 أكتوبر 1965، بإصدار وثيقة خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، برأ فيها الشعب اليهودي من أي مسؤولية عن صلب المسيح، الوثيقة التي أحدثت ثورة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية واليهودية.

واقترح الحاخامات تحالفًا لمحاربة الجهاد الإسلامي المعادي للسامية والمسيحية، مشيدين برسالة البابا فرنسيس الرسولية لعام 2015 والتي قال فيها: "إن الله لا يزال موجودًا بين أهل العهد القديم، يمنحهم من كنوز الحكمة التي تتدفق من لقاءهم معه".

ورصد التقرير أيضًا بعض من مواقف البابا فرانسيس ورؤيتهه تجاه الإسلام، فرفض انتقاد الإسلام، حيث اعتبر القرآن "كتاب نبوية جاء بالسلام". كما قال، في رحلة من بولندا، إنه "ليس من الصحيح وصف الإسلام بالعنف"، ولكن الحاخامات كان لديهم تحفظًا وقلقًا حول تعليق فرانسيس في واقعة التفجيرات التي وقعت لمجلة "تشارلي إيبدو" الساخرة في باريس، خاصة عندما قال: "هناك حدود في حرية التعبير.. فليس مسموحًا إهانة دين الآخر، كما ليس مسموحًا لك بالسخرية من معتقدات الآخرين".

ومن المقرر أن يتم عقد جلسة اجتماع للاستماع إلى اقتراح الحاخامات من أجل إقناع فرانسيس  بالتحالف، والتي تعقدها لجنة العلاقات الدينية للكنيسة الكاثوليكية مع اليهود، في الفاتيكان، والمجلس البابوي للحوار بين الاديان، مع توقعات برفض الفاتيكان للتحالف بسبب قلقهم تجاه الأقليات المسيحية المقيمة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، فضلًا عن حرصهم في تأمين المواقع الأثرية المسيحية في الأراضي المقدسة، وحماية ممتلكات الفاتيكان والمصالح المالية.

وأفرد التقرير أسباب حرص البابا فرانسيس اتخاذ أي موقف تجاه الإسلام قد يتم تفسيره بشكل خاطئ لدى المسلمين، فهو يريد تجنب تكرار العنف المناهض للمسيحية الذي أعقب انتقاد البابا بنديكت المسيحي للإسلام.

كما أسرد التقرير الذي نشره المعهد، الأسباب التي من شأنها قد يرفض البابا فرانسيس المقترح، فيقول أن فرانسيس يدرك إمكانية العنف المحتمل الذي ممكن أن يندلع ضد المسيحيين في حال تعاونه مع اليهود لمكافحة العنف الإسلامي، كما أن أحد أسباب التي ممكن أن دافعًا لرفض المقترح أن الوثيقة تم رفضها من اليهود العلمانيين والإصلاحيين.