بوابة الحركات الاسلامية : «النزعة الجهادية لدى النساء» كتاب يرصد ظاهرة تجنيد داعش للنساء (طباعة)
«النزعة الجهادية لدى النساء» كتاب يرصد ظاهرة تجنيد داعش للنساء
آخر تحديث: السبت 07/10/2017 10:32 م حسام الحداد
«النزعة الجهادية
اسم الكتاب: «النزعة الجهادية لدى النساء»
المؤلف: فتحي بن سلامة، وفرهاد خوسروخافار
دار النشر:  مطبوعات (سوي) الفرنسية
تاريخ النشر : سبتمبر2017
يروّج الخيال «الجهادي» لعالم مثالي يرسم للنساء صورة الأمير الجذاب والشجاع والصادق والمناضل في سبيل دينه. هذا الخيال هو ما يجذب النساء إلى الحركات "الجهادية".
وتعود أسباب انضمام نساء إلى تنظيمات "جهادية" في العراق وسوريا في الكثير من الأحيان إلى صدمة شخصية تركت أثرًا قويًا، أو إلى بحث وجودي، أو إلى رؤية إسلامية طوباوية، بحسب مؤلفي كتاب «جهاد النساء» Le Jihadisme Des Femmes (المكون من 112 صفحة، منشورات سووي، 15 يورو) عن مطبوعات (سوي) الفرنسية في سبتمبر الماضي، الطبيب النفسي فتحي بنسلامة والمتخصص في علم الاجتماع فرهاد خوسروخافار.
ويعتبر الكتاب ان انضمام النساء الى تنظيمات جهادية يعود الى تعرضهن لصدمة شخصية او معاناة من أزمة هوية او بسبب الانخراط في رؤية اسلامية طوباوية، لكنهن يصطدمن فيما بعد بظروف رهيبة.
وتشكل النساء نحو 10 بالمئة من حوالي خمسة آلاف من الجهاديين الاوروبيين الذين انضموا الى تنظيم الدولة الاسلامية خلال السنوات الاخيرة، والفكرة الجهادية الخيالية، أو العالم المثالي الذي تروج له دعاية الجهاديين، ترسم لهن صورة زوجة مقاتل في ثياب أمير جذاب وشجاع وصادق، وأم “أشبال” يشكلون الجيل الجديد من الجهاديين الجاهزين منذ نعومة أظفارهم.
يقول خوسروخافار، أحد مؤلفي كتاب "جهاد النساء" الصادر في سبتمبر، "حاولنا ان نفهم لماذا يردن الانضمام الى الخلافة التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية".
ويضيف "قسم منهن تعرضن لصدمات حقيقية او خيالية، لكن التزام أخريات، خصوصا الشابات الصغيرات، يفسر بالرغبة في ان يصبحن بالغات والخروج من حالة مراهقة مطولة كثيرا ما تعاني منها الفتيات في مجتمعاتنا الغربية".
والفكرة الجهادية الخيالية، أو العالم المثالي الذي تروج له دعاية الجهاديين، ترسم لهن صورة زوجة مقاتل في ثياب أمير جذاب وشجاع وصادق، وأم "أشبال" يشكلون الجيل الجديد من الجهاديين الجاهزين منذ نعومة أظفارهم.
ويضف بنسلامة: على خلاف الرجال، لم ترحل النساء للقتال - فقط أقلية منهن رغبته - وإنما كن متأثرات بالمثاليات والتي يمثل «الزوج المثالي» إحداها. لدى غالبيتهن، وجد الطموح في البداية ضالته في رؤية رومانسية عن الحب والاكتشاف، أو تحقيق أمنية امرأة تعبر عن نفسها بإرادة الزواج والحصول المبكر على طفل. وبينما تمتد فترة المراهقة في مجتمعاتنا، فإن «داعش» منحتهن فوراً مكانة المرأة الناضجة. بالنسبة لهن، الرجال الغربيون يمكن الثقة فيهم إلى حد ما، جديون إلى حد ما، والبطل، الفارس المستعد للموت الذي تراه مجسداً في الجهادي، يحظى بثقة أكبر. الرجل المثالي، الذكوري، المستعد للتضحية بذاته من أجل قضية هو مبتغى هؤلاء النساء.
ويتابع خوسروخافار "لكن عندما وجدن أنفسهن في الميدان في ظروف صعبة بل ورهيبة لا علاقة لها بما كن يتوقعن، أصيب الكثير منهن باليأس وبعضهن حاولن العودة. قلة منهن نجحن في ذلك وأخريات قتلن. وأصيب قسم كبير منهن بخيبة امل".

ويقول الباحثان في مقدمة كتابهما "تنظيم الدولة الاسلامية ابعد ما يكون عن الرفق بالنساء". فهن يلاقين منه "معاملة تمييزية واحتجاز في منازل مغلقة في انتظار أزواج ومنع من الخروج منفردات الى الشارع وفرض النقاب وعدم مساواة صارخة بين الرجال والنساء. كل مكونات المس بالضمير معاصر موجودة".
ورغم ذلك تنجح دعاية الجهاديين في إيجاد آذان صاغية عند بعضهن، خصوصا عند الشابات الصغيرات اللواتي يجدن في هذه القواعد المجحفة والممنوعات، نموذجا مضادا يتيح لهن تحقيق الذات على الاقل في البداية".
ويوضح الباحثان "ان التطرف الاسلامي الذي نشرته دعاية داعش، روّج لاسطورة نوع جديد من الانثوية الكاملة  بالتوازي مع إعطاء دروس أخلاقية حول العلاقات بين الرجل والمراة وتأكيد معايير قمعية أغرت بعض المراهقات والشابات اللواتي يعانين من أزمة هوية".
وبسبب الهزائم العسكرية المتتالية التي يتعرض لها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، أصبحت مئات الجهاديات الغربيات واطفالهن سجناء، لا سيما في العراق وتركيا. وسيكون مصيرهن مشكلة حقيقية خلال الاشهر المقبلة.
ويقول خوسروخافار "في الجانب الاوروبي، ليست هناك حماسة كبيرة لعودتهن  هناك رغبة في اختفائهن. لكن لا بد من التكفل بالعائدات منهن".
ويضيف "هن في الغالب مصدومات، ويشكل اطفالهن مشكلة. فبعضهم تعرض لغسل دماغ ويتعين الاهتمام بهم والا فسنواجه الكثير من الاضطرابات. ويمكن ان يصبحوا في المستقبل شبانا قادرين على القتل بسهولة او على تنفيذ اعتداءات".
ويتابع "يجب الاهتمام بجدية بهذه المشكلة. أدرك ان الامر سيكون مكلفا، وانه لا يوجد نموذج قائم لمعالجة التطرف، لكن لا بد من المحاولة. يجب مواصلة لابحث وإيجاد تدابير للاهتمام بهم".
ويقول خوسروخافار "هناك ايضا اللواتي لا زلن يؤمنن بأفكار الجهاديين. وكما هو الحال مع الرجال يجب التفريق بين التائبات والمتصلبات والمترددات والمضطربات نفسيا".